قال وزير الداخلية السوداني، عبد الرحيم حسين، في حديث أجرته معه أمس «الشرق الأوسط»، إن إسرائيل تقدم دعما لحركات التمرد عبر إريتريا، ولكن واشنطن تحث المتمردين على المشاركة في مفاوضات أبوجا. وأكد أن الوضع الأمني في تحسن مستمر، وأن وزارة الداخلية السودانية قامت بنشر 14 ألف شرطي في كل إقليم دارفور للتعاون مع القوات الأفريقية. وأشاد بالدور العربي في دعم قضية دارفور. ما هو دور الدولة في عملية المصالحة الجارية بين القبائل؟ الدولة تحاول حل المشاكل التي كانت سببا أساسيا في الصراع بين القبائل، وذلك عبر المصالحات التي تتم بين القبائل في حضور النيابة والقضاء، وعادة يتم حصر الخسائر ودفع الدية. من يدفع الدية للقبائل؟ القبيلة التي سببت الخسائر، لأنه لو دفعت الدولة الدية لاستمر الصراع إلى ما لا نهاية معتمدين في ذلك علي الأموال التي تدفعها الدولة. هناك شكوك حول استقرار الوضع الأمني ونسمع بين وقت وآخر أنباء اقتتال بين المتمردين والمواطنين، فما هي الصورة الحقيقية؟ ما يحدث مجرد أحداث فردية، ولكن الوضع الأمني بشكل عام مستقر وفي تحسن مستمر، وهناك تحرك دائم لقوات الحكومة وسيطرة على ميليشيات القبائل، وهناك شواهد كثيرة على ذلك، أبرزها تحجيم التمرد ورد الفعل. ولدينا ما يقرب من 14 ألف شرطي في إقليم دارفور وولاياته الثلاث، والقوات الأفريقية تتعاون مع القوات المسلحة والشرطة السودانية، ووجودها يشكل نوعا من الثقة والاطمئنان بأن الشرطة السودانية تؤدي دورها المطلوب للمواطنين. والشرطة الأفريقية لا تتولى عمل الشرطة السودانية، بمعني أنه إذا أصيب مواطن لا بد أن يسجل البلاغ لدى الشرطة السودانية التي تقوم بإجراءات التحري. هل يستهدف المتمردون القوات الأفريقية، وخصوصاً المصرية؟ المتمردون يستهدفون القوات الأفريقية والمنظمات الطوعية، وقد حدثت الشهر الماضي اختراقات للمتمردين، تمثلت في عمليات النهب والسلب لقوافل الإغاثة والشؤون الإنسانية. هل انعكس إعلان طرابلس الخاص ببناء النسيج الاجتماعي بشكل ايجابي على الوضع بين القبائل والمتمردين؟ المتمردون غير ملتزمين، وقد تم تشكيل لجنة برئاسة الوزير التشادي، مهمتها تحديد مواقع قوات الحكومة والتمرد، وفرض رقابة عليها، إلا أن المتمردين رفضوا، والقضية مرفوعة حاليا للاتحاد الأفريقي، مع العلم أن الحكومة حددت مواقع قواتها. هل يواصل المتمردون تلقي الدعم من الخارج؟ التمرد يحصل على دعم من إريتريا. وذلك مستمر حتى بعد قمة الرئيس عمر بشير والرئيس أسياسي افورقي في طرابلس؟ حتى بعد هذا اللقاء الوضع كما هو، والقمة لم يتغير شيئاً على أرض الواقع، والمساعي مستمرة لكن بدون نتائج، وكذلك يحصل التمرد على دعم قبلي من داخل تشاد، لكن هذا الدعم ليس من الحكومة التشادية. والصورة واضحة بالنسبة لنا تماما لأن الحكومة التشادية مواقفها ممتازة وتقوم بجهود جبارة، والمشكلة هي في السيطرة على القبائل التي تدعم التمرد داخل دارفور. ومعروف أن علاقات القبائل في تشاد مسألة صعبة كما يحدث الآن في السودان. وماذا عن دعم أوروبا والمنظمات الكنسية للتمرد؟ هناك دعم يصل عبر إريتريا من إسرائيل، إضافة لدعم مادي ومعنوي من بعض المنظمات الكنسية في أوروبا. كيف تقيمون الموقف الأميركي في إطار زيارات زوليك للسودان ودارفور؟ روبرت زوليك، نائب وزير الخارجية الأميركي، يبذل جهدا كبيرا لدفع حركات التمرد نحو المفاوضات، وهذا هو المطلوب. كما نطالب بأن يكون هناك حوار لرفض الدعم الأجنبي للتمرد حتى نتمكن من إنهاء الجانب السياسي في مفاوضات أبوجا. ما هو تصوركم للدعم العربي لأزمة دارفور، خصوصاً بعد زيارة الأمين العام للجامعة؟ نقدر اسهامات عمرو موسى التي تميزت بالقدرة على الحركة والنشاط واختراق الحصون السياسية، ودور الجامعة في السودان واضح، ونشعر بمشاركة أمتنا العربية لنا في أزمتنا. ولكن زيارة عمرو موسي لدارفور تشكل دعما جديدا للقضية، خصوصاً أن هناك قبائل اندفعت نحو المصالحة في حضور عمرو موسى. ماذا عن العودة الطوعية لنازحي المعسكرات؟ في جنوب دارفور سوف نستكمل أكثر من 90% من المصالحات بين القبائل خاصة في ولاية نيالا، والدولة تشجع العودة الطوعية من خلال دعم التنمية ومحاصرة التمرد. وفي اتفاق قمة طرابلس وضعنا بنودا كثيرة حول دعم جهود القبائل في المصالحة وبناء النسيج الاجتماعي، لكن هذه البنود رفضها التمرد وطالب بحذفها، وقلنا نشجع العودة الطوعية للنازحين إلى قراهم. وقالوا، ردا علينا، نمنع العودة القسرية.