قال دكتور الحاج آدم القيادى بالمؤتمر الوطنى أن زيارته الاخيرة لدارفور قد كشفت له عن تماسك المجتمع الدارفورى ونبذه للعنف واصراره على ارساء دعائم السلام الاجتماعى بعيدا عن تفلتات الحركات المتمردة واجندتها الخفيه وعبّر الحاج ادم من خلال حوار شامل اجراه معه المركز السودانى للخدمات الصحفيه عن أطمئنانه التام بعدم تأثر أهل دارفور بالمؤثرات الخارجية وابواقها التى تبث سموم الفرقه والشتات بين ابناء الوطن الواحد مؤكداً رغبتهم في أن يظل السودان بلدا واحداً موحدا ، وأنه لم يلمس أي أحاسيس من المواطنين في الجنوح نحو الانفصال أو اى توجه للعنف والحرب ، وتطرق الحوار لملف دارفور بالتفصيل ، وتوجه مناوي نحو أحضان الحركة الشعبية واثر ذلك سياسياً وأمنياً على الاقليم ، بالإضافة للوساطة القطرية ودورها ومطالب الحركات والمعالجات الممكنه بالإضافة للعديد من الموضوعات ذات الصلة فمعاً لمضابط الحوار: خرق اتفاق ابوجا .. بدءا سألنا دكتور الحاج ادم عن نظرته لامكانية حل قضية دارفور بعد خرق اتفاق ابوجا من قبل مناوى فاجاب بالقول : أولاً أنا أنظر لاتفاقية أبوجا على أنها ليست ملك لمناوي أو لأي جهة وإنما هي اتفاقية ملك لأهل دارفور وبالتالي لا ترتبط بذهاب شخص أو مجئ شخص والحكومة ستمضي في تنفيذ اتفاقية أبوجا لأنها وقعتها وبالتالي ستمضي في تنفيذ ما وقعت عليه وسوف لن تتأثر بخروج مناوي أو غيره وصحيح أن الجزء الخاص بالترتيبات الأمنية يحتاج إلى استيعاب القوات التي كانت في الحركات وهما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان وبالتالي من يمثل هذه الأطراف يمكن ان يستوعب ضمن الترتيبات الأمنية وأما البنود الأخرى فستمضى الحكومة في تنفيذها إن شاء الله مهما كانت الظروف لأن الاتفاقية من مصلحة أهل دارفور. إلى أي مدى يعقد لجوء الحركات للجنوب من قضية دارفور؟ هي مؤشر سالب ومن هنا أنا أناشد كل الأخوة في الحركات التي لجأت للجنوب أن تعود وتلك التي وقعت سلام مع الحكومة وخاصة حركة مناوي أنا أدعوه شخصياً وكل القادة الذين معه أن يعودوا للخرطوم و يستمر الحوار والتفاوض من أجل تنفيذ ما اتفق عليه وأنا أحسب أنه من المقدور والممكن أن نمضي معاً في تنفيذ ما اتفق عليه في أبوجا وأما الحركات التي لم توقع فأنا أدعوها للانضمام للمفاوضات التي تدار بواسطة الوسطاء والآن المنبر المتفق عليه هو منبر الدوحة فأنا أدعو جميع الحركات التى لم توقع مع الحكومة اتفاقيات حتى الآن ، أدعوها للتفاوض مع الحكومة للوصول لاتفاق . لان الذهاب للجنوب يعطى إشارة سالبة للحكومة إذ أنها ستفهم أن هذه الحركات تريد أن تحذو ذات الحذو الذي سارت عليه الحركة الشعبية أي أنها ستمضي في تحقيق المرحلة الأولى من الإقليم الواحد ثم تمضي من بعد للمطالبة بالانفصال، وان كان هدفهم ادارة حرب من هناك فان المتضرر الاول سيكون هم اهل دارفور لأن الحدود بين دارفور والجنوب هي دارفور نفسها وبالتالي تهديد مباشر للمواطنين الذين يقطنون على الحدود مع الولاياتالجنوبية و هؤلاء المواطنين لن يقبلوا بأي حال ان يكونوا طرفاً في حرب كهذه، مما يجعلهم يقفون ضد الحركات والتى ستكون الخاسر الاول. عليه فانا لا أرى أي مبرر يدفع بالحركات نحو الجنوب او التهديد بإدارة حرب جديدة لأن الحرب ولعدة سنوات لم تحقق شيئا ، ولكن عبر التفاوض يمكن يتحقق الكثير. مطالب الحركات هل تمثل طموحات أهل دارفور؟ نحن نقول إن هناك حرب تدور في دارفور وكانت المطالبة أن يمنح أهل دارفور منصب نائب رئيس ، والإقليم الواحد والتعويضات ، والمطالب التي حالت دون أن توقع جميع الحركات على اتفاقية أبوجا حسب علمي كانت ثلاثة وتتمثل في نائب رئيس من أبناء دارفور وإقليم وتعويضات للنازحين وبالتالي ظلت هذه مطالبة للحركات التي لم توقع وأنا في رأيي ان تتم الاستجابه لهذه المطالب إن كانت ستضع حداً للحرب بصورة شامله ولكن إن يستجاب لبعض الحركات عبر هذه المطالب وتظل حركات أخرى ترفع السلاح فهذا كلام غير مقبول لأن التجربة كانت وأنا طالبت شخصياً بأن يستجاب لكل هذه المطالب في أبوجا وتوقع جميع هذه الحركات على أبوجا ونضع حداً للحرب وبالتالي يمضي السودان بإذن الله في المستقبل لتحقيق السلام والاستقرار والآن في الوقت الحاضر هذه المطالب الثلاث هي الأخرى ظلت مطالب تطالب بها الحركات التي لم توقع. وأنا أنظر لجنوح الحركات إلى الجنوب وان تحتضنها الحركة الشعبية التي مضت في ذات الطريق إقليم فانفصال وهذا يعطي مؤشراً أن حركات دارفور تطالب الآن بإقليم لكي تتطور المسألة فيما بعد إلى انفصال واستفتاء مباشر لأن هناك فقرة في اتفاقية أبوجا تقول أن يستفتي أهل دارفور في أن يكون هناك إقليم أم لا ولذا الحركات حينما تحكم إقليم دارفور هي ستملي طبعاً رأيها على جميع المواطنين في دارفور إلى أن تصل مرحلة تقرير المصير وهنالك الآن تلويح من قادة بعض الحركات إلى أنهم يمكن ان يمضوا حتى إلى تقرير المصير، ولهذا فمسألة الإقليم الآن يجب ان تراجع ، والتأكد من هل المطالبة به لوضع حد للحرب أم هي مرحلة أولية للمطالبة بانفصال دارفور وأنا شخصياً ضد الانفصال تماماً ولا نقبل بأي حال من الأحوال أن نحوم حول حمى الانفصال بالنسبة لإقليم دارفور . وحسب علمي فأن المفاوضات التى تدور فى الدوحة قد تجاوزت مسألة الإقليم ، بمعنى أن الأطراف التي تدير الحوار اتفقت الآن في الدوحة على أن تظل دارفور بولايتها الثلاث وأن يكون هناك جسم تنسيقي ينسق بين الولايات الثلاث وهذا حل وسط ولكن أقول أنه من المهم عندي ليس نائب رئيس ولا الإقليم بسلطاته سواء أن كانت تنفيذية أو تشريعية ولكن المهم عندي هو وجود أبناء دارفور في السلطة الاتحادية على المستوى الاتحادي في كل مؤسسات الحكومة الاتحادية وهذا هو المهم بصورة تتكافئ ووزن دارفور في السودان لأنه يمكن أن يكون عندي وزن يؤدي أداء على نطاق السودان أفضل من موقع نائب الرئيس ويمكن يكون هنالك وكيل وزارة يؤدي أداء أفضل من رئيس الإقليم نفسه وهكذا ولذا قناعتي أن الإقليم لم يكن أصلاً قضية خلافية منذ البداية ولم يقم التمرد في دارفور والحرب بسبب وجود إقليم أو عدم وجوده بل كانت المطالبة ولازالت هي وجود أبناء دارفور في السلطة الاتحادية والمشاركة في السلطة أسوة برصفائهم من أبناء أقاليم السودان وبالتالي في هذه المرحلة أنا لست مع الإقليم للمبررات التي قلتها ، فالإقليم يعطي مزية خاصة لدارفور وكأن دارفور لديها مزية خاصة مثلها مثل الجنوب ، وقد تطور الأمر في الجنوب وأصبح انفصالا، وحينما يكون هنالك إقليم سيكون هنالك رئيس بالنسبة لهذا الإقليم وحكومه ووزراء وجسم تشريعي وكل هذه الوظائف ستكون خصماً على نصيب أهل دارفور في السلطة الاتحادية لأن هذه السلطة تتبع لرئاسة الجمهورية مباشرة وبالتالي كل هذه السلطات ستكون خصماً على حصة أبناء دارفور في الحكومة الاتحادية وهم لا يقدمون شيئاً ولا يؤخرون والأفضل منهم جميعاً أن يكون وكيل وزارة في الحكومة الاتحادية وبالتالي انا أنظر لهذا الأمر بهذا المنطق ولذا ينبغي أن نتجاوز قضية الإقليم لنتوافق على قسمة ثروة وسلطة على نطاق السودان كله وبالتالي لا نركز على قضية دارفور بمعزل عن قضايا أقاليم السودان الأخرى بل ننظر لدارفور في الإطار الكلي للسودان ومن هنا أقول إن قضية الإقليم إن كان قد تم تجاوزها في مفاوضات الدوحة فمن ناحية منطقية لا ينبغي أن تكون عقبة لأنها ليست سبب في الحرب ولا هي ستحل القضية الأساسية في قسمة الثروة والسلطة ولكن هذه تحل بالمشاركة الفاعلة في الأجهزة الاتحادية. مدى فاعلية وحيدة وساطة منبر الدوحة ؟ منبر الدوحة بذل جهدا مقدرا جداً والشكر لأخواننا في قطر للجهد الذي بذلوه للوصول لوفاق بين الأطراف المتنازعة في السودان ولكن إذا لم تصل الأطراف لاتفاق فذلك لا يعتبر فشل بالنسبة للوساطة بقدر ما هو فشل للأطراف السودانية نفسها وسيظل جهد الوساطة محل تقدير عندنا ومهما كانت القرارات حول نقل التفاوض إلى الداخل سيظل للوساطة دور لأنها مهدت لهذا الأمر ، وبكل صدق إذا أخلصنا النية وجلسنا كسودانيين يمكن أن نصل إلى توافق في هذا الأمر بشرط أن نأتي جميعاً إلى مائدة واحدة ، وصحيح متاح للحكومة ولكل طرف في أن يطرح أفكاره التي يريدها سواء وافق عليها الطرف الآخر أم لا ولكن لنجلس مع بعض في مائدة واحدة وندير الحوار بيننا وأنا متأكد وقتها سنصل إلى قواسم مشتركة إذا كانت النية خالصة في أن نصل لاتفاق . والذي يحول دون تحقيق هذه الأهداف هو كثرة الحركات وعدم اتفاقها على رؤية واحدة بالنسبة للتفاوض مع الحكومة ولكن هذا غير مبرر لأنه يمكن أن تأتي جميع هذه الحركات وتطرح كل ما عندها من أفكار حتى لو بلغت مائة حركة ، تطرح أفكارها وهذه الأفكار يمكن أن تلملم لتصبح أطروحة واحدة وبالتالي يمكن أن يتم التفاوض حولها ، ولكن فأن كل حركة تريد أن تفاوض بمعزل عن الأخرى حتى تتمكن من الفوز بقطعة أكبر من كيكة السلطة ، لذا كل المراحل التي مضت في اعتقادي لم تخاطب قضية دارفور أو تقدم حل لها بقدر ما قدمنا حلولاً لقضايا الحركات وبالتالي بتعدد الحركات ستتعدد الاتفاقيات دونما جدوى ونحن نريد أن نخاطب قضية دارفور ، وهذا التوجه سيجبر الحركات على أن نأتي إلى مائدة التفاوض لأننا لا يمكن ان ننص في اتفاقية أن نمنح الحركة الفلانية كذا من الوظائف فهذا كلام يشجع الحركات لتتمزق وتتشظى وتنقسم إلى عدة حركات ،لذا لابد من أن نخاطب قضية دارفور ونقول إن أنصبة أبناء دارفور في السلطة الاتحادية هي كذا وكذا ولكن لا نذكر أي حركة أو أي مسمى وبعدها نأتي للآليات التي يمكن عبرها أن يأتي أبناء دارفور لهذه المواقع فالحركات التي حملت السلاح كلها لم تحمله مطالبة بوظائف لذات الحركات وإنما كانت ولازالت شعاراتها التي تنادي بها هي أن تكون هناك مواقع لأبناء دارفور أياً كانت الولاءات السياسية لأبناء دارفور و حتى لو كانوا من الحكومة الحالية للمؤتمر الوطني أو الأحزاب المتحالفة معه فهم أبناء دارفور ولهم الحق ليمثلوها وبالتالي أنا أدعو الحركات ألا تحصر همومها في وظائف تكسبها لتعود لها وإنما تحرص على أن تتقدم بحلول لقضية دارفور بعيداً عن شخصنة الحلول. بحكم أنك كنت والياً سابقاً بدارفور فما مدى ارتباطك بالحركات؟ أنا كوالي كنت في جنوب دارفور ولا يمكن أن أكّون حركات ، ولكن الفترة التي كنت فيها في المعارضة بالمؤتمر الشعبي كنت لصيق وقريب من الحركات في المجال السياسي وصحيح نحن لم نخوض أعمال حرب ولكن من ناحية سياسية أفكارنا متقاربة جداً وخاصة مع حركة العدل والمساواة فيما يتصل بالطرح السياسي ولا يزل الطرح هو الطرح ولكن أنا ضد شخصنة المطالب فالآن مثلاً حركة العدل والمساواة ترفض ألا يتفاوض شخص غيرها هي نيابة عن أهل دارفور فهذا بالطبع مرفوض ونحن نطرح حلول والحركات كانت تطالب بأن تكون الوظائف التي تأتي لها هي بأسمها وهذا كله غير مقبول عندي بل المقبول عندي هو أن نخاطب قضية دارفور فمن حيث المطالب نحن مع المطالب ليس لدارفور فقط وإنما لكل أهل السودان في أن تكون هنالك عدالة في قسمة السلطة والثروة يتراضى عليها أبناء السودان جميعاً بكل أقاليمهم حتى تتم وحدتنا برضاء كامل إن شاء الله وهذه هي مطالبنا التي نطالب بها، ونحن لا نريد أن تحل قضية دارفور بمعزل عن القضايا الأخرى بل أن تحل قضايا كل الأقاليم معاً وهذه الحلول لا تأتي دفعة واحدة بل يمكن أن تأتي بالتدرج ومن الضروري أن تتكافئ الأقاليم في السودان كله ، وان يزول الإحساس بالظلم وان لا تشعر بعض الاقاليم أنها مظلومة ومتى ما تحققت ذلك ستنتفي مطالبة المحاصصة هذه لأنها ليست طريقة مثلى للحصول على الحقوق والواجبات ولكن الإحساس بالظلم هو الذي ولّد هذا الواقع وعلاجه الأساسي أن يكون الحكم والدولة عادلة في كل مؤسساتها حينها سينسى الإنسان إلى أي إقليم ينتمي ويمضي في هذا الاتجاه بإذن الله والآن نحن نطالب بهذه الحلول لتكون مرحلية ولابد ان تكون بالتدرج وليست دفعة واحدة إذ لا يمكن أن يأتي كل واحد مثلاً أو مجموعة لتقف بحقها وتأخذ 5% أو 10%، إذ لابد من أن نرسم مبدأ ونبدأ في التدرج فيه في السنة الأولى كذا مثلاً والسنة الثانية كذا ونضع مبدأ زمني نستكمله بإذن الله لأننا نريد لأي خطوة نخطوها ألا تسبب لنا رد فعل في موقع آخر بل نريد أن نخاطب قضايا الظلم بدون أن نُنشيء الإحساس بالظلم في موقع آخر و نريد أن يكون هناك إحساس بالرضاء في أن نتفاوض معاً حول هذه الحلول ونتراضى عليها ثم نأتي لتنفيذها بالتدرج وبالتالي أقول إن المطالب وملخصها الذي أؤيده من الحركات هو أن تكون هنالك عدالة في السودان وهي ماضية ويمكن ان تقوم الآن وهذا ما نسعى إليه بإذن الله ولعل ما تحقق الآن في قسمة السلطة والثروة كثير حيث أنني راضي تماماً عن الوضع الآن وقبل أن أنضم للمؤتمر الوطني أنا عبّرت عن رضائي حول مشاركة أبناء دارفور على المستوى الاتحادي في السلطة وهذه خطوة إيجابية لابد وأن تُحمد ولابد أن تُعزز و تمضى للأمام وبالتالي هذا جزء من الذي يطالبون به وأما إذا أراد الشخص أن يكون هو في ذاته في موقع فهذا شيء آخر وأنا لا أقول بذلك بل أقول بوجود أبناء دارفور دوناً عن شخصنة الأمر وأنا أرضى بوجود أبناء دارفور حتى ولو لم أكن معهم فأنا أكون راضي جداً بل أنه ليعجبني جداً وأكون مسرورا للغاية حينما أرضى وأنا ليس جزء من السلطة لأنني إذا عبّرت عن رضائي وأنا في السلطة فكأنما أنا وضعت في هذا الموقع ولذلك عبّرت عن رضائي. نائب رئيس لدارفور.. الا يمكن ان ينحاز لقبيلته؟ إذا كان نائب الرئيس يأتي لنا بخلاف فلماذا نأتي بخلاف زيادة ولذا لا اعتقد بضرورة ذلك لأننا إذا جئنا وشخصنا منصب نائب الرئيس فسنأتي في السلطة الاتحادية ومشاركة أبناء دارفور فيها إذ لابد وأن يكون لهم وجود فكيف سيتم اختيارهم إذ نريد وزراء ووزراء دولة وسفراء ومدراء وموظفين كبار فكيف سنختارهم؟ ولذا لابد وأن نتفق على آلية ترضينا وترضي الناس وأنا بنفس القدر الذي نطالب فيه بمشاركة أبناء السودان كلهم في شأن البلد على المستوى الاتحادي بذات القدر أقول إن من يمثل دارفور أو الأقاليم الأخرى على المستوى الاتحادي لابد وأن يكون واسع الانتشار إذ لا يمكن أن يأتوا من ولاية واحدة أو قبيلة واحدة بل لابد وأن يكون تمثيلهم واسع جداً فالوزراء الذين جاءوا من دارفور مثلاً لدينا وزير عدل أتى من آخر شمال دارفور وجاءنا بوزير مالية من أقصى غرب جنوب دارفور، ووزيرة شؤون برلمانية من الجنينة ، ووزير بيئة من الفاشر ووزير استثمار من أقصى جنوب الولاية فالتوزيع ستجده واسع في الولاية ونحن نريد كل من يمثل الأقاليم على المستوى الاتحادي ألا يتركز في منطقة محددة بل يكون التمثيل واسع بهدف تحقيق رضاء الناس حتى يكون لهم القابلية لسماع الخطاب وإذا جاء بصورة عادلة فالناس عندئذ سينسوا لأنهم يبحثون عن العدالة ومتى ما وجدت سينسى الشخص من أين هو جاء ولذا منصب نائب الرئيس لا اعتقد بأنه ينبغي أن يكون سبباً للتجاذب وإذا أردنا واحد من أبناء دارفور ليكون نائبا للرئيس فأنا شخصيا سأكون راضي به تماماً . رشحت أخبار عن ترشيحك لهذا المنصب؟ والله اتمنى ألا أكون أنا لأنني عندما جئت للمؤتمر الوطني قالوا إن الحاج (ده) أصبح مؤتمر وطني لأنه تم الاتفاق معي لأتولى موقع من المواقع وآخرين قالوا إن الحاج هذا جاءوا به (ليحرقوه) وغداً سينسوه وينتهي، وأنا أهم لي التهميش أي أهمش في شخصي وأنا راضي بذلك لأرى دارفور ممثلة في أجهزة الدولة بشكل عادل لأن هذه مطالب أطالب بها وحينما يأتوا بي في موقع فكأنما كل ما فعلته كان لأجل شخصي ولكن أنا أكون صادقاً جداً وأسأل الله صادقاً أن أرى تمثيل لأبناء دارفور والأقاليم الأخرى في السلطة وأنا بعيد تماماً عنها ووقتها سأكون أسعد الناس. امريكا والتعامل باستراتيجية جديدة بعد انفصال الجنوب؟ طبعاً ليس هناك شك في أنها ستتعامل بإستراتيجية جديدة لأنه إذا قدر للجنوب وأنفصل بعدها ستتفرغ الأجهزة الأمريكية بالنسبة للعمل في دارفور لأنها هي ذات الأجندة التي تعمل من أجلها ولكن السؤال هو هل ستستطيع أن تؤثر وأحسب بأن التماسك الذي لمسناه في دارفور والواقع الذي وقفت عليه وخاصة في زيارتي الأخيرة في دارفور أنا مطمئن أنه سيحول دون أي تأثيرات خارجية على الوضع هناك وبكل صدق أنا وجدت على الأقل في المناطق التي زرتها وجدت تماسكاً ورغبة شديدة في أن يظل هذا السودان واحد وفي سلام واستقرار وأمن ولا يوجد أي جنوح ورغم أن هناك مطالب يطالب بها الناس من خدمات وخلافها ولكن ليست هناك أي أحاسيس لمستها من المواطنين في أن يجنحوا للانفصال أو لتجديد مواقف فيها عنف أو حرب مستقبلاً أبداً كما أنني لم أجد أي تعاطف مع التدخل الأجنبي بل وجدت رفض كامل له كما أنهم يشاهدون النتائج أمامهم وبالتالي أنا متأكد على أن الأمريكان ومهما عملوا وتفرغوا بالنسبة لدارفور فسوف لن يخترقوا السد المنيع الذي شيده المواطن في دارفور بعد أن وثق الناس بعضهم ببعض. وجودك في المؤتمر الوطني هل أرضى تطلعاتك؟ أنا عضو في المؤتمر الوطني ورأيي أشارك به في كل المؤسسات وأُدعى لاجتماعات فيها كلها وأنا راضي بمشاركتي وأنا ما أتيت لكي أُملي موقف على المؤتمر الوطني ولا أُملي رأيي عليه بل جئت لأشارك برأيي في المؤتمر الوطني بعد أن وجدت قبولاً من قيادته أن تستمع للآراء وبالتالي أنا مسرور جداً لأرائي التي أقولها لأنها تجد مساحة لتقال وتجد طريقة ليتم التشاور حولها وأنا أطرح الرأي ولا أقول ينفذ فوراً بل أطرحه لمؤسسات تتشاور حول هذا الرأي وإن رأت فيه صلاح وخير تمضي فيه للتنفيذ وما وجدته الآن هو مساحة لأقول رأيي ويسمع له ويتداول حوله ويؤخذ صوابه ويترك غيره وهذا ما أنا فيه وأنا أستاذ في الجامعة ليس إلا.