المسلم نت واصل الجيش الشعبي لتحرير السودان المدعوم من الولاياتالمتحدة استهدافه للوجود العربي والإسلامي في منطقة أبيي التابعة لولاية "كردفان"، وقتلت قواته العشرات من أفراد قبائل المسيرية العربية. وقال حسن محمد، زعيم قبيلة المسيرية لوكالة "رويترز" للأنباء إن عدد القتلى بين أفراد القبيلة على يد الجيش الشعبي لتحرير السودان بلغ 37 قتيلا، كما أصيب نحو 62 شخصا. بينما قال اللواء جيمس هوث، القائد البارز بالجيش الشعبي لتحرير السودان إن عدد القتلى من أفراد القبيلة بلغ 69 قتيلا. وأضاف أن ستة فقط من جنود الجيش الشعبي قتلوا كما أصيب 26.وتنتمي قبائل المسيرية السودانية إلى جذور عربية من "جهينة" التي كانت تقطن المنطقة الغربيةلجنوب كردفان، وتشتهر هذه القبيلة برعي الأبقار، وكانت قد قدمت إلى السودان من تونس عن طريق تشاد، بحثاً عن المراعي الجيدة والمناطق الآمنة، وقد أسهم اعتزاز أفرادها بأصولهم العربية في احتفاظهم بالكثير من العادات الأصيلة. وقبائل المسيرية معروفة بقوة الشكيمة والبأس الشديد، وفرسانها هم الذين منعوا الجيش الشعبي لتحرير السودان من دخول منطقة أبيي التي يقيمون بها طوال العشرين عاما الماضية، فظلت منطقة المسيرية خالية من التمرد بفضل الله تعالى ثم شجاعة وقوة فرسانها دون الحاجة لقوات نظامية من الحكومة المركزية السودانية.وتنقسم قبائل المسيرية الى فصيلين: المسيرية الحمر، والمسيرية الزرق،ويضم كل فصيل عدة قبائل تتفرع بدورها إلى عشائر، وتتميز جميعها بالتجوال حيث تنطلق المسيرية مع أبقارها من شمال كردفان إلى جنوبها وبالعكس.وترجع جذور الأزمة التي تواجهها قبائل المسيرية العربية حاليا إلى اتفاق الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة آنذاك على حق تقرير المصير لجنوب السودان وفق مبادرة "الإيقاد"، نصت المبادرة صراحة على تعيين حدود جنوب السودان وفق حدود 1956م تاريخ استقلال السودان من الحكم الإنجليزي، ويضم الجنوب المديريات الثلاث القديمة المعروفة: "الاستوائية" و"بحر الغزال" و"أعالي النيل". إلا أن الحركة الشعبية أصرت على منح منطقة أبيي حق تقرير المصير أيضا، على الرغم من أنها لا تقع ضمن حدود الجنوب المتفق عليه، فالمنطقة تتبع لولاية كردفان ولم تتبع لبحر الغزال أبدا، لا في عهد الحكم الإنجليزي ، ولا في العهود الوطنية التي أعقبت الاستقلال، وقد كان قبول الجانب الحكومي لمبدأ إعطاء منطقة أبيي حق تقرير المصير خطأً استراتيجياً يُعطي الحركة الشعبية ما ليس لها من الأرض والحقوق. والخطأ الثاني الذي أسهم في تعقيد مشكلة أبيي، أن بروتوكول أبيي أحد البروتوكولات الست المكونة لاتفاقية "نيفاشا" للسلام نصّ على تكوين لجنة من الخبراء لتعيين حدود أبيي، وتشكلت لجنة خماسية برئاسة أمريكي، ضمت في عضويتها أفرادا من بريطانيا وإثيوبيا وكينيا وجنوب إفريقيا، ورغم أن لجنة الخبراء اعترفت في تقريرها بفشلها في تحديد منطقة أبيي؛ إلا أنها أرفقت مع التقرير خريطة تلقتها من السفارة الأمريكية في كينيا، ادّعت أنها تمثل منطقة أبيي، وتتوغل الخريطة التي رسمها الأمريكيون في أراضي قبيلة المسيرية العربية بنحو 190 كيلومترا شمال بحر العرب، والمفترض حسب إفادات أهالي المنطقة والوثائق التي قدّمها المسيرية أن أبيي تقع جنوب بحر العرب لا شماله.