(شينخوا) بدأ مبعوثا الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي للسودان يان الياسون وسالم احمد سالم مهمة جديدة لتفعيل الوساطة المشتركة الباحثة عن حل سلمى للصراع في إقليم دارفور بغربي السودان، في وقت يبرز فيه أكثر من عائق يهدد بفشل جهود الحل السلمي. ويلتقى المبعوثان بعدد من المسؤولين في الحكومة السودانية وممثلين للحركات المسلحة في دارفور وقيادات قبلية بالإقليم كما ويزورا دارفور في إطار المساعي الرامية إلى إقناع طرفي الأزمة بالجلوس مرة أخرى على طاولة المفاوضات. ولكن هذه الجهود من المحتمل أن تواجه صعوبات عملية على الأرض فالأجواء الحالية لا تساعد على نجاح المبادرة المشتركة فالحركات المسلحة الدارفورية لا تزال تعانى انقساما حادا يحول دون قدرتها على تكوين موقف تفاوضي موحد. ولم تفلح الاجتماعات التى نظمتها الحركة الشعبية لتحرير السودان التى تحكم جنوب السودان في توحيد مواقف الحركات المسلحة كما أن الثقة لا تزال معدومة بين قادة تلك الحركات والحكومة السودانية. وبرزت خلال الفترة الماضية عدة شواهد على انعدام الثقة فمثلا حركة العدل والمساواة وهى إحدى أكبر الحركات المسلحة ترفض لقاء مبعوثي الوساطة المشتركة قبل إطلاق سراح ممثليها في الاتحاد الأفريقي الذين اعتقلتهم الحكومة داخل مدينة الفاشر منذ عدة أسابيع. كما ان التحركات العسكرية للحركات المسلحة تتزايد الآن على الأرض في دارفور وتعلن أكثر من حركة سيطرتها على بعض المناطق الهامة في الإقليم المضطرب. ويجرى رودلف أدادا الممثل الخاص للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور مشاورات مكثفة مع كبار المسؤولين السودانيين لإطلاق سراح ممثلي حركة العدل والمساواة بالاتحاد الأفريقي. وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي للسلام في دارفور سالم أحمد سالم إن الدور الأساسي لتحقيق السلام يقع على عاتق الأطراف السودانية وإن دور الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة يظل دورا تيسيريا وتوفيقيا. وأضاف "ينبغي على جميع الأطراف من حكومة وحركات وميسيرين العمل على جعل هذا العام عاما لتحقيق السلام في دارفور والسودان". ويحاول المبعوثان التوصل إلى اتفاق بين الأطراف على استئناف مفاوضات سلام دارفور والتى كانت قد علقت في مدينة سرت الليبية في مطلع نوفمبر من العام الماضي بعد أن طالبت الحركات المسلحة بإعطائها مهلة زمنية لتوحيد مواقفها. وبعد انقضاء أكثر من شهرين فان الهدف الذى أجلت من أجله المفاوضات لم يتحقق بعد ولم تتمكن الحركات الدارفورية من الوصول إلي قواسم مشتركة وأرضية موحدة فيما بينها. وأوضح مبعوث الاتحاد الأفريقي أن تحديد موعد جديد للمفاوضات يعتمد كليا على الأطراف ذات الصلة وقال "مع بداية هذا العام نأمل أن تكون كل الأطراف على استعداد للبداية بروح جديدة وديناميكية جديدة لجعل هذه المباحثات ناجحة بالنظر إلى الوضع المتردي في دارفور بسبب طول فترة الصراع وزيادة معاناة المدنيين". ويبرز عامل أخر لا يمهد الطريق أمام إنجاح جهود الوساطة المشتركة وهو تأزم الموقف على الحدود بين السودان وتشاد، حيث يشكل إقليم دارفور شريطا حدوديا بين البلدين اللذين يتهمان بعضهما البعض بدعم عناصر متمردة. وقال مبعوث الاتحاد الأفريقي للسلام في دارفور "بالنظر إلى العلاقات التاريخية والتداخل بين السودان وتشاد فإن تأزم في العلاقات لا يؤثر على السودان وحده أو تشاد وحدها بل على المنطقة كلها ويؤثر سلبا على جهود تحقيق السلام في دارفور خاصة".