يواجه زعيم حركة التحرير المتمرد عبد الواحد محمد نور ضغوط محلية ودولية قوية تكاد أن تعصف به وبحركته التي لازالت تمارس المناورات والمكايد والتخبط السياسي وذلك بسبب ممانعته المستمرة في عدم قبول نداءات الوساطة المشتركة التي تتولى الآن مسؤولية تقريب المسافات بين الأطراف المتنازعة بدارفور، وعبد الواحد الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا أصبح الآن يعاني من عزلة سياسية بعد أن استنفذ أغراضه وانتهت مهمته لدى (الفرنسيين) ويبدو أنه أصبح غير مرغوب فيه داخل الأراضي الفرنسية التي احتضنته في قصورها وفنادقها منذ أن تخطت حركته حدود الوطن وجغرافيته لتصبح إحدى الأدوات والمكونات في الإستراتيجيات والفكر الغربي الذي يسعى عبر زعماء التمرد في السودان لحماية هذه الإستراتيجيات وبناء المصالح الاقتصادية والأمنية. وقد وضحت هذه الإستراتيجيات والمخططات التي تقودها بعض الدول والدوائر المعادية للسودان في شكل وطبيعة التحركات التي تتبناها حركات دارفور وتحديدا حركتى العدل والمساواة ، والتحرير عبر سيناريوهات باتت مكشوفة حتى لإنسان دارفور العادي الذي تتحدث وتتفاوض هذه الحركات باسمه وتتبنى قضاياه ومشكلاته ولأن أمر هذه الحركات بعدم جديتها في التفاوض أصبح أمراً لا يتجادل فيه اثنان فعبد الواحد مثلاً يواجه الآن احتمالات عدم التجديد لإقامته في باريس لأنه ما عاد هناك شيء يفرض على باريس الاحتفاظ بالسيد عبد الواحد داخل أراضيها وما عاد عبد الواحد نفسه يجني شيئاً من باريس التي لازالت تحاول عبر دبلوماسيتها الرسمية الاقتراب من الخرطوم ربما تعبيراً لتسوية بعض النقاط الخلافية في العلاقة السياسية التي تحكم كل من الخرطوم وباريس ذلك لأن ما حدث من تقارب سياسي ودبلوماسي قوي بين الخرطوم وأنجمينا ربما ينتقل هذا التقارب بذات القوة والشكل إلى الأجواء بين السودان وفرنسا وهذا ما يمكن فهمه وإدراكه على ضوء العلاقة التي تربط باريس وانجمينا ومدى تأثير هذه العلاقة على ملف أزمة دارفور. إذن المتمرد عبد الواحد يواجه مصير قاسي وضغوط كبيرة ربما تبعده من منظومة الحراك الدارفوري القائم الآن باعتبار أن الموازنات الدولية تحتم على الأطراف إجراء قدر من التحولات والترتيبات وفق فهم سياسي جديد يعيد الموازين إلى وضعها الطبيعي .. ولذلك ليس من المستبعد أن تقوم باريس بمحاصرة عبد الواحد أو تجفف عنه المنابع التي ترفده بالقوة والدعم السياسي واللوجستي ويبدو أن عبد الواحد نفسه شعر بأن المخاطر والضغوط أصبحت تحاصره وأن العيش داخل الفنادق الباريسية سينقضي أجله قريباً وأنه من الأجدى التفكير وبشكل جاد في البحث عن خيارات وملاذات أو فنادق أخرى وفي دول أخرى غير باريس وهذا التفكير قاد عبد الواحد إلى اللجوء إلى معسكرات النازحين بحثاً عن مساندين ومناصرين له خصوصاً بعد أن فقد كل ما لديه من قوة عسكرية أو سياسية على مستوى الميدان بدارفور فالأخبار تشير إلى أن عبد الواحد يسعى الآن جاهداً عبر اتصالات ببعض شيوخ معسكرات النازحين ويحاول تحريضهم ضد الحكومة السودانية ويأتي هذا التحرك على خلفية ما يجرى الآن من تفاوض بين الوفد الحكومي والأطراف الدارفورية الأخرى بمشاركة مجموعات كبيرة ممثلة لمعسكرات النازحين في منبر الدوحة ويبدو أن عبد الواحد يريد تقوية موقفه التفاوضي إذا كان هو فعلاً يرغب في المشاركة في منبر الدوحة خاصة أن عبد الواحد أبدى في بعض تصريحاته ومواقفه الأخيرة من الدوحة بأنه راغب في المشاركة في التفاوض وذلك بعد اتصالات ومقابلات قادتها الوساطة العربية والإفريقية المشتركة مع كافة الأطراف الدارفورية بغرض توسيع منبر الدوحة. وكانت الحكومة الفرنسية قالت وعلى لسان وزير خارجيتها أنها بذلت كل ما بوسعها لإقناع عبد الواحد للمشاركة في مفاوضات الدوحة إلا أنه أكد أن لعبد الواحد للمشاركة في مفاوضات الدوحة ، إلا انه أكد ان لعبد الواحد مطلق الحرية إذا شاء مغادرة باريس أو البقاء فيها ولكن من الواضح ان عبد الواحد تقف خلفه جهات أخرى تستفيد من وجوده بباريس وتسعى هذه الجهات ان توفر له كافة سبل الإقامة داخل فرنسا وربما كانت هذه الجهات دول أو لوبيات إسرائيلية أو صهيونية تريد ان تتخذ من عبد الواحد كأداة ضغط ضد الحكومة السودانية لصالح قضايا ومواقف محددة. وبالنظر الى خلفية الجدل الدائر حول احتضان باريس لزعيم حركة التحرير عبد الواحد محمد نور فإن المعطيات الجديدة التي تهدد بقاء عبد الواحد في باريس وتهدد بطرده بشكل عاجل ان الرئيس الفرنسي ساركوزى أصبح هو الأقرب بل الداعم لفكرة طرد عبد الواحد فالرئيس ساركوزي يعتقد ان العالم كله ينتظره للقيام بهذه الخطوة إلا ان عبد الواحد نفى تلقيه أي تعليمات صادرة من الحكومة الفرنسية تطالبه بمغادرة باريس.