المعتز مصطفى أحمد لاشك أن جميعنا يحلم بوطن حدادي ومدادي مالك زمام أمره.. وان هذا الحلم لن يتحقق بالتمنى والقعود ومداعبة العواطف بأحلام اليقظة..ولكن طريقة التفكير (the way of thinking).. بعيداً عن العشوائية والارتجال هو طوق النجاة لنا جميعاً.. أن التخطيط المدروس المستند على المعلومة والمعرفة قادر على إقالة عثراتنا في كافة المجالات.. لذا أحسب ما يميز الإستراتيجية القومية ربع القرنية (2007م- 2031م) هي انتهاج منهج تفكير مختلف عن ما كان سائداً في الماضي..إن الإستراتيجية ربع القرنية وفق الرؤية القومية في (استكمال بناء أمة سودانية موحدة وآمنة ومتحضرة ومتقدمة ومتطورة).. إذ تعبر هذه الرؤية عن مفاهيم جامعة مانعة لما نحن فيه الآن وما نود أن نصل إليه من أهداف قومية إستراتيجية تتمثل في: *استدامة السلام والسيادة الوطنية والوفاق الوطني * تعزيز المواطنة والهوية السودانية ..اتخاذ المواطنة أساساً للحقوق والواجابات وقاعدة للمساواة أمام القانون.. تعزيز قيم الهوية السودانية التعددية الجامعة بتقديمها على الانتماءات الثانوية. * التنمية المستدامة.. استدامة الاستقرار في معدلات النمو الاقتصادي وذلك من خلال تطورنا إلى دولة بتصنيع ناهضة. * خفض معدلات الفقر وتحقيق أهداف الألفية.. الارتقاء بالبعد الاجتماعي للنمو الاقتصادي عن طريق التنمية الاجتماعية الشاملة. * الحكم الراشد وسيادة حكم القانون ..تطوير الفرص أمام ممارسة سياسية ناضجة رشيدة تنفتح على التجربة الإنسانية المعاصرة.. وبسط سيادة حكم القانون واستقلال القضاء * البناء الموسسي وبناء القدرات ..تعزيز دور المجتمع المدني بكل منظماته الحديثة وتكويناته إلى مستوى المشاركة الكاملة للدولة فيه وضع الخطط وتنفيذ البرامج. * توطيد المعلوماتية.. قيام مجتمع المعلومات ارتقاءاً بأدائنا العام. * تطوير البحث العلمي.. الارتقاء بالبحث العلمي من حيث بنياته التحتية البشرية والمادية.. إحداث الترابط العضوي بين مراكز البحوث والتطبيقات التقانية من جهة وبين مؤسسات التعليم ومواقع الإنتاج وسوق العمالة من جهة أخرى. * مازلت على قناعة تامة تصل إلى درجة اليقين بأن المدخل الأساسي لأية عملية تنموية في زيادة قدرات العنصر البشري عبر رفع القدرات وربطها المتواصل بالبحث العلمي الجاد. إن العنصر البشري والاعتناء به هو رأس الرمح لإحداث التغيير للأفضل لذلك سيظل الإنسان هو هدف التنمية وفي نفس الوقت هو الآلية للعبور إلى الضفة الأخرى.. إن ما نعانيه في بلادنا هو الهوة الشاسعة بين المعرفة والتطبيق العملي إذ كثير من تجاربنا العلمية وأبحاثنا تظل حبيسة الأضابير تعاني من الإهمال والنسيان ولا ترى النور في تجربة عملية يستفاد منها..لذلك لابد من إشراك المواطن في تنفيذ الإستراتيجية القومية التي تخاطب حاضره ومستقبله وهو جزء مهم وأساسي من الماكينة القومية وذلك عبر تنزيلها إلى المستويات الشعبية حتى يتم استيعابها وبالتالي يتبناها المواطن. * السودان بلد زراعي لا ينهض إلا بالزراعة التي يجب أن تعطي الأولوية في الصرف الحكومي.. إن اقتصاد كثير من الدول الكبرى تعتمد على الزراعة والإنتاج الزراعي والحيواني.. لذا يجب أن تتم الاستفادة من مداخيل الثروة النفطية التي ستنضب يوماً ما في خلق بنية تحتية متماسكة للقطاع الزراعي مع الاستفادة من حصة المياه والعمل على وقف الهدر المائي الناتج من سوء الاستخدام وعدم الإحساس بالنعمة التي تحيط بنا في أطول انهار العالم. * اخطر معلومة وردت في الخطة الإستراتيجية تشير نسبة الاستيعاب في التعليم الأساسي 54% وبوجود فجوة مقدراها 46% تقريباً من أبناء السودان خارج المرحلة التعليمية الأساسية .. هناك ملاحظة أخرى تتمثل في ان الخطة الإستراتيجية خالية من الأرقام والإحصاءات التي انبتت عليها الخطة الإستراتيجية..إن مؤسسات التعليم ينبغي أن تقوم باستيعاب ما لا يقل عن 85% من أبناء السودان في الفئة العمرية (6 – 15) في التعليم الأساسي. إن منهج التخطيط الاستراتيجي على الرؤية والرسالة ..إذ تعتبر الرؤية هي الأهداف التي نريد أن نصل إليها.. وماذا نود أن نكون. وتعتبر الرسالة في معرفة أين نحن الآن؟ وكيف تطوير آليات التنفيذ حتى نعبر إلى المستقبل. تنفيذ الخطة الإستراتيجية هي مهمة الجميع..ولكن أولاً لا بد من تمليك مفردات الخطة لكل قطاعات الشعب حتى يتم استيعابها وبالتالي الانفعال بها..وحتى لا تكون الخطة الإستراتيجية هي مجموعة أوراق حكومية خالية من البعد الشعبي والأهلي. السوداني