أنهي الرئيس السوداني المشير عمر البشير زيارته للعاصمة الإيرانية طهران في زيارة جريئة هي الأولى لدولة بعيدة منذ قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله بتهمة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قبل بضعة أعوام ، وواصل تحديه للمحكمة الدولية والولايات المتحدة وتوجه إلى العاصمة الصينية بكين ، التي رفضت كل الاعتراضات حول الزيارة . وطلبت واشنطن التي لينت من موقفها ، طلبت من بكين في المقابل ، أن تحث البشير على إتمام اتفاق السلام الشامل وعدم إشعال حرب جديدة ، وذلك قبل أقل من ثلاثة أسابيع من إعلان استقلال "جمهورية جنوب السودان" التي يجري الإعداد لها على قدم وساق في العاصمة جوبا، والتي بنتيجتها ستصبح جمهورية جنوب السودان الدولة رقم 193 في الاممالمتحدة. وقللت الخرطوم من أهمية طلب الادارة الاميركية من بكين الحصول على تعهدات من الرئيس البشير خلال زيارته للصين لضمان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وكان الرئيس السوداني قد ألغى زيارة كانت مفترضة يوم الاحد الماضي الى ماليزيا ، وأعلنت السلطات الماليزية ان الرئيس البشير لن يزور ماليزيا لحضور القمة الاقتصادية. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة امان ان البشير لديه "ارتباطات ملحة" ولن يتمكن من حضور المؤتمر الاقتصادي للقادة الافارقة والاسيويين الذي بدأ يوم الاحد في العاصمة الادارية لماليزيا ، وهو ما أكده أيضاً سفير السودان لدى ماليزيا يوسف الطيب مشدداً على ان تغيب البشير ليس مرتبطاً بمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من الجنائية ولا بمطالب منظمة العفو الدولية لماليزيا بسحب دعوتها ، مشيراً الي أن الغاء الزيارة كان بسبب زيارة الرئيس السوداني للصين. وكان الرئيس السوداني قد كشف عن وجود برنامج اسعافى تنفذه الحكومة لسد فجوة بترول جنوب السودان بعد الانفصال ، وقال فى لقاءه بافراد الجالية السودانية بطهران مساء امس الاول ان شمال السودان وضع ثلاث خيارات امام الجنوب فيما يختص بالنفط تشمل الاستمرار فى تقسيم النفط لفترة انتقالية بصورة سنوية او فرض ضريبة على تصدير بترول الجنوب عبر الشمال او اقفال الخط تماما ، ولكنه رجح الاتفاق حول الخيار الاول ، مؤكدا ان السودان ملئ بالموارد التى يمكن ان تحل محل البترول. وفيما يتعلق بقضية دارفور كشف الرئيس السوداني لابناء السودان بطهران انها تسير نحو الحل النهائى ، وقال ان القضية كلها مفتعلة حيث ان التمرد بدأ فى العام 2003م بعد بدء الحكومة فى تنفيذ مشاريع تنموية طموحة من طرق وكبارى ومياه وخدمات وتعليم وغيرها. واشار الرئيس البشير الى استراتيجية الحكومة السودانية فى تحقيق السلام فى دارفور تأسيسا على تحقيق الامن على الارض وتجميع السلاح والمصالحات القبلية واتخاذ العدالة مجراها واعادة النازحين واللاجئين الى قراهم وتعويضهم والتفاوض كبند اخير ، مشيراً الي اجازة مؤتمر اهل المصلحة بدارفور الذى عقد مؤخراً بالدوحة لوثيقة سلام دارفور ، مؤكداً ان التفاوض الان وصل الى نهاياته نحو حل نهائى للمشكلة.