سونا تسلطت الأضواء هذا العام على الاسعار المرتفعة للغِذاء إذ تشير أرقام منظمة الأغذية والزراعة العالمية أن عدد من يعانون نقص الغذاء يربو على 850 مليون نسمة كما لا تُعدَّ الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية خطراً على الجياع وحدهم بل على الذين يعيشون قرب حافة الفقر. وفي ظل هذه الأوضاع كان لابد من إختيار ( الأمن الغذائي العالمي: تحديات تغيُّر المناخ والطاقة الحيوية ) شعارا للإحتفال هذا العام الذي يوافق السادس عشر من إكتوبر من كل عام والذي يجري تقليدياً في حوالي 150 بلداً في العالم كما يصادف الإحتفال الذكرى السنوية لإنشاء منظمة الأغذية والزراعة العالمية في 1945 م وحسب قول المختصون تستهدف أنشطة الإحتفال هذا العام رفع مستويات الوعي لإحتواء الآثار المتزايدة للتغيرات المناخية على الزراعة ولاتجاه إنتاج الوقود الحيوي على حساب الأغذية ويشارك السودان الأسرة الدولية إحتفالاتها بهذه المناسبة وتنظمها وزارة الزراعة والغابات ممثلة في الهيئة القومية للغابات يشرفه السيد وزير الزراعة والغابات كما تمتد الإحتفالات لتشمل الولايات حيث أكملت ولاية النيل الأزرق كافة إستعداداتها لإقامة الإحتفال غدا بحاضرتها الدمازين الدكتور حنان الأمين مدير وحدة المعرفة والإتصال بمنظمة براكتكال آكشن البريطانية ( السودان ) أوضحت ( لسونا ) أن الولاية درجت الولاية على الإحتفال بهذه المناسبة مشيرة الى ان إحتفال هذا العام إكتسب أهمية خاصة بسبب تفاقم مشكلة الغذاء عالميا والولاية من الولايات التي تتمتع بميزات نسبية تمكنها من المساهمة الفاعلة في تضييق الفجوة الغذائية وتجعلها رأس الرمح في الإنتاج الغذائي (النباتي والحيواني) لتلبية إحتياجات السودان والعالم وقالت حنان أن التخطيط السليم والتنسيق والادارة الرشيدة وإعداد الخريطة الموجهة لاستخدامات الأراضي بالولاية جميعها عوامل تؤسس لعمل مخطط وإستراتيجي يتخطى الأخطاء السابقة ويؤسس لمستقبل واعد ووصفت الشعار الذي يحتفل بع العالم هذا العام أنه يحمل دلالات كثيرة خاصة في وقت برزت فيه التحديات التي تواجه العالم من جراء نقص الغذاء مبينة أن الإستخدام غير المرشد للطاقة والإعتماد الأكثر على اقتصاديات أدت لتزايد درجة حرارة الأرض والإحتباس الحراري وتغير المناخ الشيء الذي أثر في الأنظمة الزراعية والطبيعية والحيوية فتواترت ظواهر الجفاف الحاد والفيضانات المدمرة وتذبذب الامطار مما يتطلب أن تتحمل الدول المتقدمة والتي هي السبب الأساسي في هذه المشكلة تبعات هذه الكوارث واللجوء لاستخدام الطاقات البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وبسبب هذه التحديات تضافرت جهود وزارة الزراعة بإداراتها المختلفة والعديد من المنظمات العالمية والمحلية منها ( منظمة الفاو، منظمة أدرا، منظمة براكتكال اكشن، برنامج ترقية الابداعات المحلية - برولينوفا، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة البدو والبادية للتنمية) للإحتفال بهذا اليوم للفت نظر صناع القرار لهذه المشاكل التي تواجه شعوب العالم عامة وشعوب الدول الفقيرة خاصة وأمنت على ضرورة النهوض بإمكانيات السودان الكامنة وإستثمارها للخروج من تلك الأزمات وتأمين الغذاء للجميع كما دعت صغار المزارعين والرعاة الى تنشيط روح الإبتكار والإبداع لتنمية مقدراتهم للوصول لمستوى نباهي به بقية الدول يذكر أن منظمة ( براكتكال آكشن ) منظمة طوعية بريطانية تعمل في مجال العون الانساني في تسعة دول مختلفة عالميا من بينها السودان بدأت نشاطها في السودان عام 1988م وتعمل الآن من خلال مكاتبها الميدانية في كل من شمال دارفور، وكسلا ، القضارف ، النيل الازرق، وشمال كردفان وتتلخص رؤية المنظمة في التطلع إلى عالم خالٍ من الفقر والظلم بإستخدامها في مجال عملها وقد تم تدشين مشروع متكامل للأمن الغذائي في 20عشرين قرية بولاية النيل الأزرق بهدف مساعدة المتأثرين بالحرب الأهلية أما في بقية الولايات قامت المنظمة بتنظيم المجتمعات في مؤسسات مجتمعية قاعدية وبناء وإدارة أصول هذه المجتمعات المتمثل في توفير الأدوات والآليات واعادة توزيع المدخلات الزراعية المحسنة إضافة إلى نشر وسائل تقانة حصاد المياه عبر إنشاء الخزانات والتروس والرعاية البيطرية الى جانب تعليمهم مهارات تصنيع وحفظ الاطعمة ومن المساعدات التي قدمتها المنظمة بناء القدرات المحلية لتصنيع الآليات ، وسائل النقل الوسيطة والسلع التسويقية الأخري ونتيجة لهذه الجهود زادت نسبة الإنتاج والإنتاجية .