غادرت بعثة الأممالمتحدة في أفريقيا الوسطى وتشاد أمس، وقال عضو في إحدى منظمات العمل الإنساني في تشاد طلب عدم كشف هويته انّ البعثة (مكلفة وغير مفيدة). وانتقدت منظمات العمل الإنساني المتمركزة في تشاد في أغلب الأحيان، غياب البعثة ميدانياً، وقالت إنها لم تنجح يوماً في نشر العدد المقرر من الجنود وهو (5200) بالكامل. وقال شهود عيان إن هؤلاء الجنود يقومون بدوريات أقل من القوة الأوروبية (يوفور) التي حلوا محلها في مارس 2009م. من ناحيته قالت سيلفيان نغيتورا من قسم الإعلام في البعثة (حتى وإن كان بعض الأشخاص يعتقدون أن بعثة الأممالمتحدة لم تفعل الكثير، إلا أنها ضمنت بشكل أو بآخر الأمن في شرق تشاد). وفي السياق قال ستيفانو سيفيري ممثل المفوضية العليا للاجئين بتشاد، ان (كل العمل الذي أنجزه الفريق المدني في البعثة، وتأهيل وحدة الأمن المدمجة) وهي قوة خاصة تشادية قامت القوة الأوروبية ثم قوة الأممالمتحدة بتدريبها. ورأت منظمة العفو الدولية في مايو أن رحيلها (سَابقٌ لأوانه، وسيفاقم غياب الأمن في المنطقة ويُقوِّض عمليات الإغاثة والإنقاذ). إلى ذلك عبّر داؤود عبد الرسول ممثل اللاجئين السودانيين في مخيّم قوز بيضا شرق تشاد، عن قلقه، وقال: (بدأنا ننسى آلامنا عندما كانت بعثة الأممالمتحدة إلى جانبنا ونحن نتساءل الآن مع رحيلها، ما الذي سيحل بنا). وقال الجنرال أوكي دقاش الممثل الخاص للرئيس التشادي لدى بعثة الأممالمتحدة في أفريقيا الوسطى وتشاد إن هذه البعثة «لم تعمل يوماً على ضمان أمن السكان». وتعد السلطات التشادية من جانبها أنها قادرة على تولي الأمر من خلال قوات الأمن المدمجة. وقال دبلوماسي بإنجمينا إنه حتى وإن لم يكن الوضع على أحسن حال، فإن الحالة الأمنية أفضل من ذي قبل، وأضاف: في الماضي كان الجنجويد يجتازون الحدود، وكان هناك متمردو حركة العدل والمساواة في حدود تشاد، بالإضافة إلى توغل المتمردين التشاديين، وأوضح أن رحيل البعثة الدولية يتزامن مع تحسن العلاقات بين تشاد والسودان، وزاد: إن هناك الآن قوة مشتركة متمركزة على الحدود، وقال إن أموال النفط والتقارب مع السودان غيّرا الوضع، وإن الجيش التشادي أفضل تجهيزاً الآن بكثير، وأعرب عن أمله ألاّ تثير قوات الأمن المدمجة المجهزة أفضل من الشرطة والجيش الحسد وأن لا تحرم تدريجياً من إمكانياتها.