سونا الوطن أغلى ما نملك والجنوب في حدقات عيوننا شعار رفعته وظلت تردده وعمدت الي إعمال الفكر والجهد من أجله قيادات جنوبية بادرت من تلقاء نفسها للتفاكر حولة لمدة ثلاثة ايام بقاعة المؤتمرات بمصنع سكر كنانة لقاءا ترأسه اللواء معاش قسم الله عبد الله رصاص الرئيس السابق للمجلس التنفيذي العالي للاقليم الجنوبي بمشاركة واسعة من قيادات سياسية وثقافية واجتماعيه ودينية جنوبية علي رأسهم الدكتور بونا ملوال رئيس المنبر الديمقراطي لجنوب السودان مستشار رئيس الجمهورية ونخبة من الدستوريين من الولاة والبرلمانيين والوزرارء والمعتمدين الحاليين والسابقين بجانب ممثلين لرجال الدين الاسلامي والمسيحي والشيوخ والشباب وقال الاستاذ انجلو بيدا نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي السابق المتحدث الرسمي باسم الملتقى انهم تداولوا خلال ايام الملتقى الذي اختتم اعماله امس حول ثلاثة قضايا رئيسة بالجنوب تتعلق بالاوضاع السياسية والامنية الادارية وقرروا مساندة حكومة الجنوب ففيها بتقديم رؤية متكاملة ستساهم في حلها حيث سيتم تسليم التوصيات وملف الملتقى للسيد رئيس حكومة الجنوب بواسطة لجنة برئاسة اللواء معاش قسم الله رصاص وعضوية اربعةاخرين واعلن بيدا ان قرار الجنائية بحق رئيس الجمهورية تصدر مداولات الملتقى لاثره السالب علي مسيرة السلام والتنمية بالبلاد وبخاصة بالجنوب الذي تفاءل سكانة كثيرا بتوقيع اتفاقية السلام الشامل لاحداث التغييرات المطلوبة مشيرا الي الملتقى خرج بقرار وبالاجماع برفض القرار، وتاييد موقف حكومة الوحدة الوطنية القاضي بعدم التعامل مع المحكمة استنادا علي ان السودان في الاصل ليس عضوا فيها ولدية مؤسسات عدلية قادرة علي التعامل والفصل في المخالفات والجرائم التي ترتكب في دارفور او البلاد عموما واوضح الدكتور بونا ملوال مستشار رئيس الجمهورية ان ملتقى القيادات الجنوبية اكد ان المساس بالرئيس هو مساس بسيادة الدولة وانه لا يحق لاي احد او جهة اصدر مذكرة للايقاف او المحاسبة سواء الشعب السوداني وووفق الطرق الدستورية واكد الدكتور لام اكول اجاوين القيادي بالحركة الشعبية ان الملتقى قرر رفض التعامل مع المحكمة الجنائية واصدر بيانا في هذا الصدد إنطلاقا من مسئوياتهم كقيادات ومثقيفين لكي يوضحوا رايهم في هذه القضية التي تهم كل سوداني بكل صراحة لان الرئيس البشير هو الرمز لسيادة الدولة والمساس به بلا شك سيؤثر علي سير عملية السلام في السودان وقد اعتبر ملتقى كنانة في بيانه الختامي قرار المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف السيد رئيس الجمهورية اساء ة لكل الشعب السوداني وإنتقاص من شأن مؤسساته الوطنية وبخاصة القضائية منها التي يمثل امامها كل المواطنين في السودان بخصوص أي تهم جنائية وحول الاوضاع الامنية والادارية بجنوب السودان اكدت القيادات الجنوبية التي استطلعتها سونا ان الملتقى دعا الي معالجة الاوضاع الادارية بإحكام العلاقة والتنسيق بين مؤسسات الحكم المختلفة وبخاصة بين حكومة والولايات للولايات كما وقف الملتقى علي ما يجري علي الارض من تلفتلت امنية وحدوث نزاعات قبلية بالجنوب ادت الي ازهاق العديد من الارواح وجرح اخرين بعد ان كان الامل معقود في ان يتوقف نزيف الدم بتوقيع اتفاقية اسلام الشامل ودعوا قيادة الحركة الشعبية الي ضرورة الانتباة لخطورة ذلك والعمل علي إيجاد معالجة جذرية لهذه المشاكل وفي مقدمة ذلك ان يقوم الجيش الشعبي لتحرير السودان بواجباته التي نصت عليها الاتفاقية وتحديد اماكن تواجده ومسئوليات افراده بجانب تنفيذ برنامج جمع السلاح في اطار برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج وطالبت القيادات بضرورة توفير الامن ومناخ الحريات اللازم حتى تسهم كل القيادات السياسية وبمختلف مسمياتها بفاعلية اكثر في الانتخابات والاستفتاء حول تقرير المصير في العام 2011 م وتنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الشامل وصولا للحكم الرشيد بجنوب السودان ويرى المراقبون لمجريات ملتقى كنانة ان اراء القيادات الجنوبية قد اتسمت خلال ملتقى كنانة بالشفافية والنقد والنقد الذاتي الجريء والبناء واكدت علي ذلك في بيانها الختامي حيث اشارت بوضوح ان ما يحدث بالجنوب ليس مسئولية الحركة الشعبية لوحدها رغم انها الحزب الحاكم الذي يقع عليها العبء الاكبر لكن الكل شركاء في ذلك لان هناك تمثل لاحزاب اخرى في حكومة الجنوب بجانب لان اتفاقية السلام الشامل والحفاظ عليها وعلي تنفيذها يتطلب التعاون من الجميع وفي مقدمتهم الحركة الشعبية عموما ومهما قيل من نقد هنا وهناك حول ملتقى القيادات الجنوبية بكنانة فبلا شك انه سيحرك ساكنا وسيضع الجميع امام مسئوليتهم الوطنية والتاريخية خاصة وان الجنوب يمر بمرحلة انتقالية وسيتحدد مصيره بنتيجة الاستفتاء ، كما ان السودان يمر بمرحلة سياسية حرجة تستهدف كيانه بقرار الجنائية وامتحانات صعبة تتطلب تجاوز الكثير من العقبات اهما الجنائية وتنفيذ ما تبقى من اتفاقيات السلام والنجاح في ضم رافضي ابو جا لركب السلام وصولا الي استدامة السلام والتنمية المنشودة بالبلاد.