كلام الناس * *اخيرا بدأ بعض قادة الحزب الحاكم يعترفون بأنه لا مخرج للوطن من الاختناقات السياسية والاقتصادية والامنية إلا بالاتفاق القومي وها هو الدكتور ابراهيم غندور يؤكد لدى مخاطبته دورة الانعقاد الثانية لاتحاد عمال السودان أن الوطن لا يكون ولا يبقى الا بالتوافق. *قال غندور:اننا اذا لم نتفق على الثوابت والمبادئ فاننا لن نجد سودانا نحيا عليه؛ وهذا ما ظللنا ندعو اليه ونسعى لتحقيقه على أن يكون الاتفاق على ثوابت ومبادئ قومية وليس ثوابت ومبادئ الحزب الحاكم الذي لم يستطع الحفاظ على وحدة السودان ولم يحقق السلام الشامل في السودان الباقي. *لم يعد هناك وقت للمماطلة وجميعنا يعلم حجم الضغوط المتزايدة على شتى الاصعدة في ظل استمرار النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق وابيي، والمطالبات العادلة التي للاسف اصبحت تطرح قبليا. *لن تجدي المذكرات التي بدأت تطفح على سطح الساحة السياسية ما لم يحدث تحرك ايجابي صادق تجاه الآخرين ليس لاقتسام السلطة والثروة ولا لترضيتهم عبر تعيينات مظهرية كما حدث مؤخرا؛ وانما للوصول للاتفاق السياسي القومي الذي ينتقل بالوطن من حكم الحزب الواحد الى مرحلة انتقالية قصيرة المدى تهيئ البلاد للتحول الديمقراطي واعداد دستور يعزز ما هو موجود من حقوق، ويحافظ على ما تبقى من نسيج الأمة السودانية. *هنك بشريات ملموسة وسط المعارضة التي تتمسك بالحل السياسي السلمي الديمقراطي طرحها حتى الحزب الشيوعي السوداني الذي يعتبره البعض اعدى اعداء الحزب الحاكم عبر كتابات الدكتور الشفيع خضر الذي قال فيها (انهم) ليسوا من دعاة رمي اصحاب الخيار الاسلامي في البحر، وأن المؤتمر الدستوري لا يعني الغاء الآخر وانما يعني تفعيل آلية التسوية لصالح الحفاظ على الوطن دون التغاضي عن جرائم انتهاك الانسان وجرائم الفساد وهدر موارد الدولة (الصحافة30 يناير2012). *نقول ايضا إن هذا يستوجب تنقية الاجواء السياسية وإطلاق سراح المعتقلين والمحاكمين سياسيا، وإطلاق حرية الصحف، وعدم التضييق على الرأي الآخر وتأمين كل حقوق المواطنة لاهل السودان الباقي بلا إكراه أو وصاية أو إقصاء.