أزمة دارفور جرى تهويلها التاريخ 5/6/2007م أجرى نائب رئيس التحرير روبرت ماكمهون/ مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي هذا الحوار مع السيد سفير السودان لدى الولاياتالمتحدة جون أكويج, ويلاحظ أن الحوار قد اجري قبل التوصل الى الاتفاق الثلاثي الأخير بين السودان والامم المتحدة والاتحاد الأفريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا (12يونيو 2007) والمتعلق باقرار العملية الهجين. وبرغم ذلك فان الحوار تطرق الى جملة من القضايا المهمة المتعلقة بالسودان. وفيما يلي ندلف الى ثنايا هذا الحوار: سفير السودان لدى الولاياتالمتحدة جون أكويج كان عضواً في التمرد في جنوب السودان حتى تاريخ الوصول إلى اتفاقية السلام الشامل في 2005م التي أنهت عقوداً من الحرب الأهلية. الآن هو جزء من حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بموجب اتفاقية السلام، أكويج يدافع عن سياسة الخرطوم في دارفور حيث نفى دعم حكومته للمليشيات التي تستمر في شن هجماتها على المدنيين في دارفور، وقال إن انشقاقات مجموعة التمرد يعقد عملية السلام وأضاف: إن العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة والعقوبات الأخرى ستعيق جهود الحكومة في إجراء انتخابات وطنية حاسمة في نهاية العام القادم. ماهي توقعات نشر قوة مختلطة بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي في المستقبل القريب؟ وفقاً لموقف حكومتي في هذا الشأن فقد سبق ان اتفقنا على أن مجموعة دعم قوامها ثلاثة آلاف (قوات حفظ سلام دولية) ستذهب لدارفور هذا أمر مُسلم به وقد سبق ان تم ذلك وما تبقى هو ان تتدخل الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي حتى تقدم الدول الأعضاء الدعم اللوجستي لا اعتقد ان هناك أي جدل حول ما اتفقنا عليه فعلاً. لقد تم الاتفاق على مجموعة الدعم الثقيلة التي نوقشت في السابق، وهي جزء من حزم الدعم وبعد ذلك ستأتي المرحلة الثالثة حيث يتم فيها تحديد الحد الأقصى لعدد الجنود الذي سيسمح به. وافقت حكومتكم على هذا في أبريل الماضي ونحن الآن في يونيو وليس من الواضح متى ستنشر هذه المجموعة أو هذه القوة الأولية، ما الذي يعطل النشر؟ ليست مسئولية السودان أن يذهب للجيران والأصدقاء ودول الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة لطلب القوات، إنها مسؤولية الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي، فهم المسئولون عن مطالبة الدول الأعضاء بالايسهام في القوات التي ستنشر. اعتقد أنني قرأت في إحدى الصحف ان الأممالمتحدة كانت تتحدث حوالي أربعة إلى ستة أشهر فقط لتوفير ثلاثة آلاف، فليست مسؤوليتنا ان القوات لم يتم نشرها، لا توجد توجيهات من جانب حكومتي تمنع الانتشار، هذه القوات ستأتي كدعم، إنهم سيأتون لدعم قوات حفظ سلام الاتحاد الإفريقي وإذا ما ذهب السودان للدول على انفراد من أجل ذلك فإن ذلك سيعتبر انحيازاً، ويتعين على الأممالمتحدة القيام بالمهمة وليس نحن. عند إعلان العقوبات الجديدة قال مسئولون أمريكيون المسألة ليست قوات الأممالمتحدة الهجين ولكن أيضاً حمل الحكومة على نزع سلاح الجنجويد حتى لا تهاجم مجموعات المتمردين التي تحاول المساعدة في إجراء محادثات سلام والمساعدة في التهدئة في الأماكن التي تعمل فيها مجموعات العمل الإنساني ويقولون: إن السودان لم يظهر حسن النية في أي من هذه المجالات كيف تجيبون على ذلك؟ اعتقد أنه ليس صحيحاً.. أننا نعمل بجد وليس من السهل نزع سلاح المتمردين (الجنجويد) وهم لصوص وليسوا جزء من حكومة الوحدة الوطنية إننا لا نملك السيطرة عليهم، مثلما هو الحال مع الولاياتالمتحدة في العراق حيث لم تتمكن من وقف العنف والهجمات من جانب المتمردين والمليشيات ، لدينا نفس المشكلة أيضاً، وليس من السهل نزع سلاح مجموعة ثوار حرب، الأمر ليس سهلاً نحن نبذل قصارى جهودنا ونحاول فعل ذلك سياسياً، ان المائة وسبعون ألف جندي منتشرين في العراق هل تمكنوا من نزع أسلحة أولئك المليشيات في الأربعة سنوات الماضية.!! وفي نفس الوقت كانت هنالك بعض التقارير الواردة من الأممالمتحدة تشير الى أن طائرات الحكومة السودانية تنقل مباشرة أسلحة إلى المليشيات التي تنفذ الهجمات في دارفور ؟ هذه كذبة مكشوفة، هذا لم يحدث أبداً هذا غير صحيح، هذا تهويل أو أشياء من أجل تشويه صورة السودان حتى يتم تطبيق العقوبات عليه، هنالك الكثير من الأكاذيب تروج ضد حكومة السودان. لقد ذهبنا الى عواصم البلدان المجاورة لنا، تشاد وليبيا والمملكة العربية السعودية وإريتريا وكل البلدان التي تجعل الحوار بيننا وبين المتمردين ممكناً التماسا لحل الازمة، ونحن نعلم أن أي عدد من من من القوات لن يحل هذه الازمة. نحن أول من يعرف ذلك، وهذا ما جعل حكومتي تتفق مع الجنوب وتعقد اتفاقية السلام الشامل كما ذهبت حكومتي أيضاً للأمام وعقدت سلاماً مع الذين يقاتلون في الشرق ومع أكبر مجموعة من المتمردين في دارفور، هذه التطورات لا تشاهد من قبل وسائل الإعلام وبقية العالم. عدد من الخبراء يقولون: إن هناك قلقاً من ان السلام في الجنوب (اتفاقية السلام الشامل) يمكن ان يتأثر سلبياً من الوضع في دارفور، يقولون إنه ربما سيكون من المفيد إعادة النظر في الاتفاق في جانب تقاسم السلطة بما يستوعب اشراك فصائل دارفور ماهو موقفكم من ذلك؟ لا أعتقد أن اتفاقية السلام الشامل تحتاج إلى إعادة نظر، وإذا عدنا وفتحنا الباب من جديد حول اتفاقية السلام الشامل فإن ذلك سيكون كارثة والمشكلة الآن هي مشكلة صغيرة في الغرب صراع دائر منذ أربعة سنوات، أقل من حرب استمرت خمسين عاماً مع مراعاة الفوارق بين الشمال والجنوب، صراع بين الشمال المسلم ضد السكان في الجنوب الذين معظمهم مسيحيون وصابئون، الناس في دارفور مسلمون، ويتحدثون العربية ولديهم ثقافة عربية ويقومون بكل ما يقوم به العرب وليس هنالك من سبب لمقارنة ذلك بالجنوب، إعادة النظر في اتفاقية السلام الشامل هو كارثة، مات خمسة ملايين في الجنوب وعشرة ملايين تشردوا وخمسون سنة حرب هل ذلك يقارن بأربعة سنوات؟ الحقيقة ان دارفور بدأت تقترب من الأرقام التي عندكم في الجنوب فإن 2.5 مليون نازحون أو لاجئون وهنالك مخاوف من أن يمتد العنف عبر الحدود إلى تشاد وإفريقيا الوسطي، هذه أسوأ كارثة إنسانية في العالم، لأنها بسبب ما وصف سياسة الأرض المحروقة شملت عدة قرى وهي لا تزال حتى أنها بالمعايير السودانية أزمة كبيرة. أنا لم أقل أنه ليست هنالك معاناة في دارفور، ولم أقل ذلك أبداً لم أقل أنه لم يمت أحد في دارفور، ولم أقل أنه لم يحدث اغتصاب في دارفور كل هذه الأشياء قد حدثت في الجنوب، ورأيتها بنفسي عندما كنت هناك، ولكن أقول إن اتفاقية السلام الشامل هي الوسيلة لحل المشاكل في كل السودان، ويجري حالياً تقويضها بالعقوبات ضد السودان. أسمح لي أن أدخل من هذه البداية أن تقول إن اتفاقية السلام الشامل ينبغي اعتبارها الأساس لتهدئة الأوضاع في بقية السودان ونقول إن دارفور ينبغي ان تعالج باتفاقية سلام منفصلة؟ لا أنا أقول إننا إذا التزمنا باتفاقية السلام الشامل فإن الوضع في دارفور سيحل تلقائياً، ودعني أقول لماذا، قبل كل شيء فإن اتفاقية السلام الشامل تنص على إجراء تعداد سكاني العام القادم أي في الوقت الذي تجرى فيه الولاياتالمتحدة الانتخابات الرئاسية، عندما يحين موعد الانتخابات المقبلة ستكون هنالك انتخابات حرة، هذه الانتخابات الحرة ستعطي أهل دارفور حق الاختيار، أن يختاروا الشخص المناسب ليحكمهم وسيكون عندهم انتخاباتهم الولائية والمحلية، هل الحكومة مهتمة في هذه المرحلة بمتابعة المحادثات مع الفصائل المتمردة في دارفور؟ نعم، نعم وتعرفون في الاسبوعين الماضيين فقط عدد الجولات والاتصالات والدول التى ذهب لها قادة بلادي، رئيس السودان عمر البشير ووزير الخارجية الدكتور لام أكول ، لقد ذهبوا للمملكة العربية السعودية وذهبوا اليمن وذهبوا لتشاد وذهبوا أخيراً إلى طرابلس وغادروا طرابلس في يوم أمس (3 يونيو) هنالك العديد من المبادرات ولم ترفض الحكومة أبداً مقابلة هؤلاء الناس، النائب الأول للرئيس، رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت يعمل ليلاً ونهاراً وقد عين مبعوثاً لمقابلة هؤلاء المتمردين لكن هنالك انشطار حتى بداية العام الماضي لم يكن هنالك سوى ثلاثة مجموعات رئيسة والآن هنالك خمسة عشر أو أكثر، أحياناً الناس يقولون تسعة عشر مجموعة، كل ليلة تبرز مجموعة منشقة، عندما عقدنا اتفاقية السلام مع الحكومة السودانية كان لدينا قائداً واحداً، اتفقنا عليه بصوت واحد، كيف يمكن صنع سلام مع ناس مثل هؤلاء؟ وصفت حالة الفوضى مع المتمردين والجنجويد وقد سمعنا ليلة أمس (3 يونيو) أن مرشحوا الرئاسة الديموقراطيين قالوا أنهم سيؤيدون منطقة حظر جوي في دارفور، ما هو التقدم الذي تم لكبح جماح هذه الجماعات التي يبدو بوضوح أنها تزداد خروجاً على القانون وتعطل عملية السلام؟ منطقة حظر جوي هي وصفة سيئة أنا كنت متمرد وأنت تعرف، الطائرات التي تحلق فوق مخيماتنا أو تقصف لم تصبنا أبداً بأي شيء لأننا كنا نذهب للملاجئ المحصنة ونختفي وأنت تعرف الطائرات التي لدى السودان جميعها طائرات انتينوف قديمة يمكن ان تسمع صوتها من مسافة بعيدة، الطيران ليس بقضية لأن الحرب الدائرة تدور بأسلحة خفيفة ليست بالطائرات، الجيش السوداني ليس لديه طائرات. فلماذا يتحدث الناس عن ذلك؟ المروحيات الحربية وأشياء مثل ذلك؟ لم نقم باستخدام المروحيات، إنها مضيعة للموارد يمكن ان تقضي على المروحية بطلقة صغيرة أصغر من البازوكة ولا أحد يمكن ان يبحث عن أفراد حرب العصابات بالمروحيات، ذلك غير ممكن، المروحيات ضعيفة في مواجهة الأسلحة المضادة للطائرات وما شابهها، لا نحتاج لفعل ذلك نحن حقاً لسنا في حالة هجوم نحن فقط في حالة دفاع الذين يخوضون الحرب الآن هم المتمردون، ليست لدينا أسباب للقتال تعملون أننا في حالة الدفاع عن النفس، أنهم يعتدون على حامياتنا ويعتدون على القوافل ويعتدون على المدنيين الأبرياء ويعملون على ترويع كل فرد. لقد أطلقت عليكم الواشنطون بوست لقب كارل الخرطوم؟ أنه أمر مؤسف جداً ان يلقبونني بذلك أنا أشارك في بناء السلام ولا أدري لماذا أن شخصاً جاء إلى هنا لبناء علاقات بين الولاياتالمتحدة والسودان يطلق عليه كارل الخرطوم، أنا لست إرهابياً أنا لا، أنا هنا من أجل حل المشاكل سلمياً. من الذين تكلمت معهم في حكومة الولاياتالمتحدة، هل تتحدث مع أعضاء في الكونغرس؟ أتحدث بصورة محدودة بقسم السودان بوزارة الخارجية لقد طلبت التحدث إلى نائب وزيرة الخارجية الأمريكية نيفرو بونتي ولم يوافق على التحدث معي، لقد طلبت أن التقى بتجمع الزعيم الأسود دونالد باين، وقد كان واحداً من أصدقائنا عندما كنا نعمل في قانون السلام في السودان، كنت أحضر وأبقى في مكتبه، أتذكر مرات عديدة عندما يأتي طاقم التلفزيون ويسجلوا كلماتي من مكتبه، وهو لا يستطيع ان يراني لأنني مسئول في حكومة الوحدة الوطنية لا أفهم هؤلاء الناس. عدد من المحللين يقولون إن حكومة السودان تستجيب بعد الضغط المنتظم، أليس ذلك في الواقع ما تقولونه في الجنوب، في التعامل مع الصراع بين الشمال والجنوب؟ الشمال كان بطريقته الخاصة يحاول منع أي حرب في سائر البلاد، إنها لا تقارن بالآن، وهذه هي بالضبط النقطة التي ضاعت على معظم الناس وهذا هو ما يحيرني، إنه يحيرني لأنه لدينا حكومة الوحدة الوطنية، مكونة من ثلاثون أو أكثر من ذلك من الوزراء على الأقل نصفهم ليسوا أعضاء في المؤتمر الوطني، هؤلاء هم الناس في الحكومة والحركة.