*لسنا في حاجة إلى تكرار ما قلناه مراراً وتكراراً من كراهيتنا للسياسة ومكائدها وأحابيلها وحيلها التي أدخلت البلاد والعباد في هذه الدوامة المتداخلة من الأزمات والاختناقات السياسية والاقتصادية والعدلية والأمنية, ولكننا للأسف لا نستطيع الفكاك من حبالها التي تحيط بنا من كل جانب وتدخل في بيوتنا وجيوبنا وتؤثر بصورة مباشرة في كل جوانب حياتنا. *لذلك ظللنا مهمومين بالحراك السياسي الذي عولنا عليه للخروج من كل هذه الأزمات والاختناقات ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي وها نحن بعد كل هذه السنوات من التجريب المر لا نكاد نتقدم خطوة إيجابية نحو الاتفاق السياسي القومي إلا وبرزت تحديات جديدة نرى أنها تستوجب الاتفاق السياسي. *إننا ندرك أن الإصلاح الحزبي المنشود واللازم للانتقال بصورة جادة إلى مرحلة التحول الديمقراطي لم يتم حتى داخل الحزب الحاكم –المؤتمر الوطني- وأن سياسة فرق تسد مازالت تحاول العودة من جديد رغم فشلها التام في تحقيق أهدافها بل تسببت في إنشطار حزب المؤتمر الوطني نفسه ومازالت تهدد مستقبل السودان الباقي. *لذلك فاننا ندفع بالحراك السياسي الإيجابي الذي بدأ على استحياء وسط حزب المؤتمر الوطني إبان مؤتمراته التنشيطية ولكننا نخشى عليه من غلبة مجموعة الحرس القديم المسنودة بجماعات من الانتهازيين والنفعيين الذين يحسبون أن كل صيحة عليهم ويقدمون مصلحة أنفسهم على مصلحة الحزب والوطن. *حزب المؤتمر الوطني تحديداً أكثر حاجة من كل الأحزاب الأخرى إلى إعمال النقد الذاتي بصورة حقيقية ليس من أجل إعادة بنائه مؤسسياً وديمقراطياً فقط وإنما من أجل بناء جسور حقيقية مع الأحزاب التاريخية التي ليس من مصلحة الوطن ولا حزب المؤتمر الوطني نفسه إضعافها. *لسنا في حاجة إلى التنبيه إلى التحديات القائمة والكامنة في البلاد سياسياً واقتصادياً وعدلياً وأمنياً وهي تستوجب الحل السياسي والتراضي الوطني والاعتراف العملي بالتعدد السياسي والإثني وبكامل حقوق كل مكونات أهل السودان الباقي بعيداً عن النزاعات والتوترات التي خبرنا نتائجها ولا حاجة لنا إلى تجريب المجرب.