كأنه خارج من مصباح علاء الدين السحري في قصة «جني المصباح»، كأن بائع التمر هندي في السوق العربي يفعل فعل السحر في المارة من حوله وهم يتوقفون «فقط» بفضول لسؤاله عمّا يحمله في ذلك الوعاء الفضي الضخم على ظهره!. الإثيوبي بائع التمر هندي يرتدي زيّاً لافتاً للأنظار من الساتان الكبدي الزاهي بتصميم عربي قديم ويضع على رأسه طربوش طويل بنفس اللون، فيما يحزم وسطه بحزام عريض يربط به إبريق مشروب التمر هندي المزيّن بالزهور ويحمله على ظهره، وعلى خصره يضع عدة أكواب بلاستيكيية يصب عليها المشروب لزبائنه. توقفنا لسؤاله ولكنا تفاجأنا لعدم إلمامه باللغة العربية،اسمه «تِسفا» مدّ إلينا ورقة مطبوع عليها اسم المشروب وفوائده، ولكن نظرات المارة من الفضوليين ظلت تُلاحقه. سألنا المارة عن رأيهم في المشروب فأجاب أحدهم بأنه جرّبه ويداوم على شرائه كلّما صادف أحد بائعيه الاثنين في منطقة السوق العربي، لأن سعره رخيص إضافة إلى أن طعمه «حلو» ومريح للمعدة. التمر هندي مشروب قديم وحديث الظهور في أسواقنا رغم فوائده الجمّة. فهو مُفيد لتخليص الدم من السموم وتستعمله شركات الأدوية كخافض للحرارة وأيضاً يفيد لفتح الشهية ولحالات الاضطراب المعوي، ويحتوي على العديد من المضادات الحيوية التي تفتك ببعض السلالات البكتيرية في جسم الإنسان، ويستخدم كعلاج شعبي في العديد من الدول العربية خاصة لعلاج إلتهاب الحلق والبرد، ويدخل في إعداد بعض الأطعمة في الشام خاصة، ويستعمل كنكهة مُضافة. وفي الطبيعة نجد التمر هندي مشابه للفاصوليا الخضراء ولكنه أكبر حجماً ولونه يميل للبياض وتستعمل ثمرته بعد سحنها ناعمة أو بحجمها الطبيعي.