دمشق: سونا (smc) بدأت اليوم بدمشق أعمال المؤتمر الإقليمي الأول للمدن التاريخية العربية الذي تنظمه مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية المنبثقة عن منظمة المدن العربية بالتعاون مع محافظة دمشق في المتحف الوطني بمشاركة وفود محلية وعربية من بينها السودان تمثل المدن التي تحمل طابعاً تراثياً وتاريخياً عتيقاً. وقال المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري خلال افتتاح المؤتمر إن المدن العربية وضعت منذ تأسيسها وفي مقدمة أهدافها الحفاظ على هوية المدن العربية وتراثها عبر تعميق التعاون بين المدن الأعضاء من أجل رفع مستوى المدينة العربية وتطويرها مع الحفاظ على هويتها وحضارتها التاريخية وتراثها العمراني وإبراز أصالتها وسماتها والعمل على إجراء البحوث والدراسات عن المدن العربية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعمارية والبيئية. وأضاف الوزير الأطرش أن المؤتمر يسعى إلى إرساء سياسات لصيانة وإحياء التراث وحماية الأحياء القديمة وإدماجها في الحركة التنموية الشاملة كعنصر فعال فيها ووضع خطط ودراسات قانونية وتشريعية تكون أساساً لوضع البرامج الناجحة لصيانة المدن والأحياء والمواقع التاريخية والأثرية في جميع أنحاء الوطن العربي مع العمل على إيجاد الصيغ الملائمة للاهتمام بقاطني الأحياء التراثية ولفض الإشكاليات الاجتماعية الصعبة جراء تشابك التداخلات في النسيج العمراني التقليدي. وأكد الأطرش أنه وانسجاما مع سياسة التنمية والحفاظ على التراث العمراني والمعماري عملت الحكومة على الحفاظ على هوية المدن العربية وخصائصها التاريخية وتراثها العمراني والحضاري بالتعاون مع المدن والسلطات المحلية من خلال وضع استراتيجية شاملة تتركز في تجديد البنى التحتية وتحسين الظروف البيئية ودراسة مخططات التنمية والحفاظ على التطوير العمراني وتطوير وتأمين الموارد المالية اللازمة لإعادة إحياء وتأهيل هذه المدن والسعي لتطوير الاقتصاد المحلي والاجتماعي والثقافي والسياحي. من جانبه أكد الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق أهمية المدينة التاريخية التي تعد درة الشرق وأقدم عاصمة مأهولة في العالم والتي جمعت المجد من أطرافه وانطوت أركانها على حكايا وأساطير وقصص وملاحم لم تعرفها مدينة أخرى تجمع بين قصة الإنسان والحضارة والسلام والبناء والتراث والعراقة مشيراً إلى أن المؤتمر يشكل رافداً قوياً وداعماً في التظاهرة الخاصة باختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي 2008. ونوه غسان السمان مدير العلاقات الخارجية في منظمة المدن العربية بالمشاركة الكبيرة من قبل المهتمين في هذا المؤتمر وقال إن النتائج التي ستتمخض عنه ستسهم في تعزيز التعاون المشترك بين جميع الأطراف المهتمة والمعنية بالتراث على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. وأوضح السمان أن المنظمة أدركت مبكراً أهمية إنشاء مؤسسة جديدة تعنى بالتراث والحفاظ على المدن التاريخية لكون ذلك يترجم أحد أهداف المنظمة لجهة الحفاظ على الهوية التراثية والعربية الإسلامية. بدورها أكدت لين مندينس ممثلة الأمانة العامة لمنظمة مدن التراث العالمي أهمية هذا المؤتمر لأنه سيتعامل مع الكثير من الاستراتيجيات التي تواجه المدن التاريخية القديمة والسعي لتفاديها لافتةً إلى أن منظمة المدن سيكون لها دور مهم في توحيد الأهداف التي تجمع بين المدن العربية التراثية وتعمل لتسهيل برامج بما يتناسب مع المتطلبات الثقافية لكل مدينة. وأكدت المهندسة سامية يعيش المدير العام لمؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية أن التراث في الدول العربية أصبح يواجه تهديدات نتيجة اكتساح العمران وتزايد الفقر والكوارث الطبيعية وتلوث البيئة إضافة إلى أن عدم الاكتراث بالتراث يعد من أكبر الأخطار التي يواجهها. ودعت إلى ضرورة صياغة اتفاقيات دولية وإصدار توصيات لحماية التراث الإنساني لمواجهة تلك التهديدات مبينة أنه في السنوات العشر الأخيرة ازداد الاهتمام بالمدن التاريخية الحية وقررت منظمة المدن العربية توسيع اهتماماتها بإحداث جهاز جديد تابع لها هو مؤسسة التراث والمدن التاريخية العربية خلال مؤتمرها الرابع عشر المنعقد في مراكش. وأشارت إلى أن هذا المؤتمر يندرج ضمن العمل على تشجيع المدن الأعضاء على تبادل المعلومات والتجارب ونشر الخبرات والحلول التي أثبتت نجاحها لحل مشاكل متشابهة في إدارة المدن التاريخية الأخرى.