الراى العام حقق مريخ السودان فوزاً صعباً للغاية على اتراكو الرواندي بهدفين مقابل هدف في اللقاء الذي جمع بين الفريقين مساء امس على ملعب استاد الخرطوم ضمن تصفيات الدور التمهيدي في بطولة الابطال الافريقية للاندية بعد مباراة شابها الكثير من الاخطاء الفنية طوال شوطيها، حيث لم يتمكن مريخ السودان من اداء المباراة بالمستوى الفني المطلوب بالرغم من نجاحه في خطف هدف مبكر من عمر الشوط الاول الا انه ظل يعاني مع مرور الزمن حتى جاء الشوط الثاني واظهر المريخ تراجعاً كبيراً في مستواه. الشوط الأول لعب مريخ السودان في الشوط الاول بتشكيلة تضم: محمد كمال في حراسة المرمى، امير دامر وسفاري وبلة جابر وموسى الزومة «رباعي دفاع»، قلق ولاسانا ومجاهد وايداهور «رباعي وسط»، العجب وطمبل «ثنائي هجوم» وعمل على تنفيذ التنظيم «2/4/4» ولكنه فعلياً عمل على تنفيذ التنظيم «1/5/4» برجوع العجب الى منطقة الوسط والابقاء على هيثم طمبل وحيداً في المقدمة الهجومية مع جنوح «ايداهور» الى الطرف الايسر متبادلاً في هذه المهمة مع العجب وبالرغم من استحواذ المريخ على الكرة الا انه افتقد للتركيز خاصة في الثلث الاخير للهجوم. فريق اتراكو تحرك بايجابية خاصة في منطقة المناورة وبناء الهجمات وعمل على اللعب بالتوازن بالاعتماد على دفاع المنطقة الكامل وبناء الهجمات المضادة مستغلاً سرعة وخبرة «لومامي» في الخطوط الامامية. بكر مريخ السودان في خطف هدف سريع عن طريق المهاجم هيثم طمبل الذي نجح في الاستفادة من التمريرة المحسنة واخترق عمق دفاع اتراكو وتقدم وسدد كرة ارضية زاحفة محرزاً الهدف الاول للمريخ السودان في الدقيقة الثانية. بالرغم من هذا الهدف المبكر والسريع الا ان المريخ اكثر من تمرير الكرات العرضية لتعاني هجماته من الضعف في معظم فترات هذا الشوط، حيث اتضح ان تراجع العجب وايداهو الى منطقة الوسط ووجود «طمبل» وحيداً في ظل التكتل الدفاعي لاتراكو قلل كثيراً من خطورة هذه الهجمات. مع مرور الزمن في هذا الشوط تحسن اداء اتراكو وبدأ في التماسك ونجح في التحرك بعد ان وجد المساحة والزمن لعدم قيام لاعبي المريخ بالضغط وتضييق المساحات ليقود اتراكو اكثر من هجمة مرتدة ليشعر مريخ السودان بالخطورة ويقود هجمة سريعة عن طريق ايداهور «المتحرك» ويرسل كرة مريحة لطمبل ليسددها بين يدي الحارس «جيمي» ويعود «ايداهور» نفسه ويجد كرة امامه ويسددها عالية لخارج الملعب وتضيع فرصة للمريخ وفي الدقائق الاخيرة كاد اتراكو يعادل النتيجة فيما انفرد الطرف الايمن بالحارس محمد كمال الذي تدخل في الوقت المناسب وينقذ الموقف تماماً وكان هذه اخطر فرصة في المباراة لفريق اتراكو لينتهي الشوط الاول بفوز مريخ السودان بهدف دون مقابل لاتراكو. الشوط الثاني قبل انطلاقة هذا الشوط اجرى مريخ السودان استبدالاً قضى بخروج «قلق» ليحل مكانه استيفن وورغو ولكن وبالرغم من ذلك واصل المريخ تراجعه بشكل واضح خاصة في اداء لاعبي خط الوسط الذي افتقد للانسجام والتفاهم حينما اكثر من استخراج الكرات بطريقة خاطئة وسيطر البطء على ايقاع اللعب وغلب اللعب الفردي على الاداء الجماعي، وغاب التنظيم الدفاعي ونتج عن كل ذلك وجود فراغات واسعة في منطقة الوسط ليتيح ذلك الفرصة لفريق اتراكو بالتحرك واستلام الكرات والتمرير. في اطار كل ذلك حاول المريخ جاهداً على تعزيز النتيجة فقاد هجمة منظمة حينما تبادل وورغو وطمبل والعجب كرة منظمة لتصل في النهاية لفيصل العجب ليسددها ارضية تصطدم بأسفل القائم الايسر وتأخذ طريقها لخارج الملعب، وواصل المريخ في بناء هجماته عن طريق الطرف الايمن «بلة جابر» مع اهمال تام للطرف الايسر لتفتقد الهجمات التنويع المطلوب، والحال هكذا ليقوم الجهاز الفني باستبدال «العجب» ويحل مكانه كلاتشي ليزداد الاداء تراجعاً بعد خروج العجب لان الامر كان يتطلب تواجد العجب في صناعة اللعب حتى يسهل من مهمة «كلاتشي»، ويجري اتراكو استبدالاً بدخول لاعب وسط ودافع لحماية المنطقة الدفاعية ويحول المريخ هجماته للجهة اليسرى الى الجهة اليمنى لدفاع اتراكو بعد ان شعر بالخطأ وبالفعل تصل الكرة وينخرط كلاتشي باحترافية كبيرة ويرسل كرة عكسية من الشرق للغرب لداخل المنطقة الخطرة ويفتح طمبل «كوبري» ليجدها «ايداهور» ويسددها بكل هدوء محرزاً الهدف الثاني لمريخ السودان في الدقيقة «21» ويجري اتراكو الاستبدال الثاني بتعزيز الهجوم بغرض تقليص النتيجة بعد خسارته بهدفين نظيفين ويسهل المريخ من مهمة الفريق الزائر بتراجع الاداء في منطقة الوسط ويسهل مهمته اكثر حينما استبدل ايداهور «المتحرك» باللاعب راجي عبد العاطي صاحب المهام الدفاعية ليريح بذلك دفاع اتراكو الذي واصل في الدعم والمساندة للهجمات المرتدة وتزداد خطورة الفريق الزائر فيما عمل على امتلاك الكرة وتنويع اللعب وتبادل المراكز بسرعة فائقة الشئ الذي ادخل الربكة في الاداء المريخي وساعد ضعف الوسط وعدم فرض الرقابة على حركة لاعبي اتراكو في اهتزاز دفاع المريخ لتأتي الدقيقة «35» ويجد لاعب الوسط الخطير الذي يحمل الرقم «7» «كابا قام» الكرة في وسط الملعب ويسددها قوية من مسافة بعيدة لتعانق الكرة الشباك كهدف قاتل ليصعب كل ذلك من مهمة مريخ السودان في مباراة الاياب بكيجالي ولم يفطن المريخ لخطورة ألعاب الفريق الزائر بالرغم من التحذيرات المتواصلة التي ذكرناها قبل المباراة بان الاستهانة والاستخفاف واهمال هذا الفريق سوف يعقد من حسابات مريخ السودان وهذا ما حدث بالفعل.عموماً.. على مريخ السودان ان يعمل على اعداد الفريق بصورة جادة حتى يتمكن من تجاوز عقبة هذا الفريق الخطير في مباراة الاياب بكيجالي.