المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    قرار مثير في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير التعليم العالي ... فى حوار حول قضايا ومستقبل التعليم

شهد السودان في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في التعليم العالي عقب ثورة التعليم العالى التي كان لها الأثر الإيجابي في مضاعفة القبول بالجامعات وإنشاء جامعات جديدة بل إنشاء جامعة لكل ولاية، إلا أن هذا الانتشار وهذا التوسع تسبب فى الكثير من المشاكل والعلل التي ظلت تلازم ثورة التعليم العالي والتي لم تضع في حساباتها متطلبات هذا التوسع غير المدروس من تدني وتردي في بيئة العمل المتعلقة بالبنيات الأساسية والتدني في مستوى البحوث وفقرها ، وضعف التمويل بل وانعدامه في بعض الأحيان، إضافة إلى تدني مستوى وكفاءة الخريجين والشاهد علي ذلك سوق العمل وإزدياد نسبة البطالة بصورة كبيرة .
ولتسليط الضوء على هذه القضية الهامة التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية بالبروفيسور خميس كجو كندة وزير التعليم العالي والبحث العلمي فى حوار مطول وصريح تناول من خلاله الكثير من القضايا والمشاكل التى تجابه التعليم العالي وما بذل من جهود ومازال يبذل لمعالجتها واضعا الكثير من النقاط على الحروف في هذا الشأن ... فإلى مضابط الحوار:
اتفاقية التعليم بين الخرطوم وجوبا لم ترض طموحات الطلاب الشمالين لماذا ؟
بدءا طرحنا على السيد الوزير موضوع اتفاقية التعليم المبرمة بين الخرطوم وجوبا وانها لم تكن مرضية للطلاب الشمالين ؟ فاجاب بالقول : الاتفاقية التي وقعت بين البلدين هي لتقنين استمرار طلاب الجامعات الجنوبية في الشمال وينالوا شهاداتهم في الجنوب بالرغم من أن الوضع غير مثالي في الجنوب ، ولكن هذه الجامعات عندما انشئت لم تنشأ لأن تكون في الشمال لكن نسبة للاضطرابات التي كان يشهدها الجنوب مما تسبب فى عدم الاستقرار استضيفت هذه الجامعات مؤقتاً في الشمال وعندما وقعت اتفاقية السلام الشامل ووقفت الحرب سعى الوزراء الذين سبقوني وآخرهم كان دكتور بيتر أدوك نيابا بأن تُرحل هذه الجامعات إلى مقارها في الجنوب، ولكن لم يتم تنفيذ هذا الامر تماماً مما دعا لايقاف القبول بالنسبة لهذه الجامعات نسبة لأن كثير من الأساتذة والطلاب لم تكن لهم الرغبة فى الذهاب للجنوب ، ويبد أن الكثير من الأساتذة الذين أتوا إلى هذه الجامعات جاءوا بخلفية أنهم سيظلوا بالشمال، وبالفعل فإن دفعات كثيرة قد تخرجت فى هذه الجامعات وهى بمقارها بالشمال حتى بدأ الأمر وكأنها جامعات شمالية ، وهذا لا ينفي أن بعض الكليات قد رحلت إلى مقرها بالجنوب والآن بها طلاب شماليين ولكن الغالبية العظمى من الطلاب بدأوا بعرض قضيتهم بأن ظلما قد وقع عليهم بترحيل الجامعات إلى الجنوب وهم لا يدرون ماذا يفعلون، والإجابة الطبيعية كانت أن يتصلوا بإداراتهم في الجامعات حتى يبينوا لهم وضعهم لأن الاتصال بالجامعة لا يحتاج إلى برتوكول بالنسبة للوضع في الشمال فإن هؤلاء الطلاب في الأساس هم مقبولين في جامعات جنوبية لذلك على الطلاب ان يخاطبوا جامعاتهم، وهذا ما اكد علية دكتور بيترالذي يقول إن هؤلاءالطلاب هم طلابنا (طلاب الجامعات الجنوبية) وقال وزير التعليم العالى لقد خيرناهم بالذهاب الى الجنوب فما الذى يمنعهم من الذهاب الى هناك؟ علما ان الحرب قد انتهت ومن المفترض أن يصل الطلاب إلى الجنوب، وان كانت لديهم بعض الإشكاليات فإن هذه الإشكاليات لا تقع على جمهورية السودان، فهي تخص دولة الجنوب ، لكن طلابنا لم يعرضوا مشكلتهم على جامعاتهم بل لم يأتوا بالإجابة من جامعاتهم لهذا قمنا نحن نيابة عنهم بهذا العمل من خلال مدير جامعة بحري الذي قام بالاتصال بالجامعات الجنوبية وحاول ان يقوم بعقد اتفاقيات معهم لكنهم طالبوا بأن تكون هناك اتفاقية شاملة وهذا ما جعلنا نوقع هذا الاتفاق مع دولة الجنوب حتى تكون العلاقات الأكاديمية منسابة ومشجعة لتكملة بقية الملفات وعودة العلاقات الطبيعية بين الدولتين المتجاورتين.
وفيما يخص طلاب بحري فالجامعات هي ليست مدارس ثانوية بل هي مؤسسات مستقلة بمعنى أن مناهجها لا توضع كمناهج التعليم العام في المدارس، نفس المنهج للمدارس الثانوية في بورتسودان هو نفس المنهج للمدارس الثانوية في الخرطوم وعطبرة وباقي الولايات لكن الجامعات تختلف فأي جامعة هي مسؤولة عن مناهجها وأي كلية تجيز مناهجها ، إذن أي جامعة هي ليست طبق الأصل لجامعة أخرى وبالتالي فإن جامعة بحري هي ليست (صورة) من الجامعات الجنوبية ، ثانياً النتائج التي تتم اجازتها في هذه الجامعات تجيزها سلسلة من الهياكل الموجودة في الجامعة ابتداءً من الأستاذ ثم مجلس القسم ثم مجلس الكلية وأخيراً تأتي النتيجة النهائية في (بورت) الجامعة والبورت مشكل من كبار الأساتذة الموجودين في الجامعة وبالتالي لا نستطيع أن نخرج نتيجة مالم تعطينا الجامعات الجنوبية الموافقة لأن هؤلاء الطلاب تابعين لها ، وثانياً لان هذه النتائج سوف تستخرج بجامعتهم فلن نستطيع أن نقول من جامعات جمهورية السودان بل من جامعات جنوب السودان كل فى موقعها، فمن المفترض أن يعلم الطلاب أن النتيجة التي سوف تستخرج لهم ستكون باسم جامعة جنوب السودان جوباً لأن السودان منذ يوم 9/ 7/ 2011م أصبح دولتين. ثالثاً هناك قوانين أخرى لابد من ان يعلمها الجميع وهي القوانين أو اللوائح الأكاديمية لمنح الشهادة وان أي جامعة لديها شروطها لإعطاء شهادتها ولا يستطيع أحد أن يلزمها.
وأنا أسأل سؤال ماهو المانع في أن يذهب طلابنا إلى الجنوب؟
وتسائل الوزير عن المانع فى ان يذهب طلاب الشمال الى الجنوب ؟ موضحا بانه يمكن ان يتحولوا إلى الجامعات أو الكليات التي قبلوا فيها بنفس النسبة التي دخلوا بها ، فمثلاً طالب دخل إلى كلية بنسبة 85% فلا يمكنه ان يتحول إلى كلية تقبل طلابها بنسبة 90% عليه ان يختار نفس الكلية التي تقبل بنفس النسبة على حسب شروط القبول وبالتالي الطلاب الموجودين في بحري هم ليسوا حصرياً على بحري فقط بل يمكنهم ان يذهبوا إلى أي جامعة أخرى تقبل بنفس شروط قبولهم التي دخلوا بها، وبذا فأن الطالب غير مقيد فقط بجامعة بحري بل له الحرية فى أن يختار الجامعة التى يريدها ،مثلا شندي، الخرطوم أو حتى أن يعودوا إلى جامعاتهم الأم في الجنوب فلا يوجد إشكال ولكن الطلاب يريدون أن يجعلوا منها مشكلة.
ماهي الرؤية المستقبلية لسياسات التوسع فى التعليم العالي ؟
واحدة من الأشياء الأساسية جداً هي أن التعليم ليس له حدود بالرغم من أن وجود معايير دولية توضع للفئة العمرية ما بين (17) إلى 25 سنة هم الذين يدخلوا الجامعات ، والفئة العمرية لديها معايير تقاس بها وبموجبها يقاس مستوى التعليم في ذلك البلد وبالتالي نحن لم نحصل على هذا الربط وواحدة من المحاسن ان يكون لديك ناس متعليمن وألا يكون لديك ناس جهلة، ثالثاً أن الإنسان المتعلم تكون الآفاق متفتحة أمامه ليس فقط في السودان في أي مكان آخر خاصة في ظل العولمة حيث أصبح العالم مفتوح بالتنافس، حيث نجد الكثير من الدول تعتمد على هجرة العقول في دعم اقتصادها ، وهذه الدول تخصص للتعليم خدمة ممتازة على أساس أن يكون لها مدخر للبناء والتنمية ، وهذه واحدة من سياساتنا لهذا فإن سياستنا في التعليم سياسة منفتحة إلى أن نصل على الأقل للمعايير المطلوبة ، ولكن من المفترض أن يصبح التعليم نوعي أو كما نسميه بسياسة التجويد والتحسين وهذا ما نسعى اليه الآن فكلما جاءتنا موارد مالية جيدة كلما تعمقنا في برامج التجويد حتى يكون تعليمنا داخل السودان تعليم مميز ومشهود وأنا فخور جداً بأبنائي الخريجين ففي كثير من مرافق الدولة التي جعلتنا معلومين ومعروفين سألت ووجدت الذين يقفون ورائها كثير من أبنائنا الخريجين سواء كان السدود أو الكهرباء .. الخ (فالحركة الدائرة الآن في الدولة يسيرها الشباب فنحن هرمنا)، فكل مواقع العمل حدث فيها تطوير نوعي.
الخريجون يقولون بأن المناهج غير مواكبة؟
كما ذكرت سابقاً فإن المنهج يوضع في الجامعة المعينة وفي الكلية المعنية بواسطة اختصاصين وهذا المنهج معرض لأن يحدث له تجديد كل ثلاثة سنوات وتلك تعتبر عملية مستمرة للتجديد نسبة لأن الكثير من المواد تصبح من التاريخ نسبة لأنه تدخل عليها معارف جديدة.
وهنالك نسبة عالية من الخريجين الموجودين لدينا الآن في السودان تفوقوا اينما ذهبوا وهذه دلالة واضحة على أن المناهج التي تدرس تعتبر ممتازة، والمشكلة ليست في المنهج فالجامعة تعطي الطالب مفاتيح وعليه ان يطور نفسه، فطريقة التدريس في الجامعات هي حوار ونقاش وعندما تذهب للحياة تواجهك كثير من الأشياء هي مشتقات لما أخذته في الجامعة لهذا يعود الطالب للمعلومات من المكتبة، والإنترنت.. الخ، كلها يقرنها بالأساسيات التي أخذها وبالتالي يمكن ان يتميز عن الآخرين لكن اذا أوقف الطالب حياته على شهادته الجامعية فقط، فلن يتقدم أبداً بل سوف ينتهي، والمسألة تتوقف اساسا على طموحات الشخص.
هل هناك اتجاه لايجاد جامعات متخصصة؟
هذا ليس شيء جديد، فوجود جامعة هندسية، وجامعة للزراعة امر عادى ، فمثلاً في باكستان توجد جامعة متخصصة فقط في الزراعة لكن في السودان ولأن بيئتنا مختلفة مواردنا مختلفة وحاجاتنا للنموء ملحة كل ذلك جعل ثورة التعليم العالي العالى تنتشر بسرعة في كافة الولايات وكان ذلك سبب في أن تكون في الجامعة العديد من الكليات حتى يحدث نموء لتلك المجتمعات لكن في هذا التنافس توجد جامعات لها اسهامات كبيرة وجامعات بها تخصصات نادرة لكن نتمني ان نصل للدرجة التي يستقر فيها التعليم ويكون لدينا نظام دراسي ثابت أو تقوييم ثابت يمكن الطلاب الذين يريدون ان يأتوا إلى السودان أن يبرمجوا مجيئهم للسودان ثم بعد ذلك يكون لدينا جامعات متميزة في بعض الdisplace فمثلاً إذا اختار ان يدرس شخص في السودان في البيئة الصحراوية فقد تكون أحسن كلية في الفاشر وقد تكون نفس هذه الكلية في دنقلا ووادي حلفا لكن قد تكون كلية الفاشر أساتذتها نشطاء ولهم بحوث كثيرة في هذا المجال والبيئة الموجودة بيئة مساعدة وبالتالي الطالب الذي يأتي سيختار أن يذهب إلى هناك نحن نريد ان نصل إلى هذه المرحلة ، لهذا كان لدينا مشروع ومازال مطروح حتى الآن وهو الكلية الأنموذج ، مثلاً كلية زراعة نموذجية، كلية طب نموذجية.. الخ وفكرتنا ان لا تجمع كل تلك الكليات في جامعة واحدة.
كيفية الاستفادة من الجامعات الولائية في خدمة مجتمعاتها ؟
الجامعة في الولاية من المفترض أن تكون سلطة مشتركة ما بين المركز والولاية فالتعليم العالي يختلف عن التعليم العام فالتعليم العالى ليس لديه مناهج ينزلها على كل الجامعات، فقط لدينا ما يعرف بمطلوبات الجامعة وهي عبارة عن مقدمة للطالب وغالباً ما تدور حول وجهة البلد ، ثقافتها ووجهتها. لهذا نجد ان اللغة والثقافة هم مطلوبات الجامعة فقط، أما ما تبقى من المناهج من المفترض أن توضع على حسب البيئة ويفترض أن تساهم الولاية فيها لأن الجامعة تعمل على حل قضايا هذه الولاية حتى تكون الجامعة منارة واستنارة ، وهذا ما قامت به بعض الدول كاليابان وأمريكا... (الانتشار في الجامعات) . ونحن في السودان الآن انتشرنا في الجامعات وحقيقة فقد أثرت تلك الجامعات فى المجتمعات تأثيراً كبيراً جداً ولولا الحرب التي شغلت الناس لكان حال السودان اليوم مختلفا تماما.
هل أضعف التعريب اللغة الإنجليزية في الجامعات؟
الدراسة الجامعية في السودان كانت اصلا باللغة الإنجليزية، ونحن كنا الدفعة الثانية للتعريب، وبالتالي عندما دخلنا الجامعة كانت كل المواد تُدرس باللغة الإنجليزية ، فواجهة الكثير من زملائنا الذين لم يكن أساسهم قويا فى اللغة الانجليزية صعوبة في فهم المواد التي تدرس وأنا كنت شاهد على ذلك فكانوا يستفسرون كثيراً فكانت توجد معاناة، لكن الآن عندما تكون الدراسة باللغة العربية ومصطلحات المادة باللغة الإنجليزية فإن الطالب يمكنه ان يفهم فهم عميق وهذا لم يمنعنا اللغة الإنجليزية ولأن اللغة الإنجليزية تعتبر اللغة الثانية الرسمية في جمهورية السودان لكن اللغة التي من المفترض أن تُدرس بها هي اللغة المنتشرة المتعارف عليها تماماً.
وماهي الجهود المبذولة لاستقرار الأستاذ الجامعي والحد من هجرته ؟
الأستاذ الجامعي هو فخر للدولة لأنه من الكوادر الهامة جداً في بناء قدرات الدولة البشرية ، وبالنسبة لهجرته فاننا لن نحجر عليه ولكن يعتبر بالنسبة لنا فخر وكون ان يكون لدينا عقول مقبولة ومنافسه ويرغب فيها كما يقال بلغة الاقتصاد موجودة في السوق فهذا يشجعنا ان نخرج أكثر يعني نستوعب أساتذة كثر وإذا كان هؤلاء الأساتذة ذهبوا عن طريق الإعارة فيجب علينا ان ننظم مسألة هذه الإعارة وتنظيم الإعارة عندنا موجود وقد تلاحظون ذلك في الاتفاق مع دولة الجنوب فواحد من الشروط تبادل الخبرات والأساتذة بل يوجد جزء من شروط الجامعات ما يُسمى ب(Spectacle live ) بمعنى ان الأستاذ في جامعة الخرطوم عندما يأخذ إجازة ويذهب إلى جامعة نيويورك يدرس في فترة الإجازة ويعود مرة أخرى وقد يمد هذه الفترة وهو مازال أستاذ بجامعة الخرطوم وهذا ما يُسمى بالأستاذ الزائر وتلك موجودة في الجامعات الآن، والمعرفة مشاعة بين البشر حيث ان المعرفة التي يأتي بها الدكتور الصيني هي نفس المعرفة الموجودة ونحن فخورين جداً بأن نشارك بعقولنا في التطوير الخارجي.
الطلب يزداد على الخريجين والأستاذ السوداني في سوق العمل الخارجي ..
لحسن الحظ نحن تقدمنا في التعليم ولدينا خرجيين في تخصصات مختلفة وهذا يدل على ان السودان كأنما أصبح مركزاً للخبرات نتمنى أن يكون لدينا المادة التي يمكنها ان تحول هذه الخبرات إلى استثمارات أخرى وملموسة في قطاعات أخرى وبالتالي الآن الاستثمار في التدريس في التعليم العالي والبحوث يسير بصورة جيدة خاصة في المملكة العربية السعودية وقد ذهب عدد كبير جداً فى هذا الحقل ونتوقع أن يذهب عدد آخر إلى دول أفريقية على حسب الصحوة التعليمية الموجودة الآن في دول الجوار ولعلنا وقعنا اتفاقيات تعاونية مع كل من تشاد والكاميرون وكثير من الدول الأفريقية ونريد فقط من العلماء السودانيين ان يركزوا ويجودوا في علومهم حتى يكونوا سمعة طيبة لأخوانهم الذين يأتون من بعدهم.
خططكم للتدريب الخارجي بالنسبة للأستاذ الجامعي ؟
التدريب الخارجي هو جزء أساسي والآن في سياستنا الأساتذة الذين يتدربون على (PHD) الدكتوارة من المكن ان يكون فيها فترة أثناء البحوث ما تُسمى العمل المشترك مع الجامعات المختارة حيث يمكن ان يأخذوا فيها فترة ويعودوا وتلك هي مسألة مهمة جعلتنا نكتفي لحد ما ومسألة الشراكة والعمل مع الجامعات الأخرى موجودة وأيضاً مسألة البعثات وبالفعل توجد لدينا بعثات وان كانت ليست كما السابق لأنها مرتبطة بعوامل اقتصادية وعوامل أخرى لكن حقيقة الاتصال الخارجي مهم جداً في التعليم العالي لتوسيع المدارك.
جهود الوزارة فى توفير التمويل لإنجاح مسيرة التعليم العالى ؟
التمويل مهم جداً ، والتعليم العالي يعتمد على التمويل الذاتي ، والحكومة تمنجه فقط منحة بسيطة ، والواضح ان التوسع فى التعليم مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد قد جعل المسيرة التعليميه تواجه الكثير من المشاكل . واذا قارنا الوضع مع الدول الاخرى نجد ان الجامعة بتلك الدول تبين للطالب المصروفات الدراسية التي يجب عليه ان يدفعها الى جانب تكلفت السكن ، وفى بعض الدول الأخرى يكون هناك اتفاق مع البنوك على أساس أن تدفع مصروفات الطالب للجامعة وبعد ان يتخرج الطالب يتكفل برد ما دفع له من البنك ويكون هذا بالاتفاق بين الطالب والبنك فقط .
ونحن لدينا إشكال في التمويل ولا أنفى ذلك لهذا نحن كدولة لها قيمها ولدينا تكامل، نرى أن مساهمة الدولة في شكل نسبة من دخلها القومي للتعليم العالي امر هام ويساعد كثيراً جداً في تخفيض بعض العناء على بعض الفقراء من الشرائح الفقيرة في المجتمع.
مامدى امكانية دعم المراكز البحثية ؟
يعتبر البحث العلمي هو رديف التدريس لذلك فالوزارة تعنى بالتعليم العالي والبحث العلمي وهناك بحوث كثيرة في الجامعات ، وقد وجهه النائب الأول لرئيس الجمهورية بتكوين آلية للاستفادة من تلك البحوث ، وسنبدأ ببعض الجامعات المختارة وننظر ماذا لديها من البحوث ثم نربط بينها وبين بعض المؤسسات التي تحتاج إلى تلك البحوث ،وايضا القطاع الخاص حتى يكون هناك (فورم) نستطيع بعد ذلك تنميته وترقيته ليصبح بعد فيما بعد جسم ما بين الجامعات والتنفيذ حتى لا توضع تلك البحوث القيمة على الرفوف ،وبذلك نستطيع أن نجني ثمار توسعنا في التعليم العالي . وحقيقة توسعنا في التعليم العالي كان بهدف أن نأخذ بزمام التنمية ولا يمكن أن نأخذ بهذا الزمام مالم نعمل وفق المعطيات العلمية وهذه المعطيات لا تأتي إلا عبر هذه البحوث.
ثانياً لابد من ان يكون هناك تخطيط للارتقاء بأهداف معينة ولكن لو تركنا العلماء يبحثون بطريقتهم سنظل نلف في حلقة مفرغة وهذا ما نريد ان نتجه نحوه بتكوين هذا الجسم لتعود عملية البحوث بالفائدة نحو الأغراض الاقتصادية التي تسهم فى النمية بالبلاد .
ماذا عن تدريب الطلاب في سنة التخرج؟
تلك عملية تنظيم وربط حقيقة ما بين الدراسات التي يتلقاها الطلاب والشيء الموجود في الخارج أو ما يُسمى بكورسات التدريب وإذا تحدثنا عن كلية التريبة مثلاً الطالب عندما يتم تخريجه وقبل إعطائه شهادته يطلب منه ان يدّرس تحت اشراف أساتذة أكفاء ويقيمّون درجاته ثم بعد ذلك تضاف إلى سنته النهائية أيضاً يمكن ان ينطبق هذا الحال على طلاب كلية الإعلام ويكون تدريبهم تحت كبار الإعلاميين وتؤخذ درجات تضاف للسنة النهائية فبعد التخرج يكون الطالب قد تعرف على البيئة العملية المحيطة في مجاله وهذا يمكن ان يحدث ،وهذا التنسيق يفترض أن يتم بين الجامعات والجهات المعنية ذات الاختصاص وهذا ما نبتغيه ،أيضاً يفترض في خلال دراسة الطالب ان تكون هناك زيارات متكررة للبيئة الموجودة حتى يكون جزء منها ، لكن أقول ربما الجانب الاقتصادي (المال) وربما الكثرة وقلة مواعين التدريب والضغط عليها يعيق عملية تدريب الطلاب قبل التخرج ، لهذا نتمنى ان تكون مواعين التدريب اكبر سعة وان يمتد ذلك إلى خارج الخرطوم وان نملأ مساحات الوطن الشاسع لأن الطلاب هم زاد المستقبل الذى نعتمد عليه في بناء بلادنا.
ماهى الوسائل المناسبة للحد من ظاهرة العنف الطلابى ؟
العنف الطلابي سأتحدث عنه من خلال مشاهدتي لهم، فالطلاب الذين يأتون إلى الجامعة الآن أعمارهم صغيرة وربما السلوك المكتسب من سياسات التلفزيون والأفلام فالملاحظ أن أغلبية الشباب يميلون إلى مشاهدة أفلام العنف ومع ربط هذه المشاهدة بالأعمال أو النشاطات السياسية التي تحمل في طياتها كثير من المناكفة فيصبح الأمر جدى فيأخذ الطالب المسألة كأنها تمرين بين فريقين ،لهذا من المفترض أن يكون النقاش معقولا ، والعنف الطلابي الان السبب المباشر فيه ان الطالب يتمنى أن يزول الطرف الآخر تماماً وهذه صفة غير جيدة لهذا فإنني أرى أن يكون في الجامعات محلل نفسي والمعروف أن للشباب طاقات كبيرة يجب ان توظف جيداً وقديماً كان يوجد سباق للضاحية، والكثير من الأنشطة لهذا لم يكن هناك عنف طلابي لأن الطالب زمنه ممتلئ بالكثير من البرامج.
ماذا عن مخرجات المؤتمر القومي للتعليم؟
المؤتمر القومي للتعليم جاء في وقته وجاء بمنهج اختلف عن المناهج السابقة وهو استقطاب أصحاب الشأن في كافة المستويات وغطى كل السودان وبالتالي جاء بتوصيات كثيرة خلصت إلى أكثر من 80 توصية والآن التوصيات بطرف لجنة شكلها النائب الأول لرئيس الجمهورية لترتيبها حتى يسهل تطبيقها وفق المعطيات الموجودة . ولكن أهم ما جاء فيها هو إعطاء التعليم في السودان الأولوية القصوى باعتبار أنه العمود الفقري لبناء هذه الأمة ، ثانياً الاهتمام بعوامل التعليم ويقصد به الكادر البشري، الى جانب الاهتمام بالأستاذ أو المعلم ثم بعد ذلك الاهتمام بالبيئة ويجب ان ترتقي إلى مستوى التعليم . ثالثاً: زيادة عدد سنين الدراسة في التعليم العام ، والعامل الرابع المال .. يجب نفكر في موارد حقيقية تساعدنا في أن نرتقى بالتعليم إلى مصاف متقدمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.