وَصَفت الحركة الشعبية، مفوضية الاستفتاء بالمشلولة، وقال باقان أموم الأمين العام للحركة: (إذا لم تتمكن المفوضية من تسوية المشاكل التي تواجهها في غضون أسبوعين فإن الاستفتاء سيقتل وستكون مسؤولة عن ذلك). وقال أموم لمجموعة من مراسلي الوكالات العالمية بالخرطوم أمس، إن كل الاستطلاعات في جنوب السودان تؤكد أن الإقليم سيختار الانفصال في الاستفتاء الذي سيُجرى العام المقبل، وأضاف: «أخشى أن تكون هناك عناصر داخل اللجنة تخطط أو تؤيد تأجيل الاستفتاء وربما يكونون في أسوأ الأحوال من مؤيدي التخلي عن حق الجنوبيين في تقرير المصير»، وأضاف القيادي الجنوبي «في حالة تأجيل الاستفتاء سيبلغ الإحباط وخيبة الأمل حدوداً لا يُمكن معها السيطرة على الموقف»، مُشيراً إلى أن غالبية الجنوبيين يفضلون الانفصال. وأوردت قناة «الجزيرة» أن تصريحات الحركة التي تصر على إجراء الاستفتاء بموعده تلقي بمزيدٍ من الخلاف مع شريكها في الحكم حزب المؤتمر الوطني بشأن ترتيبات الاستفتاء، وذكرت أنّ عملية الاستفتاء في ضوء ذلك تواجه مصاعب حقيقية تصعب من إجرائه في موعده في ظل الاستمرار في الخلافات بشأن عددٍ من الترتيبات الخاصة به ومن بينها ترسيم الحدود وتحديد من يَحق لهم التصويت. من جانبها رفضت مفوضية الاستفتاء تحمل مسؤولية العقبات التي تعترض عملية الاستفتاء، واستهجنت تصريحات باقان أموم التي حمّلها فيها المسؤولية، وقال بروفيسور محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية، إنّ الدستور نص على صدور قانون الاستفتاء في أوائل العام الثالث لتوقيع الاتفاقية، أي قبل ثلاث سنوات، وتشكيل مفوضية الاستفتاء بمجرد صدوره، لكن القانون صدر في أواخر 2009م، وأضاف خليل ل «الرأي العام» أمس أنّ قانون الاستفتاء لو صدر في الوقت الذي حدده الدستور لأمكن حل كل المشكلات، وتابع: باقان كسياسي مسؤول يجب أن توجه له الأسئلة التالية: أين كان طيلة السنوات الثلاث، ولماذا لم يعمل على إصدار قانون الاستفتاء وتكوين المفوضية في الوقت المناسب لتجاوز المشكلات الحالية المتصلة بضيق الوقت، وهل اتصل بالمفوضية ليعرف العقبات التي تواجهها، وهل أسْهم في حلها، وهل يعلم أنها تعمل من دون مقر حتى الآن؟.وطالب خليل، كل الأطراف بتقديم ما يساعد على تقدم عملية الاستفتاء، ودعا لنبذ الخلاف والابتعاد عن كيل التحذيرات والاتهامات، وقال إن المفوضية ليست سياسية ولا ترغب الدخول في مهاتراتٍ، وكشف عن قبولها لمكتب استفتاء الجنوب كما قدمه الفريق سلفا كير النائب الأول للرئيس، رغم عدم وجود شمالي واحد فيه، رغبة منها في كسب الوقت وعدم إثارة المشكلات، وأضاف أنّ لجان الاستفتاء في ولايات الجنوب العشر قد تم تكوينها، وأنّ المفوضية تعكف على إعداد الميزانية واللوائح رغم عدم وجود أمانة عامة.