عندما كان المصلون في مساجد بورتسودان يؤدون صلاة الصبح.. كانت المضادات الأرضية تتعامل مع المسيّرات    سقوط مقاتلة أمريكية من طراز F-18 في البحر الأحمر    ريال مدريد وأنشيلوتي يحددان موعد الانفصال    المسابقات تجيز بعض التعديلات في برمجة دوري الدرجة الأولى بكسلا    ما حقيقة وجود خلية الميليشيا في مستشفى الأمير عثمان دقنة؟    محمد وداعة يكتب: عدوان الامارات .. الحق فى استخدام المادة 51    الولايات المتحدة تدين هجمات المسيرات على بورتسودان وعلى جميع أنحاء السودان    صلاح-الدين-والقدس-5-18    المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت لهجوم بالطيران المسيّر على مواقع في مدينة بورتسودان    التضامن يصالح أنصاره عبر بوابة الجزيرة بالدامر    اتحاد بورتسودان يزور بعثة نادي السهم الدامر    "آمل أن يتوقف القتال سريعا جدا" أول تعليق من ترامب على ضربات الهند على باكستان    شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    شاهد بالفيديو.. شيبة ضرار يردد نشيد الروضة الشهير أمام جمع غفير من الحاضرين: (ماما لبستني الجزمة والشراب مشيت للأفندي أديني كراس) وساخرون: (البلد دي الجاتها تختاها)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع الاستاذ علي شمو حول استقلال السودان

السودان اسهم بوجوده وحضوره في مؤتمر باندونق لدينا في السودان عجز وضعف في التربية الوطنية حوار : أخبار اليوم بروفيسور علي محمد شمو كان من اوائل الاعلاميين الذين شاركوا في نقل النبضات الاولي لميلاد دولة السودان علي الهواء مباشرة من داخل مباني البرلمان ومن امام وزارة المالية بل ومن الامم المتحدة والذي عن طريقه استمعنا الي صرخة الحنين عبر اثير اذاعة ام درمان وقد كان لصحيفة «اخبار اليوم» الشرف في ان تنطلق الي ذلك الرجل الذي شاهد وتقل بام عينه وبلسانه كل خلجات ابناء السودان في تلك اللحظات وها نحن نجوس من خلاله عن هذا الحدث والذي سيظل نبراساً نعتز به ونفاخر به فالي مضابط هذا الحوار الذي يتحدث فيه استاذ علي شمو بصراحته وجرأته. { دعنا استاذ علي ان نتحدث قليلا عن المفهوم العام للاستقلال .. هل هو علم يرفع او برلمان ينتخب وحكومة وطنية تكون ام ماذا هو مفهوم الاستقلال لديكم؟ - هذا هو الشكل الظاهر للاستقلال موضوع الحكم ومؤسساته انها تؤول الي ابناء الوطن بعد ان كان مستعمرا لفترة طويلة من الزمن .. البعض يعتبر ان هذا هو الاستقلال وهو شكلا المستعمر قد خرج والسلطة عادت لابناء البلد والهياكل الوطنية السلطة تكونت .. الحكومة .. البرلمان اي كما جاء بسؤالك الا ان الاستقلال اعمق من ذلك بكثير حقيقة لانه اذا لم تحسن ادارة البلد واذا لم تحسن ادارة السلطة التي آلت الي اهل البلد ولم تتغير السياسات واذا لم يصلح الاقتصاد ويصلح التعليم والخدمات ونتاج للمواطنين الاحساس بالحرية والاحساس بالاستقلال وتوفير الخدمات فالمواطن في نهاية الامر وبعد الفترة والفرحة الاولية بعد الاستقلال يبدأ يفكر ويقارن الاوضاع بين الوضع الحالي كرجل يعيش في دولة مستقلة وهو يسهم في خلقها وفي تكوينها وبين فترة الاستعمار ودائما المقارنة تكون في جانب المعيشة وجانب الخدمات وجانب الوظائف وجانب الفرص المتاحة ولعل هناك من يتحدث عن الماضي ويقول (كان كده وكان كده وهذا لم يكن كده) والمقصود بذلك فترة الاستعمار بل هناك من يبكي علي الماضي وهذا الشعور دون شك غير حقيقي بان هناك من يود عودة الانجليز مرة اخرى ولكن هي مجرد مقارنة وتعبير واحتجاج عن ان السلطة الوطنية لم توفر للانسان ماكان يطمح اليه من الاستقلال . { البعد السياسي والدولي لاستقلال السودان عام 1956 - السودان كان ثالث دولة بالمناسبة في افريقيا ثالث استقلالها ولم تكن هنالك سوى اثيوبيا وليبريا ومصر لم تكن مستقلة بالمعنى الواضح لان مصر قدمت استقلال السودان علي استقلالها وقد كان متقدم جداً وحتي عضويته في الامم المتحدة كانت متقدمة جدا وعضوية في الجامعة العربية ايضا كانت متقدمة ومؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية والسودان علي المستوى الدولي والمستوى الاقليمي كان دولة متقدمة جدا ودولة مؤسسة لكثير من المنظمات القائمة الان في العالم ولذلك عندما تتحدث عن المحيط العربي او المحيط الافريقي حتي محيط دول عدم الانحياز اسماعيل الازهرى لما شارك في مؤتمر باندونق كان دولة غير مستقلة لكن اسهم بوجوده وحضوره ولما السودان اول ما استقل انضم لهذا التجمع السياسي العظيم { علي ذكر مؤتمر باندوق استاذ علي ومشاركة السودان فيه ولعل هذا يقودنى للرجوع الي الوراء قليلا خاصة وان السودان وقتها لم يستقل بعد الا ان الزعيم الازهرى في لحظة من اللحظات وضع منديلا ابيض رامزاً به علي علم السودان رغم ان العديد من السياسيين والمواطنين كانوا يراوحون وضع السودان في الانضمام لوحدة مع مصر .. ماهو المفهوم الذي دعا الزعيم الازهرى لذلك التطرف في نظرك ؟ - لان الزعيم الازهرى مناضل كبقية الزعماء الاخرين المشاركين في المؤتمر وهي فترة نضال بل في فترة الحكم الذاتى ولم يكن السودان قد اعلن استقلاله بعد وكان ذلك الاجراء استمرار للنضال اي حركة نضالية تتحدث باسم العالم الثالث ولذلك لا يمكن للسودان ان يكون بعيدا عن هذه الحركة ولذلك كانت تلك امتدادا لموقفه النضالي وهذا امر طبيعي جدا جداً { هذه الاشارة تعيدنا الي مفهوم الاستقلال في المرحلة الحالية فهل تختلف عن المرحلة الاولي ابان الاستقلال بما تعزي ذلك ؟ - اولا ان غالبية الناس الموجودين اليوم لم يحسوا باحساس من سبقهم من ناحية السن تجد المكونين للشعب السوداني لا تجد لديهم الاحساس بلاستقلال لانهم لم يعاصروا تلك الفترة بل من عاصروا الاستقلال عددهم اليوم قليل جدا ومن عاصروا فترة لنضال السياسي عدد قليل فلو القينا نظرة علي فترة الاستقلال في يناير 1956 الي اليوم ستجد الفترة عبارة عن واحد وخمسين سنه .. فلو اقتصرنا تلك الفترة لوجدنا ان الشخص الذي حضر تلك الفترة سيكون صغيرا حتي ولو كان مولودا في الستينيات وعمره ستين سنه ويكون عمره ابان اعلان الاستقلال تسعة سنوات . لذلك لن تجد لديهم الاحساس بالتحول الذي حدث ابان الاستقلال بل خلال فترة الحكم الوطني كله. { هذا الحديث يقود الي عدم معرفة لجيل الحديث بالشخصيات الوطنية .. فهل مرد هذا الامر للحكومات المتعاقبة التي حكمت البلاد ان كانت حزبية او عسكرية شمولية ولذلك تاريخ السودان مبهم - الاثنين .. اولا عندنا عجز او ضعف في التربية الوطنية .. والانظمة التي حكمت السودان انظمة ديمقراطية او عسكرية لم تهتم بالجزء الخاص بالتاريخ الوطنى وهذا لا يتأتى لصبي ان لا يتعرف علي الازهرى او السيد عبدالرحمن او السيد علي الميرغنى ولا السيد عبدالله خليل او السيد محمد احمد محجوب .. بينما لو سألت اي طفل في باكستان لوجدته يعرف (محمد علي جناح) ولو سألت في الهند لكان يعرف ( جواهر لال نهرو) او في الصين ( لعرف ماو تسي تونج) حتي لو في امريكا لعرف ( جيفرسون) ففي هذا الجانب لدينا جانب من الضعف وقليل من العجز ومن المفترض ان تكون هذه الاشياء من الاشياء الاساسية لتعليم الناس النضال والكفاح ومعرفة الكيفية في استقلال البلاد وكيف تاريخها السياسي قد بني وكيف ان هذه البلاد التي يعيش فيها الناس نهضت واصبحت دولة اسمها السودان. { لو عدنا بالتاريخ قليلا الي الوراء والقينا نظرة لثورة الثالث والعشرين من يوليو ولعلها قد ظلت المؤثر في مسار الحكم في السودان وهذا يتضح من خلال الانقلابات العسكرية المتكررة في السودان. فهل نفكر ان هذا الاثر له جانب في القيادات الشبابية من العسكريين السودانيين من اجل ان يحكموا البلد ام يعود ذلك للتأخر في متغيرات الحياة في السودان؟ - هو في ذاك الوقت لم تحدث تلك المتغيرات كما هو حاصل الان لكن كان الضابط الموجود من كان بالنسبة لهم الضابط المصرى نموذج وبالمناسبة ثورة يوليو اضحت نموذجا للعالم اي عالمية وقبل ثورة يوليو لم تكن هناك انقلابات يقوم بها ضباط وتنجح وتحكم وتستمر لمثل هذه المدة الطويلة .. مثلا في سوريا انقلاب (حسني الزعيم) (واديب التشكلي) وماتلاها من ثورات كان تلك نموذج او اتباع للنموذج المصرى الموجود ..( معمر القذافي) (جعفر نميرى) و(عبود) كان مختلف من عملية السلطة .. لكن كلهم كان النموذج لهم مصر كان ذلك علي نطاق العالم { استاذ علي هل حقيقة ان الديمقراطية لاتصلح كمنهج اتباعه في السودان كما يقول البعض؟ - الديمقراطية بمعنى ديمقراطية ( وست منستر) (one man one Vote) بمعناها ذاك لا تصلح في السودان ( لماذا) لاسباب عديدة وبدون مزايدة .. لو اخذنا اهلنا الموجودين في البوادي والمناطق النائية ..فهناك من يعتقد ان الانجليز مازالوا موجودين وهناك من يفتكر ان (الازهرى) مازال يحكم بل البعض يعتقد ان (عبود) مازال موجودا ليس لديهم معرفة ولا علم وليس لديهم القدرة علي الخيارات المناسبة في الجو السياسي او بالشكل الموجود في انجلترا او في امريكا بذات الممارسة ولايمكن تطبيقه ذلك في السودان ولذلك لابد لنا ان نتكلم عن الديمقراطية وهي حق الانسان في ان ينتخب وحقه في ان يقرر وحقه في ان يعبر لا يوجد اي خلاف علي ذلك لكن النموذج نحاول ان نخلقه لوحدنا وانا لا اتكلم عن السودان وانما اتكلم عن العالم الثالث ككل لانه لا يمكن ان ننقل تجربة تلك الدول الي هنا .. وانما يمكن ان تنقل طريقة واسلوب الانتخاب والمؤسسات ولا تنقل المجتمع كله كمجتمع ديمقراطي باقتصاده ومؤسساته العلمية ومؤسساته الاقتصادية الكبرى الموجودة بل عليك ان تنتخب من ثورة بل حتي الناس الذين ينتخبوا يعبروا عن قضايا المواطن ولا الاحزاب الموجودة عندنا تعبر عن قضايا المواطن فلو وضعنا مقارنه بين هذا الحزب وذاك في برنامجها ان كان في مجال التعليم او الصحة .. لا يوجد فارق وانا افتكر بان هناك فارقا كبيرا جدا بين الديمقراطية الموجودة بالمعني الموجود وبين الديمقراطية التي تطبق. { في اطار الحكومات الديمقراطية المتعاقبة والشمولية نجد انها تعتمد في موازناتها المالية العامة علي الضرائب المباشرة وغير المباشرة الامر الذي ادي لافتقار العديد من المواطنين .. هل يعود ذلك لافتقار تلك النظم المتعاقبة في خلق برامج تنموية تنهض بالبلاد ام لان فكر النظم القائمة غير متوفر في خلق برامج تغطي علي فرض المزيد من الضرائب؟ - انا افسر لسؤالك هذا الي جزءين فاقول لماذا توجد ضرائب تفرض علي الناس ومن ثم موضوع التنمية .. فالاثنان مختلفان الا انهما يلتقيان في التعبير عن ذلك بارقام في الموازنة .. فالتنمية عندنا غير سائرة في الطريق الصحيح لاسباب عديدة جدا حيث ان مصادر التمويل للتنمية ومنها التقلبات التي حدثت وعدم الاستمرار في الحكومة والاستقرار فعندما يوضع مشروع تنموى لابد من وضع الاسس الكفيلة بقيامه وتجري متابعته ولعلي لو اشرت الي ميزانياتنا الشخصية نجد اننا نخطط لها وبصورة مثلي ولكن عند التطبيق نجد اننا لا نطبقها .. وهناك عدم استقرار في الخدمة المدنية وعدم استقرار في السياسة وعدم استقرار في الانظمة .. بل اول ان الامور في البلاد لا تسير الي الامام الامر الاخر اعتماد البلاد علي الضرائب يعود لان البلاد ليس لها مصادر اخري فاذا لم توضع ضرائب فكيف يتسنى للحكومة ان تقدم خدمات فالحكم هو موازنة ونأخذ ضرائب من المواطنين وهي موجودة في كل بلاد العالم بل في العالم الناس تحرص علي الضرائب وعلي ادائها اكثر منا فالضرائب غير معيبة لكن العيب في توظيف تلك الاموال التي تؤخذ من الناس فيما يتعلق بموضوع التنمية موضوع الخدمة .. ادارة المال وادارة الاقتصاد لم توظف بالصورة الصحيحة وهذا امر لا استطيع ان اجادل فيه لان هذا الامر يتسنى للاقتصاديين التحدث حوله ولاول مرة انا اقول لازم تكون هناك جمارك تدفع من اجل ان تكون في الميزانية وضرائب يجب ان تدفع لتذهب ايضا للميزانية وهذا يعتبر ال (Back bone) العصب الاساسي للميزانية .. البترول ظهر لنا جليا في وقت قريب بل ساعدنا ودعنا نتخيل لو لم نجد هذا البترول .. لكان الوضع اسوأ. { رغم اشارتك بانك رجل غير اقتصادي لكن استطيع ان اقول انك من خيار القادة الذين لهم باع كبير في مجالات متعددة خاصة في مجال الاعلام بل شاركت في التدريس في العديد من الجامعات الامر الذي يدفعني لأسأل ان البلاد ورغم هذا الكم الكبير من الجامعات وكلياتها الاقتصادية نجد ان ليس لها اي (دور في نمط الحياة الاقتصادية بالبلاد بل حتي في المشاركة او وجهات النظر فيما تضعه الحكومات من موازنات سنوية .. فلماذا نحجم تلك الجامعات في المشاركة؟ - اولا كانت هنالك جامعة واحدة هي جامعة الخرطوم ومن ثم جاءت جامعة جوبا وجامعة ام درمان الاسلامية وجامعة الجزيرة بل تعددت تلك الجامعات خلال ثورة التعليم العالي فالجامعات تاريخيا ما كانت بل حتي الجامعات الموجودة حاليا لا تستطيع تحميلها مسئولية التاريخ الاقتصادي وتاريخ السياسات الاقتصادية في البلد لكن حتي التي كانت من قبل كانت توفر عددا من الناس الاكفاء جداً جدا الا ان القضية في نهاية الامر هي قضية السلطة والحاكم وهو الذي يحدد .. نحن نتحدث بتنظير كثير جدا وكاقتصاديين وفي نهاية الامر هذا الاقتصادي يتحدث مع من ؟ ومن الذي يبني وجهة نظره لذلك نجد ان السودانيين يتحدثون كثيرا جدا فلو ذهبت الي اي موقع لوجدت العديد من ينظر ويتكلم ولما تأتي لحظة وضع الاسس في هذا الاطار فقد نجد ان ذلك الشخص ليست له القدرة في ان يجعل من حديثه ذاك واقعا وينفذ او تجد هناك موانع تحول دون واللي هي تشكل في السلطة لكن اقول لدينا عقول ممتازة جدا والدليل علي ذلك ان عقولنا النهار ده موجودة في الخارج
.. في البنك الدولي وفي صندوق النقد الدولي وموجودة في الصناديق العربية المتعددة وموجودة في الصناديق الافريقية موجوده في البلاد الثرية كدول البترول وفي العديد من المنظمات عقول ضخمة جدا تدير كل هذه المواقع ولو اعدنا هذه العقول الي البلاد لانستطيع ان نعمل لان المؤسسة التي تدور حولها معوقه للوضع ولا تستجيب للافكار المطروحة لان السياسات هي التي تتحكم . { الحكومات المتعاقبة وخاصة الشمولية تتحدث عن الجاهلية في الاحزاب وتصفها باوصاف عجيبة وغريبة فهل في رأيك ان قادة احزابنا يعيشون في جاهلية فكر ام في جاهلية منطق وماهو المعنى المقصود عن ذلك النعت ؟ - هو لا اعلم لماذا تستعمل تلك العبارات الحادة تلك . انا افتكر ان احزابنا غير جاهلة لكن غير منظمة يعنى الحزب لو اخذته كحزب ونظرت الي الناس الموجودين به نجد انهم اناس جيدين ولديهم الكثير من الافكار لكن من اجل ان ينظموا ويتهيكلوا تكون لديهم ادارات متخصصة ودورات متجددة ولهم مؤتمرات متعددة من اجل افراز قيادات وناس حدد يكون هنالك برنامج موضوع ليسير علي هديه الحزب الحاكم ويكون هنالك ظل للحزب المعارض يكون هنالك وزراء عاملين في مواضيع محددة هذا غير موجود فاحزابنا لو سألت اي فرد من ناسها عن برنامج حزبه لا يستطيع ان يتحدث حوله فانا اعتقد ان الامر هو موضوع تنظيم وليس موضوع جهالة فلو قلت ان الاحزاب جاهله فهذا يعني ان البلد بكلياتها جاهلة لان الناس الذين كنت اتحدث عنهم هم موزعين علي الاحزاب نجد اساتذة الجامعات في المؤتمر الوطني في الحزب الشيوعي نجد منهم في المؤتمر الشعبي في الاتحاديين بقطاعاتهم المختلفة نجد منهم في حزب الامة بقطاعاته المختلفة موجودين لكن لا توجد مؤسسات مثلا لو طرحت الميزانية من المفترض علي اي حزب من هذه الاحزاب تكون لديه اجهزة محددة ومتخصصة في موضوع الميزانية ويكون هناك رأي صادر من الحزب ولا يحق لاي شخص ان يتحدث او يصرح او ينتقد او يعلق او يقوم دون ان يستند الى برنامج حزبه. { نجد ان العديد من الاحزاب عندما تكون في المعارضة تتحدث عن حرية الرأي وحرية النشر وحرية الاجتماعات وحرية الحركة وهكذا وعندما تتولى السلطة نجدها انها تتناسى كل تلك الشعارات.. وتظل هذه الاسطوانة تدور عند كل المتغيرات. - هذا نفاق لان هذه المسألة لا تتطلب مني ان اتحدث حولها.. حتى هم في حد ذاتهم لو راجعوا انفسهم بل اي حزب من الاحزاب لو راجعوا انفسهم سيتوارون خجلاً فلو لاي حزب من الاحزاب الموجودة الآن لو اشرت له بانه في عام كذا ماذا فعلت فلنأخذ مثلاً فترة مايو وهي قد مرت بثلاثة او اربعة مراحل حدثت خلالها اشياء كثيرة جداً.. ولنأخذ فترة الانقاذ.. اخذ فترة الاحزاب السياسية اخذ فترة (عبود) اخذ فترة اكتوبر فسنجد ان خلال كل هذه الفترات العديدة من المتناقضات.. الآن يوجد من تناقض مع نفسه وهم الآن احياء ولا يوجد من يستطيع ان يقول ا نني اخطأت ويعتذر عن خطئه ويعمل شيئا جديد ولذلك اغلبهم يستند على ضعف الذاكرة عند البعض او اولئك الذين وصلوا لسن الثلاثين الآن ولا يدري ما كان يحدث خلال فترة مايو مثلاً او يكون عمره اربعين او خمسين وهو لا يعرف عما حدث خلال ثورة اكتوبر او من كان عمره خمسين سنة ولا يعلم ما كان يحدث خلال فترة (عبود) وهكذا. { المجتمع له ثوابته وبالتالي هل تلك الثوابت بتلغى من اجل الحرية ام العكس هو الصاح وهل هناك حرية نسبية وحرية مطلقة؟ - الحرية المطلقة العالم كله متفق عليها حتى العالم الذي ينادي بالحرية والليبرالي خالص ايضا توجد قيود لوقف تلك الحرية عند حد الناس بالطبع وانا اعتقد افضل شيء ومن خلال الناس الموجودين الآن ان تتوافق ونتفق على شيء.. ما يتم الاتفاق عليه يمكن ان يسمى ثوابت.. يعني في الديمقراطية في الاقتصاد في السياسة الخارجية في الاخلاق في التنظيم في الدين اشياء عديدة جداً محتاجة للتوافق هذه الاشياء تحتاج للكل لكي يجلس مع بعضهم البعض وانا افتكر السودانيين ومنذ ان بدأوا يتصارعوا الى الآن لم يجلسوا مع بعض.. وتخيل لو ان كل هذه المجموعات جلست مع بعضها وتداولت وتحاورت وخرجت بميثاق وثوابت اتفقت عليها وطرحت على الشعب السوداني في استفتاء واقرها وان اي شخص يخالف هذه الثوابت يعتبر خارج عن الاجماع وخارج عن الناس فهذه ستبقى على الاقل وتكون او نسميها ثوابت اي ثوابت برضا الناس اليوم توجد ثوابت.. السلطة لديها ثوابت.. الشركاء لديهم ثوابت.. الاحزاب لديها ثوابت لكن هذه ثوابت عامة لكل حزب او لكل جانب لكن ما يتفق عليه الناس من ثوابت وكمجموعة بعد جلوسهم ونحاورهم هذه من المقدر لها ان تقود البلاد الى الامام والبلاد لن تمضي او تستقر الا اذا اتفق الناس وجلسوا مع بعضهم.. واقول لك ان الاتفاق سيكون على حساب اي واحد من الفئات وهذا لا يعني ان اية جهة تأتي لتقول ثوابتها وتذهب لا بد لها ان تتنازل والطرف الثاني يتنازل فالبلد محتاجة فعلاً لوقفة ولتجمع ولخروج برأي يلتزم به الجماعة ويكون هذا بمثابة الميثاق او الطريق الذي يسلكه الكل. { كنقطة اخيرة انتماء السودان للامم المتحدة او الجامعة العربية او الاتحاد الافريقي فيه دلالة على استغلال السودان؟ - نعم السودان في نوفمبر وفي اول جلسة للجمعية للامم المتحدة في نوفمبر قابل السودان عضوا وانا اتذكر انه حصل اتصال تلفوني بين الاذاعة وبين الامم المتحدة واستمعنا الى قرار الامم المتحدة وكان الراحل الاستاذ محمد احمد محجوب في ذلك الوقت وزير خارجية السودان لان السودان استقل في اول يناير 1956 لكن بعد حكومة ازهري التي لم تستمر طويلا بعد الاستقلال اعقبتها حكومة ائتلافية ثم حكومة قومية وكان وزير خارجية الاستاذ محمد احمد محجوب ورئيس الحكومة كان الراحل عبد الله خليل وقبل السودان وبذات الاسلوب قبل السودان في جامعة الدول العربية اما بالنسبة لمنظمة الوحدة الافريقية فالسودان مؤسس اسست في 25 مايو عام 1963 وكان وقعها الرئيس الفريق عبود من الزعماء الذين اسسوا هذه المنظمة. حاوره: عطيه الفكي مصطفي

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.