بعد جراء الاستفتاء كأحد بنود اتفاقية نيفاشا والذي قضى بفصل جنوب السودان فإن ذات الاتفاقية افرزت وضعية خاصة لولايتى جنوب كردفان والنيل الأزرق بما سمى المشورة الشعبية. والآن ينصب الاهتمام الرسمي والشعبي تجاه ولاية جنوب كردفان مع بداية الانتخابات التى ستجرى بالولاية لاختيار الوالى ونواب المجلس التشريعى بالولاية. وتتبادر الى الذهن عدة أسئلة حول هذا الحراك السياسى بالولاية وفى محاولة للاجابة عليها التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية بمرشح حزب الأمة لمنصب الوالى بالولاية الطاهر خليل حمودة فى حوار شامل ... فإلى مضابط الحوار: دوافع ترشحكم لمنصب والى الولاية؟ بدءا سألنا الطاهر خليل عن دوافع ترشيحه فقال : ان ولاية جنوب كردفان تعتبر إحدى الولايات المهمشة وتفتقد الكثير من الخدمات الاساسية . ولذلك اعتقد أنه بترشحى وإذا وفقت فى الانتخابات واتيحت لى الفرصة استطيع أن احقق بعض الأهداف والحقوق المهضومة لمواطن الولاية. المشورة الشعبية.. هل تعتقد أنها كافية لإنهاء مشاكل الولاية؟ كنا في البدء نعتقد أن المشورة ستنهي كافة المشاكل ، لكن الآن مضى كل الزمن المحدد ولم تقم الانتخابات ومسألة المشورة هذه كادت أن تكون في خبر كان مع انها حق مشروع لشعب الولاية ومن المفترض أن يتم انتخاب ممثلي الولاية ومن ثم تعين اعضاء المفوضية التي تشرف على المشورة وتباشر عملها بطرح عملية المشورة على كل مواطنى الولاية ، لأن المشورة ليست مثل الاستفتاء وتطرح مرة واحدة في العمر لذلك من حق كل مواطني الولاية بمختلف أعمارهم أن يقرروا ويبدوا رأيهم في هل الاتفاقية أعطتهم حقوقهم أم لا . وفي اعتقادي أن الوقت أصبح ضيقا جداً باعتبار أن الانتخابات من المفترض ان تبدأ في مايوالقادم والفترة الانتقالية ستنتهي فى التاسع من يوليو فأمامنا شهر واحد واعتقد انه ليس بكافي لعملية المشورة الشعبية وفي رأيي أنها كانت حلم يمكن أن يحقق جزء كبير جداً من آمال شعب الولاية لكن الله أعلم ونأمل أن يوفقوا في تنفيذها لكن أملنا ضعيف. اذا وفقتم كيف سيكون إسهامكم في المشورة الشعبية؟ سواء نجحنا في الانتخابات ودخلنا المجلس التشريعي أو لم ندخل فإننا كمواطنين لدينا رأي سنقدمه ونحن الغالبية العظمى في الولاية وبالتالي فمن الضروري أن نبدي رأينا ولدينا دور كبير جداً. ونحن غالبية كمنسوبي حزب، والمشورة هي للمواطنين ونحن كحزب لدينا أكبر عدد من منسوبي الولاية وبالتالي إذا تم استطلاع للمواطنين أو من خلال المجلس التشريعي فنحن لدينا رأي سنقدمه. هناك خلط ما بين قضية جبال النوبة وقضية الولاية عامة، هل أثر ذلك في تحديد معالم المشكلة التي تعاني منها جنوب كردفان؟ اعتقد أن جبال النوبة جزء من الولاية ، ونحن نرى أنه لدينا لشعب واحد بالولاية سواء كان منهم النوبي أو العربي أو أي من أثنيات الاخرى بالولاية، وبالتالى نتحدث عن مواطن الولاية وشعارنا منذ الانتخابات السابقة أن يكون الحديث لشعب جنوب كردفان بأثنياته المختلفة، وسنسعى لتحقيق هذا الهدف وأيادينا ممدودة إلى أخواننا بجبال النوبة ونتحدث معهم بأن يفكروا من الناحية الوطنية والقومية. والمنطقة بها شعب متعايش منذ الأزل فلا يمكن لمجموعة قبلية أن تقصي مجموعة أخرى ومن الضرورة أن ننسى كل النواحي القبيلة وننصهر في شيء واحد هو شعب جنوب كردفان. لكن هناك قضية عالقة مع الحركة الشعبية؟ المسائل التي تتعلق بالحركة الشعبية يفترض ان تنتهى بمجرد رجوع أبناء جبال النوبة الموجدين حاليا في صفوف الحركة الشعبية إلى جنوب كردفان، أن يتحدثوا بعد ذلك عن جنوب كردفان وليس عن الحركة الشعبية حتى إذا تحولت الحركة الشعبية إلى حزب يتم التعامل معها مثل الأحزاب الأخرى، ويكونوا هم مثل المواطنين الآخرين ونحن نتعامل معهم على هذا الأساس أما الذين هم خارج جنوب كردفان فمشكلتهم تكون مع جنوب السودان وليس معنا نحن ، ونتعامل معهم كمواطنين وأخوة. حزبكم يتحمل نصيب فى اخفاقات جنوب كردفان منذ عهد الديمقراطية الثالثة؟ هذا الحديث غير صحيح لأن المتابع لهذه الأحداث يدرك أن مقولة حزب الأمة الذي أجج المشاكل الماثلة الآن مقولة أثارها الحزب الشيوعي وتحرك بها واعتقدوا أن هذا الحديث صحيح، لكن الحرب عندما دخلت جنوب كردفان دخلت في المنطقة الشرقية وأدخلتها الحركة الشعبية (جون قرنق) وهم الذين أوجدوا هذه المشكلة وصعدوها فعندما ضربت منطقة القردود كانت آمنة وصحيح أن حزب الأمة حينها كان موجود في السلطة لكن هم الذين ضربوا المواطنين وهم الذين أججوا المشكلة فالمواطن في جنوب كردفان في ذلك الزمن سواء كان من أبناء النوبة أو العرب أو غيره من القبائل المختلفة الكثيرين منهم منتسبين إلى حزب الأمة وجميعهم كانوا يتعاملوا سواسية ولم يكن وقتها هناك تهميش فإذا كان هناك تهميش كان وقع على كل القبائل مع بعضها البعض، لكن الشيوعيين أرادوا أن ينشروا قضيتهم في المنطقة رفعوا هذا الشعار لكن في اعتقادي هذا الحديث غير صحيح. حزب الأمة سلّح القبائل العربية دون النوبة .. تعليقكم ؟ هذا حديث مردود وكذب لأن وقتها كان الجيش السوداني قوي فلا يمكن لشخص أن يأخذ السلاح ويسلح به القبائل الأخرى، لكن ما حدث أن الحركة الشعبية هي التي أدخلت السلاح في منطقة جنوب كردفان واضطرت القبائل الأخرى التي ليس لديها سلاح أن تمتلك سلاح بمالها لأنهم يملكون ثروة حيوانية وحتى يحموا ماشيتهم شرعوا في شراء السلاح ولكن حزب الأمة لم يسلح أحد فمن لديه وثيقة تثبت ذلك فعليه ان يبرزها . الحزب شعبيته تراجعت فى مناطق نفوذه خاصة دارفور؟ هذا الحديث غير صحيح فأنا في مارس الماضي طفت كل جنوب كردفان صحيح أن الأعوام السابقة طوال ال(21) عاما، أصبح خلالها منسوبو حزب الأمة أفقر وأضعف وعانوا ما عانوا لكنهم ما يزالون صامدين وصحيح أنهم همشوا وفقدوا حقوقهم لكن حزب الأمة الآن موجود، وصحيح أنه ينقصه المال لكنه محافظ على كيانه. ماهي رؤيتكم لمفهوم التنمية الشامله؟ من المفترض أن يتم التفريق بين الخدمات التي دائماً ما تكون مسؤولية الحكومة فالآن الناس تتحدث عن التنمية بمفهوم خاطئ فهذه الخدمات الآن يطلق عليها اسم التنمية فالحكومة من المفترض عليها أن توفر المدارس ومياه الشرب والكهرباء والطرق ووسائل الاتصال والمواصلات فالآن بدأت الطرق في جنوب كردفان تتحرك لكن لم تزل الولاية بعيدة جداً في مجال التعليم والصحة وغيرها، فمن المفترض على الحكومة الولائية والمركزية توفير مثل هذه الخدمات ، أما الجانب الآخر للتنمية الذي اعتبره هو المفهوم الصحيح للتنمية هي التنمية التي تتعلق بتنمية الزراعة بشقيها الزراعي والحيوانى فمن المفترض أن تتطور ويكون التفكير فيها من ناحية الكم والكيف، اما التعدين فالحكومة المركزية الآن فكرت في استخراج البترول كنوع من أنواع التنمية الصناعية لكن هذا البترول أضر بالصحة والمواطن لم يستفد أدنى شيء فمن المفترض أن تنمى المنطقة حتى تستفيد من مثل هذه الأشياء، فنحن نرى أننا إذا جئنا إلى الحكم سنرجع الحق إلى أصحابه فحتى صناديق الإعمار لم تعمر المنطقة ، وصندوق (2%) لجنوب كردفان لم نرى له أثر وهذا أهم شيء فيه هو محاربة الفساد لأنه من الواضح أن هنالك غرام باستباحة المال العام وتوجيه فى اتجاه غير صحيح، فالمفروض أن يوجه هذا المال إلى المواطن العادي. ماهي معوقات اسهام الثروة الحيوانيه فى التنمية بالولاية ؟ الآن تم التركيز على البترول فمن المفترض أن يتم تطوير الثروة بشقيها كما أسلفت لأن الثروة الحيوانية ستتواجد ولن تنعدم بينما البترول لن يستمر فمن المفترض أن تطور عملية البحث العلمي في مجال الثروة الحيوانية والزراعية حتى يرفعوا من مجال الثروة الحيوانية، ليس في جنوب كردفان فقط بل في كل الأماكن التي فيها ثروة حيوانية. الحركة تعول على قوى إجماع جوبا لدعمها فى انتخابات جنوب كردفان؟ قوى إجماع جوبا لديها رأي لكن نحن لدينا إيضاحات فحديث المركز إذا لم يتطابق مع دورنا لا يتحقق ، فحتى إجماع جوبا إذا لم يتماشى مع خطنا في حلحلة المشاكل يكون لدينا رأي. رأيكم في ملامح دستور السودان؟ دستور السودان به نواقص كثيرة جداً إذا عولجت لا يكون هنالك إشكال، وهنالك ثوابت متفق عليها لكن هنالك أشياء لابد من الاتفاق عليها مثل (الهوية) وفي رأينا أنه آن الأوان للاتفاق بحيث يتفق الناس على هذه الثوابت كحد أدنى ومن ثم نتجه إلى الأمام.