أجرى الرئيس السوداني عمر حسن البشير محادثات في العاصمة الإيرانية طهران التي وصل اليها مساء الجمعة 24 يونيو في زيارة جريئة هي الأولى لدولة بعيدة منذ قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهمة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قبل بضعة أعوام. وأفادت مصادر موثوقة لصحيفة "المستقبل"، أن الرئيس البشير سيواصل تحديه للمحكمة الدولية والولايات المتحدة، ويتوجه إلى العاصمة الصينية بكين اليوم الأحد 26 يونيو، خصوصاً وأن الصين رفضت كل الاعتراضات حول الزيارة، لاسيما من جانب واشنطن التي لينت من موقفها فطلبت من بكين، في المقابل، أن تحث البشير على إتمام اتفاق السلام الشامل وعدم إشعال حرب جديدة، وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إعلان استقلال "جمهورية جنوب السودان" التي يجري الإعداد لها على قدم وساق في العاصمة جوبا، والتي بنتيجتها ستصبح جمهورية جنوب السودان الدولة رقم 193 في الاممالمتحدة. وكان البشير قد وصل مساء الجمعة 24 يونيو إلى طهران على راس وفد يضم وزيري الداخلية إبراهيم محمود، والخارجية علي كرتي، والمستشار في رئاسة الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح، ومدير عام جهاز الامن والاستخبارات الوطني الفريق أول محمد عطا، وعدداً من المسؤولين الآخرين، للمشارة في مؤتمر الارهاب العالمي الذي بدأ صباح أمس السبت بمشاركة عدد من الرؤساء والمنظمات الدولية والاقليمية ذات الصلة. وأكد عماد سيد أحمد المستشار الصحافي للرئيس البشير لصحيفة "المستقبل" ان المشير البشير سيتوجه الى الصين اليوم الاحد 26 يونيو فى زيارة رسمية تستمر حتى 30 حزيران (يونيو) بناء على دعوة من نظيره الصيني هو جنتاو، مشيرا الى ان الجانبين السوداني والصيني سيبحثان سبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين ودفع العلاقات الثنائية على كافة المستويات الثنائية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها على نحو تحقيق مزيد من التطور. وقللت الخرطوم من أهمية طلب الادارة الاميركية من بكين الحصول على تعهدات من الرئيس البشير خلال زيارته للصين لضمان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. إلى ذلك، ألغى الرئيس البشير زيارة كانت مفترضة اليوم الاحد الى ماليزيا، وأعلنت السلطات الماليزية ان الرئيس البشير لن يزور البلاد لحضور القمة الاقتصادية. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة امان ان البشير لديه "ارتباطات ملحة" ولن يتمكن من حضور المؤتمر الاقتصادي للقادة الافارقة والاسيويين الذي يبدأ اليوم الاحد في العاصمة الادارية لماليزيا، وهو ما أكده أيضاً سفير السودان لدى ماليزيا يوسف الطيب مشدداً على ان تغيب البشير ليس مرتبطاً بمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من الجنائية ولا بمطالب منظمة العفو الدولية لماليزيا بسحب دعوتها، لافتاً الى ان الرئيس سبزور الصين اليوم.