شغل التحالف الذي أقامه ياسر عرمان بين الحركة الشعبية في جنوب كردفان والحركات الدارفورية المتمردة الساحة السياسية والإعلامية سيما وأن هذا التحالف تكّون لإقامة دولة علمانية ليبرالية ديمقراطية وكان برعاية ودعم حكومة جنوب السودان الأمر الذي يعتبر تدخل أجنبي في شؤون السودان بجانب أن ذلك ينذر ببدء علاقات متوترة أساسها دعم حركات التمرد بين الدولتين المركز السوداني للخدمات الصحفية أجرى استطلاعا مع عدد من رموز القوى السياسية حول جدوى ذلك التحالف، والأثر السياسي الذي يمكن أن يحدثه... وخرجنا بالحصيلة التالية : سلوك غير مستغرب في البدء تحدث إلينا د. عبد الرحمن الخليفة القيادي بالمؤتمر الوطني قائلاً: مثل هذا السلوك غير مستغرب من الحركات المتمردة ولا من ياسر عرمان، وهذا التحالف لن يشكل مخاطر على السودان وهو مجرد محاولة لرفع معنويات المعارضة ووهم من الحركات ومن ياسر عرمان بأنهم يستطيعوا أن يصنعوا شيئاً في مسيرة السودان، وعن شعار قيام دولة علمانية ليبرالية ذكر الخليفة أن هذا ضد مشاعر الشعب السوداني، وإذا كان الجنوب جزء من السودان الدولة التى كانت تحكم بالشريعة فما الذي يجعل السودان يتركالشريعه بعد أن انفصل الجنوب، علما بان الحركة الشعبية كانت قد وافقت على أن تكون الشريعة مصدر التشريع في دستور 2005م وياسر عرمان جزء من منظومة السودان فما الذي يدعوه إلى موقف كهذا سوى المزايدات السياسية، وأضاف يقيناً أن هذا التحالف لن يكون له أي أثر على البلاد سيما أن ياسر عرمان ليس لديه قواعد ولا رصيد في البلاد فهذا الرجل جاء محمولاً في موجة الحركة الشعبية أما وقد انجلت الحركة الشعبية وعادت للجنوب لم يعد لياسر وجود وهذا التحالف لن يؤثر في سياسة أهل دارفور دعك عن السودان لكنها مجرد محاولة تأتي في إطار تنسيق مع تآمر دولي لمحاولة طمس هوية السودان والاستفادة من موارده واستهداف ثقافته الإسلامية. أمر مرفوض كما تحدث القيادي بالحزب الاتحادي عمر حضرة قائلاً: إن هذا التحالف لن يجد القبول من الشعب السوداني قاطبة وما قامت به دولة جنوب السودان من رعايتها للاتفاق فإن ذلك يعد في خانة التدخل الأجنبي في بلادنا إذ أن دولة الجنوب دولة قائمة بذاتها ولا يحق لها أن ترعى تحالف لإسقاط النظام وأضاف أن نظام الحكومة في الخرطوم لن يسقط من الخارج ولا من الداخل ولن يتمكن التحالف العسكري من إسقاطه وتجربة خليل إبراهيم حاضرة في الذاكرة عندما حاول أن يغزو مدينة أمدرمان كل الشعب السوداني وقف ضده لذلك فإن هذا التحالف أمر مرفوض تماماً ولن يكون لديه مستقبل سياسي لأنه تحالف يضر بمصلحة البلاد ولا يخدم سوى الأجندات الشخصية وما قام به عرمان يعتر عمل مضاد لدولة شمال السودان. اتجاه متكامل أما مكي علي بلايل رئيس حزب العدالة فقد قال: في اعتقادي أن هذا التحالف ليس لديه مستقبل ولن يستطيع أن يخلق انسجام داخل مكوناته لأنه لم يؤسس على برنامج حقيقي وحديثه عن دولة علمانية ليبرالية حديث فضفاض والآن الخلافات مشهورة بين عبد الواحد ومناوي ولن يتمكنوا من أن يكونوا فصيلا واحدا ناهيك عن الاتفاق مع عبد العزيز الحلو ، وفي اعتقادي أن هذه مجموعات يسارية تقوم بمزايدات سياسية ليس ألا. وأضاف بلايل أن الخلافات بين مكونات التحالف خلافات سياسية وشخصية على مستوى القيادة ولا يوجد لديهم اتجاه متكامل ، لذلك لن يكون لهذا التحالف مستقبل سياسي ، وذلك يتبين من رفع التحالف لشعار الديمقراطية وهم أبعد ما يكونوا عن الديمقراطية ، لأن الحركة الشعبية حركة دموية وديكتاتورية وللأسف أن حركات دارفور بدلاً من أن تتوحد أصبحت تدخل في مزايدات سياسية لا تخدم أجندة الوطن. وأضاف أن هؤلاء الذين أسسوا هذا التحالف لايعلموا حدود العلمانية التي يتحدثون عنها وأنهم يتحدثوا عن الديمقراطية بينما الحركة الشعبية حركة قمعية وليس لديها فرصة للتماسك مع الحركات الدارفورية سيما وأن هذا التحالف سيساهم في تطويل أمد الحرب في السودان. مؤشر خطير لكن محمد عبد الله ود أبوك الناطق باسم تحالف حركات دارفور الموقعة فقد تحدث قائلاً: إن بعض القوى من المعلوم أنها تسعى إلى الضغط على الحكومة لذلك فإن هذا الاتفاق للضغط على الحكومة بجانب أن هذه القوى تريد أن تجعل من الشريط الحدودي للسودان شريط ملتهب بين الحركات المتمردة والحكومة، وفي اعتقادي أن هذه المسألة متوقعة سيما بعدما فشلت الحركة الشعبية في انتخابات جنوب كردفان لذلك من الواضح أنها تسعى لاقامة تحالف قوي وهذه فكرة الجنوبالجديدة. وأضاف ود أبوك أن ما فعلته حكومة الجنوب من رعايتها لهذا الاتفاق يناقض القوانين الدولية إذ أنها دولة ونحن نتعامل معها وفق المواثيق الدولية وهي بذلك أثبتت أنها تسعى لخلق مزيد من التوترات في الشمال وأضاف أن ياسر عرمان نفسه يؤمن بأفكار الجنوب ونظرياته. واختتم حديثه أنه إذا لم تقم الحكومة بقراءة الوضع السياسي قراءة جديدة فإن محاولات ما يحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق ستخرج تلك المناطق كما خرج الجنوب، لذلك عليها أن تتعامل بعقلانية لأن هذا التحالف مؤشر خطير بأن هذه المجموعات تلعب على التناقضات الموجودة في تلك المناطق لذلك نحن نحتاج إلى تناول رؤى جديدة ونقطع بها الطريق أمام أصحاب الأجندات الخاصة من مجموعات متمردة وحركة شعبية ودولة الجنوب.