تعلمون ما يحاك ضد هذه الأمة من مؤامرات تستهدف عقيدتها وعزتها وكرامتها من خلال السيناريوهات المدبرة من مجلس الأمن الدولي بقيادة قوى الاستكبار العالمي في وقت اتفقت إرادة الأمة السودانية على ضرورة وقف الحرب الدائرة في بلادنا منذ خمسين عاماً فأرهقت البلاد وأزهقت الأرواح واستنفذت الموارد حتى تم توقيع اتفاقية السلام التاريخية التي أيدها كل العالم بما فيه مجلس الأمن الذي فاجأنا بقراره الظالم رقم (1593) الهادف لتحقيق أجندة الدول الاستعمارية والانتقاص سيادتنا الوطنية وإضعاف مؤسسات الوطن القضائية وتفتيته وتمزيقه وإحداث الفتنة بين أبناءه.. هذا القرار الذي لا يسانده عدل ولا منطق ولا حجة هو يستثني دول الاستكبار العالمي لتطلق يدها كيفما تشاء في إبادة الشعوب كما حدث للشعب العراقي والفلسطيني . وبما أن هذا القرار يشكل تهديداً واضحاً لسيادة البلاد وعزتها وكرامتها يحتم الوازع الوطني أن يتحد أبناء الوطن الواحد ، ولذلك تداعى أبناء كردفان ممثلين في أحزابها وفعالياتها وقبائلها ومؤسسات مجتمعها المدني بدعوة كريمة من مجلس الولاية التشريعي – شمال كردفان للتفاكر حول تداعيات هذا القرار وقد أكدوا بعد مداولات مستفيضة على ما يلي: (1) الرفض القاطع لقرار مجلس الأمن (1593) لأنه بني على حيثيات خاطئة تنم عن الكيد لشعب السوداني والتحيز للقوى الدولية الماكرة ... والقرار يعبر عن شريعة الغاب ويؤسس لقاعدة (البقاء للأقوى) وإن كان ظالماً. (2) التأكيد على نزاهة القضاء السوداني وقدرته على محاكمة كل من تثبت إدانته في انتهاك حقوق الإنسان أو ارتكاب جرائم حرب .. وقد أصدر ممثل رئيس الجمهورية بدارفور (وزير الداخلية) توجيهات بإنشاء محاكم خاصة بذلك منذ نشوب الحرب في دارفور وقد باشرت أعمالها. (3) نجزم أن الوضع بدارفور لا يهدد الأمن والسلم الدوليين.. وقد اثبت تقرير الحكومة وتقرير الأممالمتحدة عدم وجود إبادة جماعية بالإقليم .. كما أثبتت تقارير الاتحاد الإفريقي الممسك بملف دارفور تحسن الأوضاع فيها. (4) إننا نرى أن المحاكمات بالخارج قد تعرقل السلام وتؤجج الأوضاع بدارفور. (5) إننا نؤكد احترامنا للمنظمات الدولية متى ما كانت عادلة وننادي بإصلاحها متى ما كانت جائرة .. كما نثمن دور الإتحاد الإفريقي وجهده الكبير لمعالجة الأوضاع في دارفور ، وننادي بإفساح المجال له لمتابعة دوره الإقليمي. (6) كما نشيد بالإجماع الوطني لكافة الأحزاب السياسية السودانية والعربية ومنظمات المجتمع المدني لمواقفها الرافضة للقرار .. ونشيد بالسيد/ محمد عثمان الميرغني / رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي أعلن بقوة رفضه للقرار. (7) وأخيراً نؤكد جاهزيتنا لحماية أرضنا وشعبنا وقيمنا بكل غالٍ ونفيس في سبيل العزة والكرامة والدين والوطن. الله أكبر والعزة للإسلام الله أكبر والعزة للسودان والله أكبر والرفعة والشموخ لشعبٍ لا يرضى الذل ولا الهوان. التاريخ:6/4/2005م