بينما نحن نعبر الطريق ناحية الشرق الخرطوم عبر السوق العربي استوقفني بائع متجول يرتدي ملابس حمراء ويعتمر طربوشاً بنفس اللون ويحمل ابريق ضخم على ظهره يتوقف بين الفينة والأخرى ليصب منه ذلك المشروب الرائع بعد أن يحني ظهره منادياً "التمر هندي" ويتحرك بين الناس كأنه جزء منهم بالرغم من أن هذا المشهد غير شائع في السودان مثلما ما هو عليه الحال كما في مصر. ومن سحنته يمكن أن تتبين أنه من شمال الوادي أي أنه مصري. تقع منطقة السوق العربي وسط العاصمة السودانية الخرطوم وهي من المناطق التجارية التي تشهد حراكاً مستمراً وتزدحم بالمارة والسيارات حيث يقصدها الناس للتسوق أو للمرور من خلالها إلى أنحاء العاصمة المختلفة، وقد قامت السلطات بإفراقها من مواقف المواصلات لتسهيل الحركة وتخفيف الضغط عليها إلا أنها لاتزال تستقطب المشترين لوجود الباعة المتجولين أو المحلات التجارية الكبرى كمجمع الذهب ومحلات الملبوسات والأقمشة والعطور اضافة للخدمات من فنادق ومكتبات وتصوير مستندات. يضاف إلى ذلك تمثل المنطقة مكاناً مناسباً لتجمع الأصدقاء قبل الانطلاق إلى وجهتهم وهي بذلك تمثل وسط البلد (downtown) ومن باب الفضول أو إن شئت، تشجيع مرافقي الذي يعرف مذاقه الطيب شربنا من ذلك البائع ذلك المشروب. بلغة الرياضيات معادلة لها ثلاثة أطراف (هندي+ مصري+ سوداني). التمر الهندي هو لب ثمار قرنية لنبات شجري دائم الخضرة سريع النمو يصل ارتفاعه إلى حوالي ثلاثة امتار واوراقه مركبة الأزهار عنقودية، صفراء اللون والخشب صلب لونه مائل إلى الحمرة، الثمار عبارة عن قرون ويستخدم اللب البني لحمي حمضي المذاق الذي يغلف البذور وحين تجمع الثمار تزال قشورها الصلبة ثم تعجن فتتكون كتل سمراء اللون وربما تخلط بسكر ليساعد على حفظها وعدم فسادها، يعرف التمر الهندي بعدة أسماء منها الحمر والحومر والعرديب والصبار.