شرع السودان ودولة جنوب السودان في اجراءات تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما من خلال تطبيق زيادة إنتاج النفط وإعادة فتح المعابر البرية والنهرية بين البلدين، كما تم الاتفاق على تنشيط اتفاقية التعاون المشترك الموقعة بين البلدين في العام 2012 بأديس أبابا. ومؤخراً شرع الجانبان في تنزيل هذا الاتفاق علي ارض الواقع وتم تبادل عدد من الزيارات والتي تبعها الاعلان عن البدء الفوري في استئناف التجارة الحدودية لنحو (54) سلعة. و قال وزير المالية بجنوب السودان استيفن ديو إن اللجان التي تم تكوينها توصلت إلى اتفاقيات تجارية تضمنت فتح المعابر البرية والنهرية وتنسيق المواقف الاقتصادية والسياسية في المحافل كافة وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري وتبادل الخبرات فضلاً عن التعاون الفني. وسبق ان زار وفد من جنوب السودان يشمل وزراء القطاع الاقتصادي السودان، حيث اتفق الطرفان على البدء الفوري في استئناف التجارة الحدودية، فضلاً عن العمل علي زيادة إنتاج حقول النفط في دولة جنوب السودان. واعتبر الطرفان الاتفاقية نقطة انطلاقة لتفعيل علاقات التعاون وضربة البداية لإعادة العلاقات لطبيعتها. واعتبرت وزارة الاستثمار بجنوب السودان أن الاتفاقيات بين البلدبن مفتاحية لتأسيس العمل الاقتصادي في مجالات النفط والتجارة والتدريب، فضلاً عن التعاون المشترك بين وزراء البلدين. واتفق البلدان من خلال الاتفاق المبدئي على تفعيل ثلاثة معابر والعمل على تأهيل العبارات الموجودة في جوبا لإعادة تشغيلها. وأكد مستشار الرئيس سلفاكير ميارديت للشئون الامنية توت قلواك، إن الاتفاق بفتح المعابر من شأنه أن يعمل على ربط البلدين مما يؤدي الى نجاح الطرفين في تنظيم التجارة للحد من عمليات التهريب، كما انه يمثل مفتاحا لحل كافة القضايا الخلافية. من جهتها شرعت ولاية سنار في ترتيبات افتتاح معبر(قوز النبق) بطول (15) كيلومترا وقامت بتشكيل لجنة عليا من الجهات المختصة للقيام بذلك. وقال د. ابراهيم سليمان وزير وزارة المالية بالولاية انهم قاموا بعقد اجتماعات بالتنسيق مع الجمارك والمواصفات وادارة تجارة الحدود والشرطة والامن بغرض اكمال الاستعدادات لفتح المعبر، مبينا ان المعبر يشكل اضافة كبيرة لمنع التهريب وتنشيط التجارة الحدودية ودفع الاقتصاد الوطني بجانب ترسيخ علاقات حسن الجوار وتبادل السلع الضرورية والمصالح المشتركة مع دولة جنوب السودان. واشار سليمان الي انهم قاموا بتقديم مقترح لوزارة التجارة لافتتاح معبر آخر مع دولة اثيوبيا وفتح مكاتب لتنشيط التجارة الحرة بين البلدين. ومن جانبه أكد وزير المالية بولاية النيل الابيض فتح الرحمن موسي الي اهمية افتتاح المعابر الثلاثة التي تربط الولاية بجنوب السودان اضافة الي معابر النقل النهري بكوستي في نقل البضائع وانسياب حركة المواطنين والتنقل بين الجانبين اضافة الي تصدير المواشي وازدياد الصادرات الاخري، مشيرً الي اكتمال الترتيبات والاعمال الفنية المتعلقة بانطلاق التجارة الحدودية بين جوباوالخرطوم. وتوقع البروفيسر حسن حاج علي المحلل السياسي واستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم ان يحدث انفراجا قريبا في العلاقات الاقتصادية بين الخرطوموجوبا بعد افتتاح المعابر بما يؤدي الي انتعاش التجارة الحدودية ونشاط الشركات واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، مشيرا الي ان قطاعات كبيرة من السكان بدولة جنوب السودان يعتمدون اعتمادا كليا علي الاسواق والسلع والمنتجات السودانية وذلك لوجود مزاج مشترك مؤكداً ان الاسراع في تنفيذ الاتفاق يعجل باستعادة كافة العلاقات التجارية والاقتصادية والامنية بين البلدين. ومن جانبهم يوكد الخبراء علي ضرورة افتتاح معابر ولايات شرق دارفور المتمثلة في معبر الضعين سماحة ومعابر ولاية جنوب دارفور المتمثلة في معبر حفرة النحاس لتنشيط الحركة التجارية بين البلدين، اضافة الي معابر ود دكونة وكاكا بولاية جنوب كردفان.