تعتبر ولاية جنوب كردفان من المناطق الثلاث التي كان لها وضعية خاصة في اتفاقية السلام إلي جانب جنوب النيل الأزرق وأبيي، وقد عاشت الولاية حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني قبل أن تعود إلى الاستقرار الذي مكن الشريكين من الوصول لتفاهمات خاصة فيما يتعلق بقضايا السلطة، وخلال شهر يوليو المقبل ستتم عملية الإحصاء السكاني للمواطنين تعقبه انتخابات جزئية ومن ثم تجرى عملية المشورة الشعبية.. خلال هذا المقابلة مع اللواء خميس جلاب والي جنوب كردفان السابق والقيادي بالحركة الشعبية نتناول مجمل الأوضاع بجنوب كردفان وقراءة لمستقبل الولاية في ظل التحديات الماثلة.. ولاية جنوب كردفان مقبلة علي خطوات تم الاتفاق عليها بين الشريكين وعلى رأسها الاحصاء السكاني لمواطني الولاية.. كيف تنظر إلى الخطوة وما هي مدلولاتها للاستقرار بالولاية؟ أعتقد أن قرار إعادة الإحصاء في ولاية جنوب كردفان كان قراراً صائباً وصحيحاً لأن الإحصاء الذي أجرى لم يتم بطريقة صحيحة، وهناك مناطق كثيرة لم يشملها، وذلك أثر سلباً على تمثيل الولاية في المجلس الوطني، وأيضاً أدى إلى عدم تقسيم الدوائر الولائية بطريقة عادلة، وبالتالي فإن إعادة التعداد ستكون خطوة جيدة. هناك خطوات في الولاية بتشكيل لجان للعمل في الإحصاء، كما أن رئاسة الجمهورية أبدت استعدادها لإجراء الاستفتاء في ولاية جنوب كردفان، والشيء المهم أن المواطنين سعداء بإعادة الإحصاء وعلى استعداد له ونطالب بالإسراع في الإحصاء قبل حلول فصل الخريف الذي بات على الأبواب، وإذا دخل الخريف فسندخل في نفس المشكلة، لأن هناك مناطق يصعب الوصول إليها من قبل فرق الإحصاء. هناك تخوف واضح من المراقبين بأن تشهد الولاية عدم استقرار في الأوضاع وتوتر أمني خاصة إذا جاءت نتيجة الانتخابات التي ستجرى على مستوى رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني غير مرضية لبعض الجهات.. ما هو تعليقك على ذلك؟ لا أتوقع أن يحدث توتر في الولاية بسبب نتيجة الانتخابات التي ستجرى بالولاية. وتجربة الانتخابات التي أجريت مؤخراً تدلل على ذلك، فقد مرت بصورة جيدة ما عدا بعض التصرفات الفردية من بعض الأفراد. بالنسبة للأمن فإنه يشهد هدوءاً كما ذكرت وأفتكر أن القوات المسلحة والجيش الشعبي ملتزمان بالاتفاقية والترتيبات الأمنية التي تمت بالولاية، وبالتالي إذا التزمت هاتان القوتان فإن أي قوى أخرى تحاول إحداث أي عدم استقرار أمني فإنها تعتبر مجموعات متفلتة، والقوات المشتركة والجيش والشرطة قادرة على حسمها. كيف تنظر إلى وضع الشراكة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بالولاية وما هو مستقبلها في رأيك؟ الشراكة في الحكم بين الحركة والمؤتمر الوطني تسير بصورة جيدة والأحزاب الأخرى تعمل بتوافق وتنسيق مع الحركة والمؤتمر، وإذا كان هناك استقرار سياسي بين الشريكين فإنه لن يكون هناك أي جهة أخرى ستكون لها القدرة على إثارة المشاكل في الولاية. هل يمكن أن يكون للاستفتاء في الجنوب تأثير على الولاية خاصة أن هناك مجموعات تحاول أن تربط مصير الجبال بالجنوب؟ أفتكر أن الحدود واضحة بين الجنوب والشمال، واتفاقية السلام واضحة فيما يتعلق بالاستفتاء في جنوب السودان والمشورة الشعبية في جبال النوبة، لو تم تحديد الحدود الجغرافية لا أعتقد أن الاستفتاء في جنوب السودان سيؤثر على جنوب كردفان خاصة في النواحي الأمنية، يمكن الإشكالية الموجودة في حدود أبيي التي يتوقع لها أن تثير المشاكل بين الشمال والجنوب، لكن هناك لجان مشتركة وتنسيق بين الولاة لاحتواء أي مشكلة قد تحدث والمساعدة على ترسيم الحدود بطريقة سلمية، هذه الحدود قد تكون جغرافية وإدارية، لكن كمجتمعات هي متداخلة مهما كانت نتيجة الاستفتاء فإنها ستظل متداخلة أو متمازجة مع بعضها البعض. ما رشح من أنباء عن واقع قيادات جبال النوبة بالحركة يؤكد أنها ليست على قلب رجل واحد فيما يتعلق بقضايا منطقتها، فما صحة ما يشاع عن وجود أربع مجموعات أحداها بقيادتك لها آراء مختلفة؟ اختلاف الآراء كما يقولون لا يفسد للود قضية ومؤخراً كان لنا اجتماع في ياي وكانت من قراراته ضرورة اجتماع هذه القيادة برئاسة عبد العزيز الحلو لإزالة أي خلاف أو سوء تفاهم بينهم، والوصول لرؤية موحدة حول العلاقة بين الولاية والجنوب أو المركز.. وما أريد قوله أن مصير وبرامج ورؤية وخطط الولاية مسؤولية مواطني أبناء جنوب كردفان وليس هؤلاء القادة.