اتهم رئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر الحركة الشعبية ب(تبييت النويا) لإشعال حرب جديدة بين الشمال والجنوب، وحذر من انه لا سلام دائم مع نويا الحرب، ورهن إجراء استفتاء أبيي بالتوصل إلى اتفاق حولها. وكشف في الوقت نفسه أن الحركة زهدت تماما في أي لقاء لها بالمؤتمر الوطني و قطعت كل الاتصالات وظلوا بالجنوب جميعهم، وزاهدين حتى في ترسيم الحدود. ووصف الطاهر في مؤتمر صحفي امس، مواقف الحركة الشعبية بالمتناقضة وقال أن الحركة الآن تهدد باستخدام العنف وتعمد لخرق اتفاقية السلام الشامل، وفي ذات الوقت تعلن عن رغبتها في السلام، واعتبر تمسك الحركة بحق التصويت في استفتاء ابيي لأبناء الدينكا نقوك فقط مخالفاً لقرار محكمة التحكيم الدولية حول المنطقة، مبيناً أن قرار لاهاي ادخل مناطق للمسيرية داخل مثلث ابيي، واضاف:(الحركة تريد اغتنام الأرض دون استصحاب إنسانها). وأعلن الطاهر بقاء الدستور الانتقالي الحالي الذي يحكم البلاد في حالة الانفصال، وأشار إلى أن التعديل الوحيد الذي سيجري للدستور هو استقطاع البنود المتعلقة بالجنوب، وذكر انه في حال الانفصال فإن النواب الجنوبيين المقدر عددهم ب(99) والوزراء ال(8) سيعودون إلى منطقتهم، وحمل الحركة مسؤولية انفصال الجنوب، مبيناً أن النقاشات الموضوعية التي أجراها وفد لجنة السلام والوحدة بالجنوب أخيراً تبينت خلالها رؤية الحركة الواضحة باختيار الانفصال، وأكد أن البرلمان لن ييأس من الترويج للوحدة لاسيما بعد عدم الاستحسان الذي واجهه وفده لجوبا، وأشار إلى انه سيدفع بوفد اكبر لمخاطبة الجنوب بالأطر الموضوعية. وأكد الطاهر عدم رغبة الشريكين في فتح قضية إضافة (40) نائباً جنوبياً في البرلمان تنفيذا للاتفاق السياسي الذي ابرم قبل الانتخابات الماضية، وقال إن الحركة غير متحمسة لإضافة تلك العناصر لتوجهاتها الانفصالية، لاسيما وأن المطالبة بإضافة المقاعد كانت مبنية على هواجس فوز المؤتمر الوطني في الانتخابات بأغلبية ومن ثم يقوم بتعديل الدستور منفرداً، وأضاف (عموما المطالبة بزيادة عناصر جديدة للبرلمان ستموت موتاً طبيعياً وبرغبة متبادلة من الشريكين. واتهم الطاهر أبناء أبيي في الحركة الشعبية بسوقها والمجتمع الدولي إلى تحقيق مخططاتهم في المنطقة، وقال إن الطريق الوحيد لاستقرار ابيي هو إبعاد أبناء ابيي في الحركة الشعبية من القضية وترك القضية للمسيرية والدينكا، ويمكن للحكومة أن تبتعد من المنطقة، ونبه إلى أن الحركة الشعبية سعت لحتفها في أبيي لأنها تريد الأرض بلا إنسانها، وأضاف (انه لا يمكن لأحد أن يقصي المسيرية من استفتاء ابيي)، وقال أن الاستفتاء يمكن أن يؤدي إلى الوحدة اذا حذفت المزايدات السياسية وبعض التسخين الذي تقوم به الحركة الشعبية للوضع.