قاعة الصداقة (smc) الدكتور حسن عابدين ل (smc) يقول: الملتقى يُشكل إضافة للحوار السودانى الأوربي آلية الشراكة هى الأنسب للتعامل مع الاتحاد الأوربي قضية دارفور شوكة الحوت الوحيدة فى حلق العلاقات السودانية الأمريكية لقد ظلت العلاقات السودانية الأوربية على أحسن ما يكون لعدة أعوام قد تصل لقرابة العقدين من الزمان ولكن برزت قضايا عديدة أبرزها قضية دارفور ففرقت السبل وأصبح الوضع شائك بفعل اللوبى والإدارة الأمريكية التى كان لها القدح المعلى فى تشويه سمعة السودان وحكومته وصلت حد الرق والإرهاب ومصطلحات أخرى كنا نسمع بها فى الفضائيات واجهتها حكومتنا وجهاً لوجه عبر إعلام زائف قوى سلط الأضواء وأضاع معالم الطريق نحو أوربا وصارت كل المجهودات التى أنجزتها الحكومة فى مهب الريح ولا تجد أدنى أذن صاغية بدءاً من تحقيق إتفاقيات نيفاشا وأبوجا وأسمرا وغيرها من التحولات السياسية التى لم تجد أدنى دعم وحتى الموجود إستطاع الأمريكان حجبه عن الوصول. (smc) إلتقت بالدكتور حسن عابدين السفير السودانى السابق لدى بريطانيا وأجرينا معه حوار طويل حول مجمل القضايا السياسية فمعاً نطالع الحوار: - بداية سعادة السفير الى أى مدى يمكن أن توظف الحكومة السودانية هذا الملتقى فى تطوير علاقاتها مع الدول الأوربية؟ أعتقد أن مداولات ونتائج هذا الملتقى هى إضافة للحوار الأوربي السودانى الذى كان له جولات متعددة منذ منتصف التسعينات أى منذ 15 سنة ودائماً كان الاتحاد الأوربي يطلب من السودان وحتى يتم تطبيع كامل للعلاقات الإلتزام بمستحقات معينة وكان فى السابق يقولون لنا لا بد من تحقيق السلام فتوصلنا قبل سنتين بحمد الله لسلام نيفاشا الشامل، وكانوا يتحدثون عن الإنتهاكات لحقوق الإنسان وكنا دائماً نقول لهم هذه ليست من أصل النظام السياسي وإنما نتيجة لإفرازات الحرب والحمد لله هذه الآن قد إختفت وقد شهد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقررة حقوق الإنسان التى زارت السودان مؤخراً سيما سمر بأن هنالك تقدم كبير فى مجال حقوق الإنسان، وكانوا يتحدثون أيضاً عن ضرورة التحول الى نظام ديمقراطى وإنتخابات حرة ونزيهة ... الخ. والآن نحن بدأنا هذه العملية والتحول الديمقراطى ولذلك أصبح الآن والمطلوب من السودان أن يعيد خططه ويرتب إستراتيجيته فى العلاقات مع الاتحاد الأوربي وفق المتغيرات التى حدثت أو تحدث الآن فى الاتحاد الأوربي نفسه فالاتحاد الأوربي الآن يتحول من مجرد مجموعة من الدول متفرقة الى حكومة واحدة تقريباً ومتوقع فى خلال السنوات القادمة أن تكون هناك حكومة موحدة للاتحاد الأوربي ويكون هناك برلمان موحد للاتحاد الأوربي ودستور الآن يناقش وهذا يعنى أن السودان عليه أن يتعامل فى المستقبل مع دولة أوربية موحدة تسمى الاتحاد الأوربي ولها سياسات ومواقف فى الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية وسوف يتراجع نمط العلاقات الثنائية ويحل محله نمط العلاقات المتعددة الأطراف المتمثلة فى الاتحاد الأوربي وأعتقد أننا مقبلين على مرحلة فعلية وقضية الشراكة المطروحة الآن فى هذا المنتدى هى الآلية المناسبة للتعامل مع الاتحاد الأوربي فى شراكة اقتصادية قائمة على تبادل المصالح المشتركة وعلى الميزات التفضيلية الموجودة لدى السودان من الناحية الاقتصادية وثروات طبيعية ومنتجات لها طلب فى السوق الأوربي وموضوع الاستثمار أيضاً كجزء من التبادل التجارى أيضاً ولذلك أعتقد أن هذا الملتقى وبما سيتوصل إليه من توصيات وإقتراحات سوف يكون إضافة لهذا الحوار المتجدد المستمر مع الاتحاد الأوربي ويبلور إستراتيجية وليست مجرد خطة بل إستراتيجية بعيدة المدى للتعامل مع الاتحاد الأوربي خلال الخمسة عشر سنوات القادمة. - ولكن يا سعادة السفير بريطانيا هى أقرب الدول الأوربية للسودان ولكن إعترف دكتور هويل فى حوار لى معه فى أنهم أكثر ما يخشوه هو الإدارة الأمريكية واللوبى وتقريباً أصبحت بريطانيا الآن تابعة للولايات المتحدةالأمريكية وقضية العراق ليست ببعيدة عن الأذهان فكيف يمكن التغلب على ذلك؟ هنالك الآن ورقة مقدمة عن أثر العلاقة السودانية الأمريكية على علاقات السودان مع الاتحاد الأوربي وهذه نقطة مهمة جداً لأنه فى غياب تحسن مضطرد فى العلاقات السودانية الأمريكية ستظل هنالك بعض العقبات فى علاقتنا مع الاتحاد الأوربي ومع بريطانيا كما أشرت بصفة خاصة، وحقيقة بريطانيا لديها تحالفاً إستراتيجياً مع أمريكا وبريطانيا تحذو حذو أمريكا فى كثير من القضايا الدولية ولذلك مهم جداً أن يحدث إختراق فى الأزمة فى علاقات السودان بالولاياتالمتحدةالأمريكية ومتى ما حدث هذا سينعكس بصورة إيجابية على علاقة السودان مع بريطانيا وأيضاً مع الاتحاد الأوربي بصفة عامة، ولذلك التخطيط السليم يقتضى أن يسير فى مسارين متوازيين وهو تحسين العلاقات السودانية الأوربية وتحسين العلاقات السودانية الأمريكية وبالتالى يكون هنالك لقاء بين هذه المساقات فى نهاية المطاف ينعكس بصورة إيجابية وينتهى الى تطبيع كامل وتحسن فى علاقات السودان بأوربا والولاياتالمتحدةالأمريكية. - هل تتوقع أن يتراجع مجلس الأمن عن قراراته ضد السودان وأن تصوت الدول الأوربية عكس القرارات الأممية حيث أن هنالك ضعف فى الإعلام الخارجى لتوضيح الحقائق عن مختلف قضايانا الداخلية بأوربا؟ نعم أعتقد أنه إذا نجحنا خلال هذا العام فى التوصل لتسوية كاملة بالنسبة لدارفور هذه ستكون نقطة تحول وتنعكس بصورة إيجابية على علاقاتنا بكل العالم وخاصة مع الولاياتالمتحدة حيث لم يتبقى للأمريكان شيء يقولونه عن السودان إلا قضية دارفور وإنتهت قضايا الإرهاب والكلام عن الديمقراطية والتعددية بإتفاق نيفاشا وكل هذه الملفات أغلقت وصفّيت في الواقع وأصبحت شوكة الحوت الوحيدة في حلق العلاقات السودانية الأمريكية هي قضية دارفور وهي بالطبع تهمنا لأسباب داخلية ليس لمجرد العلاقة مع أمريكا بل أن نصل لحل سلمي في قضية دارفور ومتى ما تم ذلك أتصور أنه لن يكون هنالك أي عقبة فى طريق تطور العلاقات السودانية الأمريكية الأوربية. - سعادة السفير تقريباً قام عبد الواحد بفتح مكتب لحركته في إسرائيل فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في علاقة السودان بالاتحاد الأوربي بإعتبار أن القضية أخذت منحى آخر؟ لا أعتقد ذلك لأن هذا بالنسبة للسياسة الأوربية والعلاقات السودانية الأوربية شيء هامشي جداً خاصة وأن عبد الواحد ليس له وزن دولي وكثير من الدول الأوربية لن تعلن الأسباب ولكنها لن ترحب بها بطبيعة الحال ولذلك أعتقد أن هذه فقاعة وسرعان ما تنطفيء ولكن يبقى الأصل هو حل مشكلة دارفور وليس عبد الواحد. - إذن المجتمع الأوربي يتعامل مع أزمة دارفور بمعزل عن الأشخاص؟ نعم ... نعم حتى قبل أن يذهب لإسرائيل بدأت بعض الدول الأوربية بالضغط عليه بما فيها فرنسا بأن يجلس للمفاوضات ويترك التشدد والتطرف والآن فتحه لمكتب في إسرائيل لن يفيد عبد الواحد في شيء وكما عبر أحد الصحفيين أنه إنتحار سياسي ولا يجني منه أي فائدة لا داخلياً ولا خارجياً. - مؤتمر المانحين رغم أنه قائم به الاتحاد الأوربي ولكن هنالك إحجام والحركة لم تتسلم سوى 2 مليون دولار والرعاية الأوربية إنحصرت في الإتفاق فقط؟ لا وينبغي أن نكون منصفين وكثير من دول الاتحاد الأوربي أوفت ببعض إلتزاماتها التي قطعتها في أوسلو على نفسها قبل ثلاثة سنوات ولكن الكثير من هذه الدول وحتى في المؤتمر إشترط بعض منها بصورة معلنة وأخرى خفية أنه لم يتم الوفاء بالكثير من الإلتزامات في ظل حرب دائرة وأزمة في دارفور، وأمريكا أعلنت ذلك صراحة حيث كنت في ذلك المؤتمر وبعض الدول مثل هولندا وأسبانيا ودول أوروبية أخرى لم تعلن ذلك صراحة ولكن في الوفاء بمستحقاتها هنالك تلكوء وسياسة الإنتظار ولكن نحن كذلك لدينا مشاكل في الداخل ومقدرتنا على الاستيعاب ضعيفة جداً جداً وكثير من الدول دفعت إستحقاقات ومساعدات ومهم جداً أن نستوعبها ونوظفها ولكن لأسباب عديدة طاقتنا الاستيعابية ضعيفة لمشاكل سوء التخطيط حيث أن هناك قصور في هذا الجانب ولكن إذا نجحنا في إزالة هذه العقبة في دارفور أعتقد أنه سوف تفتح الأبواب ويتم تقديم مساعدات معتبرة للسودان. - هل تتعامل فرنسا مثلاً مع عبد الواحد على أنه لاجيء سياسي ويجب أحتواؤه أم تترك له الحبل على القارب ويوظف هذا اللجوء ضد دولته مثلاً؟ لا الفرنسيين يتعاملون رسمياً مع عبد الواحد وقد هددوه بإنهاء إقامته بفرنسا ما لم يجلس للمفاوضات مع الحكومة السودانية ولكن المشكلة مرتبطة بحل الأزمة في دارفور وليس بعبد الواحد ولا رهينة به رغم أن له أنصار ولكن هذا التشدد من جانبه يدفع به إلى الهامش تدريجياً وأعتقد أنه سوف يقود لمزيد من الإنشقاقات داخل حركته بما قد يصل درجة أن يصبح عبد الواحد لوحده ولا يستطيع أن يزعم بأنه الآن يقود حركة تحرير أو مجموعة كبيرة معتبرة وربما يفاجئ عبد الواحد العالم بأن يجلس للمفاوضات نتيجة لهذه الضغوط. - إعلامنا في الخارج ضعيف فإلى أي مدى ساهم الإعلام الخارجي في تشويه صورة السودان؟ طبعاً ساهم بصورة كبيرة ولكن العمل الذي يقوم به دكتور ديفيد هويل الأمين العام للمجلس الأوربى وعلاقتى به منذ ستة أعوام فى تطوير العلاقات السودانية الأوربية له تأثير واضح ولكن الإشكال الكبير هو أنه لم يتوفر بالمقابل الإعلام المطلوب والكافى للتصدي للهجمة الإعلامية لتشوية صورة السودان الخارجية ولذلك نحتاج لمزيد من الدعم الإعلامي.