يقول الله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافون ان كنتم مؤمنين) صدق الله العظيم. ان مجلس شورى المؤتمر يعبر عن عميق استنكاره ورفضه المطلق لمواقف مجلس الأمن وقراراته المتتالية والمجحفة بحق السودان، ووقوعه تحت تأثير القوى المعادية للأمن والسلام والاستقرار في سائر الدول النامية عامة والسودان خاصة. لقد جاء قرار مجلس الأمن رقم «1593» الصادر في 31/3/2005م مجافيا لاسس العدالة والموضوعية منتهكا لمبدأ السيادة الوطنية ومتجاهلاً لرؤية الحكومة السودانية وجهودها المبذولة، ومتجاوزاً المساعي المخلصة التي يضطلع بها الاتحاد الافريقي بما خيب آمال وتطلعات الشعوب الافريقية خاصة والشعوب المستضعفة في العالم عامة. وبدا لافتا للنظر ان القرار جاء مناقضاً لاتفاق روما الذي انشئت بموجبه المحكمة الجنائية الدولية باستثنائه مواطني الولاياتالمتحدة كدولة عظمى من نطاق القرار مما يدلل، بصورة قاطعة، على الانتقائية وازدواجية المعايير، وفساد المؤسسة الدولية، وعدم حيادها ونزاهتها، وانصياعها لمجموعات الضغط الدولية التي يقوم منهجها على الاستضعاف والقرع على الرؤوس بعصا الأممالمتحدة، وتمكين القوي من الافلات مهما كبر جرمه. لقد قصدت قرارات مجلس الأمن ان تعطي اشارات خاطئة للقوى المتمردة والخارجة على القانون مما شجعها على التمادي في رفض كل المبادرات المؤدية الي الحل السلمي الشامل للقضية واستمرار الحرب وعدم الاستقرار واطفاء وهج السلام الذي حققته اتفاقيات السلام. ان مجلس شورى المؤتمر الوطني اذ يؤكد رفضه القاطع لمحاكمة اي سوداني خارج البلاد، ليدعو اجهزة المؤتمر الوطني والحكومة بكل مؤسساتها المختصة للتصدي الحازم لهذه القرارات الجائرة بكل تداعياتها واتخاذ القرارات التي تحفظ سيادة البلاد وترعى حق مواطنيها وتعلى وتقوي نهجها. كما يدعو القوى السياسية الوطنية كافة، وابناء دارفور خاصة، على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الى التوحد ورفض الهيمنة والتدخلات الدولية الظالمة. ويدعو المجلس القوى المحبة للسلام والخير والعدل على امتداد العالم لتوحيد جهودها، وتعزيز مساعيها لاصلاح نظام الاممالمتحدة المتهالك الذي اضحى مكرساً لخدمة مصالح القوى المستكبرة على حساب حقوق وتطلعات الدول والشعوب المستضعفة. ختاماً، يود مجلس شورى المؤتمر الوطني ان يؤكد لجماهير السودان قاطبة ان الارض التي خضبتها دماء الشهداء، وظلت تقود مواكب الحرية، والاستقلال، وحملت اعباء النضال ضد الاستعمار القديم والحديث، وايدت حركات التحرر الافريقي وساندتها طوال قرن من الزمان لن يسمح شعبها، ولن تتهاون حكومتها في الدفاع عن مبادئ الحرية ولن تسمح للاستعمار الحديث ان يطأ ارضها او يسترق شعبها او ينتهك مواردها او ان يسقط رايتها التي سمقت بدماء الشهداء افضل ابناء شعبنا مهما تدثر في ثياب المنظمات الدولية. والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. والله اكبر والعزة للسودان.