القاهرة "إسلام أون لاين.نت" نفى الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر البشير أن يكون هجوم المتمردين على منطقة أم درمان بالعاصمة أمس السبت دليلا على وجود اختراق أمني من جانب متمردي دارفور. وأردف د. صلاح الدين قائلا في حوار عبر الهاتف مع "إسلام أون لاين.نت" اليوم: "إن هجوم متمردي حركة العدل والمساواة على الخرطوم "كان مرصودًا مسبقا، وجرى التعامل معه منذ تحرك المتمردين من دارفور غربي البلد تجاه العاصمة". وشدد على أن العملية انتهت تماما، وليست هناك أي آثار عسكرية أو خطر من ورائها، متهما الجارة تشاد بدعم الهجوم بعيدا عن أي مساندة غربية. وفيما يلي نص الحوار: * هل يمكن اعتبار هجوم الأمس اختراقا أمنيا من جانب المتمردين للعاصمة؟ لا؛ فالمحاولة كانت مرصودة مسبقا، وكنا ندري بها من بداية تحرك المتمردين من دارفور؛ فالمنطقة التي سلكوها من إقليم دارفور عبر الصحراء الممتدة من دارفور إلى أم درمان، والتي تشكل أحد الأضلاع الثلاثة للعاصمة، هي منطقة صحراوية كبيرة وشاسعة؛ ولذلك فمن الطبيعي أن تكون محل مراقبة دائمة من جانبنا. لكن العملية لم يكن لها تأثير كبير، ولم يحدث أي خرق أمني؛ لأنهم حوصروا وتم دحرهم، غير أن البعض تسللوا إلى منطقة أم درمان، ودخلت بعض العربات إلى المنطقة قبل أن يتم التصدي لها، ثم انتهت المحاولة المحكومة بالفشل منذ بدايتها. * لكن المتمردين نجحوا في الوصول إلى أم درمان، والقيام بأعمال عنف؛ ما يعني أن خطتهم نجحت؟ طبيعي أن يحدث قدر من الأذى؛ فهذه القوات كان وراءها دعم أمني كبير من دولة مجاورة (في إشارة إلى تشاد) أمدتها بكميات سلاح جديدة وضخمة وعربات عسكرية حديثة. لكن لا يمكن اعتبار هذا اختراقا أمنيا؛ فهم لم يحققوا أي شيء يذكر.. دخلوا منطقة هامشية في أم درمان، ولم يدمروا شيئا مهمًّا، ولم يسيطروا على مواقع عسكرية أو إستراتيجية.. كل ما فعلوه هو إطلاق الرصاص من عرباتهم المسلحة. * حجم ونوعية السلاح مع المتمردين.. ألا يعني هذا وجود دعم خارجي؟ طبعا هذا واضح؛ فهم تحركوا بحوالي 45 عربة عسكرية، ومن المعروف أن هذه العربات غير متاحة للحركة المتمردة في دارفور، ولا يمكن أن تتحصل عليها أو على السلاح الجديد الذي ضبط إلا من دولة أخرى. كما أننا من الناحية الاستخبارية كنا نرصدهم، ونعلم باتصالاتهم مع التشاديين (حركة العدل والمساواة تنتمي لقبيلة الزغاوة نفس قبيلة الرئيس التشادي إدريس ديبي، وهم من نجحوا في الحيلولة ضد سقوط نظامه في هجوم للمتمردين على العاصمة أنجمينا في مارس الماضي). والتحقيقات الجارية مع الأسرى تفيد بأنهم تدربوا في منطقة "ابشري" في تشاد، وبالتالي فهي عملية تشادية بالأساس. * هل هي عملية تشادية بحتة أم هناك تدخل دولي؟ حسب معلوماتنا حتى الآن هي عملية تشادية في الأساس. * إذن أنت تستبعد وجود دعم فرنسي أو أمريكي لتشاد؟ لا أظن أنها مدعومة دوليا لأنها عملية محدودة.. هي عملية خائبة وانتحارية ولا أظن أنها مدعومة دوليا. * هل يتوقع أن تكون لهذه العملية أي آثار على الداخل السوداني؟ الشعب غاضب جدا، وكل القوى السياسية في الشمال والجنوب والغرب والشرق تدين هذه العملية؛ لأنها تخرب الحياة السياسية، وجاءت في وقت يشهد فيه البلد استقرارا وتحولا دستوريا.. وهي عملية بلا سند من أي قوى سياسية. وفي نهاية الأمر فضحت هذه العملية حركة العدل والمساواة، وأظهرت حقيقتها كمجرد حركة مدعومة من تشاد، وليست لها مطالب سياسية حقيقية. * هل يمكن أن تؤثر هذه العملية على الاستثمارات التي بدأت تتدفق على السودان والانتخابات التشريعية المقررة في عام 2009؟ لا؛ فهي مجرد فرقعة إعلامية لم ولن تؤثر على الأمن في السودان أو مناخ الاستثمار أو أي شيء من هذا القبيل. * هل تقوم الخرطوم برد فعل؟ الرئيس عمر البشير قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام التشادي، وحمله مسئولية المحاولة التخريبية. وأكد عقب عودته للبلد من الخارج أمس أن السودان يحتفظ بحق الرد، وحيا القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى وجماهير الشعب والقوى السياسية والحركة الشعبية لتحرير السودان (الشريك الحالي في الحكم وحركة التمرد السابقة بالجنوب) على مواقفهم الثابتة تجاه دارفور، وإدانة هذا الاعتداء. أما من ناحية عملية التمرد نفسها، فهناك إجراءات أمنية تجرى حاليا للتعامل مع أي فلول متبقية. * هل لا تزال هناك أي جيوب للمتمردين في أم درمان؟ وكم عدد من تم اعتقالهم؟ بعد فشل الهجوم هرب بعض المتمردين إلى الصحراء، فيما استقل آخرون سيارات ولاذوا بالفرار، وهم أفراد لا جماعات، وليس بحوزتهم أسلحة؛ لذلك لا خوف منهم. لكن البعض غير ملابسه واندس بين المواطنين، وبفضل وعي الجماهير في الإبلاغ عن هؤلاء المتمردين تمكنا من اعتقال ما يزيد عن 100 منهم. أجراه: محمد جمال عرفة