أكد علماء السودان بمختلف ألوان طيفهم المذهبي والسياسي على أن المزاج والوجدان والولاء المشترك بين أبناء السودان في شمال وجنوبه ظل موحداً طيلة العقدين الماضيين وتناولوا خلال الندوة التي نظمتها هيئة علماء السودان اليوم السبت بعنوان دواعي الوحدة ومحاذير الانفصال، مخاطر الانفصال المتمثلة في إضعاف الدولتين واحتمالات نشوب حرب جنوبية جنوبية وجنوبية شمالية وسريان عدوى الانفصال لمناطق أخرى. وطالب العلماء بإجراء حوار علمي شفاف بين العلماء الراسخين في العلم من أبناء السودان شماله وجنوبه يتناول مخاطر الانفصال، كما طالبوا بتبني خطاب سياسي جديد بفتح حوار مع القوى السياسية المختلفة لاستنهاض همة الجميع لدعم الوحدة. وأعلن الأمين العام للهيئة البروفيسور محمد عثمان صالح في تصريح ل(smc) عن انطلاقهم الفوري في تنفيذ برنامج يتركز على تدريب قيادات من أبناء الجنوب لمخاطبة المواطنين في الولايات الجنوبية ويشتمل على توزيع نشرات وملصقات توضح مخاطر الانفصال وتعزز الوحدة. وقال إن خطاب الهيئة سيكون للجنوبيين عموماً وللمسلمين بصفة خاصة لتبيان أن مصلحة السودان في أن يظل موحداً، مشيراً إلى أن قوافل من العلماء وأصحاب الرأي والفكر ستنطلق إلى الولايات الجنوبية فوراً. إلى ذلك قال عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عضو مجلس هيئة علماء السودان علي تميم فرتاك في تصريح ل(smc) أن الهيئة هدفت إلى تعظيم دور الدين في المحافظة على الوحدة باعتباره عنصراً جامعاً لا يفرق ويدعو للتعايش والتسامح بين كل الأديان ويستوعب كل الثقافات والعرقيات والجهويات. وأكد أن الحقوق الدستورية والقانونية والسياسية والدينية في السودان تقوم على المواطنة فى وطن يجمع المسلم والمسيحي وصاحب كريم المعتقدات، مشيراً إلى أن الهيئة قد استشعرت عظم المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء للتصدي لقضية الوحدة في ظل التكالب على السودان من مختلف الجهات الطامعة في ثرواته وموقعه الإستراتيجي الذي يمثل القلب للأمتين العربية والأفريقية.