تمثل منطقة ابيي نسبة لا تتعدى 1% من مساحة السودان ومع اقتراب موعد الاعلان عن دولة جنوب السودان المستقلة في 9 يوليو المقبل الذي تنتهي معه الفترة الانتقالية وفقا لنص اتفاقية السلام الشامل، تظل قضية أبيي احدى أبرز القضايا الخلافية بين شريكى اتفاقية نيفاشا المؤتمر الوطني وحركة الشعبية. ومنذ أن صوت المواطنون الجنوبيون على انفصال الجنوب عن الشمال باخيارهم فقد شهدت أبيي العديد من أعمال العنف التى كان أبرزها اشتباكات وقعت في أعقاب الاستفتاء وأسفرت عن مقتل المئات ونزوح الالاف الى داخل ولاية جنوب كردفان المجاورة لها من جهة الشمال وكانت منطقة أبيي من أهم العوامل التي نسفت اتفاق أديس أبابا 1972، وكادت تعصف بمفاوضات السلام في كينيا عام 2004 كما أنها كانت من أبرز الأسباب التي جعلت الحركة الشعبية تعلق مشاركتها في الحكومة في أكتوبر 2007، بحجج تكذبها الواقائع، حيث ان الشمال التزم بتنفيذ كل بنود الاتفاقية فى الوقت الذى تماطلت الحركة فى تنفيذ العديد من بنودها الا ان سعة قلب ووعى الشمال بحكم خبرته السياسية كان اكبر واعظم رد تجاه تفلتات الحركة الشعبية المستمرة واستفزاز مواطنى المنطقة. وعقب فوز الاستاذ احمد هارون بمنصب والى ولاية جنوب كردفان وفوز المؤتمر الوطنى باغلبية المقاعد التشريعية سيطر اليأس على الحركة الشعبية بالتالي شعرت بأن فرص تواجدها بالشمال تتناقص بقرب موعد الاعلان عن انفصال جنوب السودان عن شماله بجانب تضاءل فرص تضليل الحركة للشعب السودانى وشعب الجنوب بدعاوى التهميش والحرية المفتعلة التى لا وجود لها فى سماء الجنوب، كل هذه العوامل جعلت الحركة تفقد البوصلة فى ادارة امورها السياسية بالجنوب. جاءت محاولة الحركة الشعبية بالتعبير عن حالة اليأس بالهجوم على القوات المسلحة وقوات الاممالمتحدة بمنطقة ابيي، ،فجاء رد القوات المسلحة قوياً وحاسماً فى وجه المتربصين بالوطن وامنه وسلامه. دكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب قال ان اعداء السودان لن يتخلوا عن مساعيهم وبشتى الطرق فى سبيل اعاقة جهود ابناء السودان الرامية لبناء دولة حرة مستقلة الارادة والقرار متمسكة بعقيدتها ومبادئها وقال اننا لن نتراجع او نتنازل عن هذه المبادئ مهما كان حجم التحدى والمهددات. ومن جانبه رفض الأمين السياسي للمؤتمر الوطنى الدكتور الحاج ادم يوسف وصف دخول القوات المسلحة لمنطقة أبيي بالاحتلال لان ابيي مدينة سودانية شمالية مبينا ان دخول هذه القوات يأتى بغرض تأمين المنطقة والتصدى لاستفزازات الجيش الشعبي وخروقاته لاتفاق السلام الشامل. وعلى ذات المنحى أدان مجلس أحزاب الوحدة الوطنية سلوك الجيش الشعبي واصفاً اعتدائه على القوات المسلحة والقوات المشتركة بالتصرف غير المسئول موضحا أن ذات الأيادي التي سعت لفصل جنوب السودان تسعى الآن لإشعال الحرب ووأد عملية السلام بالاختراقات والتصعيد العسكري غير المبرر مطالبا حكومة جنوب السودان بالاحتكام لصوت العقل لنزع فتيل الحرب واستكمال ما تبقى من اتفاقية السلام كما طالب المجلس المجتمع الدولي بالاضطلاع بدوره وفقاً لما أوردته نصوص اتفاقية السلام من جانبها أكدت القوات المسلحة ً تمسكها بالمناطق بحكم القانون والاتفاقيات للبقاء بها والعمل على بسط الأمن والاستقرار إلى أن تصل الحكومة لحل ووفاق يكون من شأنه بسط الأمن والاستقرار بالمنطقة. وأبانت القوات المسلحة فى بيان لها بان الحركة الشعبية ظلت ومنذ ديسمبر الماضي تحتل منطقة أبيي التي تقع بكاملها شمال حدود 1956م والتي نص اتفاق نيفاشا على اعتبارها منطقة خاصة يجري التشاور حولها، إلا أن الحركة الشعبية أدخلت فيها مجموعة مسلحة كبيرة بكامل عتادها العسكري الخفيف والثقيل مما أدى لزعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة وألغى دور القوات المشتركة بالكامل حيث أصبحت لا تمثل أي قوة أمام القوات الضاربة التي أدخلتها المنطقة باسم شرطة أبيي.