الرئيس السوداني عمر حسن البشير، قام بزيارة هي الأولى لرئيس عربي إلى العاصمة السورية “دمشق”، والتقى خلالها نظيره بشار الأسد، حيث بحثا أوجه التعاون المشترك في شتى المجالات تحرير:أمير الشعار17 ديسمبر 2018 – 02:18 م حملت الزيارة المفاجئة التى قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى سوريا، دلالات سياسية وحتى أمنية، خصوصا مع زيادة الحديث عن عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية وإسقاط جميع الإجراءات التي اتخذت بحقها، حيث إن الدول العربية باتت مقتنعة بضرورة استعادة العلاقات مع سوريا بعد قطيعة استمرت لسنوات منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وهذا ماحدث مع الوفد الإماراتى الذى توجه إلى دمشق في وقت سابق من أجل إعادة فتح السفارة مجددا عقب إغلاقها فى 2011 إبان الصراع المسلح الذي ضرب سوريا. وقام الرئيس السوداني، بأول زيارة لرئيس عربي إلى العاصمة دمشق للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، حيث فاجأت تلك الزيارة جميع دول العالم، وتعد رسالة برغبة الخرطوم فى كسر الحصار المفروض على الدولة السورية، حسب الوطن السورية. ووفقا للصحيفة، فإن زيارة العمل التي استغرقت عدة ساعات، فتحت الباب لتكون مقدمة لخطوات عربية لاحقة تجاه الانفتاح على دمشق والتطبيع معها، خصوصا أن من بادر إليها بات يتمتع بعلاقات خاصة ومميزة مع عواصم صنع القرار إقليميًا ودوليًا. الرئيس السورى بشار الأسد أكد أن سوريا وعلى الرغم من كل ما حصل خلال سنوات الحرب بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها، منوها بأن تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتى بأى منفعة لشعوبها، لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية، وفقا ل”الثورة السورية”. فيما أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا”، بأن الرئيسين الأسد والبشير أوضحا أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربى، تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. من جانبه، لفت الرئيس السودانى، إلى أن سوريا دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية، وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية. وأعرب البشير، عن أمله فى أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها فى المنطقة فى أسرع وقت ممكن، وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أى تدخلات خارجية، مؤكدا دعم بلاده وحدة أراضى سوريا. بدوره قال وزير الدولة بالخارجية السوداني أسامة فيصل، إن البشير والأسد عقدا جلسة مباحثات أكدا خلالها أن الأزمات التي تمر بها البلاد العربية تحتاج إلى مقاربات جديدة تحترم سيادة الدول. وبحسب مراقبين، فإن روسيا لعبت دور الوسيط في زيارة البشير إلى دمشق، وذلك في محاولة لفك عزلة رئيس النظام العربية والدولة، وإيجاد شرعية له، وفقا ل”كل الوطن”. من جانبه، قال الأستاذ في القانون الدولي الدكتور محمد خير العكام الخبير في الشؤون السياسية والدولية: إن “زيارة الرئيس السوداني إلى سوريا فيها رسالة واضحة، مفادها أن العرب هم الذين يطرقون باب سوريا”، حسب سبوتنيك. وأضاف العكام “قد يكون للسودان أهدافا من هذه الزيارة، وقد يريد تقديم رسالة إلى الدول العربية الأخرى يمكن أن يكون للسودان أهداف من هذه الزيارة أكثر من سوريا”. وتابع: “على الأقل هذا مؤشر على صدق ما قالته سوريا منذ البداية، إن الدول العربية التي قاطعت سوريا هي التي سوف تأتي إليها، وهذا أول الغيث”. وأشار المحلل السياسي إلى أن أسباب هذه الزيارة قد تكون سودانية أكثر من كونها سورية، ويعود ذلك لعلاقات الرئيس السوداني المضطربة مع معظم الدول وبمحيطه العربي وعدائه للغرب على الرغم من بعض التنازلات التي قدمها السودان في حرب اليمن، كل هذه المؤشرات يمكن الوقوف عندها كثيرا”. وتعانى سوريا عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع الصراع في 2011، وظهرتا جليا من خلال إغلاق معظم الدول العربية والغربية سفاراتها وممثلياتها فى سوريا، إضافة إلى تعليق عضويتها بالجامعة العربية مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية.