أديبس ابابا : وكالات اصدر مجلس السلم والأمن الإفريقي بيانا في نهاية اجتماعه 159 والذي عقده بمقره في أديس أبابا حول تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان وذلك بمشاركة وفد من الحكومة السودانية ووفد من حكومة جنوب السودان والأمم المتحدة وإثيوبيا التي ترأس الدورة الحالية لدول الإيقاد وكذلك جنوب إفريقيا باعتبارها رئيسة اللجنة الوزارية الإفريقية لأعمار السودان بعد الحرب بالإضافة إلى مشاركة مفوضية التقييم والمساعدة في الاجتماع، امن البيان الصادر في وقت متأخر من أمس الاول على ضرورة تطبيق اتفاق السلام الشامل في السودان بكل بنوده حسب ما هو مرسوم له، وذلك بعد ان استعرض مجلس السلم الإفريقي التقرير الذي قدمه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي السيد جان بينغ حول تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان، ووقف الاجتماع كذلك على عملية تنفيذ الإحصاء السكاني الخامس بالسودان وكذلك إعادة انتشار القوات، وتوقيع اتفاقية الثامن من يونيو الماضي حول خريطة الطريق لمنطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، والخطوات التي اتخذت من قبل الأطراف لتنفيذ تلك الالتزامات. وعبر البيان عن القلق من التأخير في عملية تنفيذ بعض البنود في اتفاقية السلام الشامل ومن بين ذلك عملية ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وإكمال التشريعات المتبقية من عملية الانتخابات، والإعلان عن نتيجة الإحصاء الأخيرة، وأخيرا الانتشار الكامل للقوات. وفي هذا السياق حث مجلس السلم الأمن الإفريقي كافة الأطراف للتحرك وبسرعة نحو التطبيق المبكر والجيد لكافة القضايا التي هي محل القلق، كما شجع المجلس الأطراف إلى الاستمرار في الحوار لحل أي خلاف قد ينشب هنا أو هناك في ثنايا تنفيذ الاتفاقية. وقد أشاد البيان أيضا بالخطوات التي اتخذتها مفوضية الاتحاد الإفريقي من اجل المساعدة في عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بما في ذلك عمل مكتب الارتباط للاتحاد الإفريقي في الجنوب وتعيين مبعوث خاص للاتحاد الإفريقي وملحقيه استشارية مع الحكومة السودانية وأيضا مع الجهات الأخرى ذات الاختصاص، وقد حث مجلس السلم الإفريقي في بيانه المبعوث الخاص إلى السودان من اجل مواصلة مشاوراته مع كافة الأطراف من اجل الإسراع بجهود تنفيذ اتفاق السلام الشامل في السودان. وقد رحب المجلس أيضا بالزيارة التي قامت بها لجنة الأعمار ما بعد النزاعات إلى السودان وهي لجنة وزارية تقودها جنوب إفريقيا وحثتها على مواصلة جهودها، كما دعا مجلس السلم والأمن الدول الأعضاء من اجل الالتزام بتعهداتها والتي أعلنتها في وقت سابق في عملية إعادة بناء ما دمرته الحرب في السودان، وقد عبر البيان عن تقديره لجهود المجتمع الدولي والذي قال انه ساهم بصورة فعالة في عملية تطبيق اتفاق السلام الشامل في السودان، ونوه إلى الحاجة إلى مزيد من الجهود الدولية لإكمال ما تبقى من عملية تنفيذ الاتفاقية، كما رحب بالتقييم والشرح الذي قدمه رئيس مفوضية التقييم والمساعدة في عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان. ودعا البيان المجتمع الدولي بما في ذلك كل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي من اجل بذل المزيد من الجهود وذلك لإكمال عملية نزع السلاح والتدريب المفصل للوحدات والتسريح وإعادة التكامل، ووجه المجلس نداءا إلى الأسرة الدولية من اجل رفع العقوبات الاقتصادية والتجارية على السودان لكي يساعد ذلك في تطبيق اتفاقية السلام الشامل ، وقد اتفاق المجلس على الانعقاد لتقيم جهود تطبيق اتفاق السلام الشامل في السودان مرة كل ستة أشهر على الأقل. تجدر الإشارة إلى ان ممثل الحكومة السودانية إلى الاجتماع يحي حسين قدم تقريرا وافياً عن مدى تنفيذ الاتفاقية واستعرض فيه بعض الملاحظات التي أبدتها الحكومة السودانية، وتناول أيضا التحديات الماثلة أمام تنفيذ عدد من بنود اتفاقية السلام الشامل. وقال في تصريحات له في أديس أبابا أن المجلس استمع إلى سبعة تقارير وفي مجملها أشادت بالتقدم الكبير والناجح في عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل بالسودان، مشيراً في الخصوص إلى بعض الصعوبات والتي قال أنها تسببت في بعض التأخر وعدم تنفيذ بعض البنود. معبرا في السياق عن أمله أن يخرج مجلس السلم الإفريقي بتوصيات تخدم تنفيذ اتفاق السلام في السودان. فيما قال ممثل حكومة جنوب السودان برنابا جيمس أن حكومته تتوقع المزيد من دعم الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة بصفتها الداعم الرئيسي لتنفيذ عملية السلام الشامل. وقد رحب بتقرير المفوض العام للاتحاد الإفريقي حول تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان، كما عبر عن تقديره للجهود الإقليمية والدولية لدفع عملية السلام بالسودان. وحث جيمس شريكي الحكم على التعاون المتبادل وبثقة متبادلة، مشيراً إلى أن الوقت قد تأخر كثيراً ومرت أكثر من ثلاثة أعوام على توقيع الاتفاقية وكان ينبغي تنفيذها بالكامل على حد قوله. وقد عبر عن ثقته بان كل الإشكالات سوف يتم تجاوزها نحو إكمال تنفيذ الاتفاقية، ودعا كافة الأطراف المعنية إلى الانخراط في دفع عملية تنفيذ اتفاقية السلام الشامل في السودان.