أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير التعليم العالي ... فى حوار حول قضايا ومستقبل التعليم

شهد السودان في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في التعليم العالي عقب ثورة التعليم العالى التي كان لها الأثر الإيجابي في مضاعفة القبول بالجامعات وإنشاء جامعات جديدة بل إنشاء جامعة لكل ولاية، إلا أن هذا الانتشار وهذا التوسع تسبب فى الكثير من المشاكل والعلل التي ظلت تلازم ثورة التعليم العالي والتي لم تضع في حساباتها متطلبات هذا التوسع غير المدروس من تدني وتردي في بيئة العمل المتعلقة بالبنيات الأساسية والتدني في مستوى البحوث وفقرها ، وضعف التمويل بل وانعدامه في بعض الأحيان، إضافة إلى تدني مستوى وكفاءة الخريجين والشاهد علي ذلك سوق العمل وإزدياد نسبة البطالة بصورة كبيرة .
ولتسليط الضوء على هذه القضية الهامة التقى المركز السوداني للخدمات الصحفية بالبروفيسور خميس كجو كندة وزير التعليم العالي والبحث العلمي فى حوار مطول وصريح تناول من خلاله الكثير من القضايا والمشاكل التى تجابه التعليم العالي وما بذل من جهود ومازال يبذل لمعالجتها واضعا الكثير من النقاط على الحروف في هذا الشأن ... فإلى مضابط الحوار:
اتفاقية التعليم بين الخرطوم وجوبا لم ترض طموحات الطلاب الشمالين لماذا ؟
بدءا طرحنا على السيد الوزير موضوع اتفاقية التعليم المبرمة بين الخرطوم وجوبا وانها لم تكن مرضية للطلاب الشمالين ؟ فاجاب بالقول : الاتفاقية التي وقعت بين البلدين هي لتقنين استمرار طلاب الجامعات الجنوبية في الشمال وينالوا شهاداتهم في الجنوب بالرغم من أن الوضع غير مثالي في الجنوب ، ولكن هذه الجامعات عندما انشئت لم تنشأ لأن تكون في الشمال لكن نسبة للاضطرابات التي كان يشهدها الجنوب مما تسبب فى عدم الاستقرار استضيفت هذه الجامعات مؤقتاً في الشمال وعندما وقعت اتفاقية السلام الشامل ووقفت الحرب سعى الوزراء الذين سبقوني وآخرهم كان دكتور بيتر أدوك نيابا بأن تُرحل هذه الجامعات إلى مقارها في الجنوب، ولكن لم يتم تنفيذ هذا الامر تماماً مما دعا لايقاف القبول بالنسبة لهذه الجامعات نسبة لأن كثير من الأساتذة والطلاب لم تكن لهم الرغبة فى الذهاب للجنوب ، ويبد أن الكثير من الأساتذة الذين أتوا إلى هذه الجامعات جاءوا بخلفية أنهم سيظلوا بالشمال، وبالفعل فإن دفعات كثيرة قد تخرجت فى هذه الجامعات وهى بمقارها بالشمال حتى بدأ الأمر وكأنها جامعات شمالية ، وهذا لا ينفي أن بعض الكليات قد رحلت إلى مقرها بالجنوب والآن بها طلاب شماليين ولكن الغالبية العظمى من الطلاب بدأوا بعرض قضيتهم بأن ظلما قد وقع عليهم بترحيل الجامعات إلى الجنوب وهم لا يدرون ماذا يفعلون، والإجابة الطبيعية كانت أن يتصلوا بإداراتهم في الجامعات حتى يبينوا لهم وضعهم لأن الاتصال بالجامعة لا يحتاج إلى برتوكول بالنسبة للوضع في الشمال فإن هؤلاء الطلاب في الأساس هم مقبولين في جامعات جنوبية لذلك على الطلاب ان يخاطبوا جامعاتهم، وهذا ما اكد علية دكتور بيترالذي يقول إن هؤلاءالطلاب هم طلابنا (طلاب الجامعات الجنوبية) وقال وزير التعليم العالى لقد خيرناهم بالذهاب الى الجنوب فما الذى يمنعهم من الذهاب الى هناك؟ علما ان الحرب قد انتهت ومن المفترض أن يصل الطلاب إلى الجنوب، وان كانت لديهم بعض الإشكاليات فإن هذه الإشكاليات لا تقع على جمهورية السودان، فهي تخص دولة الجنوب ، لكن طلابنا لم يعرضوا مشكلتهم على جامعاتهم بل لم يأتوا بالإجابة من جامعاتهم لهذا قمنا نحن نيابة عنهم بهذا العمل من خلال مدير جامعة بحري الذي قام بالاتصال بالجامعات الجنوبية وحاول ان يقوم بعقد اتفاقيات معهم لكنهم طالبوا بأن تكون هناك اتفاقية شاملة وهذا ما جعلنا نوقع هذا الاتفاق مع دولة الجنوب حتى تكون العلاقات الأكاديمية منسابة ومشجعة لتكملة بقية الملفات وعودة العلاقات الطبيعية بين الدولتين المتجاورتين.
وفيما يخص طلاب بحري فالجامعات هي ليست مدارس ثانوية بل هي مؤسسات مستقلة بمعنى أن مناهجها لا توضع كمناهج التعليم العام في المدارس، نفس المنهج للمدارس الثانوية في بورتسودان هو نفس المنهج للمدارس الثانوية في الخرطوم وعطبرة وباقي الولايات لكن الجامعات تختلف فأي جامعة هي مسؤولة عن مناهجها وأي كلية تجيز مناهجها ، إذن أي جامعة هي ليست طبق الأصل لجامعة أخرى وبالتالي فإن جامعة بحري هي ليست (صورة) من الجامعات الجنوبية ، ثانياً النتائج التي تتم اجازتها في هذه الجامعات تجيزها سلسلة من الهياكل الموجودة في الجامعة ابتداءً من الأستاذ ثم مجلس القسم ثم مجلس الكلية وأخيراً تأتي النتيجة النهائية في (بورت) الجامعة والبورت مشكل من كبار الأساتذة الموجودين في الجامعة وبالتالي لا نستطيع أن نخرج نتيجة مالم تعطينا الجامعات الجنوبية الموافقة لأن هؤلاء الطلاب تابعين لها ، وثانياً لان هذه النتائج سوف تستخرج بجامعتهم فلن نستطيع أن نقول من جامعات جمهورية السودان بل من جامعات جنوب السودان كل فى موقعها، فمن المفترض أن يعلم الطلاب أن النتيجة التي سوف تستخرج لهم ستكون باسم جامعة جنوب السودان جوباً لأن السودان منذ يوم 9/ 7/ 2011م أصبح دولتين. ثالثاً هناك قوانين أخرى لابد من ان يعلمها الجميع وهي القوانين أو اللوائح الأكاديمية لمنح الشهادة وان أي جامعة لديها شروطها لإعطاء شهادتها ولا يستطيع أحد أن يلزمها.
وأنا أسأل سؤال ماهو المانع في أن يذهب طلابنا إلى الجنوب؟
وتسائل الوزير عن المانع فى ان يذهب طلاب الشمال الى الجنوب ؟ موضحا بانه يمكن ان يتحولوا إلى الجامعات أو الكليات التي قبلوا فيها بنفس النسبة التي دخلوا بها ، فمثلاً طالب دخل إلى كلية بنسبة 85% فلا يمكنه ان يتحول إلى كلية تقبل طلابها بنسبة 90% عليه ان يختار نفس الكلية التي تقبل بنفس النسبة على حسب شروط القبول وبالتالي الطلاب الموجودين في بحري هم ليسوا حصرياً على بحري فقط بل يمكنهم ان يذهبوا إلى أي جامعة أخرى تقبل بنفس شروط قبولهم التي دخلوا بها، وبذا فأن الطالب غير مقيد فقط بجامعة بحري بل له الحرية فى أن يختار الجامعة التى يريدها ،مثلا شندي، الخرطوم أو حتى أن يعودوا إلى جامعاتهم الأم في الجنوب فلا يوجد إشكال ولكن الطلاب يريدون أن يجعلوا منها مشكلة.
ماهي الرؤية المستقبلية لسياسات التوسع فى التعليم العالي ؟
واحدة من الأشياء الأساسية جداً هي أن التعليم ليس له حدود بالرغم من أن وجود معايير دولية توضع للفئة العمرية ما بين (17) إلى 25 سنة هم الذين يدخلوا الجامعات ، والفئة العمرية لديها معايير تقاس بها وبموجبها يقاس مستوى التعليم في ذلك البلد وبالتالي نحن لم نحصل على هذا الربط وواحدة من المحاسن ان يكون لديك ناس متعليمن وألا يكون لديك ناس جهلة، ثالثاً أن الإنسان المتعلم تكون الآفاق متفتحة أمامه ليس فقط في السودان في أي مكان آخر خاصة في ظل العولمة حيث أصبح العالم مفتوح بالتنافس، حيث نجد الكثير من الدول تعتمد على هجرة العقول في دعم اقتصادها ، وهذه الدول تخصص للتعليم خدمة ممتازة على أساس أن يكون لها مدخر للبناء والتنمية ، وهذه واحدة من سياساتنا لهذا فإن سياستنا في التعليم سياسة منفتحة إلى أن نصل على الأقل للمعايير المطلوبة ، ولكن من المفترض أن يصبح التعليم نوعي أو كما نسميه بسياسة التجويد والتحسين وهذا ما نسعى اليه الآن فكلما جاءتنا موارد مالية جيدة كلما تعمقنا في برامج التجويد حتى يكون تعليمنا داخل السودان تعليم مميز ومشهود وأنا فخور جداً بأبنائي الخريجين ففي كثير من مرافق الدولة التي جعلتنا معلومين ومعروفين سألت ووجدت الذين يقفون ورائها كثير من أبنائنا الخريجين سواء كان السدود أو الكهرباء .. الخ (فالحركة الدائرة الآن في الدولة يسيرها الشباب فنحن هرمنا)، فكل مواقع العمل حدث فيها تطوير نوعي.
الخريجون يقولون بأن المناهج غير مواكبة؟
كما ذكرت سابقاً فإن المنهج يوضع في الجامعة المعينة وفي الكلية المعنية بواسطة اختصاصين وهذا المنهج معرض لأن يحدث له تجديد كل ثلاثة سنوات وتلك تعتبر عملية مستمرة للتجديد نسبة لأن الكثير من المواد تصبح من التاريخ نسبة لأنه تدخل عليها معارف جديدة.
وهنالك نسبة عالية من الخريجين الموجودين لدينا الآن في السودان تفوقوا اينما ذهبوا وهذه دلالة واضحة على أن المناهج التي تدرس تعتبر ممتازة، والمشكلة ليست في المنهج فالجامعة تعطي الطالب مفاتيح وعليه ان يطور نفسه، فطريقة التدريس في الجامعات هي حوار ونقاش وعندما تذهب للحياة تواجهك كثير من الأشياء هي مشتقات لما أخذته في الجامعة لهذا يعود الطالب للمعلومات من المكتبة، والإنترنت.. الخ، كلها يقرنها بالأساسيات التي أخذها وبالتالي يمكن ان يتميز عن الآخرين لكن اذا أوقف الطالب حياته على شهادته الجامعية فقط، فلن يتقدم أبداً بل سوف ينتهي، والمسألة تتوقف اساسا على طموحات الشخص.
هل هناك اتجاه لايجاد جامعات متخصصة؟
هذا ليس شيء جديد، فوجود جامعة هندسية، وجامعة للزراعة امر عادى ، فمثلاً في باكستان توجد جامعة متخصصة فقط في الزراعة لكن في السودان ولأن بيئتنا مختلفة مواردنا مختلفة وحاجاتنا للنموء ملحة كل ذلك جعل ثورة التعليم العالي العالى تنتشر بسرعة في كافة الولايات وكان ذلك سبب في أن تكون في الجامعة العديد من الكليات حتى يحدث نموء لتلك المجتمعات لكن في هذا التنافس توجد جامعات لها اسهامات كبيرة وجامعات بها تخصصات نادرة لكن نتمني ان نصل للدرجة التي يستقر فيها التعليم ويكون لدينا نظام دراسي ثابت أو تقوييم ثابت يمكن الطلاب الذين يريدون ان يأتوا إلى السودان أن يبرمجوا مجيئهم للسودان ثم بعد ذلك يكون لدينا جامعات متميزة في بعض الdisplace فمثلاً إذا اختار ان يدرس شخص في السودان في البيئة الصحراوية فقد تكون أحسن كلية في الفاشر وقد تكون نفس هذه الكلية في دنقلا ووادي حلفا لكن قد تكون كلية الفاشر أساتذتها نشطاء ولهم بحوث كثيرة في هذا المجال والبيئة الموجودة بيئة مساعدة وبالتالي الطالب الذي يأتي سيختار أن يذهب إلى هناك نحن نريد ان نصل إلى هذه المرحلة ، لهذا كان لدينا مشروع ومازال مطروح حتى الآن وهو الكلية الأنموذج ، مثلاً كلية زراعة نموذجية، كلية طب نموذجية.. الخ وفكرتنا ان لا تجمع كل تلك الكليات في جامعة واحدة.
كيفية الاستفادة من الجامعات الولائية في خدمة مجتمعاتها ؟
الجامعة في الولاية من المفترض أن تكون سلطة مشتركة ما بين المركز والولاية فالتعليم العالي يختلف عن التعليم العام فالتعليم العالى ليس لديه مناهج ينزلها على كل الجامعات، فقط لدينا ما يعرف بمطلوبات الجامعة وهي عبارة عن مقدمة للطالب وغالباً ما تدور حول وجهة البلد ، ثقافتها ووجهتها. لهذا نجد ان اللغة والثقافة هم مطلوبات الجامعة فقط، أما ما تبقى من المناهج من المفترض أن توضع على حسب البيئة ويفترض أن تساهم الولاية فيها لأن الجامعة تعمل على حل قضايا هذه الولاية حتى تكون الجامعة منارة واستنارة ، وهذا ما قامت به بعض الدول كاليابان وأمريكا... (الانتشار في الجامعات) . ونحن في السودان الآن انتشرنا في الجامعات وحقيقة فقد أثرت تلك الجامعات فى المجتمعات تأثيراً كبيراً جداً ولولا الحرب التي شغلت الناس لكان حال السودان اليوم مختلفا تماما.
هل أضعف التعريب اللغة الإنجليزية في الجامعات؟
الدراسة الجامعية في السودان كانت اصلا باللغة الإنجليزية، ونحن كنا الدفعة الثانية للتعريب، وبالتالي عندما دخلنا الجامعة كانت كل المواد تُدرس باللغة الإنجليزية ، فواجهة الكثير من زملائنا الذين لم يكن أساسهم قويا فى اللغة الانجليزية صعوبة في فهم المواد التي تدرس وأنا كنت شاهد على ذلك فكانوا يستفسرون كثيراً فكانت توجد معاناة، لكن الآن عندما تكون الدراسة باللغة العربية ومصطلحات المادة باللغة الإنجليزية فإن الطالب يمكنه ان يفهم فهم عميق وهذا لم يمنعنا اللغة الإنجليزية ولأن اللغة الإنجليزية تعتبر اللغة الثانية الرسمية في جمهورية السودان لكن اللغة التي من المفترض أن تُدرس بها هي اللغة المنتشرة المتعارف عليها تماماً.
وماهي الجهود المبذولة لاستقرار الأستاذ الجامعي والحد من هجرته ؟
الأستاذ الجامعي هو فخر للدولة لأنه من الكوادر الهامة جداً في بناء قدرات الدولة البشرية ، وبالنسبة لهجرته فاننا لن نحجر عليه ولكن يعتبر بالنسبة لنا فخر وكون ان يكون لدينا عقول مقبولة ومنافسه ويرغب فيها كما يقال بلغة الاقتصاد موجودة في السوق فهذا يشجعنا ان نخرج أكثر يعني نستوعب أساتذة كثر وإذا كان هؤلاء الأساتذة ذهبوا عن طريق الإعارة فيجب علينا ان ننظم مسألة هذه الإعارة وتنظيم الإعارة عندنا موجود وقد تلاحظون ذلك في الاتفاق مع دولة الجنوب فواحد من الشروط تبادل الخبرات والأساتذة بل يوجد جزء من شروط الجامعات ما يُسمى ب(Spectacle live ) بمعنى ان الأستاذ في جامعة الخرطوم عندما يأخذ إجازة ويذهب إلى جامعة نيويورك يدرس في فترة الإجازة ويعود مرة أخرى وقد يمد هذه الفترة وهو مازال أستاذ بجامعة الخرطوم وهذا ما يُسمى بالأستاذ الزائر وتلك موجودة في الجامعات الآن، والمعرفة مشاعة بين البشر حيث ان المعرفة التي يأتي بها الدكتور الصيني هي نفس المعرفة الموجودة ونحن فخورين جداً بأن نشارك بعقولنا في التطوير الخارجي.
الطلب يزداد على الخريجين والأستاذ السوداني في سوق العمل الخارجي ..
لحسن الحظ نحن تقدمنا في التعليم ولدينا خرجيين في تخصصات مختلفة وهذا يدل على ان السودان كأنما أصبح مركزاً للخبرات نتمنى أن يكون لدينا المادة التي يمكنها ان تحول هذه الخبرات إلى استثمارات أخرى وملموسة في قطاعات أخرى وبالتالي الآن الاستثمار في التدريس في التعليم العالي والبحوث يسير بصورة جيدة خاصة في المملكة العربية السعودية وقد ذهب عدد كبير جداً فى هذا الحقل ونتوقع أن يذهب عدد آخر إلى دول أفريقية على حسب الصحوة التعليمية الموجودة الآن في دول الجوار ولعلنا وقعنا اتفاقيات تعاونية مع كل من تشاد والكاميرون وكثير من الدول الأفريقية ونريد فقط من العلماء السودانيين ان يركزوا ويجودوا في علومهم حتى يكونوا سمعة طيبة لأخوانهم الذين يأتون من بعدهم.
خططكم للتدريب الخارجي بالنسبة للأستاذ الجامعي ؟
التدريب الخارجي هو جزء أساسي والآن في سياستنا الأساتذة الذين يتدربون على (PHD) الدكتوارة من المكن ان يكون فيها فترة أثناء البحوث ما تُسمى العمل المشترك مع الجامعات المختارة حيث يمكن ان يأخذوا فيها فترة ويعودوا وتلك هي مسألة مهمة جعلتنا نكتفي لحد ما ومسألة الشراكة والعمل مع الجامعات الأخرى موجودة وأيضاً مسألة البعثات وبالفعل توجد لدينا بعثات وان كانت ليست كما السابق لأنها مرتبطة بعوامل اقتصادية وعوامل أخرى لكن حقيقة الاتصال الخارجي مهم جداً في التعليم العالي لتوسيع المدارك.
جهود الوزارة فى توفير التمويل لإنجاح مسيرة التعليم العالى ؟
التمويل مهم جداً ، والتعليم العالي يعتمد على التمويل الذاتي ، والحكومة تمنجه فقط منحة بسيطة ، والواضح ان التوسع فى التعليم مع الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد قد جعل المسيرة التعليميه تواجه الكثير من المشاكل . واذا قارنا الوضع مع الدول الاخرى نجد ان الجامعة بتلك الدول تبين للطالب المصروفات الدراسية التي يجب عليه ان يدفعها الى جانب تكلفت السكن ، وفى بعض الدول الأخرى يكون هناك اتفاق مع البنوك على أساس أن تدفع مصروفات الطالب للجامعة وبعد ان يتخرج الطالب يتكفل برد ما دفع له من البنك ويكون هذا بالاتفاق بين الطالب والبنك فقط .
ونحن لدينا إشكال في التمويل ولا أنفى ذلك لهذا نحن كدولة لها قيمها ولدينا تكامل، نرى أن مساهمة الدولة في شكل نسبة من دخلها القومي للتعليم العالي امر هام ويساعد كثيراً جداً في تخفيض بعض العناء على بعض الفقراء من الشرائح الفقيرة في المجتمع.
مامدى امكانية دعم المراكز البحثية ؟
يعتبر البحث العلمي هو رديف التدريس لذلك فالوزارة تعنى بالتعليم العالي والبحث العلمي وهناك بحوث كثيرة في الجامعات ، وقد وجهه النائب الأول لرئيس الجمهورية بتكوين آلية للاستفادة من تلك البحوث ، وسنبدأ ببعض الجامعات المختارة وننظر ماذا لديها من البحوث ثم نربط بينها وبين بعض المؤسسات التي تحتاج إلى تلك البحوث ،وايضا القطاع الخاص حتى يكون هناك (فورم) نستطيع بعد ذلك تنميته وترقيته ليصبح بعد فيما بعد جسم ما بين الجامعات والتنفيذ حتى لا توضع تلك البحوث القيمة على الرفوف ،وبذلك نستطيع أن نجني ثمار توسعنا في التعليم العالي . وحقيقة توسعنا في التعليم العالي كان بهدف أن نأخذ بزمام التنمية ولا يمكن أن نأخذ بهذا الزمام مالم نعمل وفق المعطيات العلمية وهذه المعطيات لا تأتي إلا عبر هذه البحوث.
ثانياً لابد من ان يكون هناك تخطيط للارتقاء بأهداف معينة ولكن لو تركنا العلماء يبحثون بطريقتهم سنظل نلف في حلقة مفرغة وهذا ما نريد ان نتجه نحوه بتكوين هذا الجسم لتعود عملية البحوث بالفائدة نحو الأغراض الاقتصادية التي تسهم فى النمية بالبلاد .
ماذا عن تدريب الطلاب في سنة التخرج؟
تلك عملية تنظيم وربط حقيقة ما بين الدراسات التي يتلقاها الطلاب والشيء الموجود في الخارج أو ما يُسمى بكورسات التدريب وإذا تحدثنا عن كلية التريبة مثلاً الطالب عندما يتم تخريجه وقبل إعطائه شهادته يطلب منه ان يدّرس تحت اشراف أساتذة أكفاء ويقيمّون درجاته ثم بعد ذلك تضاف إلى سنته النهائية أيضاً يمكن ان ينطبق هذا الحال على طلاب كلية الإعلام ويكون تدريبهم تحت كبار الإعلاميين وتؤخذ درجات تضاف للسنة النهائية فبعد التخرج يكون الطالب قد تعرف على البيئة العملية المحيطة في مجاله وهذا يمكن ان يحدث ،وهذا التنسيق يفترض أن يتم بين الجامعات والجهات المعنية ذات الاختصاص وهذا ما نبتغيه ،أيضاً يفترض في خلال دراسة الطالب ان تكون هناك زيارات متكررة للبيئة الموجودة حتى يكون جزء منها ، لكن أقول ربما الجانب الاقتصادي (المال) وربما الكثرة وقلة مواعين التدريب والضغط عليها يعيق عملية تدريب الطلاب قبل التخرج ، لهذا نتمنى ان تكون مواعين التدريب اكبر سعة وان يمتد ذلك إلى خارج الخرطوم وان نملأ مساحات الوطن الشاسع لأن الطلاب هم زاد المستقبل الذى نعتمد عليه في بناء بلادنا.
ماهى الوسائل المناسبة للحد من ظاهرة العنف الطلابى ؟
العنف الطلابي سأتحدث عنه من خلال مشاهدتي لهم، فالطلاب الذين يأتون إلى الجامعة الآن أعمارهم صغيرة وربما السلوك المكتسب من سياسات التلفزيون والأفلام فالملاحظ أن أغلبية الشباب يميلون إلى مشاهدة أفلام العنف ومع ربط هذه المشاهدة بالأعمال أو النشاطات السياسية التي تحمل في طياتها كثير من المناكفة فيصبح الأمر جدى فيأخذ الطالب المسألة كأنها تمرين بين فريقين ،لهذا من المفترض أن يكون النقاش معقولا ، والعنف الطلابي الان السبب المباشر فيه ان الطالب يتمنى أن يزول الطرف الآخر تماماً وهذه صفة غير جيدة لهذا فإنني أرى أن يكون في الجامعات محلل نفسي والمعروف أن للشباب طاقات كبيرة يجب ان توظف جيداً وقديماً كان يوجد سباق للضاحية، والكثير من الأنشطة لهذا لم يكن هناك عنف طلابي لأن الطالب زمنه ممتلئ بالكثير من البرامج.
ماذا عن مخرجات المؤتمر القومي للتعليم؟
المؤتمر القومي للتعليم جاء في وقته وجاء بمنهج اختلف عن المناهج السابقة وهو استقطاب أصحاب الشأن في كافة المستويات وغطى كل السودان وبالتالي جاء بتوصيات كثيرة خلصت إلى أكثر من 80 توصية والآن التوصيات بطرف لجنة شكلها النائب الأول لرئيس الجمهورية لترتيبها حتى يسهل تطبيقها وفق المعطيات الموجودة . ولكن أهم ما جاء فيها هو إعطاء التعليم في السودان الأولوية القصوى باعتبار أنه العمود الفقري لبناء هذه الأمة ، ثانياً الاهتمام بعوامل التعليم ويقصد به الكادر البشري، الى جانب الاهتمام بالأستاذ أو المعلم ثم بعد ذلك الاهتمام بالبيئة ويجب ان ترتقي إلى مستوى التعليم . ثالثاً: زيادة عدد سنين الدراسة في التعليم العام ، والعامل الرابع المال .. يجب نفكر في موارد حقيقية تساعدنا في أن نرتقى بالتعليم إلى مصاف متقدمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.