انقطاع الاتصالات وعدم وفاء مشار بوعده وراءه تأخر ظهوري لم تصلنا موافقة الحركة بمشاركة حزبنا في الحكومة حتى الآن وحريصون على لقاء سلفاكير توفير الخدمات وربط الشمال بالجنوب ستجعل خيار الوحدة جاذباً خدمة (smc) في الوقت الذي تواترت فيه الأنباء حول غموض مصير اللواء دومنيك كاسيانو دخل القلق في النفوس فالرجل كان عضواً في مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني ، ومن بعد وزيراً للعمل والإصلاح الإداري. وهو شخصية هادئة ومرنة .. ذات ثقل جماهيري بالولايات الاستوائية .. ولديه رؤى واسعة وأهداف يسعى لانفاذها من خلال توليه لرئاسة حزب العمل الوطني القومي .. وهو رجل مؤمن بالوحدة إلى حد كبير ويؤيد التعددية السياسية . ذهبنا إليه في مكتبه المتواضع بالخرطوم (2) ، وأدرنا معه حوار المواجهة والصراحة والوضوح.. سعادة اللواء كاسيانو نود منك أن تحدثنا عن حادثة اختفائك مؤخراً وملابسات إنقطاع الاتصال بينك وأسرتك وقيادة حزب العمل القومي؟ فعلاً في يوم 16 أغسطس توجهت بصحبة د.رياك مشار نائب رئيس الحركة الشعبية إلى مدينة جوبا حاضرة ولاية بحر الجبل ومنها إلى مدينة يامبيو في إطار العمل معاً لتشكيل الحكومة في غرب الاستوائية ، وبعد فراغنا من استلام المرشحين لحكومة الاستوائية ، نقلت إلى د.رياك مشار رغبتى في الذهاب إلى أهلي في منطقة (طمبرة) ومن ثم توجهت إليها في رحلة استغرقت (5) أيام . وكان وعد نائب رئيس الحركة الشعبية لى أن يوفر طائرة تقلنى إلى الخرطوم لاسيما وأن الطرق في المنطقة وعرة ، وغير آمنة ولكنه وللأسف لم يف بوعده! وكنت لا أمتلك أي وسيلة اتصال هناك ، مما جعل مطران يامبيو يوفر لى عربة أقلتنى من يامبيو إلى ياي ، ثم من ياي إلى مدينة جوبا في رحلة استغرقت (15) يوماً فكان انقطاع الاتصال مع الحزب من الخامس من سبتمبر وحاول اعضاء المكتب القيادي لحزبى الاتصال بدون جدوى ولم يكن الأمين العام لحكومة غرب الاستوائية يعرف مكان تواجدي باعتبار أنني تخطيت منطقته حيث كنت في شرق الاستوائية ، مما أدى إلى حدوث الغموض حول اختفائي . وبعد وصولي إلى جوبا قابلت قائد المنطقة العسكرية الاستوائية وأبلغته بوصولي إلى مدينة جوبا في يوم إعلان خبر اختفائى ! فقابلنى بحفاوة ولم يكن د.رياك مشار يعلم بتواجدي في جوبا ؟ وفي جوبا تحدثت عبر إذاعة وتلفزيون جوبا عن وصولي بسلامة من هذه الرحلة الشاقة! واقولها أننا عندما كنا نريد العودة إلى جوبا كانت قوات جيش الرب قطعت الطريق أمامنا ودخلوا في منطقة تسمى (الوكا) مما يؤكد أننا واجهنا ظروفا عصيبة في تلك المنطقة غير الآمنة في الاستوائية ، وأذكر أنه قد سبقتنا اشتباكات بين جيش الرب والجيش المتواجد في ياي .حيث كانت قوات جيش الرب تسعى للتوجه إلى زائير وأوفد اللواء كلمنت مشرف ولاية بحر الجبل قوة عسكرية من بحر الجبل إلى ياي لتمشيط الطريق ، وهذه هي الملابسات التي واجهتها. وما هو إحساسك بعد إخطارك في مدينة جوبا بأنباء غموض مصيرك؟ هذا شئ طبيعى ومتوقع باعتبار أنني معروف في الأوساط السياسية والشعبية. وماذا عن مشاركتكم في حكومة الجنوب؟ تأخرى في غرب الاستوائية للأسف تسبب في عدم التقائى بالفريق سلفاكير النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب للتشاور حول المشاركة ، لدينا استعداداً لمقابلته والمشاركة في حكومة الجنوب ، لأننا نود تنفيذ برنامج شامل ، يأتي بالخدمات للمواطنين بحكم أننا لدينا كوادر يمكن للحكومة أن تستفيد منها في المجالات الفنية والتقنية ، فنحن لن نتوقف وسنستمر ، ولدينا بعد قومي ولكننا لم نتسلم حتى الآن إقراراً رسمياً من الحركة الشعبية يرفض مشاركتنا في حكومة الجنوب ونحن مستعدون لكل السيناريوهات السياسية ، وبعد (3) سنوات الأولى سنستعد للفترة الانتقالية والانتخابات. وما هو الشئ الذي سيجعل خياراً الوحدة جاذباً ؟ توفر الخدمات الأساسية التي يحتاجها الإنسان وربط الشمال بالجنوب لتقريب وجهات النظر. سيد كاسيانو نود منك أن تحدثنا عن دوركم باعتباركم شخصية قومية وطنية للعمل على تنفيذ اتفاقية السلام؟ على المؤتمر الوطني والحركة الشعبية (S.P.I.A) العمل معاً لأن الشعب يريد أشياء ملموسة في حياته من خلال التنمية وتطوير البنيات الأساسية فمشكلة السودان هي الخدمات في شماله وشرقه وغربه ، وكل سكان السودان الآن يتوافدون إلى الخرطوم من نواحيه المختلفة و بينهم (3) مليون جنوبى فقطعاً لو توفرت الخدمات بالولايات لن نجد هذا العدد ، فالمشكلة الآن أنه لا توجد أي خدمات خارج الخرطوم ، فلابد أن تشهد كل المناطق المهمشة لابد أن تشهد نهوضاً لإزالة الفوارق بين المناطق ، وهذه هي الجاذبية . سعادة اللواء دعنا نرجع بك للوراء ونسأل عن يوم اندلاع ثورة الإنقاذ الوطني وكيف تمت مشاركتكم؟ في هذا اليوم حضرت إلى الخرطوم من رئاسة المنطقة العسكرية في مريدى ، وتوجهت مباشرة إلى القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وشاورونى في الانضمام ، ووافقت لأننى كانت لدى رؤى لحل مشكلة الجنوب فالشماليون وحدهم غير قادرين على حلها ، وفعلاً أبلغت العميد البشير وقتها فأنا من أولئك الذين نادو ببرنامج الحكم الفيدرالى في السودان لوحدة السودان حيث كان وقتها برنامج ثورة الإنقاذ الوطني دينياً ومشكلة السودان حسب اعتقادى إدارية ، ولأول مرة بعد مرور (16) عاماً على ثورة الإنقاذ الوطني أكتشف لكم أننى سلمت الأخ عمر البشير مذكرة إحتوت على ذلك أكدت أن مشكلة السودان هي تطبيق الحكم الفيدرالي لأن البلاد كانت مبنية على (9) مديريات فقط ، فالنميرى قنن الحكم ، ونفذ الحكم الاقليمي ، وعندما التحقت بكلية القادة والأركان وتطورت دراساتي العسكرية والعلمية وجدت أن تصور الرئيس النميرى في الحكم كان إيجابياً ، ودعوت ايضاً لإنعقاد مؤتمر جامع للخبراء في بلادنا لمعرفة الخلل الإدارى وكيفية بتره ، ونحن من هنا نطالب الحكومة بأن تكون واعية بأهمية تنفيذ برامج التنمية وتوفير الاحتياجات اللازمة للمواطن فالحكومة عندها وأجبات والمواطن ايضاً لديه واجباته تجاه بلده. وأنت عضواً في مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني هل كنت راض عن ما قدمته الثورة للشعب السوداني؟ كل الأشياء التي ناديت بها الآن أصبحت واقعاً من خلال ما حدثتك عنه سلفاً في برامج الحكم الفيدرالي في السودان. وماذا عن برامجكم في حزب العمل في الفترة القادمة؟ نسعى لتدريب وتأهيل قيادات للمستقبل وتنمية قدرات القواعد في كل أنحاء السودان ، ولدينا برنامج في كل منطقة عن طريق المسوحات لتحديد الاحتياجات اللازمة ، لأن البرامج الهادفة هي التي تجذب القواعد. ما هي رؤيتك لوضعية الفصائل الجنوبية المسلحة ؟ بعض منها سيتم تدريبهم ومن ثم توزيعهم وفقاً للاتفاقية ، بعد الاستفتاء نحن لا نعرف ماذا سيتم وحدة أم انفصال؟ ولو كانت هنالك وحدة ستكون هنالك ترتيبات لوضعية القوات ، أما الوحدات الأخرى لابد أن تنضم إما للحكومة أو الحركة الشعبية وهناك اتصالات حالياً بين الحركة والقوات في هذا الخصوص. وما المطلوب من القوى السياسية الشمالية والجنوبية للحفاظ على الاتفاقية وتطبيقها على أرض الواقع؟ لابد من المشاركة في أنفاذ برامج هادفة وحل المشاكل في دارفور والشرق حتى نرمى البندقية ونتجه للتنمية . ولابد من لم شمل القبائل بمختلف آرائهم وأفكارهم وأديانهم فبدون آمن لن تكون هنالك أي تنمية. هنالك تباين في الآراء حول شخصية القائد سلفاكير ما هو تقييمك لسلفاكير كرجل سياسي؟ قرنق كانت له شخصية مرنة ولديه خبرة كبيرة في العمل السياسي وسلفاكير سياسي له باع كبير ومن المؤسسين للحركة الشعبية ، وسلفا بطبعه لا يريد الحديث الكثير وهو رجل عملي وعسكري مميز مما يجعلنى أرغب في اللقاء به في القريب لمناقشة عدد من القضايا التي تهم الجنوب والسودان. في تقديرك كيفية يمكن معالجة قضية جيش الرب؟ جيش الرب اليوغندى لديه أهداف ترمى إلى مواجهة موسفينى للوصول إلى السلطة والحكومة السودانية لا ترغب في بقائه ولابد لها من تقديم وساطة بين الجانبين للوصول لاتفاق ، فهم حالياً يهددون المناطق حول مدينة جوبا ويشكلون مهدداً للسلام ومشاكل لحكومة الجنوب.