خدمة (smc) الأموال بالجنوب تذهب في مجملها للمرتبات في الخدمة المدنية والجيش لولا دعم رئيس الجمهورية لما استطعنا توفير الغذاء للمواطن في المنطقة الحركة الشعبية مواردها بسيطة ولا تكفي لإنجاز المطلوب ولا وجود للتنمية نطالب باحضار معلمين من الشمال لدعم خدمات التعليم وسندرس اللغة العربية بمدارسنا الذهاب إلى ولايات بحر الغزال يتميز بالصعوبة بعض الشيء لأن السيارات تسير في طرق غير معبدة ولم تستطع حكومة الجنوب حتى الآن من إكمال الطرق والجسور فيها على الرغم من مضي قرابة الثلاثة أعوام على استلامها السلطة بشكل فعلي في ولايات الجنوب المختلفة، وحينما نتحدث عن منطقة بحر الغزال فنحن نتحدث عن مساحات شاسعة من الأراضي لا توجد بها أدنى خدمات فقط كل ما هناك أن حكومة الجنوب استطاعت ان تنجز مباني جديدة بمعونة منظمات أو أخرى قديمة قامت بصيانتها لتكون مباني للوحدات الإدارية المختلفة في بحر الغزال (محافظات أو محليات أو مراكز إدارية) وخلاف ذلك لا يوجد أي شيء يدل على امتداد أيدي الخدمات فالمنظر الغالب في محافظة تورالي لا توجد به أوجه تنمية حقيقية والمنطقة أكثر ما يلفت فيها وجود أعداد كبيرة من منسوبي الحركة الشعبية تميزهم عن غيرهم أزيائهم المنمقة وبروز موبايل الثريا كبير الحجم من وسط أي منهم مع عربات حديثة إلى حد ما يقودها منسوبي الحركة، لكن حينما ننظر في أرجاء المحافظة لا تحس بوجود كبير للخدمات مثل التعليم والصحة حيث يندر في المنطقة وجود مستشفى كبير عدا الذي أقامته الكنيسة بالقرب من رئاسة المحافظة وأقامت أيضاً معه مدرسة ثانوية يقوم بالتدريس فيها مدرسين أوغنديينن وبالنظر إلى سوق محافظة تورالي تجد فقراً واضحاً في المباني غير صيدلية أنشئت بشكل حديث لا تتوفر فيها الأدوية بشكل كبير، وخلاف ذلك لا مظهر من مظاهر النماء بعد مضي عامين وأكثر من تسلم الحركة الشعبية مسؤولية الحكم في الجنوب بموجب اتفاقية السلام الشامل، محافظ محافظة تورالي من قبل الحركة الشعبية العميد دانيال أوبت لا يوجد لديه ما يقدمه للمواطنين غير أن يحاول استقطاب الدعم لهم من الحكومة المركزية وحكومة الجنوب ومن المنظمات الدولية المركز السوداني للخدمات الصحفية ومحاولة منه لسبر أغوار التنمية في جنوب السودان بعد مجي السلام التقى محرره بالسيد دانيال أوبت محافظ محافظة تورالي بولاية واراب بمكتبه وأجرى معه هذا الحوار فإلى تفاصيل الحوار: حدثنا أولاً سيد دانيال عن منطقة شمال قوقريال التي تتبع لها إدارياً وعن الخدمات فيها؟ المنطقة التي تتبع لها تورالي هذه تتكون من (6) مراكز كبيرة أو ما يسمى بالمحافظات ونسميها باللهجة المحلية هنا (فيامات) وهي كانت تتبع إلى ولاية قوقريال الكبرى سابقاً والآن وبعد مجي الحركة الشعبية لتحرير السودان تم تقسيم المنطقة إلى ثلاث مراكز شمال قوقريال والذي تتبع له منطقتنا وشرق وغرب قوقريال ولكن في منطقتنا منطقة دينكا تونج لازلنا نتمسك باسم (تونج) ولدينا هنا (6) مراكز كبرى هي مركز تورالي وقانيوك وأكوج وأوينق وأجواك كوج ويوجد بالولاية، مجلس محلي و(86) مدرسة بها (71) مدرسة مختلطة و(15) للبنين وتوجد بها مدرسة ثانوية واحدة أقامتها الكنيسة في محافظة تورالي كما يوحد بالمنطقة عدد (9) مراكز صحية ومستشفى وهي تفتقر إلى الخدمات ولا توجد بها أدوية تكفي حاجة المواطنين، وتعتمد المنطقة في مواردها على الأبقار الثروة الرئيسية والزراعة التقليدية وصيد الأسماك. لماذا تعانى المنطقة من فقر ظاهر على الرغم من كبر مساحتها ووجود هذا العدد الكبير من الثروات فيها وهل يؤثر الوضع الأمني في سير العمل التنموي؟ المنطقة يبدو عليها الفقر نعم ولكن نحن بمعاونة سلاطين المنطقة والمواطنين نحاول إيجاد حلول لقضايا التنمية، أولها الاعتماد على الذات ومحاولة تحفيز الأهالي للقيام بالعمل التنموي وكما ترى فنحن نريد الآن إنجاز المباني والهياكل الإدارية حتى يستقر الحكم أولاً ومن ثم باقي الخدمات نحن بمعاونة المواطنين نقوم بصناعة الطوب لبناء المدارس والمستشفيات والمنازل بصورة ثابتة ونحن بذلك نريد أن يتوجه أبناء المنطقة الى التعليم لأن الاعتماد على الأبقار كمصدر للثروة لا يبقى عملاً واقعياً في زمان السلم هذا، والآن تواجهنا مشكلات في المدارس من كتب ودفاتر وحتى المعلمين لا يوجدون بصورة كافية لكن حكومة الجنوب وعدت بدفع رواتب المعلمين على الرغم من أنه لا يوجد لديها ما تعطيه لنا، ونحن طلبنا منهم ان يستقدموا أبناء المنطقة بالشمال حتى يقوموا بالتدريس في المدارس، وسنقوم بتدريس اللغة العربية كمادة من مواد المقرر ولكن الدراسة سوف تكون باللغة الإنجليزية. وماذا عن خدمات الصحة في المنطقة؟ الموجود الآن كما أسلفت هو عبارة عن مراكز صحية قديمة والمستشفى الوحيد شيدته الكنيسة لذلك نحن نطلب من الحكومة المركزية حكومة الوحدة الوطنية أن تنشئ لنا مستشفى كبير بخدمات كبيرة حتى نوفر العلاج في المنطقة للمواطنين وبدون عون الحكومة المركزية لا نستطيع تحقيق التنمية ونحن في العام الماضي حينما تعرضنا لفشل الموسم الزراعي لم نستطع توفير الغذاء إلا بمساعدة السيد رئيس الجمهورية وهو مشكور جداً على ذلك ولكن نريد أن تقوم حكومة الوحدة الوطنية بدعمنا في إطار تحقيق برامج السلام وحتى يحس المواطن الجنوبي بحاجته للوحدة مع الشمال وحتى يحسب بجاذبية ذلك ولكن نحن لا نريد أن تقوم الحكومة المركزية بإعطائنا الذرة والمساعدات بل نريد مدخلات إنتاج وتراكتورات حتى نقوم بزراعة وإنتاج ما نحتاج إليه. ماهو دور حكومة الجنوب في دعم برامج السلام والتنمية في المنطقة وماهو موقف حكومتكم من الوحدة الوطنية؟ نحن إلى الآن ننظر في نتيجة السلام ونريد أن نرى كيف يمكن أن نحقق التنمية وندعم برامج الوحدة في الجنوب ولكن أقدم مناشدة لحكومة الخرطوم إذا أرادت ان تحقق وحدة السودان عليها أن تدعم التنمية في الجنوب والطريق الذي تبرع به السيد رئيس الجمهورية عبر مستشاره الدكتور بونا ملوال في منطقة التونج والذي سوف يربط بولاية قوقريال ثم واو هو واحد من برامج التنمية الكبيرة ولكن المنطقة كما ترى تحتاج إلى الكثير حتى تصير في وضع أقرب إلى النماء ومن ثم دعم برامج الوحدة، وكما هو معلوم وواضح لك أن حكومة الجنوب إمكاناتها بسيطة ولا تستطيع ان تقوم بكل العمل التنموي لوحدها فهي حتى الآن تقوم بدفع الرواتب فقط وتقوم بأعمال من شاكلة تنظيم الخدمة المدنية وإدماج قوات الجيش الشعبي في الحياة المدنية وإلى الآن لم يتم الاتجاه بشكل واضح إلى برامج التنمية، أما عن التنمية في المجال الزراعي فالزراعة بالطريقة التقليدية لا تقدم شيئاً للمواطن لذلك نريد من الحكومة أن تمدنا بجرارات ومدخلات إنتاج حتى لا تحدث مجاعات مثلما حدثت العام الماضي وأيضاً هناك اتجاه أن يساهم أبناء الجنوب في أمريكا وأوروبا في التنمية خصوصاً وأن المنطقة الآن تنعم بالسلام وتشهد استقرار سياسي وأمني في جميع أرجائها. ماهي خطط حكومتكم لتطوير الخدمات الطبية بالمنطقة خصوصاً وأنتم لا تملكون مستشفيات كبيرة ولا يوجد لديكم كادر مؤهل؟ لدينا في منطقة تونج حوالي 19 وحدة صحية لكن تعانى جميعها من شح في الخدمات والكوادر الطبية ولا توجد أدوية تكفي كما أن الأمراض الخطيرة غالباً يتم علاجها في الشمال لذلك نحن لابد أن ننشئ مستشفى كبير واختصاصي ويكون فيه عدد من الكوادر الطبية وأظن أن هذا فوق طاقة حكومة الجنوب ولا نستطيع القيام به لذلك نحن نطلب من الإخوة في الشمال مساعدتنا في إنشاء هذا المستشفى حتى يوفر العلاج لأهالي المنطقة ونحتاج كذلك إلى دعم الدواء فالأدوية التي تأتينا من حكومة الجنوب لا تكفي والمنظمات أيضاً تقدم لنا علاج الملاريا بكميات قليلة مقارنة بالحالات التي تحتاج للعلاج ونحن في هذا المجال نحاول أن نستقطب الدعم من قبل كل الجهات حتى تستطيع أن توفر الخدمات للمواطن. ألا ترى السيد المحافظ أن هذا الدور يجب أن تقوم به حكومة الجنوب حسب نص الاتفاقية؟ نعم نعلم ذلك لكن فعلياً حكومة الجنوب تفتقر الى موارد تمكنها من القيام بذلك لذلك نحن نحاول أن نوفر هذه الاحتياجات من حكومة الوحدة الوطنية والدعم الخارجي حتى نستطيع أن نقدم شيئاً للتنمية في محافظات التويج وكما أسلفت فإن حكومة الجنوب وحدها لا تستطيع فعل شيء حيال التنمية في الجنوب لذلك تحتاج إلى المساعدة في ذلك ودعم المانحين تأخر جداً وما جاء منه لا يكفي لإنجاز مشاريع التنمية في كل مناطق الجنوب لذلك لابد من أوجه تصرف أخرى تساعد في ذلك ونحن حالياً نفكر في استقطاب الشباب المتعلم لإنجاز مشاريع صغيرة وتعليم الأهالي حرف تساعدهم في اكتساب المعيشة بعد إنجاز المشاريع الكبيرة من طرق وكباري ومستشفيات وخلافه. هل هنالك أي استعداد للانتخابات من إحصاء سكاني وخلافه وهل نجد الأحزاب من غير الحركة طريقة لمخاطبة جماهيرها وطرح برنامجها الانتخابي؟ نحن هنا في منطقة شمال قوقريال قمنا بعمل الإحصاء اللازم للسكان وعدد السكان يبلغ حوالي 723.198 نسمة ونعتبر أن المنطقة جاهزة للانتخابات، وليس لدينا توجه أو توجيه بمنع أي شخص كان من ممارسة حقه الديمقراطي أو الانتخابي ولن نقوم بمنع أي حزب جنوبي من العمل في المنطقة والآن المؤتمر الوطني يعمل هنا بدون أن يعترضه أحد، ونحن نريد أن نطور المنطقة بشكل جيد وتحتاج الى كل أبنائها، ونريد بعد أن أحس المواطن في الجنوب بالسلام وتوقفت الحرب أن تأتي التنمية على أكتاف أبناء الجنوب جميعاً لذلك لا نقوم بمنع أي حزب من ممارسة عمله السياسي أو الالتقاء بجماهيره ونحن الآن لا نريد غير التنمية ولا نتمنى عودة الحرب مرة أخرى، لذلك الفرص للكل تتساوى في الجنوب.