هذا سر أقوله لأول مرة ..... أنا من قدم المعارضة السودانية لإريتريا الجهة التي تنعزل عن المشاركة في الاتفاقية ستنعزل إلي الأبد الدعوة لمؤتمر دستوري تعني بديلا لاتفاق السلام هذه هي شروط الخروج عن الاتفاقية احذر الحكومة التي وقعت علي الاتفاقية من هذا ....! اعرف الموقف الرسمي لأمريكا ولكن.....؟ بالعدم ستنتهي هذه الأحزاب ولا بد من الأتي ..... بعد غياب حاج حمد أتحمل المسئولية وأنا قادر علي ذلك لم يكن بعيدا عن مسيرة السلام بالبلاد علي الرغم من ثنائيتها التي تمثلت بين الحكومة والحركة الشعبية الا انه كان ملما بجميع تفاصيلها لما له من علاقات مفتوحة بالحركة الشعبية من جهة والمجتمع الدولي من جهة أخري فتحدث عن الاتفاقية ومصيرها والسياسة الأمريكية تجاه السودان بعد التوقيع النهائي الذي شهدته العاصمة الكينية مؤخرا ولم يستثن من الحوار الذي أجريناه معه في نهار دافى بمكتبة الاستشاري بشركة الشفاء التي دمرت أمريكا في عام1998م مقار إنتاجها الدوائي أثناء تدهور العلائق بينها وحكومة الإنقاذ الوطني مصير الأحزاب السياسية خلال المرحلة المقبلة وكشف في ذات الأثناء الأستاذ غازي سليمان المحامي رئيس المكتب السياسي لجبهة القوي الديمقراطية عن هديته الغالية التي قدمها للمعارضة السودانية إبان تدهور العلاقات بينه وحكومة الإنقاذ الوطني مستغلا بذلك علاقته الإقليمية بالرئيس الاريتري اسياس افورقي ،وتبني من خلال الحوار الجرئ نهج الجهاد في زمن السلم ....فإذا صبرت معنا قليلا عزيزي القاري فستتعرف علي الكثير من توقعاته وأفكاره المتشددة فإلي مضابط الحوار..............! كيف ترى السودان بعد مرحلة السلام ؟ أنا شخصياً متفائل جداً لأن أهل السودان في 9/1/2005م عند توقيع اتفاقية السلام قد أجابوا على سؤال هام وأساسي فشلوا في الإجابة عليه منذ استقلال البلاد وحتى تاريخ توقيع الاتفاقية وهو ما هي هوية السودان؟ ولأول مرة في التاسع من يناير أجابت الاتفاقية على السؤال واعترفت بأن السودان بلد متعدد الأديان والثقافات بما يدع حد للتعالي العرقي والثقافي والديني الذي سار في البلاد منذ الاستقلال وحتى تاريخ التوقيع وأعتقد وأنا آسف أن أقول ذلك بأن 9 يناير 2005م هو الإعلان الحقيقي لاستقلال السودان. ومن ثم فإنني أشد على الموقعين على هذه الاتفاقية لأنهم قد أنجزوا بالإنابة عن شعب السودان مهاماً تاريخية فشلت في إنجازها كل القوى التي تعاقبت على حكم السودان منذ استقلاله وكانت معلقة تنتظر الحل ونحمد الله بأنه قد تم الآن بنيروبي مناقشتها بطريقة شفافة ووضع حلول لها بطريقة شجاعة وبما يرضى كل القوميات في السودان وبما يجعل وحدة السودان ممكنة لأن أساسها قد تم وضعه بهذه الاتفاقية وانتهت هذه المناسبة وأقول بأن السودان منذ استقلاله وحتى تاريخ توقيع الاتفاقية كان موحداً في الشكل لكن لم يكن موحداً في الموضوع إلا بضع سنوات أعقبت اتفاقية أديس أبابا ومن ثم فإنه من المناسب هنا أن نقول بأن القوي التي تتحدث بأن هذه الاتفاقية ربما تؤدي إلى انفصال السودان اردد عليها بالفعل بأن السودان كان ممزقاً ومنفصلاً موضوعياً وتم توحديه الآن بهذه الاتفاقية ، أنها بلا شك إنجاز تاريخي يحسب تاريخياً لصالح القوي التي قامت بالتوقيع عليه. أما الحديث عن ثنائية الاتفاقية فهذا أيضاً نقد نظري ويدل على حقيقة أفق القوي التي تقول بأنها اتفاقية ثنائية وليست جامعة لأهل السودان بالإضافة لضيق الأفق فإنني أصف هذه القوي بأنها قوي أنانية محدودة التفكير ولا يتعدى تفكيرها إلا حدود مصالحها الشخصية. هذه الاتفاقية إذا نظرنا إليها بصورة متأنية وموضوعية قد عالجت مشاكل قومية ولم تكن المسائل التي نوقشت في الاتفاقية تخص طرفيها بل كانت تتعلق بمشاكل قومية كانت معلقة مثل قضية الهوية وقضية العلاقة بين المركز والإقليم واقتسام السلطة والثروة بين القوميات داخل السودان وعالجت أيضاً مسائل تحكيم الحكم ومشكلة الأرض في السودان وكيفية ضمان حكم القانون وإقرار دستور يعبر ويعكس ويحترم التعدد العرقي والديني والثقافي في السودان بالإضافة لقضية تداول السلطة واحترام حقوق الإنسان ولم تغفل هذه الاتفاقية قضية احترام الثقافات والأعراف المتعددة في السودان وبنظرة موضوعية يتضح أن هذه الاتفاقية قد أتت بحلول لهذه القضايا التاريخية المعلقة بما يتسع لكل تطلعات القوميين في السودان ومن ثم علينا أن نحكم على هذه الاتفاقية بصورة موضوعية أي أن نحكم علينا بنصوصها وألا ننظر إليها من ناحية الشكل وليس من باب من الذين قاموا بالتوقيع عليها . نحن كقوة ديمقراطية نعتقد بأن ما كنا ندعو إليه منذ الاستقلال وحتى اليوم قد تم التعبير عنه في هذه الاتفاقية وبالرغم من أننا ليس من بين الموقعين عليها لكننا من المستفيدين منها وبهذه الصفة سنحرص عليها ونعمل على وضعها موضع التنفيذ وإنزالها إلى أرض الواقع ما هو دور الأحزاب السياسية خلال المرحلة المقبلة ؟ الأحزاب السياسية القديمة والجديدة عليها أن توضح برامجها وأن تشارك في تنفيذ الاتفاقية لأن الجهة التي سوف تنعزل عن المشاركة في تنفيذ هذه الاتفاقية ستنعزل إلى الأبد ومن المؤكد أن طرفي الاتفاقية تقع عليها مسؤولية الحفاظ عليها بعد من يريد أن يعارض فليعارض لكن أية معارضة للاتفاقية بالسلاح تعني تنفيذ أجندة أجنبية لأن الاتفاقية في تقديري هي قمة ما كان يتشوق إليه أهل السودان. نحن كقوة ديمقراطية سنقف ضد أي عزل للآخرين سياسياً لكننا سنقاتل في مواجهة أية قوة تريد أن تقوض الاتفاقية بالسلاح مهما كانت ومن يريد أن يشارك في السلطة فهذه مسألة لا تخصنا من قريب أو بعيد وذلك لأن السلطة القادمة بعد الاتفاقية ستكون سلطة محددة المهام والاجتهاد عندها محدود بنصوص الاتفاقية وهي بالضرورة سلطة أجندة اتفاقية السلام وسوف تستمر لمدة ستة سنوات لكن من الضروري أن المشاركة في السلطة يجب أن تشترط بالتأييد الواضح للاتفاقية ولا أقول جديداً إن قلت بأن لا يجوز إطلاقاً مشاركة من هم ضد الاتفاقية في الحكومة القادمة. وعلى العموم هنالك إمكانية للخروج من هذه الاتفاقية بشرط أن يكون الخروج بمثابة اتفاق طرفيها وهما الحركة الشعبية والحركة الحالية المعارضة ليست بالضرورة أن تكون خارج عن إطار اتفاقية السلام المعارضة يمكن أن تكون حول برامج الأحزاب هنالك حزب يدعو إلى رأسمالية الدولة أن جاز ذلك في هذا القرن ، وهنالك حزب ربما يدعو إلى اقتصاديات السوق والمنافسة والاقتصاد الحر وهنالك حزب يدعو لسلامة البيئة ، عليه ربما تكون هنالك معارضة وهنالك معارضة في كل الدول الراقية لكن هناك اتفاق في بريطانيا وأمريكا حول هوية الدولة ، عليه يمكن أن تكون هناك معارضة خارج إطار الاتفاقية لأن اتفاقية السلام هي الدستور الحقيقي للسودان الذي يزيد أو ينقص من الاتفاقية هي نصوص وليس الموقعين عليها أو المؤيدين لها أن أهمية الاتفاقية وقدرها بنصوص وليس بالمشاركين في الحكومة الانتقالية ، لا أرى ضرورة لإشراك زيد أو عبيد أو التجمع أو خلافه بل بالضرورة أن لا يشترك أو لاتشترك أية جهة متحفظة حول أحد بنود هذه الاتفاقية بما يعنى أن تكون الحكومة القادمة من القوي المؤيدة بلا تحفظ لهذه الاتفاقية ما القيه التي يمثلها التجمع الوطني بغياب الحركة الشعبية لتحرير السودان ، أن ما يجري في القاهرة بين الحكومة والتجمع هو بعاملة من الحكومة لجمهورية مصر الشقيقة ليس أكثر من ذلك. ربما يكون دور القيادات السياسية الأخرى مثل الدكتور حسن الترابي ،الصادق والميرغني خارج الاتفاقية قد أنتهي فماذا أنت قائل؟ أنا شخصياً لا أعتقد بأن دور الترابي قد أنتهي لأنه رجل يتجدد وأعتقد بأنه سيشارك بجهده وفكره لتنفيذ هذه الاتفاقية ، أما الآخرين فعليهم أن يتجددوا ويخلعوا ثيابهم القديمة ويلبثون ثياب السودان الجديد المتعدد الأعراق والديانات والثقافات. عليه فإن المشاركة في العمل السياسي القادم لا ترتبط باسم معين مثل الترابي ، الميرغني ، أو المهدي وإنما يرتبط بماهيه فكرة هؤلاء الثلاثة. المؤتمر الدستوري أصبح حجوه ((أم ضبيبينه )) لدي القوي السياسية خارج الاتفاق،فهل يصبح انعقاده واردا ومفيدا؟ لا أريد أن أتهم الجهات التي تدعو إلى مؤتمر دستوري بأنها تتبني أجندة أجنبية هدفها تقويض الاتفاقية وإفشالها بما يفتح الباب واسعاً للتدخل الأجنبي في السودان ذلك لأن الدعوة إلى المؤتمر الدستوري تعني بديلاً لهذه الاتفاقية بما يتناقض معها وبما يجعل الجهة التي تقبل دعوة المؤتمر الدستوري خارجة على الاتفاق الذي تم بنيروبي. وأحذر وأنا رجل واضح الحكومة التي وقعت على الاتفاقية بأن أية تجاوب مع قيام مؤتمر دستوري أو جامع يعني خروجها على الاتفاقية الموقعة في 9 يناير 2005م بما يعرضنا ويعرض السودان إلى التدخل الأجنبي. وأرجو أن أقول وبكل صراحة أن الدعوة إلى المؤتمر الدستوري هي دعوة حق أريد بها باطل بعد أن فشلت بعض القوي التقليدية في إسقاط الحكومة بجهدها ونضالها وجماهيرها رفعت هذه الدعوة بإيعاز من القوي الخارجية للتفويض وإسقاط الحكومة. أما كيف أري السودان بعد هذه الاتفاقية أرجو أن أحذر بأن التوقيع على هذه الاتفاقية لا يعني إطلاقاً الفوضى والخروج عليها بالعنف بل يعنى أن ينضبط المجتمع ويعمل على وضعها موضع التنفيذ وعلينا أن نبذل الغالي والنفيس من أجل إنقاذها ووضع نصوصاً على أرض الواقع لأن في ذلك الضمان الوحيد لوحده السودان. أما الفوضى فإنها ستعني عودة الحرب من جديد وتمزق البلاد إلى دويلات صغيرة لاحول لها ولا قوة ، مما يتطلب من كل حادب على مستقبل السودان أن يسعى ويبذل الغالي والنفيس من أجل تنفيذ الاتفاقية بما يفتح كل القوميات المتمردة في السودان بأن هنالك واقع جديد يتمثل في بناء وطن ديمقراطي متعدد الأعراق والأديان والثقافات وتتداول فيه القوي السلطة بما لا يتعارض مع تعدده الذي نص عليه في اتفاقية السلام بنيفاشا. أعتقد بأن السودان سيكون محطة للثقافة والفكر لكل القارة الأفريقية وسيكون نموذجاً يحتذي به في القارة بشرط أن تعلم بأن هنالك قوي أجنبية همها الأول والأخير هو تقويض وحدة السودان وتمزيقه إلى دويلات صغيرة لا حول ولا قوة وعلينا أن نعلم أيضاً بأن هنالك بعض المراودين الذين يتحدثون عن ضرورة وحدة السودان وبعض الأنانيين الذين يتحدثون عن ثنائية الاتفاقية ، هؤلاء هم بطريقة مباشرة أو غيرها ينفذون أجندة أجنبية هدفها تقويض الاتفاقية. ستظل قضية دارفور هماً يورق الحكومة الحالية والحكومة القادمة أليس كذلك ؟ كان الأعلام في السابق يصف قرنق بالمتمرد و كنت أصفه بالمناضل والابن البار لشعب السودان ، أرجو أن يسمح لي قرنق أن أصفه بالمتمرد بعد أن أصبح الآن أحد رموز الحركة السياسية في السودان وقائداً فعلياً لبرنامج السودان الجديد. باختصار شديد أن المتمرد قرنق يعرف لغة زملائه من المتمردين بدارفور وشرق السودان وهو متمرداً مثلهم تبوءاً الآن ثاني منصب دستوري في السودان. بهذه الصفة يمكن وفي إمكانه ومقدوره كما أعلم الاتفاق مع كل المتمردين في السودان خلال (72) ساعة على أكثر تقدير ، عليه فإنني أقول بأنه بعد اتفاق نيفاشا أصبح وقف الحرب بدارفور مسألة وقت وأعتقد بأن الأستاذ على عثمان محمد طه الذي أوكل إليه حالياً ملف دارفور سيجد حلولاً لهذه المشكلة قريباً جداً لأن الاتصال بينه وقرنق أصبح سالكاً بما يؤكد أن قرنق أصبح يتحدث بلسان علي عثمان والعكس وأنا مسئول عن ذلك. ماذا تريد أمريكا من السودان بعد تحقيق السلام وكيف تنظر القوي الأجنبية الأخرى للبلاد ؟ ليس هنالك قوي أجنبية أخرى يمكنها أن تفعل خيراً أو تأتي شراً بأهل السودان في وجود القوة الأمريكية ، علينا أن نسقط من حساباتنا أية دولة بغير الولاياتالمتحدةالأمريكية لأنها هي الدولة العظمي عسكرياً واقتصادياً وأنني تحدثت خلال الشهور الأخيرة لا أكثر عن مسئول أمريكي بما فيهم مساعده وزير الخارجية الأمريكي بأن أمريكا مع وحدة السودان لأنها تعتقد بأن تجزئة السودان وإنشطاره إلى دويلات سوف يعرض استقرار منطقة حوض البحر الأحمر والبحيرات الكبرى والقرن الإفريقي إلى عدم الاستقرار ومن ثم فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستبذل كل جهدها عسكرياً واقتصادياً لمساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية بما يعزر وحدته وسلامة أراضيه هذا هو الموقف الرسمي للولايات المتحدة ، لكن بالضرورة أن يعمل السودان خلال الفترة الانتقالية وأتباع من السياسات ما يعزز الموقف الأمريكي ، في تقديري أمريكا أو أغلب المسوؤلين الذين قابلتهم من جمهوريين وديمقراطيين يتفقون على أن مكافحة الإرهاب تقتضي الحفاظ على وحدة السودان وتطوره اقتصادياً. أما تمزق السودان وتحوله إلى دويلات صغيرة سيجعل اختراق السودان بواسطة القوي السلفية ممكناً. وأن المصلحة الحقيقية للولايات المتحدة في السودان ليس في بتروله وخيراته كما يدعى البعض بل في أن يكون بلداً مستقراً وصديقاً لأمريكا وبعيداً عن بؤرة الإرهاب العالمية ، واهتمام الولاياتالمتحدة بدارفور كان هدفه وما زال تأمين هذه المنطقة من نفوذ البؤر الإرهابية العالمية ، وأرجو أن أؤكد بأنه من الصعوبة تغير رأي الولاياتالمتحدة . كيف ترى أحزاب الاتحادي ، الأمة ، الشيوعي خلال المرحلة القادمة ؟ هذه الأحزاب وأعني هنا الأمة والاتحادي الديمقراطي عليهما أن يتمكنا من خلق قيادات ديمقراطية لقد أنتهى عهد الزعامات الدينية وبالعدم ستنتهي . أما الحزب الشيوعي فهو الحزب الشيوعي ، أنا أعتقد بأن ظروف العمل السري قد حدت من نشاطه الجماهيري ، لكن إذا توفرت الفرصة وأعتقد بأنها متوفره للعمل العلني فإنه سيكون رصيداً لا يستهان به لبرنامج السودان الجديد. بعد تطبيق اتفاق السلام النهائي ودخول التجمع المعارض دائرة السلم تصبح اريتريا مرغمة لتطبيع علاقاتها مع السودان ، هل صحيح هذا؟ على أن أترحم أولا على الابن البار المفكر محمد أبو القاسم حاج محمد وهو رجل القرن الأفريقي الأول بعد غيابه أتحمل أنا المسؤولية من بعده وأقول بكل أمانة بأني على أستعداد لتطبيع العلاقات بين حكومة السودان واريتريا خلال 24 ساعة. كيف.... ؟ إذا سنحت الظروف لذلك ، أنا أعرف نوايا اريتريا وبالمناسبة هذا سر لأول مرة أقوله أنا الذي قدمت المعارضة السودانية لدولة اريتريا لأنني كنت معارضاً للإنقاذ وحاقداً عليها وأعمل على إسقاطها لقمعها واستبدادها آنذاك. ولماذا أنتفت كل هذه الأشياء ؟ تغيرت الظروف وتغير العصر وسلوك الإنقاذ وولدت الإنقاذ الآن أبناً جميلاً أسميناه السلام وهو أبن شرعي للإنقاذ ولنا جميعا.