قال مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان، إن العمليات مازالت مستمرة في (بحيرة الأبيض)، وإن القوات تعمل الآن لاحتواء الموقف لأن الهجوم كان كبيراً بحسبانه هجوم دولة بكامل عتادها وقوتها، وأوضح أن الجيش الشعبي استخدم كل قدراته في الاعتداء (دبابات ومشاة ومدافع)، وأشار إلى ضبط بطاقات رسمية وشخصية بحوزة منسوبي الجيش الشعبي الذين شاركوا في الهجوم من الفرقة الرابعة التي تتخذ من ولاية الوحدة مقراً لها، إضافَةً إلى أرقام لوحات السيارات الجنوبية المشاركة. وقال هارون في برنامج مؤتمر إذاعي أمس: هم ليسوا من الذكاء لتغطية أثرهم بأي حال من الأحوال، وكشف عن إعادة تنظيم ذات القوات بمزرعة تعبان دينق والي الوحدة الذي ترك أي عمل له وأصبح ضابط إمداد لهذه القوات، ولكنه أكد عدم قدرتهم على احتلال المنطقة أو السيطرة عليها، وقال: (دا شعراً ما عندهم ليهو رقبة)، وأكد أن تعليمات القيادة العليا بالدولة هي الدفاع عن حدودنا وسيادتنا واتباع القنوات الدولية المعروفة، وأوضح أن القانون الدولي يكفل للحكومة حق مطاردة المعتدين في الوقت المناسب، وزاد: سننتظر القيادة في ذلك والخيارات أمامها مفتوحة، وتابع: لسنا سعداء بالحرب والآن ندير حرباً دفاعية. ونفى هارون بشدة قصف السودان لآبار البترول في الجنوب، وقال: ليست لنا مصلحة في قصفها، ولو أردنا ذلك سنفعلها عَلانيةً وقواتنا تعرف الجنوب (شبراً شبراً ومنطقة منطقة)، وزاد: إذا فعلنا ذلك سنفعلها في هدف ثمين. إلى ذلك، أقر هارون بأن الحرب خَلّفت أزمة إنسانية، وقال: نحن المسؤولون عن المواطنين في مناطق سيطرة الحكومة أو الحركة. وأرجع هدف التمرد الأساسي من الحرب لخلق الوضع الإنساني ليتلقى إمداداً لقواته مثل سيناريو الحركة إبان حرب الجنوب (شريان الحياة) لإطالة أمد الحرب، وأشار إلى أن الأممالمتحدة بدأت العمل الإنساني في مناطق الفجوات الإنسانية عبر المنظمات الوطنية والوزارات المعنية، وأكد عدم السماح للمنظمات الغربية الأخرى، وقال: (خواجة بجي من منظمات إنقاذ الطفولة ولا كير مافي مادام فينا دم ونحنا حيين)، بحسبان أن أجنداتهم ليست إنسانية، ووصفهم بآلات الحرب الذين يعبئون الأزمات، وزاد: (دا كارتيل حرب). وأكد أن مقار المنظمات في دارفور كانت مقاراً للأسلحة والذخائر ومنصات انطلاق لقتل المدنيين، وقال هارون إن محليات (البرام وأم دورين وهيبان) هي الأكثر تأثراً بالحرب، فيما هنالك تأثر جزئي في محليات (رشاد والعباسية والدلنج ودلامي) من جملة (24) محلية بالولاية، واشترط هارون تقديم الغوث الإنساني في ولايته بمعالجة المشكلة الأساسية وليس أعراضها، وقال إن أية معالجة للأعراض تؤدي لتوطين المشكلة الأساسية وإطعام التمرد والمبادرات الشبيهة بشريان الحياة غير مقبولة. وفي سياق آخر، انتقد مولانا هارون حديث هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، حول سعي الخرطوم لتقويض نظام جوبا، والاشتراط للمشاركة في مؤتمر اسطنبول لدعم السودان، وقال: أمريكا وسيط غير نزيه وشاهد غير عدل، ولن تنفذ تعهداتها في مؤتمر اسطنبول أو غيره، وأضاف: (ليس هنالك عشم من خيراً فيها)، وكشف هارون أن عبد العزيز الحلو عرض على المبعوث الأمريكي من قبل خطة الهجوم على كادوقلي، وقال إن المبعوث رد عليه: (رائع)، ووصف ما يتم بين السودان وأمريكا بأنه (طق حنك)، وقال إن أمريكا ليست غائبة عما تفعله حكومة الجنوب في دعم التمرد ولكن (متحالي ليها)، وزاد: (ما دام في وسيط وسمسمار قليل التكلفة - الجنوب - هي مبسوطة منها). إلى ذلك، اتهم هارون الحركة بتغذية مفهوم أن المشورة الشعبية في جنوب كردفان شبيهة بالانفصال، ووصف حديث الجنوب عن المشورة على أنها (جنى) انفصال صغير، بأنه (بيع للموية في حارة السقايين)، وأكد أن الجنوب لم يقدم شيئاً لمواطن جبال النوبة غير أنه استغله في علاقة انتهازية، وقال: (الجنوب قال لقطاع الشمال باي باي وشغلهم بالحرب)، ووصف الحديث عن سودان جديد ب (الكذبة)، وأشار إلى أن سلفا كير عندما زار جبال النوبة تبرع بسياج ل (قبرين) من أموات الجبال ولم يف بذلك حتى الآن، وأن الحركة الآن (تقلدهم وتباكيهم وتبكيهم ولكنها لا تمسح دمعتهم)، وأوضح أن مشكلة جنوب كردفان التي تم الاتفاق على معالجتها تنحصر في أن لديهم إحساساً بقضايا في الهوية الثقافية مميزة ولا تتعارض مع الهوية الكلية وتعدد وتنوع متسامح والمشاركة في السلطة ونقص تاريخي في التنمية.