كان الإعتداء على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية، حديث المجالس السودانية في جميع المحافل والمؤسسات الحكومية والخاصة، لإن الإعتداء ليس جديداً بل هو ضمن سلسلة طويلة من المؤامرات الغربية ضد السودان، فإسرائيل لم تغمض يوماً عينها عن السودان، ولم تهمل معلومةً عنه أو فيه، فهي ترى في السودان أنه دولةً عدو، وأن شعبها يتطلع كما كل العرب والمسلمين إلى دحرها وطردها من الأرض العربية الفلسطينية، وتخليص المنطقة من شرورها وعدوانها وبغيها وطيشها القاتل. فالسودان في المفهوم الأمني القومي الإستراتيجي الإسرائيلي هو مخزون الأمة العربية والإسلامية، ومستودعها من الرجال والعتاد والعقيدة، قلوبهم متعلقة بالقدس، وحلمهم يكبر للصلاة في مسجدها الأقصى، وعيونهم ترنو لتعود فلسطين حرةً، فمن أجل ذلك صنفت اسرائيل السودان من ضمن أعدائها، وفي صدارة المناوئين لسياستها، فعمدت إلى تسخير كل جهودها في محاربة السودان. وفي ظل هذه الأحداث وتجسيداً للدور الوطني للأعلام السوداني نظم المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) منبره الصحفي الدورى لتسليط الضوء على( العدواني الإسرائيلي على السودان دلالاته وآثاره) تحدث فيه نخبة من السياسيون والخبراء وبمشاركة كبيرة من وسائل الإعلام المختلفة. خمسة نقاط تجسد العلاقة بين السودان وإسرائيل ادار المنبر الإعلامي الكبير والسياسي المخضرم الدكتور ربيع عبد العاطي، فكانت البداية مع الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد مروح، حيث جسد العلاقة بين السودان وإسرائيل في خمسة نقاط، موضحاً أن إسرائيل دولة زرعت بواسطة الدول الغربية داخل الأراضي الفلسطينية، وظل الفلسطينين يعانون التشرد حتى الآن وإسرائيل تجسيد واضح لمعنى الإعتداء والإنتهاك لحقوق الإنسان، والسبب الرئيسي في مواصلة أسرائيل لعدوانها على الدول العربية، لأنها محمية من قبل الدول الغربية الكبرى مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا، وهم يتصدون لأي تحركات دولية ضدها في مجلس الأمن باستخدام الفيتو، بجانب أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تدعو له في محاولة منها لحياد العالم العربي وصنع راي عالمأ بأنشاء مؤسسات لإخماد الرأي العام العربي. وابان مروح أن إسرائيل تعادي السودان لأنه بلد زاخر وتعاطفه مع القضية الفلسطينية مغروس في وجدان الشعب السوداني، فعمدت إلى مساعدة ودعم الحركات المتمردة فى السودان بجانب تدوليها لقضية دارفور عبر تحالف ما يطلق له انقذو دارفور الذي يضم (6)من المؤسسات والمنظمات اليهودية. وأكد مروح أن عدوان إسرائيل على مجمع اليرموك المقصود به أن يكون السودان مشلولاً ومعزولاً من محيطه العربي والدولي، بتبريرها أن المصنع يتبع لإيران، وربط ذلك بزيارة البوراج الإيرانية لسواحل البحرالأحمر، مبيناً أن الزيارة طبيعية وليس لها أي أغراض عسكرية، والسودان له علاقات طبيعية مع إيران كغيره من الدول وعلاقات طيبة مع الفصائل الفلسطينية في الإطار السياسي. الفيتو الامريكي جاهز لمواجهة أعداء إسرائيل في مجلس الأمن هكذا ابتدر حديثه السفير عثمان السيد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، مؤكداً أن إسرائيل بطبيعتها عدوانية لأنها في قلب الحدود العربية، وتعلم أن العرب لا يطيقون وجودها، فالسودان منذ العام 2009م في حالة عداء مكشوف مع إسرائيل لذلك لابد من تأمين الأجواء السودانية مستقبلاً لتلافي تلقي ضربة جوية جديدة فى مراكز ثقل الدولة. وأنتقد عثمان السيد الصوت الخافت من الجامعة العربية والإتحاد الإفريقي ومجلس التعاون الإسلامي، وإدانتهم للإعتداء لأنه يمثل تهديداً واضح لأحد أعضائهم. مؤكداً على ضرورة توخي الحيطة والحذر في التعامل مع إسرائيل، وفي حالة المواجهة معها لابد من إعداد الدولة وتجييشه، بجانب الحرص على ضبط التصرحات التي لا تخدم السودان، ولابد من إدارة الأزمات الخارجية بحكمة، بجانب وضع التصريحات الإسرائيلية بشأن ميناء بورتسودان وضع الإعتبار. إنتهاك لسيادة البلاد وتهديد لأمنها وإنتقاد المعارضة لدورها السلبي في إدانة الإعتداء كررها لأكثر من مرة الأستاذ السماني الوسيلة ممثل الإتحاد الديمقراطي، مؤكداً أن هذا الإعتداء، هو سلسلة لمؤامرات خارجية تحاك ضد السودان، نسبة لمساندته القضايا الفلسطينية ،وللدور الذي يلعبه السودان في توحيد صفوف الأمة العربية والإسلامية. وانتقد الوسيلة دور المعارضة السودانية السلبي وعدم إدانتهم للعدوان، معتبرين أن المجمع ملك للنظام الحاكم، فىي حين أنهمن أصول وممتلكات الأمة السودانية، وأي إعتداء عليه هو إعتداء للأمة السودانية، لأن المجمع يعتبر من أهم الركائز الداعمة للقوات المسلحة، للمحافظة على أراضي السودان من التمرد وكل القوات النظامية المختلفة، للمحافظة على امن وسلامة المواطنيين. لا يوجد إعداء ولا أصدقاء دائمون بل مصالح مشتركة عبر عنها اللواء المعز عتباني بكل وضوح، مؤكداً أن إسرائيل عدو إستراتيجي لكل الأمة العربية، ولها مصالح مع الدول الغربية العظمي، التي توفر لها الأمن والحماية من ردود الأفعال العربية تجاه السياسة العدائية التي تنتهجها إسرائيل في الشرق الأوسط وإفريقيا. وفي ختام المنبر إجمع الحضور على ضرورة تطوير الدفاعات الجوية السودانية، لصد أي عدوان محتمل من إسرائيل على أي منطقة في السودان، بجانب الحرص على ضرورة مخاطبة الإعلام المحلى للرأى العام العالمي بكل لغات العالم، والوصول لشعوبها لكسب تعاطفهم وتأييدهم مع القضايا السودانية.