كشفت تحقيقات لوزارة العدل الامريكية عن تصدير شركة (بلاك ووتر) الأمنية لاجهزة إتصالات عبر الأقمار الصناعية للسودان بدون التراخيص الحكومية اللازمة . وشركة بلاك ووتر ، وكانت تعرف في السابق بالقبعات الخضراء ، شركة مرتزقة سيئة السمعة ، إرتبطت بالاعمال القذرة ، كتنظيم الإنقلابات والإغتيالات وقتل المدنيين . واللافت تعاون حكومة المؤتمر الوطني بكل ادعاءتها عن (الإستكبار العالمي) مع شركة بلاك ووتر التي تعتبر الوجه الأكثر قذارة للإستكبار ! ورغم الإختلافات الايديولوجية بين المؤتمر الوطني وبلاك ووتر فان هناك تشابهاً يصل حد التطابق في الوسائل المستخدمة لدى الطرفين الأمر الذي شكل قاعدة لتعاونهما . وأعلنت وزارة العدل الأميركية أن شركة “بلاك ووتر”الأمنية الخاصة التي غيرت اسمها مرة اخرى إلى “أكاديمي” توصلت إلى اتفاق مع القضاء الأميركي ينص على أن تدفع غرامة بقيمة 7.5 مليون دولار لتجنب محاكمتها بتهمة الاتجار بالأسلحة بشكل غير شرعي. وإضافة إلى ذلك قال المدعي العام الفدرالي في شمال كارولاينا توماس ووكر في بيان إن هذه القضية ستكلف الشركة الأمنية ما مجموعه 50 مليون دولار بعدما كانت أبرمت اتفاقا مع وزارة الخارجية عام 2010 نص على أن تدفع لها غرامة بقيمة 42 مليون دولار بتهمة مخالفة القانون والتشريعات الدولية بشان تصدير أسلحة ولاسيما إلى العراق والسودان. وكانت “بلاك ووتر”التي اتهم عناصر منها بقتل 14 مدنيا عراقيا عام 2007، شريكا مهما للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان ويجري تحقيق بشأنها منذ خمس سنوات. ويتهم القضاء الشركة بتصدير بنادق هجومية وتجهيزات عسكرية بدون ترخيص ونقل معلومات سرية حول مروحيات وناقلات جند مدرعة إلى مواطنين أجانب. كما نظمت “بلاك ووتر” تدريبات عسكرية في الخارج بدون إبلاغ السلطات الأميركية. وكانت الشركة تواجه 17 تهمة بحسب المدعي العام الفدرالي. وأوضح توماس ووكر انه في نوفمبر 2005 صدرت الشركة إلى السودان هواتف تعمل عبر الأقمار الصناعية بدون التراخيص المطلوبة. وفي أكتوبر 2004 ومارس 2006 صدرت بدون ترخيص ذخائر وسترات واقية من الرصاص إلى العراق وأفغانستان كما قدمت بين 2006 و2008 “معلومات فنية وهندسية متعلقة ببناء ناقلات جند مدرعة إلى مواطنين من السويد والدنمارك بدون إذن”. كما اتهمت الشركة أيضا بانتهاك قوانين الأسلحة النارية الاتحادية والكذب فيما يتعلق بأسلحة منحتها الشركة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. والشركة التي أنشأها اريك برينس العضو السابق في قوات النخبة التابعة للبحرية الأميركية “نايفي سيلز” قبل أن يغادر الشركة في 1997، كانت بدلت اسمها إلى اكس أي قبل أن تصبح أكاديمي في نهاية 2011. وهي من أكبر الشركات الأمنية الخاصة ولعبت دورا كبيرا في العراق وأفغانستان حيث تولت ضمان امن القوافل والسفارات وإدارة مليارات الدولارات من المساعدات الدولية. وأصيبت بنكسات كثيرة في السنوات الأخيرة ومنعت من العمل في أفغانستان حيث اتهمها الرئيس حميد كرزاي مع شركات أخرى بأنها تمثل “نظاما امنيا موازيا للحكومة الأفغانية” وتتسبب ب”عمليات نهب وسرقة”. كما اضطرت إلى مغادرة العراق بعد ضلوعها في عدة فضائح كان من أبرزها مقتل 14 إلى 17 مدنيا في سبتمبر 2007 في بغداد واضطرت إلى وقف تامين حماية الدبلوماسيين الأميركيين في بغداد في مايو 2009.