بدا لي ان انقلاب 3 يوليو في مصر بدأ قلب ظهر المجن لبعض من ايدوه. والعبارة الذائعة معناها : اسقط الحياء وفعل ما شاء ، فقد استبشر بالانقلاب من ظنوا ان عنفه السياسي سيقتصر علي الاخوان المسلمين ويقضي عليهم قضاء مبرماً ، وهذه سذاجة منقطعة النظير من وجهين ، فالظن الحسن بمن فعل بالاخوان ما فعل في رابعة والنهضة ومن يومها الي تاريخه ، غشامة لا تليق حتي ممن كره الاخوان كراهة التحريم ، ثم ثانياً : كم عدد المرات التي حزمت دولة مصر علي التخلص من الاخوان والوجع رجع مرتين في 1948 ، وفي 1954 والثالثة واقعة . لم ينقض شهران علي الانقلاب وبدأت تنتاب جماعة من انصاره ندامة المشتري ، وهي عبارة انجليزية عن حسرة كل من اشتري شيئاً ثم خطر له انه ربما وجده بسعر اقل لو انتظر قليلاً ، اووجده بنفس السعر ولكن اجود صنعة ، ومن هؤلاء البرادعي الذي لم يستغرق الا اسبوعا ليأسف علي البيعة ويستقيل ، ثم جاء دور حركة 6 ابريل ، ساءها اطلاق سراح الرئيس مبارك من السجن فدعت الي موكب احتجاج فاتر الغته بالنظر الي ظروف البلاد ثم تواترت الندامات ، او ما في سبيلها لتكون كذلك . فانسحب مندوب حزب النور من اجتماعات لجنة المقومات الاساسية (المتفرعة من لجنة الخمسين لوضع الدستو) لالغائها المادة 219 من الدستور "المعزول" المفسرة للمادة الثانية منه ، التي تنص علي ان الاسلام دين مصر الرسمي ولغتها العربية ، ، وتفسر المادة 219 هذا المعني بقولها إن مبادئ الشريعة الاسلامية تشمل ادلتها الكلية وقواعدها الاصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة عند اهل السنة والجماعة . وجاء عن الجماعة ان انسحابها مؤقت واحتجاجي وستواصل وجودها في لجنة الخمسين حتي اشعار اخر. اما الازهر فخسر نفسه في لجنة المقومات ، فقد حذفت اللجنة بالاغلبية المادة التي تنص علي اخذ راي هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف في الشئون المتعلقة بالشريعة الاسلامية ، وقال من حذفوها انهم يريدون من الازهر ان يرفع يده عن الحكم علي الاعمال الابداعية كما ظل دأبه . ولهذا قصروا دوره في الدعوة وكمرجع اساسي في العلوم الاسلامية. وجاء دور الشباب صناع المجد لشعبهم : 25 يناير وحتي 30 يونيو لو شئت ، فبداوا التململ من قرار وزير العدل منح الضبطية القضائية لافراد الامن الاداري بالجامعات ، وباختصار فمعني هذا عودة الحرس الجامعي القديم الذي لا يخضع لسلطة الجامعة بل لوزير العدل ومن لف لفه . وقال مسؤول بجامعة القاهرة انهم لن يتساهلوا مع حملة رمز العدوية ولا صور السيسي معاً ، فالجامعة براء من السياسة ولا غرو فقد اسقطت لجنة المقومات من ديباجة الدستور الاشارة الي ثورة 25 يناير كحجر اساسي لمغاي الدستور . ثم جاءت فكرة. ثم جاءت الفكرة لليساريين بعد تمديد حالة الطوارئ لشهرين اخرين فكتب حسين عبدالرازق في الاهالي مرافعة في سوء هذه الحالة التي ظلت تخيم علي مصر منذ الحرب العالمية الثانية ، وقال ان الشهرين يهونان بالنظر الي حالة الانفلات الامني ، ولكنه يامل الا تزيد عن ذلك ، وهو يطمع في رفعها لان الدستور ينص علي صلاحية الحكومة لفرض حالة الطوارئ لثلاثة شهور ثم عليها استفتاء الشعب متي ما رغبت في الاستكثار منها ، "وما تشكر لي راكوبة الدستور في خريف العسكر " الذين جنبوا وزارة الدفاع فصار مجلسهم الاعلي من يعين وزيرها ، ومع ذلك لم يعد استفتاء الشعب صعباً بعد براعات "تمرد" فهي خدمة مجربة في توصيل طلبات الشعب للراغب : 4 ملايين ، 7 ملايين ، 10 ملايين ، 15 مليون ، 20 مليون ، 30 مليون ، 40 مليون ، 50 مليون والعدد في الليمون ولم اجد من زايد عليها سوي منظمة اسمها "نريد" اي نريد الجنرال السيسي رئيسا للجمهورية وقالت انها بصدد جمع 50 مليون توقيع لتكليفه برئاسة الجمهورية عن طريق مطلب شعبي وبدون انتخابات ، ابو الزفت . هذا ارهاصات ديمقراطية استفتاءات التسعة وتسعين وتسعة من عشرة في المائة.