وقال اننا لم نوقع على السلام منهزمين، موجها تحذيرات شديدة اللهجة إلى حكومة جوبا، قائلا إنها إذا لم تتوقف عن دعم وإيواء المتمردين، وإذا لم تلتزم بالعهود والمواثيق التي أبرمتها مع السودان، فإن السودان لن يصبر على هذه الخروقات والتمادي فيها، وسيتصدى لذلك بحسم شديد. وقال رئيس الجمهورية ان مبادئنا تلزمنا بأن لا نبدأ بالعدوان وفي ذات الوقت قادرين على الرد على المعتدي فكان ردنا علي غدر الحركة الشعبية في ابيي ثم جنوب كردفان واخيرا النيل الازرق. وطالب البشير حكومة دولة جنوب السودان ان تكف عن العدوان وان تلتزم بالعهود والاتفاقات. وأضاف أنه يبعث برسالة واضحة وصريحة لدولة جنوب السودان برفع يدها نهائيا عن السودان خاصة في ولايتيْ النيل الأزرق وجنوب كردفان، والعمل على استقرار السلام الإقليمي في المنطقة، بدلا من تأجيج الصراعات التي ستأتي وبالا عليها. وكشف عن الدعم المتواصل للحركة الشعبية من إسرائيل ودول ومنظمات أجنبية أخرى، موضحا أن السودان "قبل بالسلام لحقن دماء أبنائه، وديدن الحركة الشعبية دوما الغدر والخيانة"، مستشهدا بما حدث في أبيي وكادوقلي والدمازين. وأكد البشير أنه لا تفاوض مع المتمردين بل التصدي لهم بالحسم الشديد، وأعلن في الوقت نفسه العفو العام عن المواطنين الذين غررت بهم الحركة الشعبية ومارست عليهم ضغوطا شديدة للانضمام إليها. هذا واختار البشير مدينة الكرمك آخر معاقل التمرد في ولاية النيل الأزرق المجاورة لدولتيْ إثيوبيا وجنوب السودان لصلاة العيد معلنا من هناك تطهير الولاية "من دنس الحركة الشعبية". وقال إن الولاية أصبحت مؤمنة ومحررة تماما من المتمردين الذين فروا من النيل الأزرق بعد النصر الكبير الذي حققته القوات المسلحة، وإن المتبقي منهم عبارة عن جيوب صغيرة لا أثر لها، وسيتم القضاء عليها نهائيا. وقال لا نريد أي عميل أو طابور خامس في النيل الأزرق ونريد تطهيرها من دنس التمرد والقبض على المتمرد مالك عقار، مبيناً قدرة القوات المسلحة السودانية على تعقب فلول المتمردين والخونة وبسط سيطرتها على ربوع الوطن كافة. إلى ذلك ناشد البشير المواطنين للعودة إلى الكرمك، مشيراً إلى أنهم سيجدون كل الرعاية والخدمات المختلفة، مضيفاً "إننا لا نريد أي منظمات أجنبية على الحدود أو في النيل الأزرق ولا نريد أهلنا في النيل الأزرق لاجئين في أثيوبيا، مشيراً إلى أن أرض النيل الأزرق مليئة بالخيرات وعامرة بالذرة والسمسم وشتى أنواع المحاصيل. يذكر أن رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت قد زار الخرطوم في أكتوبر الماضي، في أول زيارة يقوم بها للشمال منذ الانفصال، وتعهد خلالها بإيجاد حلول لكل الخلافات. وعلى صعيد آخر هنأ المشير عمر حسن احمد البشير رئيس الجمهورية الأمة السودانية بمناسبة عيد الاضحي المبارك، متوجها بالدعاء إلى الله عز وجل أن يعود العيد القادم وخيرات السودان زادت وفاضت وعمت القرى والحضر وأن يلقى كل فرد ما تمنى