خدمة (smc) نحن غير مهمشين في الحركة الشعبية والدليل على ذلك وجود قيادات كبيرة مثل مالك عقار ودانيال كودي لا أحد كبير على القانون إذا ثبت الفساد وكل من يثبت عليه الفساد سيحاكم تركت الحزب الاتحادي لأن الاتحاديين يفرضون علينا تعيين النواب وأنا مسلم وختمي الأوضاع التي يعيشها السودان الآن تحتاج إلى الحكمة والموضوعية باعتبار ان السودان بلد متعدد الأجناس والثقافات وهي فرصة لإيجاد تنوع بعيداً عن العصبية والصراعات الحزبية التي لا تفيد السودان شيء، ووجود أحزاب سياسية قوية لها وضعها في الساحة أفيد من أحزاب ضعيفة يسهل استقطابها من الخارج لذلك لابد من وضع أولويات ليكون الوطن أهمها بعيداً عن صراعات السلطة والثروة وبعيداً عن انتماءات الحزبية الضيقة التي أقعدت السودان كثيراً ،هي مرحلة تحتاج إلى تكاتف الجهود حتى يخرج السودان إلى بر الأمان ويتجاوز الضغوط الدولية التي تفرض عليه. ولعل المراقب يجد الشد والجذب الذي يسيطر على مفاصل اتفاق نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية قد تملكه شيطان التفاصيل في الوقت الذي مازال الشريكين يتبادلان الاتهامات حول سير انفاذ الاتفاق هي سانحة التقينا فيها القيادي بالحركة الشعبية الأستاذ كمندان جودة محمد عضو المجلس الوطني . الأستاذ جودة باعتبارك من مناطق النيل الأزرق نود لو تعرفنا على الميزة التاريخية للمنطقة؟ منطقة النيل الأزرق من المناطق التاريخية وهي المنطقة التي توجد بها قبائل الفونج الذين هم أغلبهم أو معظمهم من الفونج وهي ذات بعد تاريخي باعتبار أنها كانت تحكم السودان مع ممالك وسلطانات أخرى. بعد تكوين الولايات ماهو وضع النيل الأزرق وقد عانت من الحرب في الفترة السابقة؟ الأوضاع عادية مثلها وباقي ولايات السودان قد قسمت إلى محليات ومدن مثل الدمازين، الروصيرص، الكرمك وقيسان والحياة الآن تسير بشكل أفضل خاصة بعد توقيع عملية السلام. نود لو تحدثنا عن النسيج الاجتماعي الذي تعيشه النيل الأزرق وماهي القبائل التي تقطن المنطقة؟ نعم يوجد تنوع في النسيج الاجتماعي أكبر القبائل وأكثرها في المنطقة هي قبائل الفونج، البرتا، الأنقسنا والهمج كما توجد قبائل أخرى من أنحاء السودان المختلفة ويسود المنطقة التعايش الديني باعتبار أن المسلمين هم الأغلبية مع وجود ديانات أخرى مثل المسيحية والمعتقدات الإفريقية. النسيج الاجتماعي القبلي بخير يحدث التزاوج بين القبائل التي تقطن المنطقة لذلك لا توجد صراعات قبلية في المنطقة، الإشكاليات قد توجد هنا وهناك ولكن التماسك القبلي الموجود طغى عليها لذلك لا نعاني من إشكاليات اجتماعية فالتواصل الاجتماعي عندنا قوي جداً. سيطرت الحركة الشعبية على المنطقة واحتلالها هل أثر على تنميتها؟ المنطقة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، والحياة على أرض الواقع هي أن المنطقة حتى الآن فقيرة ولا توجد بوادر للتنمية ونحن نحتاج إلى شفافية حقيقية للتنمية ، الآن الطرق غير موجودة ونتمنى أن يُرصف الطريق المؤدي إلى كرمك – قيسان وأن تذهب الكهرباء إلى الجنوب، لا توجد مدارس بالقدر الكافي وإن وجدت فهي ذات بنية ضعيفة، التنمية في المنطقة تحتاج إلى مجهودات كبرى حتى يتم النهوض بها وحتى ينعم مواطني النيل الأزرق بخدمات اجتماعية وصحية وتعليم كغيرهم، نحن نطالب بإقامة بنية تحتية متطورة من مستشفيات وغيرها حتى الآن المواطن لا ينعم بالخدمة الصحية، التي تضمن له الحياة الكريمة في ظل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة. الآن المنطقة تحكم من قبل الشريكين لكل واحد منهما دورة تستمر سنتين بما أن هذه الفترة للحركة الشعبية فإن العبء عليها أكبر ؟ المنطقة تضررت من الحرب، الآن الدمازين تعانى من إهمال المستشفيات ولا يوجد أطباء متخصصون ولا توجد مباني والمستشفيات الريفية تحتاج إلى تأهيل ولا توجد مراكز صحية متكاملة والمدارس تفتقر إلى أساسات التعليم، التهميش الذي أصاب المنطقة، نتمنى أن يزول حتى تعطى المنطقة فرصة التطوير. أما بخصوص فترة الحركة الشعبية نتمنى أن تهتم الحركة بالنيل الأزرق وأن تعطيه الأولوية في هذه الفترة فهو يحتاج إلى تنمية حقيقية، ونتمنى أن تعين هيئة شرعية للمراقبة مع المجلس التشريعي الموجود ووضع شروط جزائية لكل فترة حكم حتى يحاسب كل من يتجاوز أو يهمل في المال العام لأن الميزانيات التي يتم وضعها للتنمية لا تذهب للتنمية لذلك نطالب بمعاقبة كل من يتجاوز القوانين التشريعية التي توضع للمحاسبة. بعد توقيع اتفاقية السلام وتكوين حكومة وطنية هل الحال أصبح أفضل؟ بعد تكوين حكومة الوحدة الوطنية أو حكومة الشريكين الحال كما هو حتى الآن النيل الأزرق يعاني من التخلف ولا يوجد شيء نستطيع أن نقول أن هناك تحسن قد طرأ عليه، لا توجد تنمية تذكر وحتى أمانة حكومة النيل الأزرق حتى الآن تقيم في مباني الشركة الأمريكية، الوزارات في مباني قديمة لا توجد طرق تم تشييدها، الحكومة الاتحادية قدمت الدعم والمجلس الوطني، وزارة المالية أيضاً قدمت الدعم والناتج لا توجد تنمية لأن التوزيع لم يكن صحيحا لذلك نطالب بتكوين هيئة شرعية تراقب عمل التنمية لأن الحكومة الاتحادية تقدم بسخاء. وفاة دكتور جون قرنق أثرت على عمل الحركة الشعبية؟ لا يوجد أي تأثير الأفكار والمبادئ التي دعا لها د. جون راسخة وعملية النضال التي قادتها الحركة الشعبية من أجل السلام لم تكن سهلة والمبادئ والأهداف هي الزاد لعمل الحركة والقيادات متماسكة والكل يعمل من أجل أن يتوحد السودان ونحن في الحركة لا نتبع لأي شخص ولكننا نتبع للحركة الشعبية المؤسسة ولا نتأثر لغياب أحد ولا نتأثر بأشخاص ونحن نقدر أن د. جون قرنق من القيادات السياسية الإفريقية الكبيرة وناضل حتى وقع الاتفاقية. ولكن رغم هذا الحب الجارف للحركة أنتم لا تتعدون أن تكونوا من القيادات درجة ثانية لأن المناصب الكبيرة يسيطر عليها أبناء الجنوب؟ هذا الحديث غير صحيح، نحن من النيل الأزرق نشارك في الحركة ويمثلنا مالك عقار وكذلك أخواننا في جبال النوبة يشاركون، دانيال كودي قيادي كبير في الحركة الشعبية كذلك أبناء الشرق لديهم عثمان والشمال الأستاذ غازي سليمان والعمل يكون حسب الأقدمية وبالرتب العسكرية والحركة الشعبية هي الحزب الوحيد الذي أوجد توازن للأقاليم الشمالية. هذا الحديث غير صحيح فكيف تسيطر الحركة وتخلق توازن في الشمال وهي التي تقصي أبنائه من عملها السياسي؟ ياسر عرمان لم يتم إقصاءه حتى الآن هو من قيادات الحركة الشعبية ولكنه ومن حياة الزعيم جون قرنق طالب بإعطائه إجازة عن العمل السياسي لمواصلة الدراسة والآن سوف يُعين مستشار لمجلس الجنوب. لو تحدثنا عن تجربة الحركة في التحول من العمل الثوري على العمل السياسي؟ التحول من الحرب والعسكرية إلى الحرية والديمقراطية الشاملة يقوم على بناء سودان جديد لكل شخص ليجد نفسه فيه الطرح واضح وهو أن الكل سيبحث عن السودان الجديد والحركة الشعبية الآن أصبحت حزب ولديها كوادر تزداد كل يوم وهذا إن دلل على شيء إنما يدل عن تطور عملها السياسي من مرحلة للأخرى والهدف الأساسي الذي وقعت الحركة الاتفاقية هو إيجاد سودان جديد يسع الجميع. هل أنتم راضون عن نيفاشا بصفتكم أبناء النيل الأزرق؟ نعم نحن وجدنا مكاسب، المكسب الأول أننا أصبحنا نتبع لرئاسة الجمهورية مباشرة هذا يعني أن نحكم حكم ذاتي مع وجود حزبين فقط والعمل السياسي لهم يقوم به أبناء المنطقة أنفسهم وهذا الشيء لم يكن موجود في السابق وهذا مكسب في حد ذاته. العبارات التي أطلقها باقان أموم على الجلابة ألا تعتقدون أن مثل هذه المشاكسات غير مجدية في ظل السلام؟ اعتقد أن الجلابي ممكن أن يكون أي شخص نحن عندما نتحدث عن الجلابة لا نقصد جهة معينة ولكننا ندعو إلى حل وطني للقضايا الوطنية المختلفة ولا اعتقد أن تصريحات شخص واحد يتبع لتنظيم تحسب على كل التنظيم لذلك لابد من الالتزام بمبادئ وحدود التنظيم والانتماء إلى الأحزاب لا يكون بالكلام ونحن شركاء في الحكم وشركاء في الوطن ونحن في الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني قادرين على حل مشاكلنا وكل مشاكس يخرج عن هذا الاتفاق يريد تخريب وشتات السودان. الآن الأوضاع اختلفت وهي ليست مثل السابق الآن القوى أصبحت متوازنة لا احد يستطيع تخويف الآخر وإذا تقاتل الأفيال ستنتهي الحشائش لذلك نتمنى أن يبتعد الشريكين عن هذه المشاكسات ويعملا سوياً على تحقيق بنود اتفاقية السلام على أرض الواقع حتى يعيش الجميع في أمن واستقرار. هناك اتهام بأن الحركة الشعبية تعانى الفساد؟ الحركة الشعبية لديها مبادئ ولديها قضية لذلك فهي حريصة على أموال الوطن وملتزمة بالمبادئ التي تعمل بها، ونحن ذاهبون بقوة نحو السودان الجديد وحكومة الجنوب إذا حدث بها هذا فهي قادرة على محاسبة كل من يتجاوز حقوق الوطن وسيكون هناك مجلس للمحاسبة لأنه لا أحد كبير على القانون ولدينا كل الناس سواء. هل هناك تسامح للأديان داخل الحركة الشعبية؟ نحن في الحركة الشعبية الأديان كلها متساوية المسلم، المسيحي والمعتقدات الأخرى للكل الحق في ممارسة شعائره الدينية بصورة عادية وهناك أديان مختلطة في بيت واحد والأديان كلها لله ولا أري أي أحد يحجب من ممارسة عبادته وأنا مسلم ومالك عقار مسلم والأغلبية في الحركة الشعبية مسلمين نحن نعيش في تعايش ديني تام. هل لكم تحالفات مع أحزاب أخرى؟ لدينا علاقة طيبة مع أحزاب التجمع الوطني كما لنا علاقة طيبة مع المؤتمر الوطني الشريك كذلك علاقتنا طيبة مع الأحزاب السياسية الأخرى. ونتمنى أن تسير الأحزاب في طريق يؤدي إلى مصلحة الوطن ولابد من الاعتراف بالأحزاب الأخرى لأن التئام الشمل يؤدي إلى استقرار الوطن وتفرقه يؤدي إلى عملها خارج القانون مما ينتج عن هذا تمزيق السودان لذلك نتمنى أن تكون القومية هي شعار الأقوياء والضعف يؤدي إلى تقسيم السودان وهذا ما جعل دول الجوار تطمع في السودان، فهناك أجزاء من السودان محتلة يجب أن تعاد إلى أرض الوطن لذلك لابد من الديمقراطية لأن الأحزاب لها الحق في ممارسة العمل السياسي ووضع برامجها لتنفيذها على أرض الواقع حتى ينعم السودان بعمل حزبي حتى تطرح نفسها قبل الانتخابات القادمة. أنت في السابق كنت اتحادي ختمي لماذا تركت الاتحادي وهاجرت إلى الحركة الشعبية؟ أولاً أنا مسلم وختمي وقد تركت الحزب الاتحادي لأن الاتحاديين يفرضون علينا تعيين النواب نحن نختار من نعينه ولا احد يفرض علينا الاختيار، لأننا لا نفرض أنفسنا على أحد والمبادئ هي التي تقودنا لذلك تركت الاتحادي وذهبت للحركة الشعبية لأنها ذات نهج ديمقراطي ولا تفرض عملها على أحد لذلك اخترت الحركة الشعبية، لأن ممارسة العمل السياسي ببابها مفتوح. ماذا أعددتم للانتخابات القادمة؟ الانتخابات هي ممارسة الديمقراطية تحت إشراف دولي والأغلبية ستحتكم لعدالة الديمقراطية ولا تزيف ولا أحد يستطيع أن يفرض حزبه على أحد والشعب يختار بحرية تامة حسب المبادئ والبرنامج.