بورتسودان وأهلها والمطار بخير    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ الدرديري محمد أحمد يضع الحواشي علي متون مرافعات لاهاي

الحركة الشعبية قدمت تنازلاً كبيراً في المرافعات وهو ما يؤكد ان فرصة التوصل إلى قرار بتوافق الآراء لهذا السبب لم اتقدم بشهادتي امام هيئة التحكيم، وكان بإمكان دينق الور ان يتقدم بشهادته لدينا من الوثائق ما يكفي لأثبات أن المنطقة التي أضيفت عام 1905م تقع باكملها جنوب بحر الغزال الخبراء لم يخوّلوا بجمع بيانات من الناس، وإنما فوضوا بالبحث في الوثائق هذه هي حكاية الايميل الذي اثير انه ارسل اليّ من سكرتيرة الجنرال سيمبويا...!؟ خدمة(smc): مدخل: طقس جميل في لاهاي، ونظافة تسترعي النظر والأهتمام، وخضرة ممتدة علي أمتداد البصر.. وسط هذه الطبيعة الساحرة تقع محكمة التحكيم في لاهاي، في مبني عريق تشع من خلال عراقة التاريخ، ليشهد أولي قضية سودانية من نوعها بين طرفين سودانين يتنازعان حول منطقة أبيي، في حادثة فريدة من نوعها تجمع ما بين الجغرافيا والتاريخ، في صراع الوثائق والقانون. وفي لاهاي حشد الطرفان الحكومة والحركة الشعبية جهابذة القانون الدولي لتقوية موفق كل طرف، فالحركة الشعبية والخبراء يؤكدون صحة تقرير الخبراء، والحكومة تطعن في التقرير ولا تعترف به باعتبار أن الخبراء تجاوزا تفويضهم. ومن خلال هذه الإفادات لرئيس وفد الحكومة في لاهاي الأستاذ الدرديري أحمد محمد نكشف جزءاً ما دار في مرافعات التحكيم التي جرت في لاهاي. اثرتم خلال مرافعات التحكيم تجاوز الخبراء للتفويض الممنوح لهم ماهي طبيعة هذا التجاوز من وجهة نظركم؟ كما هو معروف مرحلة تحديد أو ترسيم الحدود هي المرحلة التي تقدم بها الطرفان بمرافعات خاصة، بتوضيح المنطقة التي أضيفت من كردفان إلى بحر الغزال. تم الرد علي مرافعة الحركة الشعبية الخاصة بمرحلة التفويض، وجاء الرد الذي قدمته الحكومة خلال (90) دقيقة بواسطة البروفسير جميس كراوفورد والآخرين، جاء منصباً علي مسائل أساسية ومفنداً المرافعة التي قدمتها الحركة فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية التي أثيرت فيها، كان أول ذلك هو التجاوز الأساسي للخبراء لتفويضهم، الذي تمثل في عدولهم عن تحديد المنطقة الكائنة وراء الحدود التي أختاروها بانفسهم لبحر الغزال وكردفان، والعدول عن ذلك الحد الذي أرتضوه، والذي في تقديرهم هو الرقبة الزرقاء بدلاً عن بحر العرب، بسبب الأختلاط الذي كان في تلك الفترة والذي زعموا أنه ساد تلك الفترة وأدي إلى تغبيش الصورة في أذهان المسئولين البريطانيين. أجمالاً عدولهم عن هذا الخط إلى خط آخر رسم في الصحراء بدلاً عن النهر الذي أرتضوه حدوداً يمثل تجاوزاً مُوضوعياً أساسياً لتفويضهم، ذلك أنه كان من المفترض بعد أن أرتضوا الرقبة الزرقاء حداً بين كردفان وبحر الغزال، حسب ما جاء في تقريرهم، كان عليهم أن يقولوا أن هذا الحد بالتالي يمثل الحد الشمالي للمنطقة التي أضيفت، والتي تقع باكملها جنوب هذا الحد. ومعروف أن الخبراء أضافوا منطقة تمثل الجزء الذي يقع شمال الرقبة الزرقاء ويمثل (68%) منها، وكل هذه المنطقة يعتبرونها منطقة أبيي. وقد أوضح (بروفسور الان بيليه) أن الحركة الشعبية ذكرت صراحة بإن الخبراء لم يكن أمامهم إلا أن يختلقوا خطاً شرقياً يعتبر هو الحدود الشرقية للمنطقة، بسبب عدم وجود أي معلم بارز هناك. وطبيعي بالتأكيد أن لا يتم اختلاق خطوط جديدة عام 2005م، وإنما يتم البحث عن الخطوط التي وضعت إدارياً عام 1905م. كان هذا أهم تجاوز موضوعي ركز عليه محامونا. كذلك أوضحوا أن الحركة الشعبية لم تتمكن من الرد علي القضية الأساسية المثارة في مرافعتنا الخاصة بهذا التجاوز الموضوعي. كيف تجاوز الخبراء الحكومة في الخطوات التي قاموا بها رغم ان الحكومة ممثلة في المفوضية وينبغي مشاركة اعضاءها في كل الخطوات التي تمت ومن ثم قاموا بمقابلة الرئيس لتسليمه التقرير النهائي ؟ مرافعة المحامية (ماريتا مالينتوبي) ركزت بشكل أساسي علي مسألة التجاوزات الإجرائية، وأوضحت أن المفوضية لم تعقد الاجتماع الذي ينبغي أن تعقده بغرض توافق الأراء بعد ان يتم تقديم التقرير للأعضاء، تجاوزت هذه الخطوات ذلك عندما طلب رئيس المفوضية امهالهم شهراً للتشاور. وبعد أن أمهل شهراً طلب مباشرة الإلتقاء بالرئاسة دون المرور عبر المفوضية. وقدم تقريراً للرئاسة دون المرور عبر مرحلة التفاوض والتشاور بغرض توثيق الآراء، وبغرض عرض التقرير الذي تم التوصل إلى أعضاء الطرفين وأعضاء المفوضية بالتحديد، كما أنها ايضا تتحدث عن خطورة الخرق الذي تمثل في عقد المفوضية للاجتماع في الخرطوم في غياب الأطراف ودون علم الحكومة. وأكدت في مرافعتها أن ما قدمته الحركة الشعبية لا يمثل تبريراً أبداً لهذا الخرق الكبير، ويمثل خرقاً جوهرياً، ويعد في حد ذاته كافياً للتشكيك في نزاهة عملية تقرير الخبراء باكمله. ذكرت في حديثك عدم حرص الخبراء علي التوافق في الآراء بين جميع الاطراف فهل هذا شرط ضروري لصحة التقرير النهائي؟ المفوضية حسب أعمالها كانت ينبغي أن تعقد اجتماعاً في نيروبي يومي 16-17 يونيو 2005م، وكان ذلك بغرض الاستماع إلى مرافعات ختامية ونهائية بين الطرفين، بعد الفراغ من المرافعات كان يتعين علي المفوضية ان تظل في حالة إنعقاد لمدة ستة أيام بغرض التفاكر والتدوال. وفي أثناء ذلك كان يجب علي الخبراء أعداد التقرير، وبالتأكيد يتم عرض هذا التقرير للمفوضية، لأن المادة (14) من لوائح الإجراءات تقول أنه يتم في البداية العمل علي أن يصدر قرار المفوضية بتوافق الآراء، في حالة فشل المفوضية في الحصول علي توافق الآراء يكون للخبراء الرأي النهائي. مرحلة التوافق هذه لم تحدث ذلك لأن المفوضية قررت، تحديداً (الخبراء) ، قرروا أنهم محتاجون إلى شهر للتشاور في ما بينهم، ومن ثم لا داعي لوجود أعضاء المفوضية الآخرين لمدة ستة أيام في نيروبي لأنتظار أصدار قرار المفوضية، والذي كان بعد صدوره ينبغي أن يتم التشاور وسفر أعضاء المفوضية بأكملها لتقديم القرار إلى الرئاسة، سواء أن قبله الطرفان أو قبله أحد الطرفين، أو سواء تم التوصل إلى أي رأي بتوافق الآراء أو لم يتم التوصل الي قرار بتوافق الآراء ومن ثم التوصل إلى رأي بالأجماع من خلال الأغلبية هذا وارد ويعتبر قرار المفوضية، مثلا أن يصوت معه خمسة، ويقف ضده خمسة، ويقف معه الخبراء، ويعتبر أيضا قرار صادر من المفوضية. هذا لم يحدث وذهب الخبراء الى سبيلهم وذهبت غالبية الأعضاء إلى الخرطوم ونيروبي، لم تكن مؤسسة الرئاسة تشكلت بعد. وأتصل الخبراء بي شخصياً ودينق الور وطلبوا عقد اجتماع لهم كخبراء مع الرئاسة وافترضنا انهم يريدون التمديد.. وكيف فسر الخبراء خطوتهم تلك؟ هم فسروها بكذبة. قالوا حدثت محاولات لتوافق الآراء ورفضها السفير الدرديري أكثر من مرة ، ومرة ثانية قالوا أحمد صالح صلوحة وجيمس لوال جلسوا مع بعض وقدموا حل وفاقي للطرفين، وأيضا حسب كلامهم رفضتها، وهذا لم يحصل. ونحن قلنا لهم وقدمنا شهادة أن هذا الكلام لم يحدث. وطلبنا منهم أن يستجوبوا شهودنا هؤلاء أمام المحكمة ولم يستجوبوهم، وطلبنا منهم أن يتقدموا بشهودهم وما تقدموا بهؤلاء الشهود. ما هي حكاية الايميل الذي اثير انه ارسل اليكم من الجنرال سيمبويا ليعلمكم ان المفوضية ستقوم بتقديم تقريرها النهائي؟ لم توجد الحركة الشعبية حتى الآن دليلاً يؤكد أن ذلك الاجتماع قصد منه تقديم التقرير النهائي، أقصي ما ذهبت إليه الحركة الشعبية أنها قدمت إيميل من سكرتيرة الجنرال سميوبيا إلى أحد الخبراء، تقول فيه أنها أتصلت بالدرديري ودينق الور، وابلغتهم بأن اجتماع المفوضية خاص بتقديم التقرير النهائي، وأنهم اقترحوا يوم 14 يونيو موعداً للاجتماع. هذا المرأة لا أذكر أنها أتصلت بي، وقطعاً لم تذكر في أي أتصال هاتفي معي أنها تظيم الاجتماع لتقديم التقرير النهائي، وكما ذكر بروفسور (جميس كراوفورد) هذا الأيميل لم يكن مُوجهاً لي، وبالتالي ليس دليلاً علي علم الحكومة بالمشاركة. وكان بإمكان الحركة الشعبية أن تقدم السيدة (كايرو) كشاهدة لتدلي بهذه الأفادة ولكنها لم تقدمها كشهادة. وليس هناك أي دليل أو مكاتبة، بالرغم أن المكاتبات كانت كثيرة في عهد الخبراء. طلبنا منهم تقديم أي دليل مكتوب، علماً ان محاضر الاجتماعات جميعاً مسجلة، ولا يوجد ما يشير في تقرير الخبراء أو الأوراق المكتوبة أنه تم عقد اجتماع بهذا الهدف أصلاً. الحركة الشعبية عتبت عليك أنك لم تتقدم بشهادة حتى يتم استجوابك بواسطتهم حول هذه المسالة؟ البروفسور (كراوفورد) أوضح أن الوكلاء لا يتقدمون بشهادات، وقال هذه كانت نصيحتي أنا كمستشار أول لحكومة السودان، وطوال تجربتي الطويلة لم أر وكيلاً يتقدم بشهادة، لكننا لاننا كنا ندري بأهمية أن تقدم شهادة بهذا الخصوص، رأينا أن تقدم الشهادة من أحد ثلاثة طلب الاجتماع معهم، وهو السيد نائب رئيس الجمهورية. وسألنا تحديداً : هل كنت علي علم أن الاجتماع مقصود منه تقديم تقرير الخبراء؟ فنفي ذلك، وقال أن قصاري ما تصوره أن الخبراء بصدد طلب تمديد، لأن ملحق البروتكول قال يسعي الخبراء لانجاز مهمتهم خلال ستة اشهر بينما البروتكول قال يتم انجاز المهمة خلال عامين فظن السيد النائب ان المطلوب هو ان يسمح لهم باستيفاء كامل الاجل الممنوح لهم. وكما ذكر بروفسور (كرافورد) أن هناك ثلاث شهادات قدمت من قبل حكومة السودان، شهادة عبد الرسول النور، أحمد صالح صلوحة وزكريا أتيم، وهم جميعاً من أعضاء وفد المفوضية في الحكومة، كلها تجمع أنه لم يتم أخطارهم بأن الاجتماع هذا يقصد به تقديم تقرير نهائي من الخبراء، وهذه الشهادات والشهود قدموا للحركة الشعبية لأستجوابهم، والحركة الشعبية لم تستجوبهم، فهل يجوز لها أن تقول إن المشكلة التي واجهتها أنها لم تقدم شهادة من الدرديري لإستجوابه.. ماذا سيقول الدرديري أكثر من هؤلاء؟ أضف إلى ذلك أن شهادات الحركة التي قدمت، والتي ذكر فيها اثنين من أعضاء المفوضية أن هناك محاولات جرت لتحقيق توافق في الآراء فشلت، وكنا حقيقة نرغب في استجواب هؤلاء الناس أو إعادة استجوابهم، وهم دينق الور وجيمس لوال. سحبت هذه الشهادات ولم يتم التقدم بهؤلاء الشهود، ومنعنا نحن من استجوابهم. ودينق الور كان موجود في المحكمة، لكنه حقيقة منع من الاستجواب بواسطة محامينا لاه لم يقدم كشاهد من الحركة الشعبية، هو أستبعد من الشهادة وهو ليس وكيل، وكان بامكانه أن يتقدم بشهادته في أي وقت من الأوقات، باعتبار أنه ليس وكيلا للحركة الشعبية. أنا الدرديري ووكيل في الأعراف لا يمكن أن أتقدم بشهادة، وقدم مضمون شهادته أكثر من ثلاثة أو أربعة أعضاء من الحكومة، من بينهم السيد نائب رئيس الجمهورية. هل يستقيم ان تحضر لجنة الخبراء الي الخرطوم لتعقد لقاءات وتكون الحكومة آخر من يعلم؟ بالنسبة للاجتماع الذي عقد في الخرطوم والحركة أثارت جدلا حول معرفة الحكومة به، نقول الآتي: هذه الاجتماعات ثلاث، اجتماعان عقدا مع دينكا نقوك، واجتماع ثالث عقد مع (دينكا توج) ، لم تعرف الحكومة بأنها عُقدت إلا بعد أن صدر التقرير النهائي، وهذه الاجتماعات عُقدت بين الخبراء فقط وهؤلاء الأهالي من هذه المناطق بالخرطوم، وتقدموا فيها بكثير من الإفادات والمستندات، وغالبية مثقفي الدينكا نقوك حضروا هذه الاجتماعات في فندق الهيلتون. بونا ملوال نظم اجتماعات لدينكا توج مع الخبراء، لأن الدينكا يعتبرون أن لديهم مصلحة في المنطقة، ونظموا الاجتماع وهم يعتقدون أن بونا ملوال عضو في حكومة السودان قبل الفترة الانتقالية، وأن علم بونا ملوال بالاجتماع يعني علم حكومة السودان بالاجتماع؟ المعروف أن بونا ملوال لم يكن عضواً بحكومة السودان قبل تكوين الحكومة الانتقالية، الاجتماعات كانت في شهر أبريل 2005م وبونا ملوال لم يتم تعيينه، وذكروا أنه هو الآن يتولي مواجهة المجتمع الدولي دفاعاً عن الرئيس في محكمة الجنايات الدولية، وذكروا أنه مستشار خاص للرئيس البشير الآن، وكيف يكون مستشاراً للرئيس البشير وينظم اجتماعاً الحكومة تدعي أنها لا تعلمه؟. طبعاً رددنا عليهم في المرافعات المكتوبة وأثاروها في المرافعات الشفوية وردينا عليها. اللجنة أصلاً جاءت كما ذكر جنرال سيموبيا في شهادته، وحسب الجدول المُعد، جاءت بغرض الاطلاع علي الوثائق الموجودة في مصلحة المساحة ودار الوثائق، وجلسوا حوالي أسبوعين لهذه الغاية. ونحن كنا مسؤولين من تنظيم البرنامج وحلحلة أي مشكلة تواجههم وتوفير وسائل
الانتقال. الشاهد أن اجتماع الخرطوم هذا تم بهذه الكيفية، ولا يوجد أي مستند يثبت ان حكومة السودان قد أطلعت أو دُعيت له. وعجزت الحركة الشعبية ان تتقدم بأي مستند بهذا الخصوص. ومن ناحيتنا قدمنا شهادات تؤكد أننا لم نخطر بالاجتماعات. وأول علم لنا بها بعد أن رأينا الاشارة إليها في تقرير الخبراء. الحركة الشعبية قدمت أفادات من أعضاءها بان التنسيق لهذا الاجتماع تم في أبيي في غداء غير رسمي، وهذا غير صحيح، لأنه لا يوجد في محاضر اللجنة أو مضابطها، وبالتالي يصعب أثباته، وبالتالي نفينا نحن ذلك. الخبراء لم يقدموا أي دليل بعلمنا بالاجتماعات، من ثم كانت لابد من اثارت بلبلة وضوضاء. والحركة تقول أن الدرديري (عارف) وانه أخطر بهذه الاجتماعات، وأنه عندما ذهب نيروبي توجه بالشكر إلى الخبراء علي جهودهم في المنطقة أو ربما في الخرطوم؟ حقيقة في أحدي الجلسات وبعد ان تفرقنا قلت لهم الناس يشكرونكم علي جهودكم التي بذلتموها في دار الوثائق، وبالتأكيد العبارة لا يمكن ان يفهم منها ما ذهبوا اليه. والمحامية لوريتا مالينتوبي قدمت هذه العبارة، وأوضحت أنه لا تحتمل أي تفسير وأن معناها هو أن الحكومة تعرف هناك الاجتماعات تمت مع دينكا نقوك أو غيرها. فهذا كان كل دليلهم. وفي النهاية هم لم يجدوا دليلاً، وفي الآخر حملوا المسئولية للدرديري. ونحن في القانون ندرك عندما لا يكون لديك دليلا تعلي صوتك (حتى تكمل بها الناقصة). فهذه حقيقة كانت قصة الاجتماعالذي لم نخطر به ببساطة. ذلك يمثل اخلالاً بيناً وخروجا عن التفويض، لأن الخبراء ببساطة لم يخولوا بجمع بيانات من الناس، وإنما فوضوا بالبحث في الوثائق. ولم يقولوا لهم اذهبوا وابحثوا عن المواطنين، وهذا يمثل اخلالاً بيناً بقواعد العدالة المتبعة في أي تحكيم أو لجنة تحاول أنها تحكم أو توفق بين طرفين. في ظل هذا التباين في الفهم هل تعتقد انه كانت هناك فرصة للتوصل الي توافق في الاراء حول ابيي مع الحركة الشعبية؟ حقيقة نحن نعتقد أن فرصة التوصل إلى قرار بتوافق الآراء كانت كبيرة، ولو أطلعتم علي المرافعة الأولي التي قدمتها وقارنتموها بالمرافعة الثانية تجدون أن الحركة الشعبية في مرافعتها الثانية تنازلت تنازلاً كبيراً جداً، ما قدمه (رودمان بندي) في حديثهم حول (سير ونجت باشا) في مرافعتهم الثانية في مفوضية ترسيم الحدود، هو أحدي المؤشرات علي ذلك وهم بعد أن كانوا يتحدثوا عن كامل منطقة (دينكا نقوك) الحالية، صاروا يتحدثون عن أن منطقتهم التي اضيفت تقع جنوب بحر العرب وحول بحر العرب، وهذا كان تنازل كبير جداً. وتراجعهم وذكرهم لوثيقة (السير ونجت باشا) التي نصت بشكل واضح علي أن المنطقة التي حولت تقع جنوب بحر العرب كما أوضحها (رودمان بندي) حدث ايضا في مرافعتهم الثانية التي قدموها للجنة الخبراء. لو كان الخبراء حقيقة يقصدون التوصل إلى حل بتوافق الآراء لكان ذلك ممكناً، وذلك من خلال الوثائق اللذين اطلعوا عليها، ولقالوا نعتقد أن المنطقة التي أضيفت تقع جنوب بحر العرب وليس هناك دليل بخلاف ذلك. ومن الأفضل أن نصل إلى هذه المسألة بتوافق ونقرها ونرفعها مع بعض، أذا هي التي رفضت في الآخر القرار سيرفع أيضا بواسطة المفوضية لأنه يرفعه عشرة من (15) ، وهذه الخبراء لم يفعلوها. أنا اتصور أن الآلية يمكن أن يكون تعاملها إيجابياً وتخرج بنتائج إيجابية، ويمكن أن تستغل وضعها مثل ما عملوا الخبراء، وتقفز بالطريقة التي عملوها بسوء نية، وتتجاوز الآلية وتقول أنه لم يتم الحصول علي توافق الاراء المطلوب، وبالتالي من حق الخبراء ان يقدموا تقريرهم منفرد كما فعلوا. اتصور أن الآلية في حد ذاتها لم تكن معيبة بقدر ما كان العيب من الذين حاولوا أساءة استخدامها. الوثائق المقدمة مثل وثيقة ونجت باشا التي تحدثت عنها هل قدمتها الحكومة للخبراء ام انهم يجدوها؟ رودمان بندي اوضح في كلامه ان من العجب ان هذه الوثائق الاربعة قدمت من قبل حكومة السودان للخبراء، وانهم لم يشيروا لها مطلقا في تقريرهم، لكنها مقدمة لهم في قائمة الوثائق التي تلقوها. في آخر التقرير مكتوبة لكن داخل التقريرلا يوجد اشارة اليها نهائياً ولا لدورها او قيمتها ولا اي شئ. المنطقة التي أضيفت عام 1905م اثارت لغطاً كبيراً خلال المرافعات، ماهي دفوعاتكم التي قدمتموها لاثبات ان هذه المنطقة تقع جنوب بحر العرب؟ وفي ما يتعلق بالجانب الموضوعي كما هو واضح من خلال المرافعات التي قدمت، تؤكد الحكومة أن هناك من الوثائق ما يكفي لأثبات أن المنطقة التي أضيفت عام 1905م تقع باكملها جنوب بحر العرب، وأن بحر العرب نفسه كان معروفاً في ذلك الوقت بقدر كافي ليجعل من المستحيل الحديث عن أي ألتباس بينه وبين الرقبة الزرقاء، يؤدي إلى أن يفترض المفتشون الأنجليز الذين زاروا المنطقة وكبار الإداريين البريطانيين في الأبيض أو الخرطوم أن حدود كردفان وبحر الغزال كانت هي الرقبة الزرقاء وليست بحر العرب. بالتأكيد أن الموضوع الذي يختص بان بحر العرب كان معروفاً علي نحو كاف لا يجعل هناك أي إمكانية للبس بينه وبين الرقبة الزرقاء كما جاء في محور حديث (الخبير الاستر ماكدونالد) ، الذي قدم ببراعة عرضاً مفصلاً مشفوعا بالأدلة التاريخية بهذه المسألة. مرافعة (رودمان بندى) القوية إنصبت أساساً علي أن الوثائق الأساسية لهذا التحويل الذي تم في عام 1905م وهي أربع، جميعاً تجمع بأن هذه المنطقة التي حولت تقع بأكملها جنوب بحر العرب. وورد في إحدي الوثائق انها تقع جنوب نهر (كير)، وإذا ما كان هناك أي خلط في أسم بحر العرب وانه ينطبق علي بحر العرب او الرقبة الزرقاء، فانه لم يكن هناك اي خلط في اسم نهر كير وظل بإستمرار ان نهر كير هو بحر العرب، وكانت الأشارة دوماً إليه بهذا الأسم من الدينكا الذين يسكنوا في المنطقة، ومن قبل المفتشين الذين عملوا معهم ومن ثم هي إشارة واضحة وصريحة الدلالة بالنهر المعني. الوثائق التي وضعها الانجليز ابان فترة الاستعمار خاصة فيما يتعلق بالحدود بين كردفان وبحر الغزال هل يمكن ان تحسم الامر؟ ركز (رودمان بندي) علي الأفادة القوية الواردة في تقرير أو مذكرة السير ونجت باشا المقدمة إلي جلالة الملكة حول أوضاع السودان، والتي تحدث فيها عن التعديلات الحدودية الداخلية التي اجريت خلال عام 1905م. وذكر من بينها هذا التعديل بشكل واضح. وأكد فيه أن هذه المنطقة التي اضيفت تقع بأكملها جنوب بحر العرب. والسير ونجت باشا كان يعرف تماما في ذلك الحين ماذا يعني ببحر العرب، حيث أن جزءا كبير من مذكراته في سياق اخر ركزت عن جهود الأستكشافات التي تتم في ذلك الحين في بحر العرب، بغرض جعله نهراً كبيراً صالحاً للملاحة، بهدف القضاء علي العزلة التي كانت سائدة في ذلك الحين في معظم مناطق الجنوب، ومن ثم إعتماد الملاحة النهرية كوسيلة للنقل ولتمكين السلطان الأنجليزي الذي كان حديث العهد بالسودان في ذلك الوقت، وهذا كان محور المرافعة للمحامية رودمان بندي.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.