الاتفاق بين الحكومة والتجمع قطع شوطاً بعيداً والمفاوضات ماضية حالة التفسخ التي وصلتها القضية السودانية لا تسمح بمعالجتها كوحدة واحدة!! هذه القراءة مضى وقتها... وما تم الاتفاق عليه مع الحكومة اتفاق كامل..!! لأبناء دارفور الحق في أن يطرحوا ما يرون ولكن يجب أن يكون ذلك في إطار السودان الموحد عندما يصبح التحول الديمقراطي حقيقة ماثلة ستلتئم جراحات الاتحاديين علينا كاتحاديين أن نكف عن التلاسن وأن نبدى آراءنا لبعضنا بعيداً عن التشهير الحاج مضوى ومحمد الأزهري حاولا تمييز مجموعتيهما .. ولكن؟! قال الأستاذ تاج السر محمد صالح نائب الأمين للحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض أن ما تم التوقيع عليه بالقاهرة بين الحكومة والتجمع المعارض هو اتفاق كامل ومتكامل فيما عدا الجزئية المتعلقة بتوفيق أوضاع قوات التجمع بشرق البلاد والتي لم يكتمل فيها التفاوض ، لكنه أكد في حوار مع (smc) أنه ليس هناك ما يمنع المضي في اتجاه التوقيع النهائي بعد مناقشته هذه الجزئية غير أنه لم يحدد تواريخ قاطعه لاستمرار هذه المناقشات. وعزا نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض لجوء الحكومة إلى الاتفاقيات الثنائية مع المعارضين إلى حتمية معالجة حالة ما أسماه التفسخ الذي وصلت إليها القضية السودانية مما لا يسمح بمعالجتها كوحدة واحدة خاصة في ظل التباينات في قضايا بعض الفصائل .. وفيما يلي نص الحوار... لماذا تعثرت خطوات توقيع الاتفاق النهائي بين الحكومة والتجمع الديمقراطي المعارض بالقاهرة والذي ضرب له أكثر من موعد خلال شهر فبراير؟ المفاوضات والتفاوض بين الحكومة والتجمع الديمقراطي في القاهرة ماضية وقطعت شوطاً بعيداً. وقد كان في الجولة الأخيرة من تلك المفاوضات التي جرت هناك في القاهرة وبعد الاتفاق على مبدأ توفيق أوضاع التجمع أو قوات التجمع في شرق السودان ، رأي الطرفان ضرورة أن يكمل هذا الاتفاق الخاص بقوات التجمع شرق البلاد بوضع المعايير التي على ضوئها يتم توفيق تلك القوات وذلك قبل التوقيع النهائي على الاتفاق بين الطرفين ، وهذا في تقديرنا لم يتيسر ولم يتم حسمه بالصورة التي تم الاتفاق عليها خلال الفترة الماضية وذلك نسبة لانشغال قيادة التجمع في اجتماعات هيئة القيادة والذي عقد مؤخراً باريتريا . هناك من يقول بأن الحكومة لم تعد متعجلة في مفاوضاتها مع بقية الفصائل والقوى السياسية داخل التجمع بعد أن دخلت في مفاوضات ثنائية مع فصائل ممثلة في التجمع مثل الحركات المتمردة في دارفور والإعلان عن التفاوض مع مؤتمر البجا وحركة الأسود الحرة ومن قبلها مفاوضاتها مع الحركة الشعبية وتوقيع اتفاق نهائي معها مطلع هذا العام في نيفاشا؟ مثل هذه القراءة وهذا القول الذي يتردد كثيراً كان يمكن أن يقال به في وقت سابق أي قبل دخول الحكومة في مفاوضات جادة مع التجمع ككيان موحد وقبل التوقيع على الاتفاق الذي تم في يوم 16 من شهر يناير الماضي ، وما تم التوقيع عليه هو حقيقة اتفاق كامل ومتكامل ماعدا تفاصيل في جزئية واحدة فقط أو بند واحد فقط من بنود الاتفاق الإثني عشر لم يحسم بشكل نهائي ، إذن ليس هناك ما يمنع من المضي في اتجاه التوقيع النهائي بعد مناقشة هذه الجزئية. إذن ما تعليقكم على تلك الاتفاقات الثنائية وما هي في تقديركم انعكاساتها على الساحة السياسية وعلى عملية السلام الشامل وأثرها على تشكيل خارطة البلاد السياسية ؟ في تقديرنا أن ما يحدث هو محصلة طبيعية وحتمية لحالة التفسخ التي وصلت إليها القضية السودانية برمتها ، وأي حالة من التفسخ أو التحلل لا تسمح بمعالجة القضية السودانية كوحدة واحدة كاملة غير مجزاة ، سيما وأن هناك بعض التباينات في قضايا بعض الفصائل كما أن المدارس التي تقود هذه الفصائل يوجد بينها بعض التمايز في المنهج وفي النظم بعمومية لما هو مطروح. طالب أبناء دارفور بضرورة تمثيلهم في تلك المؤسسة في منصب نائب الرئيس ، كيف تنظرون لذلك إلا تعتقدون أن مثل هذه المطالبات ستفتح الباب لتحويل تلك المؤسسة إلى مؤسسة جهوية لا قومية وما هو في تقديركم الوضع أو الشكل الأمثل لمثل هذه المؤسسة على ضوء التجارب السابقة في تكويناتها ؟ لأبناء دارفور الحق في أن يطرحوا ما يرون وأن يسعوا ويعملوا لتحقيق هذا الذي يطرحون ولكن يجب أن يكون ذلك الحق في إطار سودان موحد ولابد من خلق معادلة تعطي كل الأطراف الإحساس بأنها ممثلة في المركز. وقد سبق للتجمع الوطني في جولة مفاوضات رمضان الماضية مع الحكومة قد طرح تصوراً لهذه المؤسسة ولمؤسسات الحكم في الفترة الانتقالية وفي هذا الخصوص تحديداً فقد جاءت الفقرة في التصور للمؤسسة الرئاسية يقول (بالإضافة لمنصب نائب رئيس الجمهورية يشكل مجلس رئاسي تنفيذي يعكس التركيبة الاتحادية وتفرض له سلطات وصلاحيات لخلق توازن إقليمي وسياسي يعززان الوحدة). نترك الشأن العام ونخوض معكم قليلاً في الشأن الاتحادي ونسأل عن تعليقكم على ما يقال عن قيام الحاج مضوى محمدأحمد بقيادة انقسام جديد داخل الحزب الاتحادي ونسال عن تعليقكم لما عرف بمؤتمر الحزب الإستثنائى الذي دعا له محمد الأزهري؟ لم يقل كل من الحاج مضوى محمداحمد أو محمد إسماعيل الأزهري أنهما فارقا الحزب الاتحادي الديمقراطي ولكنهما حاولا أن يميزا مجموعتيهما بمواقف وشعارات ذات مدلولات نتفق عليها جميعاً كاتحاديين . ولكن هناك تباين في الرؤى وهناك تباين في طريقة تنفيذ تلك الشعارات والمدلولات ، وفي كل حزب هناك اختلاف في وجهات النظر والحزب الاتحادي الديمقراطي ليس قيداً حديدياً وللكل فيه أن يجتهد وان يحاول أن يرى ما يعتقده واقعاً. هذه المجموعات لم تنقسم وقد كف كل طرف من الأطراف الأذى عن الآخرين أنتظاراً لفيض الهى يجعل رؤية الساحة الاتحادية موحدة ممكناً. ومتى تلتئم جراحات هذا الحزب الذي عرف بحزب الحركة الوطنية متى يجمع صفوفه ، هيئة الحاج مضوى ، الاستثنائي لمحمد الأزهري والاتحادي المتوالي جناح الهندي وأهل مؤتمر المرجعيات بزعامة مولانا محمد عثمان الميرغني؟ الحزب الاتحادي الديمقراطي كان يعيش خلال المرحلة الماضية من تاريخه ظروفاً استثنائية لوجود أغلب قياداته والكثير من كوادره في الخارج ، وجراحات هذا الحزب تسببت فيها تلك الظروف الاستثنائية وأن هذه الجراحات ستلتئم عندما يصبح التحول الديمقراطي بين الحكومة والحركة الشعبية واقعاً يمشى بين الناس وتعود تلك القيادات المهاجرة من المنافي إلى الداخل ، حينها ستلتئم كل جراحات الحزب الاتحادي الديمقراطي. أخيراً ، كيف تنظرون لإعلان مجموعة الهندي بالانضمام او الاندماج داخل المؤتمر الوطني ، وهل أراد الهندي بهذه الخطوة قفل الطريق أمام محاولات عودته للحزب؟ وكيف تنظرون لما نسب للحاج مضوى أيضاً من أن مؤتمر المرجعيات الأخير في القناطر بمصر قد كرس الحزب الاتحادي في عائلة وقرية واحدة في إشارة لعائلة السيد محمد عثمان الميرغني ؟ لأننا نسعي فعلاً للم الشمل أتمنى أن يكون في عرف الجميع في الحركة الاتحادية أن لا يتلاسن الاتحاديون وأن كان هناك من رأي أو مبادرة أو اقتراح يتم تداولها في ود واحترام وبعيداً عن العلنية والتشهير.