الفساد المستشري في الجنوب مسئوليته تقع علي الحركة الشعبية الحركة الشعبية تتخذ من الإنتماء لها أساساً للبقاء في الجنوب غياب الديمقراطية والدمار السمة الغالبة في الجنوب حكومة الجنوب لا توظف عائدات البترول في التنمية وخدمة المواطن الأجندة التي تنفذها الحركة ليست أجندتها .. بل أجندة جهات خارجية مقارنة باكول .. تصعيد مسألة أبيي أنجاز ألور في الخارجية الأمين العام للجبهة الديمقراطية الحديثة لجنوب السودان بروفيسور ديفيد ديشان من القيادات الجنوبية البارزة أستطاع خلال نشاطه السياسي أن يضع في فترة وجيزة النقاط فوق الحروف حيال العديد من القضايا التي تهم إنسان الجنوب. في هذا الحوار تطرق للعديد من المحاور.. تركزت حول ملائمة الأجواء السياسية بالجنوب لإجراء إنتخابات تسمح للتنظيمات السياسية الأخرى منافسة الحركة عبرها ..تنفيذ مشاريع تنموية في ظل الفساد المالي،والإنشقاقات في صفوف الحركة وتأجيج القبلية وإقصاء الآخر. حدثنا عن إستعداد حزبكم للعملية الانتخابية؟ في تقديرنا أن الانتخابات هي الطريق الوحيد الذي يقود الي الديمقراطية والتنمية والاستقرار السياسي، والجبهة الديمقراطية كحزب ينادي بالديمقراطية والتنمية والوحدة بين أبناء شعب السودان، يجري أستعداداته لخوض الانتخابات ومنافسة الحركة الشعبية التي تنطلق من مفهوم أن أي جنوبي لا ينتمي اليها ليس من أبناء الجنوب انما تابع للشمال، ومن هذا المنطلق لا تسمح بأي تنظيم حزبي آخر أن ينافسها في الجنوب، والواقع يؤكد أن معظم الجنوبين لا يتبعون للحركة الشعبية وأن نسبة 16% منهم فقط تابعين لها، بينما أكثر من 80% غير تابعين .. ويجب علي الحركة الشعبية بأتخاذ الديمقراطية منهجاً لها أن تتحول من حركة تخريبية الي حركة ديمقراطية تخدم من أجل أبناء الجنوب دون أستثناء .. كما لابد لها ان تتعاون مع الأحزاب الجنوبية الأخرى لإيجاد حل للمشاكل العالقة بالجنوب المتمثلة في الديمقراطية والأستقرار السياسي والتنمية عبر تنفيذ المشاريع التي تخدم إنسان الجنوب ولكن هيهات أن يتحقق ذلك في ظل انعدام الديمقراطية بالجنوب والدمار السائد .. ان الخروج من هذا النفق المظلم بعد أن دمرت الحركة الشعبية نفسها يتطلب تدخل الحكومة المركزية وأعني هنا المؤتمر الوطني لإنقاذ الجنوب من أخفاقات الحركة الشعبية التي تفتقر الي النظام والدراية بالحكم .. لذلك نستطيع القول أن الأخفاقات الحادثة الأن بالجنوب ليس سببها المؤتمر الوطني كما تدعي الحركة الشعبية انما سببها ا الحركة الشعبية نفسها وقد يؤدي سعيها الأن لأخذ السلاح بالقوة من الجنوبين الي خلق المشاكل خاصة في بانيتو. في تقديركم هل الأجواء السياسية الأن في الجنوب ملائمة والبلاد في طريقها للانتخابات؟ الأجواء السياسية الأن غير ملائمة ونحن كتنظيمات سياسية لنا دور كبير خاصة أن المواطن الجنوبي وبنسبة 80% أذا سألته عن الحال في الجنوب بعد اتفاقية السلام وقبل اتفاقية السلام سوف يكون رده أن الوضع كان أفضل قبل اتفاقية السلام والسبب بالتأكيد إخفاق الحركة الشعبية في حل مشاكل الجنوب .. المواطن الجنوبي لا يستطيع أن يحدد موقفه السياسي والأقتصادي لأن الحكومة من جانبها قد قامت بتحويل نصيب الجنوب من عائدات البترول حسب اتفاقية نيفاشا ولكن حكومة الجنوب للأسف لم توظف هذه الموارد المالية في خدمته والدليل أن مشاريع التنمية حتي الأن لم تجد طريقها الي حيز الوجود لذلك يتساءل المواطن في جنوب السودان أين تذهب الموارد المالية التي ترد الي حكومة الجنوب من حكومة المركز؟ وأؤكد أن الفساد المالي في الجنوب مستشري بصورة كبيرة حيث أن معظم القائمين علي الأمر يسافرون خارج البلاد،ويقومون بشراء المنازل في كينيا وأوربا وأمريكا وأذا سألنا من أين أتوا بهذه المبالغ؟ هي للأسف المبالغ التي حولتها حكومة المركز الي حكومة الجنوب لأعمار وتنمية الجنوب .. بالرغم من مضي ثلاث سنوات من اتفاقية السلام لم يشهد الجنوب أي مظهر من مظاهر التنمية حتى في مجال البنيات التحتية من طرق ومستشفيات وغيرها مما يؤكد عدم وجود تأهيل ولا أعمار ولا مباني ومشاريع جديدة في الجنوب .. ويتكرر السؤال أين المبالغ التي حولت من المركز الي الجنوب والتي تبلغ 50% من عائدات البترول.. مبالغ كان يفترض أن توجه لصالح المواطن في جنوب السودان إلا أنها وظفت لصالح الحركة الشعبية مما يؤكد وجود فساد مالي كبير. بين التزام الحكومة بتحويل عائدات البترول واخفاق الحركة في توظيفها الصحيح لتنمية الجنوب ما هو دوركم كتنظيمات سياسية للحد من الفساد المالي؟ لابد من التأكيد أولا أن أخفاقات حكومة الجنوب في قيام مشاريع تنموية لصالح إنسان الجنوب غير مسئول عنها المؤتمر الوطني .. وتقع المسئولية بصورة مباشرة علي حكومة الحركة الشعبية ونحن بدورنا كتنظيمات سياسية جنوبية سنوضح الحقائق وبالتالي نتصدي لمثل هذه التصرفات التي تقوم بها الحركة الشعبية في الجنوب خاصة .. وفي تقديري أن القائمين علي أمر الحكم في الجنوب قاتلوا (21)عاماً والأن هم في سدة الحكم بعد اتفاق السلام،وتنقصهم الخبرة في تسييرالامور بالطريقة الصحيحة. ما تحقق حتى الأن ومنذ التوقيع علي اتفاق السلام في 2005م برأيكم هل هو جاذب للوحدة؟ الأجابة لا والسبب أن حكومة الجنوب لم تحقق أيه مشاريع تنموية حتى الأن رغم مرور ثلاثة أعوام علي اتفاقية السلام .. الحركة الشعبية تتذرع بعدم وجود مبالغ لأحداث التنمية رغم أنها تستلم حصتها من عائدات البترول كاملة ونسبة 50% من حكومة المركز لذلك نجد أن المعلومة لدي مواطن الجنوب غائبة فيما يتعلق بالمبالغ التي حولت والتي بلغت أكثر من 5 مليار .. أذا وظفت هذه المبالغ بالطريقة المثلي لكان المواطن الجنوبي من أغني الناس في العالم..الفساد وقف عائقاً أمام إحداث تنمية،بعد أن وٌظفت المبالغ لصالح تعليم أبناء أعضاء الحركة بالخارج .. المواطن بالجنوب في تعطشه وحوجته الماسه لمشروعات تنموية تخرج به من دائرة الفقر .. نقولها له للأسف الحركة الشعبية لم ولن تحقق له هذا الهدف. الحركة متخوفة من دخول حزبنا الي الجنوب لذلك تضع أمامنا العراقيل لأنها تعلم جيداً أننا سوف نصل هذه الحقائق الي المواطن ونقول لمواطن الجنوب لا تعطيها صوتك لأن الحركة ليس لديها نظام يضمن لأبناؤكم المستقبل،لهذه الأسباب لا تريد أي نشاط حزبي بالجنوب. هل تعني أنكم عاجزون الأن عن ممارسة نشاطكم السياسي بالجنوب؟ نحن نستطيع أن نمارس نشاطنا بالجنوب رغم تعنت الحركة الشعبية وعدم موافقتها .. ولنا وجود الأن في أعالي النيل، وبحر الغزال والأستوائية، لم نقم أيه ندوة وكل ما فعلناه أننا أتصلنا بالحركة الشعبية ودعوناها لعقد الحوار الجنوبي الجنوبي بهدف مشاركة كل التنظيمات السياسية بالجنوب في حل مشاكل وقضايا الجنوب ..ونملك الحق في ذلك بعد أن اتينا بالسلام عام 1997م من خلال اتفاقية الخرطوم للسلام،والتي أعترفت الحركة بها في إجتماع جوبا. ماذا تقصد الحركة الشعبية بالسودان الجديد في ظل عدم وجود تنمية في الجنوب؟ هم يقولون السودان الجديد وأنا ايضا اتساءل عن معني السودان الجديد هل هو السودان الديمقراطي أم ماذا يعنون بذلك؟ في تقديري ان هذا المسمي ليس له أي معني. هل الحركة الشعبية تعمل بأجندة خارجية ما قولك؟ الحركة الشعبية تنفذ أجندة ليست أجندتها بل أجندة لجهات أجنبية الغرض منها تغيير الحكم في السودان .. في تقديري ان المكاسب التي وجدتها الحركة الشعبية بعد اتفاق السلام عجزت عن تحقيقها خلال حرب ال (21 عاماً)،وقد منح المؤتمر الوطني الحركة ما يستحق أن تسكت عليه..والواقع أن الجنوب ليس حركة شعبية فقط بل تنظيمات كثيرة ولأي جنوبي الحق فيه. هل لديكم النية لأحداث تحالف مع الأحزاب الأخرى في الجنوب؟ نحن الأن نسعي لعمل تحالفات مع التنظيمات السياسية الأخرى بالجنوب من اجل المشاركة في حل المشاكل التي تحدق بجنوب السودان .. وهي عشرة أحزاب جنوبية سبعة في الحكومة وثلاثة خارج الحكومة .. الحركة الشعبية منعت أجتماعاً لهذه التنظيمات الشهر الماضي بزعم أن الضمانات الأمنية لعقده غير كافية.وندرس الأن عقد هذا الأجتماع المؤجل. إلا أن الحركة الشعبية تعيق عقده مرة أخرى حتى لا نكشف فشل مؤتمرها الثاني ومن هنا أطالب الحكومة في المركز بالتوجه الي الجنوب لمعالجة المشاكل .. والتي تأتي الدعوة بالإنفصال التي تبثها الحركة بين المواطنيين من وقت لآخر في مقدمتها.. تحالف التنظيمات السياسية في الجنوب ضد الأنفصال والمنادين به،أستناداً الي حقيقة لا ينكرها إلا مكابر وهي أن الجنوب حقق مكاسباً في حكم عمر البشير لم يحققها منذ عام 1956م منها التمثيل في السلطة بنسبة 40% واكثر من 90% نسبة تمثيل للسلطة في الجنوب.وهذا ما لم يشهده ويتمتع به الجنوب منذ الاستقلال. الي ماذا تعزون الأنشقاقات والتي تحدث بين أعضاء الحركة الشعبية وكذلك التغيير في مواقع السلطة؟ في تقديري أن الذي يحدث من خلافات في الحركة سببه الأساسي القبلية، ومعرف لدى الجميع أن شخصية مثل دكتور لام اكوال الذي كان ناجحاً في عمله بوزارة الخارجية أُبعد لأنه من الشلك، واتهمه أولاد الدينكا باتهامات لا داعي لتكرارها! ليأتي الوزير الحالي دينق الور وهو من صعّد مشكلة أبيي .. الحركة تستند الي القبلية في توزيع المناصب ولا تولي أي أهتمام لمشاريع التنمية لانسان الجنوب والواقع يؤكد أن ما تم تنفيذه من مشاريع تنموية في بعض مناطق الجنوب قبل اتفاقية السلام أكثر مما نفذ بعدها. برايك أذا دخلت الحركة الشعبية الانتخابات هل ستفوز؟ الحركة سوف تفشل في الانتخابات لأن المواطن الجنوبي غير راضٍ عن حكم الحركة الشعبية بعد أن عجزت في تحقيق مطالبه.. بل توفير أبسط مقومات الحياة من خدمات تعليم وصحة، مما أدي الي فقدان الثقة بين حكومة الحركة والمواطنين الجنوبين. للخروج من أزمة الجنوب ما هو دوركم كأحزاب سياسية؟ نحن كأحزاب سياسية يمكن أن نجلس مع بعضنا الآخر من أجل التفاكر في حل مشاكل الجنوب ونحذر الحركة الشعبية بأن ما تقوم به في الجنوب لا يؤدي الي الوحدة بين الشمال والجنوب بل ولا يفضي الي وحدة الجنوبيين مع أنفسهم وهي تنتهج سياسة تأجيج القبلية وأقصاء من لا ينتمون اليها والي قبائل قادتها.