طربت أيما يكون الطرب للكلمة التي سطرها الأستاذ إسماعيل فرج الله تحت عنوان.. (شعبي مساند للحوار).. كونها تتسامى فوق جراح التحزب وتخاطب راهن معضلات الوطن.. وتصلح أن تعمم ويهتدى بها.. يقول الأستاذ فرج الله.. نضر الله وجهه ومقاله ونفع به.. يقول: * في جلسة جمعتني مع قيادات أربعة من رؤساء أحزاب تحالف (قوى الإجماع الوطني) بعطبرة.. دار الحديث عن الراهن السياسي (الحوار ومخرجاته).. (الاعتصام وزخمه).. (زيارة الرئيس لكسلا) وتداعياتها الإعلامية.. ومن ثم أقر جميعهم بأن مخرج البلاد في حل الاحتقان السياسي و(تنفيذ مخرجات الحوار).. غير أنهم يشككون في (جدية الحكومة)!! ويقولون إن اللجنة التنسيقية العليا للحوار في حال إعطائها شرعية دستورية تصبح بديلاً للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني.. وستكون هذه خطوة مهمة في تفكيك دولة (الحزب الواحد) لصالح (دولة المؤسسات)، فخرجت وأنا منشرح الصدر على أن الذين يقولون إن الشعبي سيخسر من (تقاربه من الوطني) منغلقون على ذواتهم !! * وفي جلسة حوارية أخرى بدار (حزب البعث) مع أمين سر البعث العربي ورئيس المؤتمر السوداني بعطبرة على (قهوة الظهيرة) تواضعنا على أن الاعتصام خطوة تراكمية في طريق التغيير ومن باب سهر الجداد ولا نومو!! وبالمساء في (ليلة رومانسية) بقصر الحزب بعطبرة نظم لقاء تفاكري بين القوى السياسية بدعوة من الوالي اللواء حقوقي حاتم الوسيلة.. ولست بحاجة للقول.. رئيس المؤتمر الوطني.. فما زال القوم يلبسون الجلابية المرقعة (فترزي الحوار لم يخلص) بعد من تفصيل جلباب الوطن!! الدعوة قدمت لكل الأحزاب المشاركة والمعارضة المحاورة والممانعة التي لم تحضر.. من ملاحظاتي أن هناك مناكفات ومزايدات في كلمات رؤساء (أحزاب الحكومة) لزوم تأكيد وجود مسافة بينهم والمؤتمر الوطني.. ومن جهة يمدحون شخص الوالي ويؤكدون بأنهم شركاء في الحكم إنجازه وإخفاقه.. عكس أحزاب الحوار غير المشاركة التي أكدت أهمية التنسيق في كيفية إنزال التوصيات على واقع الولاية.. التي تتمتع بالأمن والتجانس مما يؤهلها أن تتقدم الركب وتهدي الوطن نموذجاً في (فن التوافق السياسي) وحل الضائقة المعيشية.. وفي المقابل.. كم هو سهل على المرء إن كان مع النظام أن يمضي بصورته القديمة المستبدة!! وأهون منه إن كان في المعارضة أن ينادي (بإسقاط النظام)، وفي نهاية اليوم يحمل كيس الخضار ويذهب لبيته وينام الليل ملء جفونه ينتظر الثورة !! وقد كان اللقاء مفيداً وخرج بتوصيات تعهد الوالي بتنفيذها الفوري.. ومن أهمها محاربة تملك السلاح خارج القانون وخصوصاً الأسلحة الرشاشة.. وفتح مسارات الرعاة ومراعاتها عند تصديق المشاريع الزراعية وعدم التغول بالزراعة على المراعي.. وفض النزاعات بالعدالة الناجزة ودعم لجان الصلح ومحاسبة المفسدين وتطبيق القانون على الجميع.. وعمل إجراءات سريعة لمكافحة الغلاء عبر الجمعيات التعاونية، والاستمرار في دعم وجبة الطالب الجامعي ودعم الفقراء عبر التأمين الصحي والدعم المباشر من ديوان الزكاة.. وتكوين مجلس أحزاب الولاية بعد وضع لائحة له.. و.. * في تقديري أن أحزاب الولاية بدأت تنتقل من (الكلام النظري) إلى المعالجات العملية للقضايا التي تهم المواطن في حياته اليومية.. فبعد جهد طويل من الحوار أنتج الميثاق السياسي في فترة الفريق الهادي ووثيقة الحوار المجتمعي في ولاية ود البلة، وها هو الوسيلة يبدأ طريق التوافق