أخضع أكاديميون وباحثون تجربة الانتخابات في السودان لدراسة علمية وثيقة، اختلفت حولها الآراء ما بين وصفها بالمزورة والجيدة والنزيهة، وان اتفق الجميع على أن السودان قفز خلال الفترة الماضية الى مقدمة الأخبار في وسائط الإعلام الدولية ومراكز الدراسات وأصبح رقماً عظيماً في شبكة الانترنت من حيث تناول العملية الانتخابية بمراحلها والتنافس بين الأحزاب على حصد أكبر عدد من المقاعد. وأكد الباحثون في ندوة نظمها المركز العالمي للدراسات الإفريقية بعنوان السودان ما بعد الانتخابات ... رؤية تحليلية سياسية، أن البلاد دخلت مرحلة جديدة في التاريخ السياسي السوداني بتطبيق تجربة ديمقراطية جيدة رغم ما شابها من ملاحظات عبر انتخابات حاولت الأحزاب السياسية تأجيل إجراءاها عن الموعد المحدد بهدف إرباك الجو السياسي وخلق اضطراب عام وفراغ دستوري. وحددت الندوة الاستفتاء كأحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة المنتخبة باعتبارها تمثل الأولوية القصوى في المرحلة القادمة، محذرةً من أن يقود ذلك الى صراع بين الوطني والحركة الشعبية في ظل ضغط خارجي، وما تواجهه البلاد من تصاعد الحركات المطلبية المتمثلة في إضراب الأطباء أساتذة الجامعات، تهديدات الطيران المدني وغيرها. وجاء في الندوة أن البلاد ستشهد خلال الفترة القادمة صراعاً حول مستقبل السودان وهويته حيث المفارقة بين كسب الوقت الراهن وخسران المستقبل أو العكس. وطالب الأكاديميون بتوسيع المشاركة في الحكومة القادمة، وإشراك الأحزاب الجنوبية في حكومة الجنوب في ظل رؤى مستقبلية صارمة لمطلوبات الاقتصاد السوداني وانعكاساته السياسية لتتضمن موازنة الدولة تفهم أوجاع وآلام أهل دارفور من حفر آبار ومطلوبات إعادة التوطين وتنفيذ المشروعات التنموية . وأمنت الندوة التي تحدث فيها كل من الدكتور حسن مكي الأستاذ بجامعة إفريقيا، الدكتور ربيع عبد العاطي مستشار وزير الإعلام والدكتور أبنيقو أستاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا على أهمية التفكير بعقلانية حول مستقبل السودان والخروج برؤية تجنب البلاد شر الفتن التي سيدفع ثمنها أبناءنا في القوات المسلحة، وطالبوا بتسخير كافة إمكانات البلاد نحو وحدته وتماسكه وتشكيل آلية ينضم إليها المفكرون السودانيون من الشمال والجنوب لحماية وحدة السودان.