الاحداث أثارت الخطوة التي أقدم عليها رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ردود أفعال واسعة وموجة سخط عارمة وسط الساحة السياسية الداخلية والخارجية، ووسط أهالى دارفور وروابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا.وبالأمس استنكرت روابط طلاب دارفور بالجامعات والمعاهد العليا بالإتحاد العام للطلاب السودانيين إعلان رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور فتح مكتب لها باسرائيل، وقالت إن هذا الإعلان لا يمثل إلا عبد الواحد نفسه وأنهم منه براء. وبحسب المراقبين فإن خطوة عبد الواحد التي أقدم عليها ستجلب عليه غير قليل من المتاعب، باعتبار أن الكيان الصهيوني ظل يقتل ويسفك دماء الأبرياء في فلسطينالمحتلة، وأن أهل دارفور بطبيعتهم الدينية لا يمكنهم أن يسامحوا عبد الواحد على فتح مكتب لحركته في أرض الكفر. وقال مساعد الأمين العام لشؤون الولايات بإتحاد عام الطلاب السودانيين أبوبكر آدم اسماعيل في مؤتمر صحفي بالخرطوم أمس إن قرار عبد الواحد المفاجئ بإعلان فتح مكتب لحركته باسرائيل هو قرار لتهويد قضية دارفور، معلنا إدانتهم وشجبهم وإستنكارهم لهذه الخطوة، مشيرا إلى تاريخ دارفور وإرثها الإسلامي في كسوة الكعبة المشرفة. وأشار إلى أن عبد الواحد بفعله هذا سدد طعنة غائرة في ظهر أهله بدارفور وللسودانيين جميعا، داعيا كل طلاب السودان في كل بقاع العالم بمقاطعة نشاط حركة عبد الواحد بالجامعات والمعاهد لإرتمائه في أيدي الصهاينة. طلاب روابط دارفور استنكروا مسلك تسلل الأفراد السودانيين إلى إسرائيل، وقالوا إن هناك منظمات تعمل في السودان قامت بتهريب هؤلاء الأشخاص بمساعدة دول كثيرة ظلت تقدم لهم الدعم اللازم للوصول إلى إسرائيل. وقال رئيس رابطة طلاب درافور الكبرى ل(الأحداث) أمس إنهم يدينون خطوة نور بفتح مكتب لحركته بإسرائيل بإعتباره تصرف غير مسؤول، موضحا أن التصرفات من قبل نور لا تمثل إلا نفسه ولا تمثل أهل دارفور، وقال إن دارفور ظلت على الدوام أرض القرآن ولا يمكن لرئيس الحركة أن يفتح مكتب في بلد تنتهك حرمات المسلمين في فلسطين، وأشار إلى أنهم وباسم رابطتهم يشجبون التصرف اللا أخلاقي ويرفضونه جملة وتفصيلا، وأن عبد الواحد أصبح لديهم رجلا منبوذا وغير مرغوب فيه. وتباينت ردود الأفعال وسط القوى السياسية بالعاصمة الخرطوم حول إعتراف عبد الواحد محمد نور فتح مكتب للحركة بإسرائيل، حيث قال مساعد رئيس الجمهورية نافع علي نافع في تصريحات صحفية عقب الإعلان إن فتح عبد الواحد محمد نور مكتب لحركته في إسرائيل دليل مادي محسوس على أن قضية دارفور تُحرَّك بأيدي أجنبية ولوبي يهودي وفي السياق قال مستشار رئيس الجمهورية عبد الله على مسار إن إسرائيل ستستقبل عبد الواحد لتنفيذ أجندتها الخاصة وتتاجر بقضيته، وأنا كنت أعلم أن الأمر مخطط ومدبر بواسطة المخابرات الإسرائيلية، وأن نور أصبح يتخبط من أجل مصلحتة والبحث عن ذاتيته خارج السودان. أما مولانا إبراهيم يحيى المنشق من العدل والمساواة قال إن عبد الواحد فقد أصدقاءه فى إرتريا وتشاد وليبيا، ولا يستطيع العودة لهم مرة أخرى إلا بضمانات وهو يبحث عن مكان ليعيش فيه، وأوضح أن عبد الواحد منبوذ وذهب لكيان منبوذ لأن العمل مع إسرائيل يعتبر خيانه عظمى للدين والوطن. ولكن عبد الواحد يقلل من تخويفه وتهديده نتيجة للخطوة التي اتخذها وقال نحن ثوار وقدنا ثورة، والثورة تعني التغيير، ونحن نعتبر الوضع الحالي للسودان (غلط) حيث أن هناك نشر للكراهية بين أبنائه سواء أكانوا في دارفور أو في جنوب السودان، بسبب السياسات الخاطئة للحكومة والسلفية السياسية ونحن نريد أن نكسر هذه القاعدة. ولكن رئيس رابطة دارفور الكبرى خميس الحاج قال في مؤتمر صحفي أمس إن تاريخ دارفور من أنصع التواريخ في مسيرة الإسلام، وان عبد الواحد الآن يبيع هذا الإرث العظيم بحفنة دنانير، وأن ماقام به عبد الواحد لا يمثل إلا نفسه. مبينا أنهم قادرون على حماية أهلهم وتحقيق السلام، داعيا أهل دافور والطلاب إلى توحيد صفوفهم. ومن جانبه قال يحيى إدريس الدومة عن طلاب دارفور إن مشكلة دارفور هى قضية الساعة وهي من القضايا التي لفتت أنظار العالم، وأن أبوجا إحدى الحلول لحل المشكلة ولكن المطامع الشخصية والذاتية لم تتح للإتفاقية أن تبلغ أهدافها. ودعا المتحدث عن طلاب دارفور عبد الواحد بالعدول عن هذه الخطوة التي وصفها بالفعل الشيطاني، وقال إن أهل دارفور سيقفون سدا منيعا، وأنهم جاهزون. وليس هناك مكان لإسرائيل في دارفور.