دخول حركة العدل لمهاجرية كان لنوايا توسعية لما قبل مفاوضات الدوحة دعم إدريس ديبي لخليل يتنافى مع المواثيق التي يوقع عليها! سماح تشاد بتواجد حركة العدل في أراضيها يؤكد أن لها يد في المسألة نعم قادتنا العسكريون مختلفون.. ونتمنى ألا يصلوا لقطيعة خدمة : (smc ) مدخل: بداية دكتور الريح يقولون إن أحداث مهاجرية الأخيرة سببها خلافات قادتكم العسكريون مع كبير مساعدي الرئيس السيد مناوي، ما مدى صحة ذلك وإلى أي حد أسهم هذا في إرباك الأوضاع على الأرض؟ أحداث مهاجرية مؤسفة وعملت على زعزعة الاستقرار الموجود في المنطقة منذ توقيع الاتفاقية، وهي منطقة مكتظة بالمواطنين وفيها عدد من النازحين والهجوم على المنطقة جاء من حركة تحرير السودان لانها منطقة إستراتيجية ودخول حركة العدل والمساواة من أقصى الشمال من منطقة أم جرس إلى مهاجرية الهدف الأساسي منه كان لنوايا توسعية لما قبل مفاوضات الدوحة. والحركة كانت تريد أن ترسل رسائل بأن دارفور الآن معظمها في أيادي العدل والمساواة، وجاء التشجيع من أن بعض قادة تحرير السودان انشقوا عنها مما جعل حركة العدل تدخل مهاجرية، ومن ثم تحتلها ولذلك حتى الآن المنطقة تابعة لحركة تحرير السودان، هي فيها من قبل اتفاقية أبوجا ومازالت، وإلى أن تكتمل الترتيبات الأمنية ستظل المنطقة تابعة لحركة تحرير السودان. ولكن يا دكتور لم تقل لي ما إذا كانت خلافات قادتكم العسكريين مع مناوي قد ساهمت في تردي الأوضاع الأمنية بدارفور أم لا؟ أنا لا أريد أن أسمي أشخاص. وطبعاً الخلافات موجودة سواء إن كان في الجانب الإداري أو السياسي، وكثير من وجهات النظر فيها خلاف ونتمنى ألا تكون خلافات توصل الناس لقطيعة حول قضية نبيلة. هم مناضلون، ليسوا لأنفسهم وإنما لشعب دارفور والسودان ككل، ولذلك أتمنى أن يتم الترفع عن الخلافات الشخصية حتي لاتصبح قضية بين الأخوان. لماذا لم تدمجوا قواتكم في الجيش السوداني حسبما ورد في أبوجا؟ أول ما وقعنا الاتفاقية كان همنا أن تدخل قواتنا في الترتيبات الأمنية، ولكن بفهم الاتفاقية والتي بدورها حددت مراحل لدمج حركة تحرير السودان في مسألة الترتيبات الأمنية والتي تأخرت لسببين السبب الأول: أن الاتفاق نفسه لم يفصل تفصيل دقيق عدد الضباط في الرتب الكبيرة والتي تليها، مما جعل ذلك يستدعي بداية لحوار جديد أخذ وقتاً. والشيء الثاني يرى الإخوة في الحكومة أن الناس يبدؤون بالمحور الأخير، ونحن رأينا أنه لا بد تسير الترتيبات الأمنية وفق المراحل حسب الاتفاقية، وهي خمسة مراحل وهذا أخَّر الموضوع، ولكننا الأكثر استعداداً لدمج قواتنا في القوات النظامية لتصبح جيش قومي، لأن لديها مسئوليات، خلال خمسة سنوات ظلت في دارفور وتدافع عن الأهل، سواء إن كان في المعسكرات أو غيرها. الآن مضى عامان من الخمس واعتقد أنها على حساب قواتنا، وهذا هو السبب الذي أجَّل دمج قواتنا ولكن سنظل جادين فيما تبقى من زمن. لماذا رفضتم عون الجيش السوداني في دحر قوات حركة العدل عن مناطقكم، رغم أنكم تحتاجونهم لوجستياً.. وماذا كانت فلسفتكم؟ نحن كحركة لم نعجز عن حماية مناطقنا أصلاً، ولكن قلنا إننا وقعنا الاتفاقية وكل الشعب السوداني يعلم ماذا كانت حركة تحرير السودان في الميدان.. ومع ذلك كان خيارنا السلام وبالتالي كان لدينا احتجاج تجاه الدولة بعدها وقعنا الاتفاقية ولم تكن لدينا رغبة لفتح جبهة جديدة حتى نحارب مع الحركات الأخرى، ورغم أنهم كونوا جبهة الخلاص وحاربونا ولكن رسائلنا كانت للسلام وهو أننا وقعنا اتفاقية وحتى لو اختلفنا في وجهات النظر حول التنمية في دارفور والتخلف وكذا ومن أجل ذلك حملنا السلاح، ولكن ينبغي ألا نتقاتل فيما بيننا، ولكن رسائلنا هذه لم يستجيبوا لها. وذات الرسائل نحملها لحركة العدل في أن هدفنا ليس هو القتال، لأن من يموت من أبناء دارفور سواء إن كان هنا أوهناك فهو برئ ومظلوم، وبالتالي قتله ليس هدفنا. ورسائلنا هي ضرورة أن ينسحبوا من مناطقنا ولكن لم نعجز عن الدفاع عنها، ولم يكن ينقصنا عتاد وكان يمكن أن ننسق، لأن لدينا اتفاقية مشتركة مع الحكومة وإذا أصلاً نسقنا حتى نقاتل فاعتقد سنكون قد خرجنا من هدفنا الأساسي.وهكذا كانت رسائلنا سليمة، لكنهم لم يستجيبوا لها، وظل هذا هو منطقنا. قلت أنكم لم تكونوا عاجزين عن الرد على حركة العدل ولكن الوضع في الميدان يختلف نوعاً ما وهناك مناطق استولت عليها حركة العدل.. ألا يشير هذا لعجزكم عن الرد رغم الرسائل الإيجابية التي حاولتم إيصالها لهم؟ نؤكد بجدية بأننا ومنذ أن وقعنا الاتفاقية لم نقوم بعمل منظم، لا للقوات النظامية ولا لقوات الحركة، وهذا هو واجبنا. نحن وقعنا الاتفاقية عن قناعة، ولكن ذلك لا يعني أن هنالك ضعف في الجيش ولا العتاد، والإمكانيات التي قاتلنا بها مسبقاً موجودة والقادة موجودين والجنود، ولكن نحن كفينا عن الحرب لأننا وقعنا الاتفاقية ولذلك نؤكد لإخواننا الذين يأتون ليحتلوا مناطقنا، وهي مناطق ستصبح غداً أو بعده تابعة للسودان حيث أنه ستأتي الانتخابات وبعدها (الحشاش يملأ شبكتو) ... و بالتالي القتال فيها ليس الهدف الأساسي ولكن أدبياً المناطق تابعة لحركة تحرير السودان وستظل فيها الحركة حتى تكتمل الترتيبات الأمنية، ولذلك لا قتال إلا إذا أضطررنا ولذا لا جهة تستطيع أن تلومنا إذا استرديناها بالقوة مالم ينسحبوا منها. كشفت الحكومة السودانية عن تورط النظام التشادي في دعم حركة العدل مجدداً ومهاجمتها لمناطقكم ..فهل كنتم تتوقعون ذلك من قبل الرئيس ديبي؟ الأوضاع الموجودة بين السودان وتشاد ورغم الاتفاقيات لا يمكن أن تستبعد ان يكون أي شيء وارد، ولكن أنا دكتور الريح لا استطيع أن أجزم لأنه لا يوجد شيء أمامي حتى أبني عليه، ولذلك من يتهم الآن قد يكون عنده دليل. ولكن هنالك ضباط تشاديون أُسروا الآن واعترفوا بإشراف ديبي شخصياً ومساعدة أخيه دوسة ديبي في الهجوم الأخير على مناطقكم؟ هذه معلومات توصلوا لها ولكنها ليست أمامي. فإذا كانت هنالك معلومات في الصحافة أو أي جهة فإذا لم تبلغك جهة رسمية بها لن تستطيع أن تبني عليها، فالاتهامات بين الدولتين ستظل قائمة لأن فيها توتر موجود في الأصل، ولكن ربما يكون هنالك تدخل من تشاد ومساعدة منها لا استطيع أن أجزم به، ولكن كل شيء متوقع في ظل الأوضاع الموجودة. و أتمنى أن يكون هنالك احترام بين الدولتين لأن هنالك علاقات حسن جوار موجودة وامتداد بين الشعبين وأي توتر بين الدولتين يعني مزيداً من المعاناة لأهل دارفور.ومن الضروري أن يلتزم كل طرف بحدوده والمواثيق المتفق عليها لمصلحة البلدين. ولكن من الواضح على الأرض أن تشاد هي التي بادرت بخرق الاتفاقات الأمنية التي وقعت عليها في الجنادرية وطرابلس وداكار وهي التي تدعم علناً حركة العدل لخلافاتها مع نظام الخرطوم فهل ستثقون في النظام التشادي مستقبلاً؟ اعتقد أن أي اتفاق بين الدولتين يكون له راعي، سواء كان إقليمي أو دولة من الدول. والجهة الراعية ينبغي أن تدقق إذا كان هنالك طرف من الأطراف قد احدث خرقاً بان يكون هنالك توضيح، وألا تكون المسألة مسألة رعاية فقط وتوقيع، بل تحتاج لمتابعة سواء من الاتحاد الإفريقي أو غيره لأن الدولتين أعضاء في منظمة الاتحاد الإفريقي.لكل ذلك يجب أن تكون هنالك متابعة دقيقة وفرض عقوبات لأي طرف يخرق الاتفاقات المبرمة. الصلح وحده لا يكفي حتى يقوم الناس بعمل احتياطاتهم. قلت إنه لا شيء ملموس، ولكن معروف يا دكتور لجوء خليل إبراهيم لديبي ووجوده في أنجمينا والدعم التشادي العلني.. ألا تعتقد أن ذلك الدعم قد يقطع الطريق أمامكم لأي محاولات للوصول لسلام خاصة ان حركة العدل أفرغت قضيتكم من محتواها الحقيقي عندما هاجمت أم درمان قبل شهور ثم مهاجرية مجدداً؟ العلاقة كما قلت فيها توتر والاتهامات موجودة، فالحكومة تتهم ديبي بدعم المعارضة وإيواء خليل، وتشاد تقول ذات الشيء. أنا لا أُنكر أن تشاد عندها يد في ما يدور بواسطة العدل والمساواة، لأنه وبمجرد ما سمحت دولة بتواجد حركة مسلحة في أراضيها معني ذلك انك لا تستطيع أن تستبعد دعمها لها أن كانت راضية عنها، ولكن نعتقد بأن إدريس ديبي ينبغي أن يكون عاقل ويراعي مصلحة البلد، لأن الدعم المباشر يتنافى مع المواثيق التي يوقع عليها كاتفاقيات، وبالتالي ضروري جداً التزامه بها، لأن ذلك خرق وبالتالي أنت إذا كان دعمت حركة هناك، فأنت لن تسلم في دعم الدولة للحركة الأخرى. و في النهاية الشيء بالشيء يذكر. كيف تقرأ الخارطة السياسية لدارفور بعد بروز تشاد على السطح بقوة؟ اعتقد أن التخوف الموجود هو أن قضية دارفور وإذا ما طال أمدها ربما تكون هنالك أفكار جديدة. وحتى الآن ومنذ توقيع أبوجا وما بعدها يعتقد الناس بضرورة أن تكون هنالك تنمية ومشاركة وكذا. حتى أن جزء من الحركات المتطرفة الآن تذكر بأن دارفور ينبغي أن يكون عندها تقرير مصير، وجزء من الحركات تبعث رسائل بهذا المعنى، وهذا يحدث لأن هنالك فراغ موجود ومعاناة شعب أيضاً، وهنالك مشاكل كثيرة جدا.ً اعتقد أن المسئولية الأكبر تتحملها الدولة، فالأب في المنزل هو المسؤول إذا ما قام أبناءه بمشاكل فهو لن يأتي ليقول الجار الفلاني هو المسئول، بل تقع المسئولية علي الأب الموجود في البيت، وبالتالي كل ما هو موجود ينبغي أن تتدخل فيه الدولة بشكل مبكر، لأن مشكلة دارفور بما فيها من أطروحات وأفكار إذا كان هنالك جدية حقيقية لم تكن لتصل للمرحلة التي وصلنا إليها. وحتى لا تكون هنالك مساحة للكثير من الأفكار المتطرفة للحركات الحاملة للسلاح ستحل المشكلة اليوم قبل الغد.. ربما تخرج عن السير وستصعب بعدها السيطرة عليها وينبغي أن تستغل الأطروحات الموجودة في الوقت المناسب، خاصة الأفكار التي طرحت في مبادرة أهل السودان وهي في كتيب ومتاحة لأي شخص ليطلع عليها وبالتالي يخرج الناس من دوامة الحروبات . فترة الانتظار قد تصحبها أفكار جديدة بعيدة عن التنمية وهذا ما أخشاه وبالتالي ينبغي ألا يسمح الناس لتلك الأفكار أن تنمو بشكل متزايد. وتوتر العلاقات بين السودان وتشاد له تأثيره المباشر على الأمن في دارفور، سواء أن كان من الامتداد الأثني، لأن معظم قبائل دارفور لديها علاقات في تشاد وبسهولة جداً يحدث استقطاب هنا أو هناك، وبالتالي استقرار الدولتين هو استقرار لدارفور. ومن الضروري جداً ألا يكون هناك معارضين في الدولتين وتكون هنالك علاقات طيبة بينهما، و إذا كانت هنالك أية تفلتات ينبغي أن تحسم في وقتها وهذا كفيل بتحقيق الاستقرار لدارفور. والخيرات الموجودة في دارفور يفترض ألا نبددها في الحروبات ..هذا يوحي بعجزنا. وهناك مشروعات عديدة أُجلت مثل الطرق واستغلال الموارد الموجودة وأتمنى أن تعود كل القيادات السياسية لرشدها وينظروا لمسألة الإقليم بجدية، لأن كل مشاكل السودان بعد حرب الجنوب نجد أن البوابة الغربية بوابة خطيرة وتجلب المشاكل ليس لدارفور فقط بل لكل السودان وهي الآن مهدد وحلها لم يكن بالجدية الكافية.